جدول المحتويات
تعرف على إمبراطورية اليابان
تقع إمبراطوريّة اليابان في شرق قارة آسيا، وتتألف من سلسلة كبيرة من الجزر التي تنقسم إلى أربعة جزر رئيسية؛ حسب الترتيب من المناطق الشمالية إلى المنطقة الجنوب: هونشو، هوكايدو، وكيوشو وشيكوكو، وتعد جزيرة هونشو هي الأكبر من بين الأربعة جزر، يليهم في الحجم هوكايدو، كيوشو شيكوكو، وبالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الجزر الأصغر، وتقسم إلى مجموعات الرئيسية منها: جزر ريوكيو، وبونين،إيزو، وبركان (كازان) إلى الجنوب والشرق من هونشو الوسطى، وتعتمد اليابان من مدينة طوكيو العاصمة الرسمية لها، يعرض هذا المقال عدة جوانب متعلقة بإمبراطورية اليابان وعن بعض مدنها.
جغرافيا اليابان
تقع اليابان جغرافياً بين خط عرض 24 درجة و48 درجة شمالاً، وبين خط طول 122 درجة و146 درجة شرقاً، وتعتبر طبيعتها غير صالحة للصناعة او الزراعة؛ إذ تغطي الجبال 73% من مساحة اليابان، ويتركز التوزيع السكاني في المناطق الساحلية، لذلك تعتبر مدن اليابان مكتظة في السكان، ويصل تعداد سكان اليابان إلى 124.776.364 نسمة، ويشكّل اليابانيون الأصل نسبة 98% من تعداد السكان، وتضم النسبة المتبقية جنسيات آسيوية من صنيين وكوريين وجنسيات أخرى، كما يتركز سكان اليابان في سبع وأربعين محافظة.
المناخ في اليابان
يتميز مناخ اليابان برياح موسمية رطبة وجافة، ويتأثر في المدى العرضي للبلاد والمحيطات المحيطة بها وقربها من مساحة اليابسة الآسيوية المجاورة، ويتكون المناخ فيها من أربع فصول مع مناخ ما بين القطب الشمالي في الشمال إلى شبه الاستوائية في الجنوب، ويتميز شمال وشرق اليابان بصيف دافئ وشتاء بارد مع تساقط ثلوج على جانب بحر اليابان، وتعتبر المناطق الغربية منه أكثر دفئاً في الصيف وتصل درجات الحرارة في بعض الأحيان إلى 35 درجة مئوية، وتتمتع أوكيناوا وأآمي بمناخ محيطي شبه استوائي، كما يسود هذه المناطق صيف حار ورطب وشتاء معتدل.
اقتصاد اليابان
يرتكز الاقتصاد الياباني على الصناعات بشكل رئيسي؛ إذ تعتمد اليابان على استيراد المواد الخام وتقوم بتصنيعها، ومن ثم تقوم بإعادة تصديرها مع فرض نسبة جمركية حتى تتمكن من رفع نسبة الربح السنوية، وتعتبر درجة الحرية الاقتصادية في اليابان هي 72.1، مما يجعل الاقتصاد الياباني هو الثلاثين في مؤشر 2019، وتبنيت اليابان برنامج أبينوميكس، وهو عبارة عن خطط سياسية تهدف إلى دعم الاقتصاد الكلي في الياباني، ويتألف من سياسة نقدية، وسياسة مالية، واستراتيجيات نمو اقتصادي لتشجيع الاستثمار الخاص، ويهدف البرنامج إلى تقليل التضخم بنسبة 2% سنويًا، وتصحيح الارتفاع المفرط في سعر الين، وضبط سعر الفائدة السلبي.
نظام الحكم في اليابان
تطور نظام الحكم في اليابان حسب الظروف السياسة؛ إذ كانت تتركز السلطة بأكملها بيد الإمبراطور، ولكن بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة اليابان انتقل نظام الحكم إلى يد الشعب، واعتبر الإمبراطور كرمز وطني من دون أي سلطة أو صلاحيات فعلية، ووضع الدستور الياباني عام 1947 الذي نص على أن يكون نظام الحكم ملكي دستوري؛ حيث يعتبر رئيس الوزراء على رأس السلطة في اليابان، وتتكون السلطة التشريعية من مجلس النواب ومجلس المستشارين، ويعتبر القضاء في اليابان مستقل عن السلطة التنفيذية والتشريعية.
مدينة طوكيو في اليابان
تعد طوكيو من أضخم المدن اليابانية، تقع على خط عرض 35.69، وخط طول 13 وترتفع عن سطح البحر 44م، ويصل عدد سكانها إلى 8.336.599 نسمة، تحتوي طوكيو على عدد من الأراضي الشاسعة التي تصلح لبناء مراكز تجارية ضخمة، كما يعد موقعها مهما لكونها مفترق طرق بين اليابانيين والمواطنين الآخرين من الدول المجاورة وجميع أنحاء العالم، تشتهر طوكيو بالحياة السريعة، وبدور الأزياء العالمية، وبمطاعم تضم عدد من الروبوتات وتسمى مطاعم الروبوت، والمقاهي، إلا أنها ما زالت تحافظ على تقاليدها وتراثها من خلال المعابد، والأضرحة، والحدائق العامة التي تحتفظ بملامح تاريخية عريقة.
المناخ
تتميز طوكيو بأربعة فصول بالسنة صيف حار نسبيا ورطب، وربيع معتدل، وخريف بارد وجاف، وشتاء بارد وقاسي ،وقد تحصل بعض الأعاصير في فصل الصيف، ويعد تساقط الثلوج غير محتملا في طوكيو إلا خلال الأشهر الأولى من السنة.
التاريخ
سكنت طوكيو منذ العصور القديمة، حيث كانت قرى صغيرة تهتم بالصيد وكان يطلق عليها “إيدو”، وتعني “المصب”، ولم تشهد إيدو أي تطور في فترة حكم “توكوغاوا”، حيث بقيت العائلة الحاكمة في كيتو، ومع قدوم الإمبراطور ميجي عام 1868 أطلق عليها تو كيو كل كلمة منفصل عن الأخرى، وتعني شرق بكين ،وكان يطلق عليها توكي وهو النطق البديل للفظ الأول، احتفظت باسمها الأخير طوكيو ونقلت العاصمة إليها، وفي أواخر القرن التاسع عشر تجاوز عدد سكانها المليون شخص، وأصبحت عاصمة اليابان رسميا، وأكبر مدينة حضارية وصناعية في اليابان، ومن أكثر المدن المكتظة بالعدد السكاني في القرن العشرين.
الثقافة
تضم طوكيو الكثير من المعارض الفنية والمتاحف الشهيرة، وأغلبها تحوي لوحات فنية رائعة ومشهورة، حيث يولي سكانها الاهتمام بالتفاصيل ويقدرونها، ويهتمون بالثقافة اهتماما شديدا، فضلا على اهتمامهم بثقافة الأطفال وإنتاج أفلام الكرتون اليابانية، وتعنى أيضا بتطورات التكنولوجيا المذهلة والتي تنعكس على طبيعية الحياة فيها، إذ لا يشعر زائرها بالملل أبدا ولن يتعثر بإيجاد أماكن للتنزه، كما تحتوي على 234 مطعما حائزة جميعها على نجمة ميشلان، وتقدم جميعها أفضل الأطعمة اليابانية في طوكيو، حيث تقدم فيها الأطعمة الراقية، وتضج محلاتها بأحدث الأجهزة الإلكترونية.
الصناعة
تعد مدينة طوكيو مقرا لعديد من الشركات المالية والدولية، وتعتبر أكبر مركزا تجاريا وصناعيا في اليابان، كما تهتم بالتصدير لجميع أنحاء العالم بالجملة، وتشكل طوكيو جزءا من المناطق الصناعية التي تعد نقطة مركزها الشاطئ والخليج الغربي، ومع الوقت أصبحت المنطقة الصناعية رائدة حيث اهتمت بالصناعات وتشغيل العمالة، والاهتمام بالنشر، والتصنيعات التنقنية.
أهم المعالم الأثرية
- القصر الإمبراطوري: يقع في قلب المدينة، يحتوي على عدد من الحدائق الواسعة، والخنادق ، والجداريات الحجرية.
- حي كاسوميغاسي: يضم هذا الحي عدد من المكاتب المحلية والوطنية التي تخدم القراء.
- المباني القديمة الخشبية: يوجد العديد من المباني الخشبية المبنية وفق الطراز الياباني القديم.
- منطقة كاندا: تشتهر بالجامعات، ودور النشر، ومحلات بيع الكتب المتنوعة.
- الحدائق اليابانية: يوجد العديد من الحدائق اليابانية التي ما زالت تحافظ على تاريخها وتراثها ببعض المعالم الأثرية الموجودة فيها.
- متحف الفن والعلوم: يعرض بهذا المتحف تاريخ اليابان وآسيا، وفيه قسما علميا، وحديقة للحيوانات، ومتحفين لعرض اللوحات الفنية المختلفة، وتقام بعض الأعمال المسرحية بالمتاحف والعروض المختلفة، وتقدم فيها الأوبرا، والسمفونيات الشهيرة، وبعض أنواع الغناء الأوروبي، وتقدم فيها عروض الرقص المختلفة.
الأحياء الحديثة
يحيط المركز التاريخي لمدينة طوكيو أحياء حديثة، ومعظمها عبارة عن مجمعات سكنية وتجارية، وهي كالآتي:
- حي أكيهابارا: يضم العديد من محلات المعدات الكهربائية والإلكترونية.
- حي اوينو: هو عبارة عن مجمعات سكنية وجامعات ويتوسطه منتزه كبير، كما يحتوي على أكبر المتاحف في طوكيو.
- حي اكيبوكورو: هو واحد من الأحياء السكنية، ويتميز بوجود أكبر المجمعات التجارية في العالم.
- حي شينجوكو: يعد من أكثر الأحياء حيوية؛ إذ يحتوي على ناطحات سحاب وأبنية لكبرى الشركات والمحلات التجارية الكبيرة، إضافة إلى الفنادق والمطاعم.
- حي هاراجوكو.
- حي شيبويا.
- حي شيناغاوا.
مدينة كوبي في اليابان
تقع مدينة كوبي جنوب غرب جزيرة هونشو في منطقة كانساي في اليابان، بين خليج أوساكا وجبل روكو، وتوصف بالمنطقة الحضرية، وهي عاصمة محافظة هيوغو وأكبر مدينة فيها، وتعتبر من المدن الرئيسية في منطقة كيهانشين، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 1,522,944 نسمة وفقاً لإحصائيات السكان لعام 2019، تشتهر المدينة بعددٍ من المعالم التاريخية والسياحية، حيث يوجد بها عدد من المعابد البوذيّة، إضافة إلى وجود أقدم مسجدٍ في اليابان، كما يوجد بها عدد من الكنائس، والمتاحف الفنية، والمزارات الشتوية ، وفيها تمثالين شهيرين لبوذا، وفيها مدرسة كوبي للتجارة، ويعد ميناء كوبي من أشهر المناطق السياحية فيها.
التاريخ
تعرف المدينة باقتصادها التجاري الذي بدأ عام 1868 بانفتاح تجارة اليابان على مختلف بلدان العالم، وأُعيد بناء المدينة بعد تدميرها بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945، ثم تعرضت بعد ذلك إلى زلزال عنيف عام ،1995 وقد سُجل في مجموعة غينيس على أنّه الأعلى تكلفة عبر التاريخ، حيث دمر نصف المدينة ووقع جزءٌ منها أثناء الاهتزاز في البحر، وقد شهدت عدداً من الضحايا قدروا بحوالي 6433 شخصاً، ثم أُعيد بناؤها من قبل السكان لتصبح أجمل مما كانت عليه.
الاقتصاد
تعتبر كوبي المدينة الحضارية والتجارية بعد مدينة طوكيو، حيث تضم أهم الفعاليات التجارية، ويوجد بها العديد من الأنشطة الاقتصادية، وفيها عددٌ من المصانع، كمصانع تصنيع الآلات والمعدات الصناعية، ومصانع تجهيزات المعدات الكهربائية، ومصانع تختص بصناعة المواد الكيميائية، وبها مصنع لصناعة المطاط وآخر لتحويل السكر، ومصانع لإنتاج مختلف المنسوجات، إضافة لمطاحن الحبوب، ومصانع المشروبات الكحولية، ويعتبر ميناء كوبي ثاني أهم الموانئ اقتصادياً في اليابان بعد ميناء يوكوهاما.
المعالم السياحية
- حديقة هارب نونو بيكي: تصنف من الحدائق الكبرى في مدينة اليابان، وتتميز بمساحاتٍ عشبية شاسعة، وتبلغ مساحتها أربعين فداناً ممتدةً أسفل جبل روكو، وتضم عدداً من البيوت النباتية ويوجد بها أكثر من مئتي نبات عشبي، يصل إليها السياح من محطة شين كوبي، ويمكن من خلال رحلة التلفريك ممارسة أجمل الأنشطة للتمتع بالطبيعة الساحرة، ورؤية منحدرات وسفوح الجبال بإطلالةٍ بانورامية علوية للمدينة وصولاً إلى حديقة هارب نونو بيكي.
- حديقة ميركين: تُطل الحديقة على ميناء كوبي، وهي من الحدائق البحرية كبيرة المساحة، وتضم عدداً من الأشكال الفنية الرائعة، وتحتوي على برج ميناء كوبي وهو برج الميناء الأحمر وهو من أكبر رموز المدينة، ويوجد بها عدد من نوافير المياه المصممة بتصميماتٍ عصرية، كما نُصب فيها تذكارٌ لضحايا الزلزال الذي تعرضت له المدينة، ويوجد بها متحف كوبي البحري.
- الحي الصيني: أُنشئ الحي الصيني عام 1886، وشيّد من قبل بعض التجار الصينيين أثناء استقرارهم بالقرب من الميناء، ويعد واجهةً رئيسية للجالية الصينية باليابان، ويمكن الاستمتاع بالتسوق به من خلال التجول وسط المدينة، ويمكن شراء التحف الصينية، والاستمتاع بتناول الطعام الصيني.
- جسر أكاشي كايكيو: يعد من أطول الجسور المعلقة باليابان، ويبلغ طوله ما يقارب 4كم، حيث يربط كوبي وجزيرة العواجي بطريق نارتو السريع، كما يربط منطقة هونشو مع شيكوكو، وتم افتتاح الجسر عام 1998.
- كوبي هاربورلاند: تطل المنطقة على ميناء كوبي مما يمنحها جمالاً متفردا وهي إحدى المدن التسويقية التي تضم عدداً من المحلات التجارية والتي يُعرض فيها مختلف الأزياء اليابانية، كما تضم عدداً من المطاعم والمقاهي، ويوجد فيها ملاهي ترفيهية، ويوجد فيها عجلة فيريس الترفيهية التي يمكن الاستمتاع بركوبها من قبل جميع أفراد العائلة.
- شلالات نونوبيكي: صُنفت من أجمل مئة شلال في اليابان، وتمتاز بمياهها المنسابة والطبيعة الخلابة حولها، وتضم مسارات للمشي ومتنزهات مختلفة، وتقع في منتصف مدينة كوبي، وهي من أهم معالم جذب السياحة فيها.
جزيرة نيجيما اليابانية
شهد تاريخ 20 نوفمبر 2013 ظهور جزيرة جديدة في منطقة بركانية في جنوب اليابان، وتبين للباحثين أنها تشكلت على مرحلتين بسبب نوعين من الثورات البركانية؛ الأول يسمى سرتسي ويحدث في البحر الضحل، والآخر يدعى استرومبولي وهو ثوران بركاني منخفض المستوى، وسبق ظهور الجزيرة حدوث عدة زلازل، تلاها انبعاث الغازات في الجو، ثم غليان مياه البحر، وارتفاع الغبار البركاني إلى 600م في الجو؛ مما شكّل سحابة سوداء كبيرة، ووثّق خفر السواحل اليابانية بالفيديو نشوء الجزيرة الجديدة التي أطلق عليها تسمية نيجيما أو الجزيرة الجديدة.
ظهرت عدة جزر في هذه المنطقة التي تشهد اضطرابات في الصفائح التكتونية، حيث تشكلت الجزر نتيجة للنشاطات البركانية في الفترة ما بين 1870-1980، لكن العديد منها تآكل أو اضمحل واختفى، وفي سبتمبر 1973 طفت على السطح جزيرة صغيرة سميت نيشينوشيما، واختفى معظم أجزائها تحت مستوى المياه نتيجة لهشاشتها وارتطام الأمواج بها، إلا أن جزءً صغيراً منها استطاع الصمود، وبقيت كجزيرة غير مأهولة بالسكان.
الموقع
ظهرت جزيرة نيجيما في المحيط الهادي جنوب شرق جزيرة نيشينوشيما، وبين مجموعة جزر بونين التي تسمى باللغة اليابانية جزر أوجاساوارا، وهي جزر استوائية وشبه استوائية تبعد ألف كيلومتر عن جنوب وسط طوكيو، والطريقة الوحيدة للوصول إليها هي رحلة بالسفينة تستغرق 25 ساعة تنطلق من خليج طوكيو، وحسب التقسيم الإداري لليابان تتبع جزر بونين لمحافظة طوكيو الكبرى، وهي جزء من منطقة اليابان الاقتصادية الخاصة.
ظهرت جزيرة نيجيما في البداية على شكل نتوء صخري، ثم تمددت الصخور لتكوّن جزيرة صغيرة بلغ طولها 200م، وعرضها 300م، وارتفاعها 20م، كما ظهرت فيها فوهة بركانية قطرها 150م، واستمرت الجزيرة بالنمو خلال شهري ديسمبر 2013 ويناير 2014 حتى وصلت مساحتها إلى 60 ألف كم²؛ وذلك نتيجةً لتدفق المزيد من الحمم المقذوفة التي بردت فيما بعد مُشكِّلةً كتلاً صخريةً جديدة، وأدى استمرار الجزيرة بالاتساع إلى اندماجها مع جزيرة نيشينوشيما المجاورة لها، ومع هذا الاندماج اختفى اسم جزيرة نيجيما واحتفظت جزيرة نيشينوشيما باسمها، وتكرر بعد ذلك حدوث الثورات البركانية؛ فواصلت جزيرة نيشوشيما تمددها، إلى أن كشف تقرير لخفر السواحل اليابانية أن مساحة اليابان زادت 4كم² في عام 2018 بعد زيادة مساحة الجزيرة.
دراسة العلماء للجزيرة
أثار اهتمام علماء الجيولوجيا والبراكين ظهور كتل وأنابيب من تشعبات تدفقات الحمم البركانية في جزيرة نيشوشيما، كما أكد ناوكي كاشي مدير قسم الأبحاث في جامعة طوكيو إقبال علماء الأحياء على دراسة الجزيرة الجديدة لأنها تتيح مراقبة نقطة بداية لمسار التطور، حيث تشكل مخلفات طيور البحر سماداً يخصب التربة، كما يتوقع أن تحمل الأمواج نباتات وبذور إلى الجزيرة، وأن تتخذها الطيور موطناً لها، كما حصل مع جزيرة سورتي التي تكونت عام 1963 في شمال أوروبا، ونشأت فيها البكتيريا والفطريات بعد ظهور الطحالب، ثم نما نوع من النباتات الوعائية فيها، وسُجل في الوقت الحالي 89 نوعاً من الطيور فيها.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة اليونسكو أدرجت جزر أوغاساوارا في قائمة التراث العالمي؛ لتنوعها الحيوي الذي يساعد على فهم كيفية تطور النظم البيئية، ولأن هذه الجزر التي يزيد عددها عن 30 جزيرة لم تكن جزءً من أي يابسة توطنت فيها كائنات حية دون سواها؛ مثل ثعالب بونين الطائرة؛ وهي كائنات تشبه الوطاويط الكبيرة، وسُجل في هذه الجزر 441 نوعاً من النباتات، و379 نوعاً من الحشرات، بالإضافة إلى 134 نوعاً من القواقع الأرضية؛ فاستحقت لقب جزر غلاباغوس الشرق.
