جدول المحتويات
لا يفسد الاستفراغ الصيام إذا وصل إلى حلقه بغير عمد، ولكن إذا تقيأ عمدًا؛ فقد بطل صومه؛ لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “من ذرعه القيء؛ فلا قضاء عليه، ومن استقاء؛ فعليه القضاء”(رَوَاهُ أهل السنن)، وهذا عند جمهور العلماء للمذاهب الأربعة: الحنفية، الشافعية، الحنابلة، والمالكية؛ فإذا استفرغ الإنسان عمدًا؛ فيلزمه قضاء ذلك اليوم.
حكم القيء في الصيام عند المالكية
قال مالك: “إن ذرعه القيء في رمضان؛ فلا شيء عليه، وإن استقاء؛ فعليه القضاء” وقال ابن وهب، عن الحارث بن نبهان، عن عطاء بن عجلان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إذا ذرع الرجل القيء وهو صائم؛ فإنه يتم صيامه ولا قضاء عليه، وإن استقاء فقاء؛ فإنه يعيد صومه”، وكذلك قال ابن وهب: وأخبرني حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو المعافري عمن يثق به، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “إذا ذرعه القيء؛ لم يفطر، وإذا استقاء طائعًا؛ أفطر”.
الاستفراغ بعد السحور
إذا تقيأ الإنسان، واستفرغ بعد السحور بدون إرادته واختياره، حيث يخرج القيء، ويقذف من معدته بواسطة الفم؛ فهذا صيامه صحيح، ولا يؤثر ذلك على صيامه؛ لأن ذلك كان بغير اختيار وعمد منه، بينما إذا كان الإنسان نفسه هو من استدعى القيء، وتسبب في حدوثه حتى قاء؛ فإنه ذلك قد أفطر، ويلزمه القضاء.
هل الاستفراغ يبطل صيام القضاء؟
إن صيام القضاء هو قيام المسلم بصوم كافة الأيام التي أفطرها في شهر رمضان المبارك، وإذا استفرغ الإنسان أثناء صيامه القضاء؛ فلينظر إذا كان قد تقيأ بعمد، أم بغير عمد، حيث إذا استفرغ بغير عمد؛ فذلك صيامه صحيح بإجماع فقهاء الأمة الأربعة حتى وإن ابتلع شيئًا منه، بينما إذا استفرغ عمدًا؛ فذلك يعد صيامه باطل، ويلزمه قضاء ذلك اليوم.
هل القيء الترجيع يبطل صيام النوافل؟
لا إذا كان بغير عمد، أما إذا كان القيء عمدًا؛ فيعد صيامه باطل، ولا فرق بين صيام الفرض وصيام النوافل كما جاء في رأي بن باز -عليه رحمة الله- أنه من تقيأ أثناء صيامه عمداً؛ فبطل صيامه، ومن تقيأ بدون قصد؛ فذلك يعد صومه صحيح” وتلك الفتوى تتمثل في صيام الفرض والنوافل؛ فلا فرق بينهما، فمن فعل هذا في يوم من أيام الشهر غير شهر رمضان (صيام النافلة)؛ فعليه الحكم نفسه في شهر رمضان؛ لذلك وجب القول أن من تقيأ عمدًا خلال نهار صوم النافلة؛ فبطل صومه، وإن كان بغير عمد؛ فصومه صحيح بإذن الله.
وصول القيء إلى الحلق
إذا وصل القيء إلى الحلق، وكان ذلك عن عمد؛ فإن صوم هذا الإنسان قد فسد، ولكن إذا لم يكن عن عمد؛ كان الصوم صحيحًا، ولكن في بعض الأحيان قد تكون المعدة ممتلئة أكثر من اللازم؛ فيحدث ما يسمى بالتجشؤ، حيث يخرج الطعام من المعدة إلى الجوف؛ فإذا ابتلعه الإنسان بإرادته؛ فقد بطل صيامه، وعليه قضاء ذلك اليوم، وإذا ابتلعه بغير عمد؛ فصيامه صحيح، ولا حاجة له بقضاء ذلك اليوم، وإذا قذفه للخارج؛ فلا شيء عليه.
حكم الاستفراغ عمدًا
إن حكم التقيؤ والاستفراغ عمدًا؛ فإنه يفطر عند رأي معظم جمهور العلماء كابن باز، وفقهاء المذاهب الأربعة، وغيرهم، وقالوا أيضًا إذا كان بغير عمد؛ فصيامه صحيح.
أسئلة شائعة
هل يجوز الإفطار بعد القيء في رمضان؟
لا، فالواجب لمن تقيأ بغير عمد ألا يفطر في رمضان، ويكمل صومه بدون أدنى مشكلة؛ لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ ذَرَعَهُ اَلْقَيْءُ؛ فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ؛ فَعَلَيْهِ اَلْقَضَاءُ”(رَوَاهُ أهل السنن)، ولكن إذا تعمدت القيء؛ فإنه ينبغي عليها الإمساك، حيث إن من فسد صومه؛ وجب عليه الإمساك باقي اليوم؛ مراعاة لحرمة شهر رمضان، ولا يجوز له الفطر، وأيضًا لا ينسى أنه عليه قضاء هذا اليوم.
هل الترجيع يبطل الصيام؟
إذا كان بغير قصد؛ فإنه لا يبطل الصيام، أما إذا كان عن عمد؛ فإنه يبطله، ويلزمه قضاء ذلك اليوم.