جدول المحتويات
التجارة الإلكترونية
ظهر مفهوم التجارة الإلكترونية في بداية التسعينات من القرن العشرين تزامناً مع انتشار استخدام الإنترنت، وتتمثل آلية عمل هذا المجال في عمليات البيع والشراء إلكترونياً، أو تبادل الخدمات والمنتجات، ولاقت الكثير من الإقبال عليها ولا سيما في المغرب، واستمرت بالتزايد والنمو مع توسع ثقافة التسوق عبر الإنترنت، كما أنها خلقت فرص عمل لنسبة كبيرة من الشباب بمختلف المجالات.
تطور التجارة الإلكترونية في المغرب العربي
يوجد الكثير من العوامل التي كان لها دوراً رئيسياً في تطور مجال التجارة الإلكترونية في المغرب، ومن أهمها العامل النفسي؛ حيث إن سرعة وسهولة إجراءات المعاملات الإلكترونية تعمل على تشجيع المستهلكين إلى استخدامها بدلاً عن التجارة التقليدية، كما أن هذا المجال عمل على تحفيز الأفراد من الفئة الشبابية الذين يملكون أفكاراً خلاقة، ويفتقرون إلى وجود رأس مال أو إمكانيات؛ إلى تنفيذ مشاريعهم الصغيرة بتكلفة قليلة ووسائل بسيطة؛ لذا ينصح الأفراد والتجار بزيادة معرفتهم ومعلوماتهم في هذا النوع من التجارة، وتوظيفها في الاقتصاد كونها ذات تأثير كبير.
الجدير بالذكر أن المغرب احتل المرتبة رقم 95 على مستوى العالم، المركز 10 عربياً، في مؤشر التجارية الإلكترونية لعام 2019 وفقاً لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، وهو معدل لا بأس به نظراً إلى أن المغرب يسير على نهج جيد في هذا المجال من خلال تأسيس بنية تحتية قوية، والعمل على تطوير القطاع التكنولوجي، ناهيك عن أن أزمة الثقة ما زالت موجودة في المجال مما له تأثير سلبي، إلا أنه يوجد بعض المؤسسات التي تمكنت من نيل ثقة المواطنين من خلال تقديم الخدمات إلكترونياً، مثل: سداد الفواتير، والضرائب.
التحديات التي تواجه التجارة الإلكترونية في المغرب
على الرغم من التطور الملحوظ على هذا المجال، إلا أنه يوجد بعض التحديات التي تواجه التجارة الإلكترونية في المغرب؛ ومن أبرزها عدم خضوع بعض المواقع الفعالة إلى الرقابة الضريبية الخاصة بالدولة، بالإضافة إلى التحدي جانب الأمن الإلكتروني، وعدم وجود أنظمة حماية نشطة، وخاصةً بالنسبة إلى المستهلكين، مما يؤدي إلى خلق أزمة ثقة بين العملاء والشركات والمقاولات.
استراتيجيات للنهوض بالتجارة الإلكترونية في المغرب
قامت مجموعة من شركات الإتصالات بالتعاون مع مؤسسات عمومية بتقديم مبادرات فردية بهدف تسهيل عملية أداء الخدمات من خلال شبكة الإنترنت، وعلى المستوى القانوني يجري العمل على تحسين وتعزيز الترسانة القانونية على المجال، إلا أنه يوجد بعض الفراغ في جانب حماية المستهلك؛ نظراً إلى أن الكثير من المواطنين الذين يقعون ضحية عملية نصب أو احتيال لا يقومون بتقديم شكوى لعدة أسباب، منها عدم معرفتهم بالجهة المعنية التي يجب التوجه إليها، أو أن المبلغ الذي تم خسارته بالمعاملة التجارية صغيراً.
ميزات التجارة الإلكترونية في المغرب
يوجد للتجارة الإلكترونية تأثير إيجابي ملحوظ في المغرب العربي، حيث تتسم بالكثير من المزايا التي تعود بالمنفعة على الأفراد والشركات والمجتمع ككل؛ ونشير فيما يلي إلى بعضٍ منها على النحو التالي:
- تساهم التجارة الإلكترونية في التخلص من قيود الزمان والمكان؛ حيث بات بالإمكان إتمام عمليات البيع والشراء من أي مكان وفي أي وقت.
- تساهم في ارتفاع معدلات المبيعات، وبالتالي تضمن تحقيق نسب إيرادات أكبر.
- تعمل على تخفيض تكاليف الإنتاج.
- تساهم في التخفيف من المصاريف المنفقة على المعاملات التقليدية، والتقليل من المدة الزمنية المستغرقة في إنجاز العمل.
- تمكن الأفراد من التخلص من الوسطاء والسماسرة، وبالتالي التخفيف من النفقات، وعناء التواصل معهم.
- تساهم في تسهيل عملية الوصول إلى المعلومات.
