جدول المحتويات
إن نزول المني والمذي من الرجل أو المرأة بسبب التفكير لا يفسد الصوم عند الحنفية، والشافعية، والحنابلة؛ مستدلين في ذلك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست، أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم”(متفق عليه)، وذهب سادة المالكية إلى أن نزولهما بالتفكير يفسد الصوم، وقال الدردير في الشرح الكبير وهو يذكر ويعدد شروط صحة الصوم: “وترك إخراج مني يقظة بلذة معتادة، وترك إخراج مذي كذلك لا بلا لذة أو غير معتادة”.
ما هو المذي؟
هو السائل الذي يخرج دائمًا قبل عملية قذف المني، ويكون عبارة عن سائل شفاف اللون لزج الملمس، ويختلف عن السائل المنوي (المني) في مكوناته، ويتميز بأنه يكون رقيقًا، وعادةً ما يخرج من الإنسان إثر المداعبة، أو تذكر الجماع، والرغبة في ممارسة الجنس، ويكون خروجه على شكل قطرات، وليس دفقًا كما المني.
ما هو المني؟
هو السائل الذي يتم إطلاقه، وقذفه بعد المذي بلحظات، ويكون عبارة عن سائل لزج، وكثيف، ويكون أبيض اللون، ويحتوي على مكونات تختلف كذلك عن المذي، ويكون السبب الرئيس في خروجه هو الشهوة، وعادة بعد خروجه يحدث فتور للجسم وارتخاء العضو الذكري، ويتميز المني برائحته الشبيهة برائحة طلع النخل أو العجين.
حكم نزول المذي
هل المذي يبطل الصيام؟
نزول المذي بسبب التفكير لا يفسد الصوم عند الحنفية، والشافعية، والحنابلة، بينما وذهب سادة المالكية إلى أن نزوله بالتفكير يفسد الصوم، ولكن ينبغي على الصائم أن يبتعد عن التفكير فيما يثير شهوته، ويدفعه لفساد صومه.
أقوال العلماء في المذي
قال النووي في “المجموع”: “أمَّا المَذْيُ فهو ماء أبيضُ، رقيق، لَزِج، يَخرج عند شهوة لا بِشعور، ولا دَفْق، ولا يعقُبه فتور، وربَّما لا يُحس بِخروجه، ويَشترك الرَّجُل والمرأةُ فيه، قال إمام الحرمَيْنِ: إذا هاجتِ المرأة خرج منها المَذْيُ، وهو أغلبُ فيهنَّ من الرجال”، وقال الشيخ ابن باز رحِمه الله: “خروج المذْيِ لا يُبْطِل الصَّوم في أصحِّ قولَيِ العُلماء؛ سواءٌ كان ذلك بسبب تقبيلِ الزَّوجة، أو مُشاهدة بعض الأفلام، أو غير ذلك مِمَّا يثيرُ الشَّهوة، ولكن لا يَجوزُ للمسلمٍ مُشاهدة الأفلام الخليعة، ولا استماعُ ما حرَّم الله من الأغاني، وآلات اللهو، أمَّا خروج المنيّ عن شهوة؛ فإنَّه يُبْطِل الصَّوم سواءٌ حصَلَ عن مُباشرةٍ، أو قُبْلة، أو تَكرار النَّظر، أو غير ذلك من الأسباب التي تُثِيرُ الشَّهوة؛ كالاستمناء ونَحوه، أمَّا الاحتلام والتَّفكير؛ فلا يَبْطُل الصَّوْمُ بِهِما، ولو خرج منيٌّ بسبَبِهما”، وقال الشيخ ابن عثيمين في “الشرح الممتع”: والصواب أنَّه إذا باشر فأمذى، أوِ استَمْنى فأمذى أنَّه لا يفسد صومُه، وأنَّ صومَه صحيح، وهذا اختيارُ شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- والحُجَّة فيه عدم الحُجَّة، أي: عدم الحجَّة على أنَّ نزول المذي مفسدٌ للصيام؛ لأنَّ هذا الصَّوم عبادةٌ شَرَعَ فيها الإنسان على وجهٍ شرعي؛ فلا يُمْكِن أن نفسد هذه العبادة إلا بدليل”.