جدول المحتويات
تتساءل الكثير من السيدات إن كانت الشهوة تبطل الصيام أم لا، وقد تعددت الآراء في ما يتعلق بهذه المسألة حيث قال الإمام مالك -رحمه الله-: “من باشر أو قبَّل فأَنْعَظَ ولم يُمْذِ ولا أنزل بطل صومه وقضى”، بينما قال ابن قدامة: “إن قبَّل فأنزل بطل صومه بلا خلاف”، أما ابن حزم فقد أشار إلى أن الشهوة بحد ذاتها لا تبطل الصيام سواءً كانت بقصد أو بدون قصد، بينما أشار كل من: الشافعي، وابن مالك، وأبو حنيفة، وأحمد بن حنبل أن الشهوة بالفعل تبطل الصيام.
هل خروج سائل شفاف من المهبل يبطل الصيام؟
توجد العديد من الإفرازات الشفافة التي تخرج من المهبل ويختلف الحكم هنا باختلافها، وتقسم إلى قسمين رئيسيين هما:
- المذي: هو سائل أبيض لزج رقيق يخرج عندما تصل المرأة إلى الشهوة ولا يتبعه فتور، وفي كثير من الأحيان قد لا تشعر المرأة بخروجه، وهو نجس وحكمه كحكم البول؛ حيث ينقض الوضوء ويوجب غسل الثوب أو البدن إن أصابه شيء منه، ولكنه لا يوجب الغسل على من خرج منها.
- المني: هو سائل أصفر رقيق يرافقه شعور باللذة ويعقبه فتور في الشهوة، وهو طاهر بناءً على القول الراجح من أقوال أهل العلم ولكنه يوجب الغسل.
بناءً على ما تقدم، فإن خروج المذي بشهوة لا يبطل الصيام بناءً على قول الجمهور، ولكن الأمر مختلف بالنسبة للمالكية حيث قالوا بأن نزول المذي بشهوة يبطل الصيام، أما عن نزول المني بشهوة فهو محل خلاف بين العلماء إن كان نزل عن عمد أم من غير إرادة؛ ففي حال نزل عن عمد فهو مبطل للصيام وفقاً لما أجمع عليه الفقهاء، أما إن نزل فقط لمجرد التفكير في الشهوة فهو غير مبطل للصيام عند جمهور العلماء، ومبطل للصيام عند المالكية.
هل نزول الشهوة يوجب الوضوء أو الغسل؟
إذا نزل السائل بعد الجماع فهنا يجب الغسل وذلك بإجماع آراء أهل العلم، وقد ذكر العديد من علماء الفقه والشريعة أيضاً أن نزول السائل الناتج عن الشهوة دون جماع يوجب الغسل أيضاً، أما في حال نزول المذي أو السائل بدون شهوة فلا داعي للغسل ويمكن الاكتفاء بالوضوء فقط، والدليل على ذلك ما ورد عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حيث قال: “كنتُ رَجلًا مذَّاءً ، فسأَلتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالَ : إذا رأيتَ المَذيَ فتَوضَّأ ، واغسِلْ ذَكَرَكَ ، وإذا رأيتَ فضخَ الماءِ ، فاغتسِلْ” [ صحيح النسائي | خلاصة حكم المحدث: صحيح ].
هل التفكير بالجماع يبطل الصيام؟
تطرح الكثير من السيدات تساؤلات عديدة بهذا الشأن ومنها: هل التفكير في العلاقة الزوجية يبطل الصيام؟ وهل التخيلات الجنسية تبطل الصيام؟ ونجيب هنا بأن الإثارة التي تحدث أثناء الصيام نتيجة للتفكير بهذه الأمور ليست مفسدة للصيام وذلك استناداً لقول جمهور الفقهاء، وحتى في حال إنزال المني دون إرادة.
أما المالكية، فقد خالفوا هذا القول وأشاروا إلى أن نزول المني نتيجة لهذه التخيلات الجنسية مبطل للصيام وحتى إن كان دون إرادة، وفي حال داوم الشخص على هذا الفعل وأطال التفكير فيه حتى أنزل المني، وكان من عادته إنزال المني في مثل هذه المواقف، فهنا تجب عليه أو عليها القضاء والكفارة، والجدير بالذكر هنا أن فساد الصيام بالنزول عند المالكية هو واحد سواءً كان ذلك بسبب المني أو المذي، إلا أنهم قالوا أن نزول المذي يوجب القضاء فقط دون الكفارة.
ما هي مبطلات الصيام عند النساء؟
توجد مجموعة من الأمور التي تبطل الصيام عند النساء وتوجب القضاء ومنها ما يأتي:
- خروج دم الحيض والنفاس: إن خروج هذا الدم مبطل للصيام سواء نزل في رمضان أو غيره، ولا إثم على المفطرة هنا لأن هذا الأمر خارج عن إرادتها، ويجب عليها القضاء عند زوال السبب.
- الجماع: هو واحد من الأمور المبطلة للصيام لكل من الرجل والمرأة على حد سواء، وعلى من جامعها زوجها في نهار رمضان قضاء ذلك اليوم وأداء الكفارة وهي: عتق رقبة، أو إطعام ستين مسكيناً، أو صوم شهرين متتابعين.
- الأكل والشرب عمداً: إن كل ما يدخل إلى الجوف بشكل متعمد مبطل للصيام، وهنا لا بد من تحقق العلم والحمد والاختيار حتى يكون هذا الفعل مبطلاً للصيام.
- إخراج القيء عمداً: إن هذا الفعل مبطل للصيام بلا شك، وكذلك من غلبه القيء وخرج منه كرهاً ثم أعاده عمداً فصيامه باطل، أما من غلبه القيء وخرج منه دون إرادته فصيامه صحيح.