أحكام في صلوات الاستخارة الحاجة والتهجد والتسابيح

أحكام في صلوات الاستخارة الحاجة والتهجد والتسابيح

الصلاة والاستخارة

كان النبي عليه الصلاة والسلام يلجأ للصلاة والدعاء في كل أموره، إن كان ذلك في حياته العادية، أو في بعض الحوادث الحاصلة، كالحرب، أو الفتوحات، أو غيرها من الأمور، فإن كان الأمر يحتاج للاستخارة، صلى عليه السلام ركعتين، ثم دعا، أو إن كان الأمر فيه فزع، فإنه يفعل نفس الشيء وغيرها من الأمور والأحوال المختلفة، فكما نقل الإمام أبو داود في سننه، “أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة” [حسَّنه الألباني في صحيح أبي داود: 1319].

صلاة الاستخارة

يتجه المسلم إلى استخارة الله تعالى في حالة احتياره بأحد أمرين، وعدم قدرته اختيار القرار الأمثل، حينها يقوم بأداء صلاة الاستخارة، والتي يدعو الله فيها بأن يهديه إلى القرار الأفضل له، ويسأل الله الخير، وهي ركعتان يطلب الشخص فيهما من الله أن يختار له الأفضل شرط أن يكون الأمر مباح، أو مندوب، ولا يمكن صلاتها لأمر مكروه، أو محرم.

حكم صلاة الاستخارة

شرّعت صلاة الاستخارة لمن احتار في أحد الأمور، ولم يدرك ما إذا كان في صالحه أو لا، وهي سنة أقرها الرسول – صلى الله عليه وسلم – وعلّم صحابته الكرام دعاءً خاصاً بذلك للدعاء بعد الانتهاء من الصلاة، واتفق فقهاء المذاهب الأربعة على أن أفضل ما تقام به صلاة الاستخارة هي ركعتين فقط؛ حيث لم يصرح المالكية، والحنفية، والحنابلة بأن تكون أكثر من ذلك، بينما أجاز الشافعية صلاة الاستخارة بأكثر من ركعتين، تتم صلاتهما مثل باقي الصلوات.

إعلان السوق المفتوح

قراءة القرآن في صلاة الاستخارة

تعددت الآراء الفقهية فيما يختص بالسور القرآنية التي تُقرأ في صلاة الاستخارة، ويمكن تفصيلها بالآتي:

  • رأي الحنفية والمالكية والشافعية: يستحب أن يقرأ المصلي في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الكافرون، وفي الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الصمد، وفسّر الإمام النووي ذلك بأن الصلاة يُراد منها إخلاص الرغبة، والصدق في التفويض، وإظهار العجز، ويمكن أن يزيد عليهما ما يشاء.
  • السلف: اتجه بعض السلف أن يقرأ المصلي في الركعة الأولى بعد الفاتحة قوله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص 68-70]، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب 36].
  • الحنابلة: لم يحدد الحنابلة وبعض الفقهاء الآخرين أي سورة أو آية لقراءتها في صلاة الاستخارة.

دعاء الاستخارة

بعد الانتهاء من صلاة الاستخارة يجب أن يدعو الشخص بدعاء الاستخارة؛ حيث ورد عن جابر بن عبد الله أنه قال كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُ أصْحَابَهُ الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ يقولُ: “إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هذا الأمْرَ – ثُمَّ تُسَمِّيهِ بعَيْنِهِ – خَيْرًا لي في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – قالَ: أوْ في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، اللَّهُمَّ وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ رَضِّنِي بهِ” [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث : صحيح].

اقرأ أيضاً:  قرض ربوي للضرورة

وقت صلاة الاستخارة

يمكن للشخص أن يصلي صلاة الاستخارة في أي وقت باستثناء الأوقات التي تكره فيها الصلاة، وهي: الفترة ما بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس بقدر رمح، وفترة توسط الشمس في السماء قبل الزوال، وما بعد صلاة العصر إلى الغروب، كما يمكن له أن يدعو بالاستخارة بعد سنة الظهر، أو المغرب، أو العشاء.

صلاة التسابيح

تعد صلاة التسابيح إحدى صلوات النوافل التي شرعها الله تعالى للمسلمين من أجل كسب الثواب، والأجر، والفضل الكبير، وهي صلاة نقل؛ أي أنها من الصلوات غير المفروضة، وسميت بهذا الاسم بسبب كثرة التسبيح فيها التي تبلغ 300 تسبيحة، وهو أمر غير معتاد في باقي الصلوات. 

كيفية أداء صلاة التسابيح

يبلغ عدد الركعات في صلاة التسابيح 4 ركعات، ويتم أدائها كالتالي:  قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ للعبَّاسِ: “يا عمِّ ألا أصلُكَ، ألا أحبوكَ، ألا أنفعُكَ، قالَ: بلى يا رسولَ اللهِ، قالَ: يا عمِّ، صلِّ أربعَ رَكعاتٍ تقرأُ في كلِّ رَكعةٍ بفاتحةِ الكتابِ وسورةٍ، فإذا انقَضتِ القراءةُ، فقلِ: اللَّهُ أَكبرُ، والحمدُ للَّهِ، وسبحانَ اللهِ، خمسَ عشرةَ مرَّةً قبلَ أن ترْكعَ، ثمَّ ارْكع فقُلْها عشرًا، ثمَّ ارفع رأسَكَ فقُلْها عشرًا، ثمَّ اسجُد فقُلْها عشرًا، ثمَّ ارفع رأسَكَ فقُلْها عشرًا، ثمَّ اسجُد فقُلْها عشرًا، ثمَّ ارفع رأسَكَ فقُلْها عشرًا قبلَ أن تقومَ، فذلكَ خمسٌ وسبعونَ في كلِّ رَكعةٍ وَهيَ ثلاثُ مائةٍ في أربعِ رَكعاتٍ” [صحيح الترمذي].

تفصيلاً للحديث يتم أداء صلاة التسابيح كالتالي: يصلي المسلم 4 ركعات يقرأ في كل ركعة الفاتحة وسورة من القرآن الكريم، وعند الانتهاء من القراءة يسبح 15 مرة بالقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثم يركع ويسبح ذات القول 10 مرات، ثم يرفع رأسه ويعتدل من الركوع ويسبح 10 مرات، ثم يسجد ويسبح 10 مرات، ثم يرفع رأسه من السجود ويسبح 10 مرات عند الجلوس بين السجدتين، وبعدها يسجد السجدة الثانية ويسبح 10 مرات، ثم يرفع رأسه فيسبحه 10 مرات في جلوس الاستراحة أو كما يقال جلوس التشهد، وبذلك يصل مجموع التسابيح 75 مرة لكل ركعة. 

حكم صلاة التسابيح

اختلفت آراء الفقهاء في حكم صلاة التسابيح؛ وذلك بسبب الاختلاف فيما بينهم من حيث صحة الحديث الوارد بها، ونشير إلى حكمها وفقاً لرأي كلٍ منهم كما يلي: 

  • الشافعي: يرى أنها من الأمور الحسنة والمستحبة. 
  • الحنفي: يرى أنها صلاة مستحبة في كافة الأوقات. 
  • المالكي: يرى أن الحديث الوارد عن صلاة التسابيح غير صحيح، وأن الإمام الترمذي قد ذكره من باب التنبيه على أنه ضعيف، وكي لا يظن المسلمين بأنه حديث صحيح. 
  • الحنابلة: يرى أنها لم تثبت في حديث؛ لذا هي من الصلوات غير المستحبة عندهم.

فضل صلاة التسابيح

جاء في حديث صحيح أن صلاة التسابيح تعود على كل من يصليها بالمنفعة الحسنة؛ حيث إنها مفرجة للكرب، ومكفرة للذنب، وميسرة للعسير، كما أنها من الصلوات التي يقضي بها الله تعالى الحاجات، ويستر العورات، ويؤمن الروعات، وعلى الرغم من عدم إجازتها من بعض العلماء، إلا أن ذكر الله تعالى، وكثرة التسبيح هي من الأعمال التي تعود بالحسنات على المسلم، بالإضافة إلى الصلاة هي من العبادات التي تقرب العبد من ربه عز وجل، ونذكر أنها من الصلوات التي يجوز تأديتها فراداً أو جماعة، ومن المستحسن أن يقرأ المصلي بعد الفاتحة سور من تعدل ربع أو ثلث أو نصف أو القرآن الكريم، فعلى سبيل المثال؛ يقرأ المصلي في الركعة الأولى سورة الزلزلة، وفي الركعة الثانية سورة الكافرون، وفي الثالثة سورة النصر، والرابعة سورة الإخلاص. 

صلاة التهجد

تعتبر صلاة التهجد هي الصلاة في جوف الليل، والناس في سبات، وهي من السنن التي أداها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنها من الصلوات التي ترفع مكانة المصلي في الجنة، حيث إن الصلاة في جوف الليل لها روحانية خاصة، والله عز وجل ذكر صلاة التهجد في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا*نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا*أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 1-4]، وتوقيت التهجد يكون في الثلث الأخير من الليل إلى طلوع الفجر، وهي الأوقات المباركة التي ينزل الله تعالى بها إلى السماء؛ وذلك ليجيب دعوات الداعي، حيث قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]، ويعتبر التهجد في اللغة فعلاً خماسياً يتبع المصدر هَجَدَ، واسم الفاعل منه هو متهجد، فيقال تهجد فلان تهجداً، والتي تعني في معالج اللغة العربية السهر، ويطابق ذلك صلاة الليل التي يُقال فيها تهجّد في ليلة أي صلّى في الليل، والتهجد اصطلاحاً هو الصحو في جوف الليل لأداء الصلاة، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ} [الإسراء: 79]، وبالتالي فإن التهجد تعني صلاة الليل. 

اقرأ أيضاً:  ما حكم الحج

الفرق بين التهجد وقيام الليل 

يأتي الفرق بين صلاة التهجد، وقيام الليل، أن التهجد تؤدى بعد نوم المسلم ولو لفترة قليلة من الوقت، ثم القيام وأداء الصلاة فقط في جوف الليل، وخاصة الثلث الأخير من الليل، بينما قيام الليل فهي القيام من النوم في منتصف الليل لأداء العديد من العبادات كالصلاة، وقراءة القرآن الكريم، والدعاء، والتسبيح، وغيرها من العبادات في أي وقت من أوقات الليل.

حكم التهجد

حكم صلاة التهجد هو سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال عليه أفضل الصلاة والسلام: “أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا” [صحيح البخاري]. 

كيفية صلاة التهجد

  • لا بد من نوم المصلي ولو لمدة قليلة ثم الاستيقاظ للصلاة. 
  • اختيار المكان المناسب لأداء الصلاة، ويجوز أداؤها بشكل فردي، أو جماعة في المنزل، أو في المسجد. 
  • تتم الصلاة مثنى مثنى أي ركعتين ركعتين يتم التسليم بينهم، ويمكن أداء ما تشاء من ركعات، اثنان أو أربع أو ثمان، أو عشر، ولكن ورد عن الرسول أنه كان يصليها ثلاثة عشر ركعة، اثنتي عشرة ركعة تهجد ويختم في ركعة وتر، كما يمكن صلاة الوتر بركعة أو ثلاث أو خمس. 
  • يفضل في التهجد الإطلالة في قراءة القرآن الكريم، والإطالة في الركوع، والسجود، وكثرة الدعاء فيه، والثناء والحمد على نعم الله تعالى، والتركيز على طلب المغفرة من الله تعالى.

دعاء التهجد 

من الأدعية المحببة في صلاة الليل أو التهجد: “اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ”.

فضل التهجد 

  • سنة وردت عن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث إنه كان يتهجد في الليل إلى أن تفطرت قدماه. 
  • واحدة من أعظم وأهم أسباب دخول الجنة، ورفع الدرجات فيها. 
  • وصف الله تعالى أهل قيام الليل وتهجده بأنهم عباده الأبرار المستحقون لرحمته تعالى. 
  • هي أفضل صلاة بعد الصلاة المفروضة. 
  • تكفر الذنوب، وتمحي السيئات، و تنهى صاحبها عن ارتكاب المعاصي. 
اقرأ أيضاً:  سورة النازعات وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

صلاة الحاجة

قدم علماء أصول الفقه الديني تعريفاً لصلاة الحاجة مفاده بأنها حاجة المرء للتوسعة عليه، ودحض الضيق عنه، ورفع الحرج، الذي يؤدي إلى إلحاق الشدة، والضنك، والمشقة به؛ لضياع أمر ما منه فيه مصلحة له؛ ما يتسبب بالحرج، والضيق، وهي عبارة عن صلاة يؤديها الشخص المحتاج عن شعوره بضيق حول أمر معين سواء كان في دينه، أو دنياه، وتعذّر تحقيقه عليه، متوجهاً إلى الله بكل نية خالصة، وخشوع، وتضرع ليستجيب له حاجته ويحققها.

حكم صلاة الحاجة

اعتبر العلماء أن صلاة الحاجة أمر مستحب، واتفقوا على ذلك؛ من خلال الاستدلال بحديث النبي -صلّ الله عليه وسلم-: “منْ كانتْ لهُ إلى اللهِ حاجةٌ أو إلى أحدٍ من بني آدمَ فلْيتوضأ فلْيحسنِ الوضوءَ ثم لْيصلِّ ركعتَينِ ثم لْيُثنِ على اللهِ ولْيُصلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم لْيقلْ لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ سبحانَ اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمِينَ أسئلكُ موجباتِ رحمتِكَ وعزائمَ مغفرتِكَ والغنيمةَ من كلِّ برٍّ والسلامةَ من كلِّ إثمٍ لا تدَع ْلي ذنبًا إلا غفرتَهُ ولا همًّا إلا فرَّجتهُ ولا حاجةً هي لكَ رضًا إلا قضيتَها يا أرحمَ الراحمِينَ” [رواه الترمذي | سنن الترمذي].

كيفية أداء صلاة الحاجة 

يمكن للمؤمن أداء صلاة الحاجة بأن يتوضأ ويصلّى ركعتين أو أربع، ثم يقوم بتسليمة واحدة، ثم يأتي الله بقلب خاشع، مُحسناً الظن بها عزّ وجل، ويبدأ بحمده والثناء عليه، ومن بعدها الصلاة على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلّم، وأخيراً يقوم بطلب حاجته من الله تعالى وسؤاله الاستجابة؛ وذلك تبعاً لما ورد عن في الحديث النبوي التالي: “من توضأ فأسبغ الوضوءَ ، ثمَّ صلَّى ركعتينِ بتمامِهما أعطاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ ما سأل معجَّلًا أو مؤخَّرًا” [رواه أبو الدرداء | إسناد صحيح].

تعدد آراء علماء السنة في تحديد عدد ركعات هذه الصلاة، تبعاً لروايات مختلفة؛ في حين اجتمع أصحاب مذاهب المالكية، والحنابلة، والشافعية، على أنها ركعتان، أما المذهب الحنفي فيقول أنها تُؤدّى بأربع ركعات، في حين قال الغزالي أنها اثنتي عشرة ركعة.

دعاء صلاة الحاجة

ترجّح الروايات عدداً من الأدعية التي يمكن للمؤمن الدعاء بها في صلاة الحاجة، ومن أبرزها ما ورد على لسان رسولنا الكريم، سيدنا محمد، عليه أفضل الصلاة والسلام، ما يلي:

  • “أنَّ رجلًا ضريرَ البَصرِ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ : ادعُ اللَّهَ أن يعافيَني قالَ : إن شئتَ دعوتُ ، وإن شِئتَ صبرتَ فَهوَ خيرٌ لَكَ . قالَ : فادعُهْ ، قالَ : فأمرَهُ أن يتوضَّأَ فيُحْسِنَ وضوءَهُ ويدعوَ بِهَذا الدُّعاءِ : اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمَّدٍ نبيِّ الرَّحمةِ ، إنِّي توجَّهتُ بِكَ إلى ربِّي في حاجَتي هذِهِ لتقضى ليَ ، اللَّهمَّ فشفِّعهُ فيَّ” [رواه عثمان بن حنيف | صحيح الترمذي].
  • “لا إلهَ إلَّا اللهُ الحَليمُ الكريمُ، سُبحانَ اللهِ ربِّ العَرشِ العظيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أسألُكَ موجِباتِ رَحمتِك*، وعزائمَ مَغفرتِكَ*، والغَنيمةَ* مِن كلِّ بِرٍّ، والسَّلامةَ* مِن كلِّ إثمٍ لا تدَعْ لِي ذَنبًا إلَّا غفرتَه ولا همًّا إلَّا فَرجتَه*، ولا حاجةً هيَ لكَ رضًا إلَّا قضيتَها يا أَرحمَ الرَّاحِمينَ” [رواه الألباني | ضعيف الجامع].

أحكام صلاة الحاجة

هناك أحكام تتعلق بكيفية أداء صلاة الحاجة، منها وجوباً ومنها أموراً مستحبة، وهي:

  • لا تُؤدى هذه الصلاة جماعة.
  • لا يجوز تأديتها في الأوقات التالية: عند شروق الشمس واستوائها، أو ميلانها للغروب، أو بعد صلاتي الفجر والعصر.
  • لا يُشترط فيها القيام؛ إذ يمكن تأديتها أثناء الجلوس، لكن الأجر ينقص إلى النصف.

مقالات مشابهة

سورة القلم وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة القلم وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

حكم دروبشيبينغ في الإسلام

حكم دروبشيبينغ في الإسلام

دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة

دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة

سورة الطور وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة الطور وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

فضل قراءة سورة الدخان

فضل قراءة سورة الدخان

صفة صلاة الوتر ووقتها

صفة صلاة الوتر ووقتها

شروط الأضحية عند المالكية

شروط الأضحية عند المالكية