جدول المحتويات
مدينة طشقند
مدينة طشقند عاصمة أوزبكستان، وتتميز بتنوّع حضاراتها القديمة، التي خلّفت العديد من المعالم الأثرية التي تستقطب السياح لزيارتها، نتيجة لموقعها الجغرافي المتميز، وأهميتها التجارية لاعتبارها إحدى محطات طريق الحرير الذي يربط بين الصين وأوروبا، ممّا أكسبها أهمية تاريخية.
موقع مدينة طشقند الجغرافي
تقع طشقند في سهول ووديان بين نهر سيحون وجيحون، على الطريق الذي يربط بين شيمكنت وسمرقند، وبالتحديد عند ملتقى نهر تشيرشيك، كما أنّها من أكثر المدن تعرّضاً للزلازل نتيجة لوقوعها على منطقة تكتونية نشطة تؤدّي إلى حدوث الهزات بسرعة قياس تصل إلى 7.5 درجة ريختر.
مناخ طشقند
تتمتع مدينة طشقند بمناخ البحر الأبيض المتوسط؛ حيث إنّها تمتاز بالبرودة في فصل الشتاء وتساقط الثلوج، إذ يبلغ متوسّط درجات الحرارة 1.4 درجة مئوية، وتبلغ الحرارة أدنى درجاتها في شهر يناير، ويكثر بها هطول الأمطار، بينما تسودها أجواء معتدلة إلى حارة وجافة صيفًا، مع نسبة ضئيلة من سقوط الأمطار في فصل الصيف؛ حيث تبلغ متوسط درجات الحرارة 27 درجة مئوية، وتبلغ الحرارة ذروتها في شهر يوليو.
معالم مدينة طشقند
من المعالم المهمة في طشقند: مجمع حضرة الإمام، ومدرسة كوكالداش، وجامع الإمام خاست، والحديقة الوطنية، وسوق شارسو، ونصب الحرب التذكاري، ومتحف الأدب.
تاريخ مدينة طشقند
مرّت مدينة طشقند بمراحل تاريخية متعددة، حيث استوطنتها في البدايات بعض الشعوب القديمة بسبب وجود نهر شرشك الذي يقع على السفح الغربي من جبال تيان شان، وقد كانت تُعرف في الماضي قبل دخول الإسلام إليها باسم مدينة شاش، ثمّ تحوّل اسمها إلى تشاتش كند أو بلاد التشاش، وقد تم تعميرها وإنشاؤها كإمارة في الفترة ما بين القرن الثالث والخامس قبل الميلاد في جنوب نهر سير داريا، وكانت تتكوّن آنذاك من ثلاثين مدينة، وأصبحت مركزاً تجارياً لقبائل الترك والسوغديانيين.
طشقند في العصر الإسلامي
بعد الفتح الإسلامي لبلاد ما وراء الهند (آسيا الوسطى) على يد قتيبة بن مسلم الباهلي في أواخر القرن الأول الهجري، أرسل جيوشه إلى مدينة شاش (طشقند) لفتح المدينة في عام 94هـ، وفي ذلك الوقت اهتمّ المسلمون بنشر الثقافة الإسلامية في المدينة بعد أن لاحظوا اهتمام سكانها بالتبادل الثقافي مع البلدان المجاورة لها.
حكمها فيما بعد القرخانيون في القرن العاشر الميلادي وقاموا بتسميتها “تاشكاند”، ثم توالى بعد ذلك حكم السمانيد فأتراك كراكنيد؛ وفي القرن الثالث عشر الميلادي انصب غضب السلطان محمد خوارزم شاه سلطان الخوارزميين على سكّان شاش، فأمر بقتل الأهالي وتدمير البيوت، مما أدى إلى استفزاز جنكيزخان الذي قام بدوره بإرسال المغول إلى بلاد المسلمين وتدميرها، وأنقذها تيمورلنك من الهلاك وأعاد بنائها في القرن الرابع عشر الميلادي، وظلت طشقند تحت حكم تيمورلنك إلى أن حكمها الأوزبك والقزق.
الاحتلال الروسي لطشقند
تعرّضت طشقند إلى عملية هجوم من الجنرال الروسي ميخائيل تشير ناييف، وتمكّن من احتلالها في عام 1865م، وبعد سقوط الإمبراطورية الروسية أصبحت طشقند عاصمة لتركستان التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي آنذاك، وكانت دولة ذات حكم ذاتي، إلا أنّ حكمها لم يدم طويلا حيث انهارت الدولة بعد ثورة بسمتشي، فدخلت طشقند تحت حكم جمهورية الأوزبكية في عام 1930م.
زلزال مدينة طشقند المدمّر
تعرّضت مدينة طشقند إلى زلزال عنيف في عام 1966م، أدّى إلى تدمير العديد من المباني والمنشآت والآثار التاريخية، وهاجر معظم أهالي المدينة إلى الدول الإسلامية، وبالأخص السعودية.
استقلال مدينة طشقند
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، واستقلال أوزبكستان، أصبحت طشقند عاصمة للدولة الأوزبكية، وشهدت المدينة العديد من التغيّرات العمرانية، والثقافية، والاقتصادية، وأصبحت عاصمة للثقافة الإسلامية.