جدول المحتويات
تعرف على أسباب ألم أسفل الظهر والرجلين
غالبًا ما يشير ألم أسفل الظهر والرجلين إلى الإصابة بعرق النسا، والذي ينتج عن تهيج العصب الوركي، وهو أطول وأوسع عصب في جسم الإنسان، حيث يمتد من أسفل الظهر إلى الأرداف إلى الساقين، وينتهي خلف الركبة، كما أنّ عرق النسا لا يقتصر على مكان معين بذاته، بل ينتشر إلى أماكن أخرى، وعرق النسا عادة ما يكون علامة على وجود مشكلة في العصب الوركي، وليس مرضًا بحد ذاته، وتشير الأبحاث والدراسات إلى أنّ أكثر من 40٪ من الناس يصابون بألم عرق النسا في فترة ما من حياتهم، وتقدر خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا أن هذه الحالة تتحسن عادة في غضون 4 – 6 أسابيع من ظهورها، لكنها قد تستمر لفترة أطول في بعض الأحيان، ويكون عرق النسا في معظم الحالات ناتجً عن الضغط في أحد أجزاء العصب الناتج عن فتق في القرص، أو نتوء عظمي، أو نتيجة ارتفاع أو تضيق القناة الشوكية [1]
ما هي أسباب ألم أسفل الظهر والرجلين
أسباب ألم اٍفل الظهر والرجلين كما ذكرنا سابقًا هي أسباب عرق النسا، وألم عرق النسا هو أحد الأعراض الناتجة عن مشكلة طبية تشمل تهيجًا أو التهابًا أو ضغطًا على العصب الوركي في أسفل الظهر، ومن أبرز العوامل الشائعة التي يمكن أن تؤثر على العصب الوركي كلً مما يلي:[7]
الضغط الميكانيكي
يمكن أن يؤدي إلى إحداث ضغط جسدي على العصب نتيجة عدة حالات صحية من أهمها:[7]
- القرص الغضروفي: قد يتضخم أحد الأقراص الموجودة بين فقرات العمود الفقري السفلي أو ينفتق، مما يسبب تهيجًا أو ضغطًا على جذر العصب الوركي أو كليهما.
- تضيق القناة العصبية: إنّ تضيق في القناة العصبية يمكن أن يسبب انضغاطًا أو تهيجًا في العصب الوركي، وتغيرات تنكسية في العمود الفقري، مثل: سماكة مفاصل جوانب الفقرة، أو زيادة في سمك الأربطة، يمكن أن تسبب ضغطًا مباشرًا على العصب الوركي، ونادرًا ما تسبب الأورام أو الخراجات أو الالتهابات أو الدمامل في نهاية العمود الفقري أو في الحوض ضغطًا على العصب الوركي.
الالتهاب الكيميائي
يمكن أن تسبب المهيجات الكيميائية التهابًا أو تهيجًا في العصب الوركي، ويُعتقد أن هذه المهيجات الكيميائية تحتوي على مواد مثل: حمض الهيالورونيك، أو أجزاء من بروتين الفبرونيكتين التي تتسرب من القرص المذاب بين الفقرات، وقد تلعب استجابة الجهاز المناعي دور في ألم العصب الوركي عند التعرض لمواد القرص الغضروفي، حيث ترتفع مستويات بعض المواد التي يفرزها الجهاز المناعي بشكل ملحوظ لدى الأشخاص المصابين بألم عرق النسا، ويعتقد أن هذه المواد تفرز نتيجة تفاعل بين جذور الأعصاب ومواد القرص المتسربة، والتي يمكن أن تسبب التهاب العصب الوركي[7]
عوامل اخرى
يمكن أن تسبب عوامل أخرى ألم عرق النسا مثل:[4]
- نقص فيتامين ب 12 مهم للحفاظ على صحة الأعصاب.
- العمل في وظائف معينة، مثل الوظائف التي تتطلب قيادة المركبات لفترات طويلة من الزمن أو حمل أحمال ثقيلة، بالإضافة إلى الوظائف التي تتطلب ثنيًا وإمالة الظهر بشكل مستمر، والجلوس لفترات طويلة، حيث يزيد نمط الحياة الخالي من الحركة من خطر عرق النسا.
- السمنة، وذلك بسبب زيادة الضغط على العمود الفقري، حيث يساهم الوزن الزائد في حدوث تغيرات في العمود الفقري يمكن أن تؤدي إلى ألم عرق النسا.
- مرض السكري يمكن أن يزيد مرض السكري من خطر تلف الأعصاب.
- مع تقدم العمر، يزداد خطر الإصابة بالنتوءات العظمية والأقراص المنفتحة التي تسبب عرق النسا مع تقدم العمر.
طرق علاج عرق النسا
يشمل علاج عرق النسا العديد من الإجراءات المنزلية والعلاجات الطبية، وتجدر الإشارة إلى أن معظم المصابين يتحسنون عند اتباع الإجراءات المنزلية، وإذا فشلت هذه الإجراءات يلجأون إلى العلاجات الطبية، وفيما يلي بيان من هذه العلاجات:
العلاجات المنزلية
يُنصح الأشخاص المصابون بعرق النسا بمواصلة أنشطتهم اليومية قدر الإمكان نظرًا لأن الراحة التامة والاستلقاء يمكن أن يزيدا من حدة الأعراض،ومن أبرز الإجراءات المنزلية لعلاج عرق النسا ما يلي:
- الكمادات الباردة: يمكن استخدام الثلج أو الخضار المجمدة عن طريق لفها بقطعة قماش ووضعها على المنطقة المصابة لمدة عشرين دقيقة عدة مرات في اليوم لتخفيف الألم والتورم وخاصة خلال الأيام القليلة الأولى من الإصابة.
- الكمادات الدافئة: يوصى بالانتقال إلى الكمادات الساخنة بعد يومين إلى ثلاثة أيام من استخدام الكمادات الباردة، وفي حالة استمرار الإحساس بالألم، يُنصح بالتناوب باستمرار بين الكمادات الباردة والساخنة.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد التمارين الرياضية على إفراز هرمون الإندورفين في الجسم مما يساعد على تخفيف الألم، ويوصى دائمًا بالبدء بممارسة تمارين منخفضة الشدة مثل: السباحة وركوب الدراجات الثابتة مع انخفاض مستوى الألم، ويمكن التبديل إلى تمارين أكثر كثافة وتمارين القوة التي تقلل من خطر الإصابة بمشاكل الظهر في المستقبل.
العلاجات الطبية
تُستخدم هذه العلاجات بشكل عام عندما تفشل العلاجات المنزلية، وتتضمن هذه العلاجات ما يلي:[2]
- العلاجات الدوائية: تشمل مسكنات الآلام المتاحة دون وصفة طبية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، بالإضافة إلى العديد من الأدوية الأخرى مثل؛ مسكنات الألم الأفيونية، والأدوية المضادة للالتهابات، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، بالإضافة إلى بعض الأدوية المضادة للتشنج ومرخيات العضلات، وجميع هذه الأدوية تستخدم لتسكين الآلام.
- حقن الستيرويد: حيث يتم حقن أدوية الستيرويد في المنطقة المحيطة بجذر العصب التالف، وتساعد هذه الأدوية في تقليل الالتهاب، لكن تأثير هذه الحقن يتلاشى بعد عدة أشهر من تناولها، ويصعب تناول أعداد كبيرة بسبب ارتباطها بالعديد من الآثار الجانبية الخطيرة.
- العلاج الطبيعي: يستخدم عادةً بعد أن يهدأ الألم لمنع الاضطرابات المستقبلية، وتشمل هذه التمارين تقوية العضلات وتعديل الوضع وزيادة المرونة.
- الإجراءات الجراحية: تُستخدم الجراحة إذا فشلت العلاجات الأخرى في تخفيف الألم، أو إذا فقد المريض السيطرة على المثانة وعملية التبول، أو إذا كان هناك ضعف شديد يتم فيه إزالة جزء من الغضروف المنزلق أو نتوءات عظمية تضغط على تتم إزالة جذور الأعصاب.
العلاجات البديلة
الدراسات العلمية غير كافية لإثبات فعالية بعض الأساليب في علاج عرق النسا، ومع ذلك غالبًا ما يتم استخدامه، ومن بين هذه العلاجات:
- الارتجاع البيولوجي: يساعد الارتجاع البيولوجي على التحكم بوعي في وظائف جسدية معينة. مثل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وتوتر العضلات، غالبًا ما يستخدم لعلاج الإجهاد والاضطرابات ذات الصلة.
- الوخز بالإبر: حيث يتم استخدام إبر رفيعة للغاية توضع في أماكن محددة على الجلد لاستعادة توازن تدفق الطاقة في الجسم أو ما يسمى تشي. تساعد هذه الإبر في تحفيز إرسال مواد كيميائية معينة إلى الجهاز العصبي المركزي لتخفيف الآلام.
تمارين لعلاج عرق النسا
هناك العديد من الأوضاع والتمارين التي يمكن أن تكون مفيدة في علاج عرق النسا، بما في ذلك ما يلي:[6]
- تمرين الحمام الجالس: يمكن إجراء هذا التمرين أولاً عن طريق الجلوس على الأرض ومد الرجلين أمام الجسم، ثم رفع الساق اليمنى واثنيها ووضعها فوق الجزء العلوي من الركبة اليسرى، وفي وضع الجلوس قم بإمالة الجسم للأمام والبقاء في هذا الوضع لمدة 15-30 ثانية، ثم العودة إلى وضع التمرين المعتاد ونفس التمرين يتم القيام به على القدم اليسرى.
- تمرين نهج الركبة مقابل الكتف: تشمل خطوات أداء هذا التمرين أولاً الاستلقاء على الظهر ومد القدمين بحرية، ثم ثني الساق اليمنى وإمساك الرجل باليدين، ثم رفع الساق اليمنى إلى الكتف الأيسر والإمساك بها لمدة 30 ثانية، ثم أعد الركبة اليمنى إلى وضعها الطبيعي، ويتم تكرار نفس التمرين 3 جولات، ثم استخدم الرجل اليسرى بعد ذلك لأداء التمرين.
- تمرين تمديد الظهر: يحتاج المريض إلى الاستلقاء على بطنه فى بداية هذا التمرين، ثم وضع الساعدين أمام الجسم عن طريق ثني المرفقين، ثم النظر إلى الأرض وإبقاء الرقبة مستقيمة، ثم يأتي جزء من ذلك دور تقوس الظهر عن طريق دفع الجزء العلوي من الجسم بمساعدة الساعدين، وعندها سيكون الفرد قادراً على الشعور بتمدد عضلات المعدة، وقد يكون من الأفضل الشهيق والزفير لمدة 5-10 ثوانٍ قبل العودة إلى الوضع الطبيعي، وقد يكون من الأنسب تكرار هذا التمرين 8-10 مرات
- الجلوس وتمديد العمود الفقري: يساعد هذا التمرين في تخفيف الضغط على العصب الوركي، ويمكن القيام به بسهولة عن طريق الجلوس أولاً على الأرض ومد الساقين إلى الأمام، ثم ثني الركبة اليمنى ووضع القدم اليمنى في الفراغ. بجوار الركبة اليسرى من الخارج، ثم قم بتدوير الجسم إلى اليمين مع وضع الكوع الأيسر فوق الركبة اليمنى للبقاء في هذا الوضع لمدة 30 ثانية، ثم كرر نفس التمرين 3 مرات، ثم قم بالتبديل من الجانب الآخر من جسم الركبة اليمنى.
أعراض عرق النسا
يؤثر عرق النسا عادة على جانب واحد فقط من الجزء السفلي من الجسم، وينعكس الألم من أسفل الظهر إلى مؤخرة الفخذ وأسفل الساق. من الشائع ظهور مزيج من الأعراض التالية عند الإصابة بعرق النسا:[4]
- ألم مستمر في جانب واحد من الأرداف أو الساق ولكن نادرًا في كلا الجانبين.
- الألم الذي ينشأ في أسفل الظهر أو الأرداف ويستمر على طول مسار العصب الوركي ، وخاصة في الجزء الخلفي من الفخذ وأسفل الساق والقدم.
- ألم يقل عند الاستلقاء أو المشي ولكنه يزداد سوءًا عند الوقوف أو الجلوس.
- يوصف الألم عمومًا بأنه حاد أو حارق.
- إحساس بالوخز مثل الوخز أو التنميل أو الضعف أو الإحساس بالوخز في الساق في بعض الحالات.
- الشعور بالضعف أو التنميل عند تحريك الرجل أو القدم.
- ألم حاد أو حاد في إحدى الساقين يجعل من الصعب الوقوف أو المشي.
- ألم وأعراض أخرى في أصابع القدم اعتمادًا على مكان إصابة العصب الوركي.
- ألم في أسفل الظهر، لكنه ليس شديدًا مثل ألم الساقين.
من الجيد ملاحظة أن الأعراض المصاحبة لعرق النسا قد تكون أكثر حدة أثناء الحركات المفاجئة، مثل العطس أو السعال، أو أثناء تغيير الوضع مثل الانتقال من وضعية الجلوس إلى الوقوف، وقد تختلف الأعراض أيضًا اعتمادًا على موقع جذر العصب المضغوط، كما يلي:[3]
- ضغط الجذر من الفقرة القطنية الرابعة: تؤثر أعراض هذه الحالة على الفخذ وقد يعاني المريض من ضعف عند تقويم الساق بالإضافة إلى ضعف في الانعكاس المعروف باسم منعكس الركبة.
- الضغط الجذري للفقرة القطنية الخامسة: في هذه الحالة قد تمتد الأعراض إلى إصبع القدم الكبير والكاحل، وقد يعاني المريض من ألم أو تنميل في الجلد بين إصبع القدم الكبير و إصبع القدم الثاني.
- ضغط جذر الفقرة العجزية الأولى: تؤثر الأعراض في هذه الحالة على الجزء الخارجي من القدم، وقد ينعكس ذلك على إصبع القدم الصغير أو أصابع القدم الأخرى، وقد يعاني المريض من ضعف عند رفع الكعب عن الأرض، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يكون ضغط العصب الوركي شديدًا لدرجة أنه يؤدي إلى العديد من المضاعفات، بما في ذلك الضعف التدريجي في الساقين وفقدان وظيفة الأمعاء أو المثانة في حالات نادرة، مما يتطلب عناية طبية فورية لأنه يمكن أن يشير إلى تلف خطير في الأعصاب.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بعرق النسا
السبب الرئيسي لعرق النسا هو ضغط العصب الوركي الناتج عن انزلاق غضروفي في العمود الفقري، أو بسبب بروز عظمي، وفي حالات نادرة مرض السكري الذي يسبب ضغط العصب الوركي وإضعافه من أسباب آلام عرق النسا، وهناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بعرق النسا، ومن أهمها:[5]
- الانزلاق الغضروفي: من المعروف أن العمود الفقري يتكون من فقرات وغضاريف، حيث تتكون الفقرات من مجموعة من العظام التي تشكل بنية العمود الفقري، بينما تحتوي الغضاريف على مادة لينة تشبه مادة هلامية تشبه الهلام، وعندما يحدث عرق النسا يحدث الانزلاق في العمود الفقري مما يؤدي إلى تلف الغضروف الموجود بين العظام مما يؤدي إلى الضغط على الأعصاب.
- تضيق العمود الفقري: يعتبر هذا سببًا أقل شيوعًا، حيث قد تتعرض مسارات الأعصاب في العمود الفقري للإصابة أو الالتهاب أو الضيق بسبب تضخم الأربطة بجوار الغضروف أو النتوءات العظمية في العمود الفقري الفقري. عادة ما يظهر تضيق العمود الفقري عند كبار السن.
- أورام العمود الفقري: إذا تم تشخيص العمود الفقري بأورام حميدة أو خبيثة، فإنه يؤدي إلى ظهور ألم عرق النسا.
- الانزلاق الفقاري: يحدث عندما تنزلق إحدى الفقرات من موضعها الأصلي، مما يسبب ضغطًا على العصب الوركي، وينتشر هذا النوع من الانزلاق مع تقدم العمر، ويمكن أن يحدث عند الشباب بسبب كسور في العمود الفقري، نتيجة لحدوث كسر في العمود الفقري أو بسبب الانحناء المفرط والدائم للعمود الفقري.
- متلازمة ذنب الفرس: هي حالة نادرة وذنب الفرس عبارة عن حزمة من الأعصاب التي تبدأ في النخاع الشوكي، لذلك إذا حدث ضغط أو تلف في هذه الأعصاب يمكن أن يؤدي إلى آلام الأعصاب وقد يؤدي إلى الشلل إذا تركت دون علاج.
