قصص الانبياء عليهم السلام بالترتيب

قصص الانبياء عليهم السلام بالترتيب

لا بدّ للإنسان أن يفرّق دائماً ما بين قصص الأنبياء، والقصص التي وقعت قبل زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبعده، فقصص الأنبياء هي تلك القصص التي تبيّن المراحل التي مرّ بها الأنبياء في دعوة أممهم إلى الإيمان بالله عز وجل والمعجزات التي أيّدهم الله تعالى بها، في حين أنّ القصص التي حدثت قبل زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تعبّر عن أحداث الماضي، كما هو الحال في قصة أصحاب الكهف وأصحاب السبت، أما القصص التي حدثت في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تشير إلى الأحداث التي حصلت مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ كالغزوات التي خاضها أو بعض معجزاته.

يتحدث هذا المقال عن قصص الأنبياء، ويشمل:

  • أهمية معرفة قصص الأنبياء.
  • قصص الأنبياء بالترتيب.
  • أفضل كتاب لقصص الأنبياء.
  • قصص الأنبياء عن الصّبر.

أهمية معرفة قصص الأنبياء

تتمثل أهمية قصص الأنبياء في معرفة الطغاة والعصاة من الأمم السابقة، والتعرف على كيفية دعوة الأنبياء لهم للإيمان بالله عز وجل، ومدى صدق دعوتهم المتمثلة في معرفتهم بالكتب السابقة وبالأمم السابقة دون أن يعرفوا ذلك من الرهبان أو الأحبار، فضلاً عن تعريف الناس بأنّ كافة الأنبياء مرسلين من الله عز وجل ويدعون إلى عبادته وحده، كما أنها طريقة لتثبيت النبي وتصبيره على أذى قومه لقوله تعالى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِين} (سورة هود: 120). وبيان مدى قدرة الله فيهم بإرسال كل نبي منهم بمعجزة خاصة.

قصص الأنبياء بالترتيب

قصة النبي آدم عليه السلام

بين الله عز وجل قصة سيدنا آدم في أكثر من سورة في القرآن الكريم؛ كسورة الأعراف، والبقرة، والكهف، وطه، وص، وتراوح الحديث عن قصة النبي آدم فيهم ما بين التفصيل والإيجاز.

إعلان السوق المفتوح

فبعد أنِ اكتملت صورة آدم عليه السلام كإنسان، عرضه الله عز وجل أمام الملائكة وطلب منهم أن يسجدوا له رفعةً لشأنه، إلا أنّ إبليس رفض أن يسجد كالملائكة فقال تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (سورة ص: 71 – 76). 

كما قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (سورة البقرة: 34)، وقال في سورة أخرى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (سورة الأعراف:11- 12)، ولأنّ إبليس لم يستجيب إلى أمر الله تعالى استحقّ الطرد واللعن والخلود في جهنّم، ولأنّ إبليس علم مصيره فإنه توعّد أن يخرج آدم من الجنة وأن يخرج ذريته جميعًا منها بإغوائهم، فقال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا * قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا * قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا} (سورة الإسراء: 6 – 63)، وبرّر إبليس عدم سجوده لآدم في قوله تعالى: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} )سورة الأعراف: 12])، وقال: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} (سورة الإسراء: 61)، وقال: {لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} (سورة الحجر: 33).

فنبي الله آدم هو أول نبي خلقه الله عز وجل وأبو جميع البشر، فخلقه الله عزوجل بيديه وعلّمه كافة الأسماء، وخلق له زوجته حوّاء، وسمح لهما بتناول كافة ثمار الجنة باستثناء شجرة واحدة، فوسوس لهما الشيطان فأكلا منها، فأنزلهما الله تعالى للأرض وأمرهما بعبادته وحده لا شريك له وأن يدعوا البشر لذلك، فقال تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ* فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} )سورة طه: 121- 122).

 فأصبح الإنسان في الدنيا دار الشقاء مخيّرًا لا مسيرًا يعمل فيها ليحصل على الرزق، ويجاهد نفسه بالابتعاد عن الشهوات والملذَّات ومحاربه الشيطان والهوى، فهو مخيّر بأن يسلك طريق الصواب للوصول للجنة، وطريق الخطأ الذي يؤدي إلى النار.

قصة النبي إدريس عليه السلام

هو سيدنا سِبط شيث -عليه السلام-، وجدّ سيدنا إبراهيم عليه السلام، فهو أول نبي نال شرف النبوة بعد سيدنا آدم وشيث -عليهما السلام-، وقيل هو سيدنا إدريس بن يرد بن مهلائيل -عليه السلام-، ويقال له أخنوخ وأنه جد سيدنا نوح -عليه السلام- لأبيه؛ وهو سيدنا نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ، وقال الله تعالى فيه في القرآن: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا* وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا} (سورة مريم: 56 – 57).

بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا إدريس عليه السلام بثلاثين صحيفة، فكان أول نبي خطّ بالقلم، ونظر في علم النجوم والكواكب، فقد أرسله الله عز وجل إلى قومه بعد انتهاء دعوة سيدنا آدم، فقد كان الناس في فترة وجود سيدنا آدم يعبدون الله عزوجل وحده، إلا أنهم أخذوا بعد انتهاء هذه الفترة بعبادة الأوثان والأصنام، وأقام إدريس في الأرض ثمانمئة عام، ثم رفعه الله تعالى إليه إلى السماء الرابعة.

قصة النبي نوح عليه السلام

بعث الله سبحانه سيدنا نوح عليه السلام إلى قوم جاحدين كانوا يعبدون الأصنام التي بناها من قبلهم لتخليد ذكراهم بعد موتهم، وبقيت هذه الأصنام لفترة من الزمن لا تعبد إلى أن جاء أناس آخرين بدؤوا بعبادة الأصنام دون عبادة الله تعالى، فقال فيهم الله تعالى: {قَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}(سورة نوح: 23).

بدأ نبي الله نوح عليه السلام بدعوة قومه لعبادة الله عز وجل وحده لا شريك له، وبيّن لهم الأثر الإيجابي الذي سيعود عليهم من غفران للذنوب وعدم معاقبتهم وإهمالهم فرصة إلى أن يأتي أجلهم قال تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ ۖ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(سورة نوح: 4).

دعا قومه بكافة الأساليب للإيمان بالله تعالى، وقابلوه بالاستكبار وكانوا يتهربون منه ويضعون أصابعهم في آذانهم؛ كي لا يسمعوا ما يقول، ويتغطون بثيابهم، ومصرّين على جحودهم ومستكبرين في عنادهم قال تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا*وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا} (سورة نوح: 6-7).

استمر عليه السلام بدعوتهم بالعلن وأمرهم بأن يستغفروا ربهم وبين لهم أن الإستغفار يؤدي إلى فتح أبواب الرزق والحصول على الأموال والأولاد ودخول الجنة لقوله تعالى: {ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا*ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا*فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا}(سورة نوح: 8-11،24)، ثم بين لهم كيفية خلق الله تعالى للإنسان منذ أن كان نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم جعل المضغة عظاماً، ثم كسى العظام اللحم، إلا أنهم أصروا على عدم الاستجابة لدعوته، فبعد أن تعب سيدنا نوح من قومه ومن جحودهم قال كما جاء في القرآن: {وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا} (سورة نوح: 24)، وقال: {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارً} (سورة نوح: 26).

طلب سيدنا نوح من الله عز وجل أن يعاقب الكافرين على جحودهم؛ لأنهم ضلوا عن طريق الهداية، فأجابه الله تعالى بأنه لن يفرّق في العقاب بين الضالين وبين زوجته وابنه الذي كانوا منهم لقوله سبحانه: {ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}(سورة التحريم: 10).

كانت معجزة النبي نوح هي السفينة التي أمره الله عز وجل أن يبنيها من الخشب وأن يصنع مادتها من الألواح ويضعها إلى جانب بعضها البعض وان يثبتها بالمسامير قال تعالى: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ}(سورة القمر: 13).

فسخر منه قومه كما جاء في قوله تعالى: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ}(سورة هود: 38)، وأن يجمع فيها زوجين من كل شيء حي، وركبها الذين آمنوا بالله عز وجل وبدأت الرياح والمياه تدفعان السفينة، حيث قال ابن كثير أنّ ارتفاع المياه قد وصل إلى خمسة عشر ذراعًا، وفي رواية أخرى ثمانين ذراعًا، فكان العقاب هو الغرق بالطوفان، ثم دخول النار في الآخرة قال تعالى: {مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا}(سورة نوح: 25).

اقرأ أيضاً:  سورة التحريم وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

قصة النبي هود عليه السلام

هو نبي الله هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن غوص بن إرم بن سام بن نوح، بعثه الله لقبيلة عاد التي كانت تتمتع بحضارة مزدهرة جداً؛ حيث قال الله تعالى فيهم: {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ* أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ* وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}(سورة الشعراء: 132- 134) وقال: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ* وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} (سورة الشعراء: 128-129).

وقعت قصة سيدنا هود عليه السلام في منطقة الأحقاف؛ وهي عبارة عن جبال رملية يطلق عليها اليوم الربع الخالي الذي يقع في الجزيرة العربية ما بين عُمان وحضرموت، حيث دعا قومه هود إلى عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له فسخروا منه وطغوا وطلبوا منه أن يأتي بمعجزة قال تعالى: {قالوا يا هودُ ما جِئتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحنُ بِتارِكي آلِهَتِنا عَن قَولِكَ وَما نَحنُ لَكَ بِمُؤمِنينَ}(سورة هود: 53)، فكان العقاب هي الريح القوية العاتية لمن لم يؤمن به، أما المؤمنين فنجاهم الله.

قصة النبي صالح عليه السلام

أرسل الله عز وجل سيدنا صالح عليه السلام لقوم ثمود الذين يعتبرون من القبائل العربية التي ترجع في أصلها إلى أولاد سام بن نوح، فقد كانت قبيلة ثمود تسكن ما بين الحجاز وتبوك، وكانوا يعبدون الأصنام، فدعاهم سيدنا صالح إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام فأبوا وأصرّوا على كفرهم واتّهموه بأنه مجنون وساحر، وطلبوا منه معجزة تبين صدق رسالته وهي ان يُخرج من الصخرة الناقة وطلبوا مواصفات تعجيزية لهذه الناقة، فذهب سيدنا صالح إلى المصلى ودعا الله أن يخرج من الصخرة ناقة، فكان ذلك فآمن البعض منهم وكفر الآخر، ثم طلبوا منه أن يترك الناقة تشرب من البئر يومًا وهم يوم وأخذوا ينتفعون من لبنها.

في يوم من الأيام اجتمع تسعة من الرجال فقتلوا الناقة وولدها، ووصل الخبر لسيدنا صالح عليه السلام وحذرهم من العذاب الشديد الذي سيطالهم بعد ثلاثة أيام من قتلها؛ فاستهزؤوا بكلامه وقرروا قتل سيدنا صالح، إلا أنّ الله عاقب هؤلاء التسعة بالحجارة، وبعد مضي ثلاثة أيام أصبحت وجوههم مسفرة، ثم احمرّت في اليوم التالي، ثم اسودّت في اليوم الثالث، فلما طلعت الشمس يوم الأحد صباحًا جاءت صيحة من السماء ورجفة من الأرض تحت أقدامهم فهلكوا وكان هذا عقابهم.

بيّن الله عز وجل قصة سيدنا صالح في الكثير من المواضع القرآنية في سورة الأعراف، وهود، والحِجر، والشعراء، وفصلت، والإسراء، والنمل، والذاريات، والحاقة، والفجر، والشمس، وأشير إليها في سور: التوبة، وإبراهيم، والحج، والفرقان، والعنكبوت، وص، وغافر، وق، والنجم، والبروج.

قصة النبي لوط عليه السلام

هو سيدنا لوط بن هاران بن تارح – يعني ءازر- بعثه الله تعالى في زمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهو ابن أخيه لأن هاران، وهو أخو إبراهيم وناحور، وجميعهم أولاد ءازر، وهاجر معه إلى أرض الشام، حيث أرسل الله عز وجل سيدنا لوط عليه السلام إلى قوم في منطقة سدوم، وهي اليوم من أراضي فلسطين المحتلة وما حولها من القرى، ليدعوهم إلى عبادة الله عز وجل قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}(سورة الشعراء:163) وقال لهم أنّه لا يسألهم عن أجر بل إنه يأخذ أجره من الله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (سورة الشعراء:164).

كما جاء يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن ارتكاب الفواحش والمآثم؛ فقد كانوا يأتون الذكور دون الإناث وجاء ذلك في الكثير من المواضع القرآنية كما في قوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} (سورة الأعراف:80)، وقوله: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} (سورة النمل:54).

قابل قوم لوط كلام سيدنا لوط بالاستهزاء والاستخفاف به واستمروا في إظهار فاحشتهم على الملأ، وعبّر عن ذلك قوله تعالى: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} (سورة الأعراف:82)، {قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ} (سورة الحجر:70)، {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ} (الشعراء:167)، {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (سورة العنكبوت:29).

فأنكر سيدنا لوط أفعالهم فقال تعالى: {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ} (سورة الشعراء:168)، ثم طلب من الله تعالى أن ينجيه من القوم الظالمين قال تعالى: {رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ} (سورة الشعراء:169)، ثمّ حاول أن يُبعد قومه عن فاحشة اللواط بأمرهم بالزواج من الإناث كما جاء في قوله تعالى: {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ}(سورة هود:78)، وقصد هنا بالبنات بنات قومه لأنّه هنا هو بمثابة الوالد لقومه؛ لذلك قال بناتى فردّوا عليه أنهم لا يرغبون بالبنات بل بالرجال؛ فأصبح الرجال يستغنون عن النساء ببعضهم البعض، والنساء يستغنين عن الرجال ببعضهنّ البعض كما جاء في قوله تعالى: {قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ}(سورة هود:79)

ثمّ أرسل الله سبحانه وتعالى الملائكة ليطمئنوا سيدنا لوط ويثبتوه على موقفه في قوله تعالى: {وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}(سورة العنكبوت:33)، وقالوا له أنّ الله بعثهم لإهلاك هؤلاء القوم في قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ}(سورة العنكبوت:31)، وقوله {إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (سورة العنكبوت:34).

فجاء عقاب الله تعالى لقوم ثمود بأخذهم بالصيحة وقلب الأرض عليهم وضرب كل واحد من أهلها بالحجارة؛ كي يكونوا عبرةً لغيرهم، قال تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ* فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ}(سورة الحجر: (73 – 74وقوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ}(سورة هود:82)، وقال:{فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ*إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ* ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ*وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ*إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}(سورة الشعراء:170 – 174).

قصة النبي شُعيب عليه السلام

أرسل الله عز وجل نبيه شعيب عليه السلام إلى أهل الأيكة ليدعوهم إلى عبادة الله عز وجل وتقواه وطاعته، ونهاهم عن التطفيف في الميزان، ودعاهم إلى إقامة الوزن بالعدل، وبيّن لهم مصير الأمم السابقة لأنهم لم يؤمنوا بدعوة الرسل، وكانت النتيجة أنّ أهل الأيكة لم يستجيبوا إلى دعوة نبي الله شعيب عليه السلام فعاقبهم الله تعالى بإرسال الحر الشديد عليهم لمدة سبعة أيام، ثم ساق إليهم غمامة فاستظلوا بها من الحر، فأمطرت عليهم نارًا فأحرقتهم.

قصة النبي إبراهيم عليه السلام

بدأ سيدنا إبراهيم عليه السلام بدعوة أبوه آزر إلى عبادة الله عزوجل وترك عبادة الأصنام ، حيث كان أبوه من الأشخاص الذين يصنعون هذه الأصنام، فذكره بأنها جمادات لا تضر ولا تنفع، إلا أنّ أباه لم يستجب لدعوته وطلب من إبراهيم عليه السلام أن يبتعد عنه، ثم انتقل بعد ذلك سيدنا إبراهيم لدعوة قومه لعبادة الله تعالى وترك عبادة الأصنام، ثم أقام عليهم الحجة في عبادة الكواكب، وقد بيّن الله عز وجل ذلك في سورة الأنعام، فبين لهم أنّ الكوكب الذي يعبدوه يذهب ويعود، وهذا يتناقض مع صفات الإله الذي لا يغيب وكرّر نفس الحجة مع عبادتهم للشمس والقمر، إلا أنهم لم يقتنعوا بكلامه وأصرّوا على عبادتها؛ مما أدّى إلى تحطيم سيدنا ابراهيم لأصنامهم باستثناء الصنم الأكبر، فلما رأى القوم ما حدث بأصنامهم سألوا ابراهيم عن فاعلها؛ فأجاب بأنّ الصنم الأكبر هو من فعل ذلك وقال لهم أنها لو كانت إلهًا كما تقولون لاستطاعت أن تحمي نفسها، ومع أنهم يعلمون أنها جمادات إلا أنهم أصروا على إلقاء ابراهيم عليه السلام في النار فقال ردًا عليهم “حسبي الله ونعم الوكيل” فأمر الله أن تكون النار بردًا وسلامًا عليه، قال تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ}(سورة الأنبياء:69).

ناقش ابراهيم عليه السلام ملك بابل النمرود بطريقة المناظرة، حيث أشارت سورة البقرة إلى هذه المناظرة في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}(سورة البقرة:258). واستطاع ابراهيم أن يعقد لسانه عندما تحداه أن يأتي بالشمس من المغرب، فالله عز وجل يأتي بها من المشرق.

زارت الملائكة عليهم السلام سيدنا ابراهيم وقدم لهم الطعام، إلا انهم لم يأكلوا؛ فخاف منهم، فأخبروه أنهم ملائكة مرسلين من الله من أجل إهلاك قوم لوط؛ فأخبرهم ابراهيم أن لوط عليه السلام وأهله معهم وهم مؤمنون، فبشروه وزوجته بأبناء ابراهيم وان الله سيرزقهم باسحاق ثم يعقوب.

اقرأ أيضاً:  ما هي أعمال الحج

كما طلب ابراهيم عليه السلام من الله عز وجل أن يريه عظمته في إحياء الموتى ليطمئن قلبه، فطلب منه الله أن يأخذ أربعة من الطير ويمزقها ويخلط أجزاءها معًا، ثم يجعل كل جزء على جبل ليدعوها الله بعد ذلك، فعادت الطيور كما كانت بأمر الله قال تعالى: {قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(سورة البقرة:260).

قصة النبي إسماعيل عليه السلام

لم تكن زوجة ابراهيم عليه السلام سارة تنجب، فطلبت من سيدنا ابراهيم أن يتزوج من خادمته هاجر لينجب الولد، فرزقه الله منها بابنه إسماعيل، ولكن سارة بدأت تغار فطلبت منه أن يذهب به وبأمه هاجر إلى مكان بعيد، فاصطحبهما ابراهيم إلى البيت العتيق فأنزلهما فيه ودعا الله أن يحفظهما بعنايته، وهو يقول: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}(سورة ابراهيم :37).

ثمّ أخذت هاجر تأكل من الطعام الذي تحمله، ثم ما لبثت إلى أن جفّ حليبها ولم تجد ما ترضع طفلها اسماعيل، فتركت الصغير وبدات تبحث عن الطعام والماء، ثم وصلت بعد البحث الطويل إلى جبل الصفا وجبل المروة، ثم عادت لاسماعيل فوجدته يضرب برجله الأرض ليخرج منه ماء من عين زمزم، فاستطقب هذا الماء الطير وحلّق فوقه، ثم جاءت قبيلة واطمأنت هاجر لوجودهم واستأنست بهم وشكرت الله أن جعل أفئدة الناس تأتي إليه فدعا ابراهيم فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}(سورة ابراهيم :37).

صبر سيدنا اسماعيل عليه السلام عندما نفّذ كلام والده ابراهيم عليه السلام وقبل أن يذبح؛ لأنّ النبي ابراهيم رأى في المنام أنه يذبح النبي إسماعيل، ورؤيا الأنبياء وحي لا لبس فيها، فلما وجد الله أنهما قد استسلما لأوامره، قال الله تعالى عن إبراهيم: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ*فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ*وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ*قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (سورة الصافات: 102 – 105).

ثم قَالَ إسماعيل وهو محتسب وصابر: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} أي؛ نفذ أمر الله {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} واخبر أباه ابراهيم أنه صابر على البلاد بمشيئة الله؛ لأنه لا يكون شيء دون مشيئة الله تعالى، {فَلَمَّا أَسْلَمَا} أي؛ إبراهيم وابنه إسماعيل أجزما بتنفيذ الأمر بذبح ابراهيم لاسماعيل {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} أي؛ أمر الله إبراهيم أن يمسك اسماعيل من جبينه ليضجعه فيذبحه، وقد انكب لوجهه؛ حتى لا ينظر وقت الذبح إلى وجهه، {ونَادَيْنَاهُ} وفي تلك اللحظة نادى الله عز وجل نبيه ابراهيم وقال: {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ} أي؛ قد فعلت ما أمرت به، فإنك فعلت ما ولم يبق إلا إمرار السكين على حلقه {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}، فكان لهما في النهاية الجزاء العظيم.

بيّن الله تعالى لإبراهيم وإسماعيل أسس البيت الحرام التي دفنت في الأرض، ثمّ أمرهما ببناء الكعبة المشرفة، فجمع اسماعيل الحجارة لأبيه إبراهيم ليرفع بها البناء، فلما ارتفع البناء وضع إبراهيم حجرًا ووقف عليه ليطلق على هذا المكان فيما بعد (مقام ابراهيم)، وقالا بعد ذلك كما جاء في قوله تعالى: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(سورة البقرة: 127)، وقال: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ*رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (سورة البقرة: 128 – 129).

قصة النبي إسحق ويعقوب عليهما السلام

هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وأمّه هي رفقة بنت بتوئيل بن ناصور بن آزر، أيّ بنت ابن عمه، وهو المسمّى بإسرائيل؛ لانتساب بني إسرائيل إليه، قال تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}(سورة آل عمران:93)، وبشّره الله عز وجل بابنه اسحق فقال تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّن الصَّالِحِينَ*وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ}(سورة الصافات: 112-113).

مدحه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بقوله: “الْكَرِيمُ ابنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ: يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحاقَ بنِ إبْراهِيمَ، عليهمُ السَّلاَمُ”[صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح].

شبّ يعقوب وكبُر مع والده إسحاق -عليه السلام- في فلسطين، أرض الكنعانيين، وقد أمرته أمّه رفقة أن يسافر إلى أرض حرّان، حيث خاله لابان، وصبر يعقوب صبرًا عظيمًا على فقدان ابنه يوسف بعد أن كاد له إخوته وزعموا أنّ الذئب قتله ثم فقد ابنه بنيامين، وكان غياب ابنه يوسف عنه أطول من غياب بنيامين.

قصة النبي يوسف عليه السلام

كان ليوسف -عليه السلام- مكانة كبيرة عند أبيه يعقوب -عليه السلام-، مما جعل أخوته يحسدونه على ذلك الحبّ وأصبحوا يغارون منه، وقد جاء يوسف -عليه السلام- إلى أبيه، وأخبره بأنّه رأى في منامه الشمس والقمر، وأنّ أحد عشر كوكباً يسجدون له؛ فأمره أبوه ألّا يخبر إخوته بهذه الرؤيا خوفاً عليه منهم، فكادوا ليوسف ورموه في البئر، ولما رجعوا جاؤوا بقميص عليه دم وقالوا ليعقوب أن الذئب أكله، إلا أن يعقوب لم يصدقهم وقال لهم: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ}(سورة يوسف:18).

عندما مرّت مجموعة من السيارة لتشرب من البئر التقطه الدلو وتظاهروا أنه ملكهم، وعندما علم إخوة يوسف بذلك لحقوا بهم وأخبروهم أن هذا الغلام لهم وشروه منهم بثمن بخس، ثمّ باعوه لرجل من مصر وكان وزيرًا، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًاۚ}(سورة يوسف:21)، ثم أخذه عزيز مصر ورباه في بيته وعندما بلغ سن الرشد بدأت امرأة العزيز تراوده عن نفسه، إلا أنّ يوسف رفض وظهرت براءته في النهاية، إلا أنه على الرغم من ذلك لم يقتنع العزيز ببراءته وأصر على وضعه في السجن، وفسر يوسف رؤيا عزيز مصر التي رأى فيها أنّ هناك سبع بقرات هزيلات ضعاف يأكلن سبع بقرات كبيرات سمان، ثم رأى سبع سنبلات خضر وأخرى مثلهنّ، لكن يابسات، وحين طلب من حاشيته أن يخبروه عن تفسير هذه الرؤيا اعتذروا بأنّهم لا يعلمون تفسير الرؤيا، وأنّ ذلك الحلم قد يكون مجرد لخبطة أحلام، وسمع الفتى الذي كان مع يوسف -عليه السلام- في السجن ذلك وأشار عليهم بمن يفسّر لهم تلك الرؤيا، وأخبرهم أنّ يوسف قادر على تأويلها، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ} (سورة يوسف:45).

ثمّ ظهرت براءة سيدنا يوسف وخرج من السجن وطلب من الكل أن يجعله على خزينة مصر، وقبل الملك فأعطاه مفاتيحها، ثمّ التقى بإخوته في أيام القحط ولم يتعرفوا عليه وطلب منهم أن يأتوا ببنيامين ليعطيهم المؤن، ثم رجعوا إليه ومعهم بنيامين، ولأن يوسف رغب بأن يبقى أخاه بنيامين عنده أمر الذين عنده أن يضعوا كأس الملك الذي يشرب به في متاع أخيه بنيامين، واتهمهم وكيل يوسف بالسرقة وأخبرهم بأنّ السارق سيصير عبداً عند الملك، وحين بحث الجند في متاعهم وجدوا الكأس في متاع أخيه، فأبقاه يوسف عنده جزاء سرقته، فحزن يعقوب حزنًا شديدًا على فقدان ابنه حتى فقد عيناه، ثم أمر أولاده بأن يرجعوا إلى مصر وأن يبحثوا عن أخويْهم، فرجعوا إلى يوسف وطلبوا منه أن يرحم ضعف أبيهم، وعندما أخبرهم بأنه أخيهم طلبوا الاستغفار، ثم أعطاهم قميصه وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم ويلقوا القميص على وجهه، وبشّرهم أنّه سيعود له بصره، وحين رجعوا أحسّ أبوهم بريح يوسف، وألقى البشير القميص على وجه يعقوب فعاد له بصره، وطلبوا من أبيهم الاستغفار لهم ففعل، وخرجوا جميعهم إلى مصر ليلتقوا، وعندما دخلوا إليهم سارع إلى أبويه وأمّنهم من الخوف والقحط وجعلهم بجانبه على العرش، وألقي إخوته له ساجدين.

قصة النبي أيوب عليه السلام

صبر سيدنا أيوب عليه السلام عندما فقد أولاده وماله ومنازله وكل ما يملك، وصبر عندما أصابه الله تعالى بمرض في جسده (وقيل إنه مرض الجذام)، كما صبر عندما طُردَ من البلد ولم تقف بجانبه سوى زوجته، فبعد أن كان من الشاكرين والحامدين لله عز وجل على ما أصابه من ابتلاءات؛ أعاد الله عز وجل له كل ما يملك من الأموال والأولاد وعفى عنه وشفاه من المرض.

 قصة النبي ذو الكفل عليه السلام

ورد اسم ذو الكفل في القرآن الكريم مرتين: الأولى: في قوله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ}(سورة الأنبياء: 85)، والثانية في قوله: {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ}(سورة ص: 48).

لم يتعرض القرآن الكريم لقصة هذا النبي من قريب أو بعيد، بل غاية ما فعل أن ذكره ضِمْن عدد من الأنبياء، وصفهم بالصابرين والأخيار. 

اقرأ أيضاً:  معلومات عن أبو بكر الصديق

قصة النبي يونس عليه السلام

بَعث الله سيدنا يونس إلى نينوى في العراق، إلى قوم يعبدون الأصنام ليدعوهم لعبادة الله إلا أنّهم كذّبوه، وكفروا برسالته، وأصرّوا على عبادة هذه الاصنام، وقيل أنّ دعوته لهم استمرت 33 سنة، إلّا أنّه لم يؤمن معه سوى رجلين، ولذلك شعر يونس باليأس منهم، فتركهم وخرج من بلدتهم، وظنّ أنّ الله لن يؤاخذه بهذا الخروج؛ لأنّه قدّم كلّ ما عليه في سبيل الدعوة، وعندما خرج بدأ يحلّ على قومه بوادر العذاب فخافوا وبدؤوا يبحثون عن يونس ليهديهم، ووجد يونس قوم عند سفينة فركب معهم ولم يجدوا خلاصًا للسفينة سوى أن يلقوا شخصًا في البحر لتخفيف الحمولة، وبعد القرعة ثلاث مرات كان الاختيار كان قد وقع على يونس؛ فألقوه في البحر فالتقمه الحوت، وبقيّ في بطنه يدعو الله سبحانه تعالى ويقول “لا إله إلّا أنت، سُبحانك إنّي كنت من الظّالمين” حتى عفا عنه الله وأمر الحوت أن يقذفه على اليابسة، وجعل له الله شجرة من يقطين ليستظل بها ويأكل منها حتى نجا، ثم عاد إلى نينوى ووجد قومه قد آمنوا، وبعد مرور فترة من الزمن عادوا إلى كفرهم فأخذهم الله ودمر مدينتهم.

قصة النبي موسى عليه السلام

بعد أن كلف من الله عز وجل بالرسالة والدعوة إلى الله عز وجل، وبعد أن أيده بالعديد من المعجزات وبأخيه هارون؛ ذهب موسى إلى فرعون كي يعرض عليه المعجزات وليدعوه للعبادة والتوحيد، فما كان إلا أن رد عليهم فرعون باتهامه بالسحر ودعاهم إلى المبارزة أول يوم العيد أمام الناس، وقام فرعون بالتجهيز إلى تلك المبارزة وقد أرسل إلى جميع السحرة في مصر من أجل الاستعداد لمبارزة موسى؛ فأمر فرعون السحرة بإلقاء العصيان والحبال بهم فتحولت إلى ثعابين، وتلاشى ذلك السحر عندما ألقى موسى عصاه فتحولت إلى حية وابتلعت السحر الخاص بهم، وعندما أيقن السحرة أن ما قام به موسى ليس سحر وإنما هو الحق من الله عز وجل سجدوا له جميعاً.

قصة النبي هارون عليه السلام

وعظ هارون بني إسرائيل، حيث زجرهم، ثم ذكرّهم بالله تعالى، وأمرهم باتباع النبوة، وإطاعة أمره، قال تعالى: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي}(سورة طه: 90).

قصة النبي يُوشع بن نون عليه السلام

ذُكر يوشع بن نون في القرآن الكريم مرة واحدة عندما وردت قصة نبينا موسى مع الخضر، ولم يُذكر صراحةً باسمه فهو الفتى الذي كان يرافق نبي الله موسى.

قصة النبي إلياس عليه السلام

ذُكرت قصة النبي إلياس في القرآن الكريم في موضعين هما: في قوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ}(سورة الأنعام: 85)، وقوله: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ* أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ* اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ الأَوَّلِينَ* فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ* إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِين* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرينَ* سَلام عَلَى إِلْ يَاسِين* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِين} (سورة الصافات: 123-132).

قصة النبي اليسع عليه السلام

بعد أن توفي النبي إلياس صار اليسع هو النبي بعده في قومه، فمكثَ فيهم فترة من الزمن يدعوهم إلى الله تعالى، وكان متمسكًا بشريعة إلياس ومن سبقه من الرسل.

قصة النبي داود عليه السلام

جعل الله سيدنا داود خليفة له في الأرض كي يتصدى للظلم، وليحكم بين الناس بالحق، قال تعالى: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}(سورة ص: 26). وهو صاحب الزبور، ومنّ عليه الله بفهم لغة العصافير.

قصة النبي سليمان عليه السلام

أعطى الله سيدنا سليمان الكثير من الميزات والمعجزات التي ساعدته في الدعوة إلى الله، فسخر له الإنس والجن، والريح، وكان يفهم لغة الطيور والحيوانات، وكان له الكثير من القصص في القرآن الكريم. 

قصة النبي زكريّا ويحيى عليهما السلام

استجاب الله لدعوة نبيّه زكريا، فبشّره بأن سيكون له ولد اسمه يحيى، قال الله تعالى: {يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا} (سورة مريم: 7)، ففوجئ زكريا بذلك، بالرغم من أنّه كان متوجّه لله بالدعاء، فطلب أن يجعل الله له آيةً لهذه البشارة فكانت آيته السكوت، فلا ينطق ثلاثة أيام، وقد بعث الله زكريا إلى إسرائيل ليدعوهم لعبادة الله وحده.

قصة النبي عيسى عليه السلام

هو معجزة من الله منذ ولادته؛ فقد حملت فيه أمه السيدة مريم وهي عذراء لم يمسسها بشر، وتكلم عليه في المهد وهو طفل بعد ولادته بأيام، وأرسله الله تعالى لبني إسرائيل.

قصة النبي محمّد عليه الصلاة والسلام

بدأت دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أهل مكة لعبادة الله عندما كان عمره أربعين سنة، ونزل عليه الوحي في غار حراء، فقد روت السيدة عائشة هذه القصة فقالت: “فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} حتَّى بَلَغَ {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (العلق: 1 – 5)…. [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

فكانت دعوته بالبداية سرية ثم علنية، ثمّ حدثت الهجرة من مكة إلى المدينة، ثم الهجرة إلى الحبشة، ثم حادثة الإسراء والمعراج، ثم بيعة العقبة الأولى والثانية، ثم العهد المدني، وبناء المسجد، والمؤاخاة، ووثيقة المدينة، ثم الغزوات والسرايا، ثم مكاتبة الملوك والأمراء والوفود، وأخيرًا حجة الوداع.

أفضل كتاب قصص الأنبياء

إنّ القرآن الكريم هو أفضل الكتب التي يمكن للقارئ الرجوع إليها للتعرف إلى قصص الأنبياء عليهم السلام، أما إذا أراد الرجوع إلى كتب العلماء لقراءة قصص الأنبياء، فيمكن أن يقرأ كتاب قصص الأنبياء للحافظ ابن كثير -رحمه الله- ؛ لأنّ هذا الكتاب عبارة عن موسوعة كاملة حول الأنبياء؛ فهو يجمع الآيات المتعلقة بقصص كل نبي في موضع واحد، ويربط ما بينها من خلال تفسيرها وبيان الأحاديث المتعلقة بها.

كما يمكن القراءة في كتاب البداية والنهاية للدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، فضلًا عن ذلك، يمكن التعرف إلى قصص الأنبياء عليهم السلام من خلال الرجوع إلى كتاب الأحاديث الصحيحة من أخبار وقصص الأنبياء لابراهيم محمد العلي، حيث يجمع هذا الكتاب كافة الأحاديث التي تتضمن أخبار الرسل والأنبياء عليهم السلام، بالإضافة إلى كتاب قصص الأنبياء للعلّامة عبد الرحمن السعدي؛ فهو عبارة عن كتيّب مستساق من كتابه تيسير اللطيف المنّان في خلاصة تفسير القرآن، والذي يبين فيه قصص الأنبياء بالترتيب كما جاءت في القرآن الكريم وأوجه الاستفادة من كل قصة.

قصص الأنبياء عن الصبر

  • قصة سيدنا نوح في الصبر: صبر سيدنا نوح عليه السلام ألف عام إلّا خمسين عاماً، وهو يدعو قومه للإيمان بالله عز وجل.
  • قصة سيدنا ابراهيم في الصبر: صبر سيدنا ابراهيم عليه السلام على البلاء الذي أصابه خلال فترة دعوته إلى الله، عندما رماه قومه في النار، إلا أنّ الله عز وجل أنقذه منها وجعل النار بردًا وسلامًا عليه.
  • قصة سيدنا اسماعيل ,وإبراهيم في الصبر: صبر سيدنا اسماعيل عليه السلام عندما نفّذ كلام والده إبراهيم عليه السلام وقبل أن يذبح وامتثل لأمر الله. 
  • قصة سيدنا موسى في الصبر: صبر سيدنا موسى عليه السلام على الأذى الذي أصابه من جبروت وطغيان فرعون.
  • قصة سيدنا يوسف في الصبر: صبر سيدنا يوسف عليه السلام عندما ابتلاه الله عز وجل بحسد إخوته له؛ لأنه كان حسن الوجه وجميل لدرجة تفوق الوصف، ولأنّ سيدنا يعقوب عليه السلام كان يحبه أكثر من إخوته، حتى رموه في البئر، ثم وجده بعض السيارة في البئر وأخذوه فباعوه لعزيز مصر بدراهم معدودة، وصبر على مراودة امرأة العزيز له عن نفسها، وعن إلقائه في السجن لسنين، ولأجل صبره على البلاء كافأه الله عز وجل بأن يكون ذو شأن عظيم في البلاد، ولم شمله مع أبيه وجعل إخوته يسجدون له.
  • قصة سيدنا أيوب في الصبر: ذُكرت قصة صبر أيوب -عليه السلام- في سورة ص، وسورة الأنبياء في القرآن الكريم.
  • قصة سيدنا عيسى في الصبر: صبر سيدنا عيسى عليه السلام على الأذى والضرر الذي أصابه من بني إسرائيل من رفضٍ وكذبٍ وافتراء ومحاولة قتله، إلا أنّ الله أنقذه منهم ورفعه في السماء.
  • قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الصبر: صبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على أذى قومه له وهو يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة الأوثان، فقد حاربوه وكذبوه ووصفوه بالسّاحر والمجنون، واضطر بسببهم إلى ترك مكة المكرمة والهجرة إلى المدينة المنوّرة، كما صبر عليه الصلاة والسلام على فقدان أولاده الذكور وبناته (باستثناء السيدة فاطمة الزهراء)، وصبره على الكثير من الأمور خلال دعوته إلى الله.

مقالات مشابهة

سورة هود وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة هود وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

ليلة القَدر

ليلة القَدر

ما هي الصدقة الجارية وكيف أقوم بها؟

ما هي الصدقة الجارية وكيف أقوم بها؟

عدد ركعات صلاة التراويح

عدد ركعات صلاة التراويح

هل ظهرت علامات القيامة الكبرى

هل ظهرت علامات القيامة الكبرى

سورة السجدة وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة السجدة وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

هل يجوز الصيام أثناء الدورة الشهرية؟

هل يجوز الصيام أثناء الدورة الشهرية؟