جدول المحتويات
موقع مدينة صفاقس
مدينة صفاقس هي إحدى المدن الساحلية في تونس، وتقع على خليج قابس، وتُعدّ ثاني أكبر المدن التونسية بعد عاصمة البلاد مدينة تونس، وتبلغ المسافة بين العاصمة تونس ومدينة صفاقس قرابة 270كم من الجهة الجنوبية الشرقية، وتبلغ مساحة صفاقس قرابة 7570كم²، وتمثل قرابة 5% من إجمالي المساحة الكلية للبلاد، وتقع صفاقس تحديداً على خط طول 10,15 شرقاً ودائرة عرض 34,42 شمالاً، ويحدّها من الجهة الشرقية البحر الأبيض المتوسط، ومن الشمال ولاية المهدية، ومن الغرب ولاية سيدي بوزيد، ولاية القيروان، ومن الجنوب ولاية قابس، ويقارب عدد سكان مدينة صفاقس المليون نسمة، وتحتلّ المدينة مكاناً بالغ الأهمية بعد العاصمة تونس، نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي، ودورها الاقتصادي الأساسي في عجلة الاقتصاد في تونس، بالإضافة إلى أنها تضمّ مطار صفاقس الدولي، والذي يُعتبر محطة مهمة في النقل وبالأخص سكان جنوب البلاد.
تاريخ مدينة صفاقس
صفاقس مدينة تاريخية شهدت العديد من الحضارات، وتعدّ إحدى المدن التونسية الغنية بالأحداث التاريخية السياسية المتغيّرة عبر الزمن، ومرت بمدينة صفاقس الحضارة الرومانية، واليونانية، والبيزنطية، والعربية، والإسلامية، وتركت كل حضارة مرّت على هذه المدينة إرثًا كبيراً من الآثار، والتي تصف التاريخ العريق والقديم لهذه الأرض، وما زالت هذه الآثار قائمة حتى يومنا هذا، وبدأت صفاقس ذروة ازدهارها الحقيقي في القرن التاسع للميلاد، والذي ساهم في ازدهارها هو الأمير أحمد بن الأغلب الذي حمل أمر الوالي علي بن سالم البكري بتوسيع المدينة وتأسيسها واستغلال موقعها الجغرافي لصالح الدولة، حيث تمتد السواحل في صفاقس نحو235كم، وتربتها رملية مخلوطة بتربة طينية، ولا يتعدى ارتفاع الأراضي السهلية فيها أكثر من م100 عن سطح البحر.
الآثار الإسلامية في صفاقس
تضم صفاقس عدداً كبيراً من الآثار الإسلامية، نظرًا لقِدم الحكم الإسلامي لتلك الأراضي، ويُعتبر أشهر هذه الآثار هو الجامع الكبير الذي قام ببنائه علي بن سالم البكري الوائلي، عام 856م، في وسط مدينة صفاقس القديمة، وكان من المعالم الأساسية التي أحيطت بالاهتمام عند صدور قرار الوالي بتوسيع المدينة؛ حيث تم إعادة إعمار هذا الجامع مرتين في القرن الثاني عشر الميلادي والقرن الثامن عشر الميلادي، ولا تخلو مدينة صفاقس من المتاحف الأثرية، كمتحف دار الجلولي؛ وهو عبارة عن متحف يعرض الفنون والتقاليد الشعبية القديمة، والتي تعكس حضارة المدينة وثقافتها شعبها، وكان هذا المتحف في السابق عبارة عن منزل قديم من منازل المدينة القديمة، والذي كان أيضاً ضمن أسوارها، ويمتاز هذا المنزل بجمال بنائه، والذي تولاه مهندسون من عائلة الجلولي.
آثار مدينة صفاقس
تعتبر الآثار رمزاً يعكس حضارة الشعوب، كما تعطي الآثار فكرة عن نمط حياة الشعوب القديمة التي سكنت هذه الأراضي، ومن أبرز تلك الآثار في صفاقس: المدينة الرومانية الأثرية، والتي تبعد 11كم باتجاه ولاية قابس، وتمّ بناء هذه المدينة في القرن السابع للميلاد، وكذلك المدينة البطرية، وهي عبارة عن مدينة رومانية قديمة فتحتوي على العديد من لوحات الفسيفساء والتي تم عرض بعض منها في متحف باردو الوطني، ويعود بناء هذه المدينة للقرن الثاني للميلاد، وهناك أيضًا سور صفاقس القديم الذي بناه سالم البكري الوائلي عام 856م، وقد تمّ بناؤه بدايةً بالطوب ثمّ بالحجارة، وكان له دور كبير في حماية المدينة من الهجمات المختلفة، حيث كان يشكّل لها درعاً ضدّ محاولات الغزاة لدخول المدينة.