التربية وعلم النفس

التربية وعلم النفس

علم النفس

يعرف علم النفس بأنّه دراسة العقل والسلوك من خلال مجالين أساسيين، هما: النظري والعملي، إذ يهدف علماء النفس من خلال الأبحاث والدراسات لفهم الأفكار والعواطف والتصرفات، وتهدف تطبيقات علم النفس للصحة العقلية، وتعزيز الآداء، والمساعدة الذاتية، وهناك مجالات عديدة لعلم النفس يصعب على العلماء والأشخاص المعنيين تحديد تعريف شامل ومختصر له، لكن الهدف من علم النفس دائمًا هو العناية بدراسة تطور الشخصية، والسلوك، والأفكار، والأحاسيس، والعواطف، والحوافز.

التربية

التربية عبارة عن مجموعة من القيم الأخلاقية المساهمة في توجيه سلوك الفرد داخل مجتمعه، والتي تُستمد من القواعد الدينية والعادات الاجتماعية، كما تعرف التربية بأنّها المؤثرات التي تؤثر على الأفراد ضمن البيئة التي يعيشون فيها، والتي هي: العائلة، والمحيط الخارجي، حيث إنّ جميع العوامل المحيطة بالفرد لها دورٌ كبيرٌ في صقل شخصيته الإنسانية والاجتماعية، ومسار التربية الصحيح يعتمد على تأثير العوامل الثقافية والتعليمية الموجودة داخل العائلة الواحدة، فهذه العوامل لها دور مهم وكبير في تنمية شخصية الأفراد.

قد تعرف التربية أو علم التربية بأنّها مرادفة للتنشئة الاجتماعية، ويعني أنّها كل عمليّة تساهم في تشكيل عقل الفرد، وخُلقه، وجسمه، باستثناء العوامل الوراثية أو التكوينية، كما تعرف أيضًا التربية بأنّها مرادفة لمصطلح التعليم، وهي غرس المعلومات، والمهارات، والخبرات من خلال مؤسسات تم إنشاؤها لتحقيق هذه الأهداف كالمدارس.

إعلان السوق المفتوح

أهمية التربية

  • تنمية الأفراد من خلال إشراكهم في كافة المجالات المجتمعية التي تعمل على تطوير مهاراتهم العلمية والعملية.
  • لمحافظة على التراث المجتمعي من خلال تشجيع الأفراد على احترام العادات والتقاليد المرتبطة بمجتمعهم.
  • ناء سلوك الفرد عن طريق ربط التربية مع القيم، والأخلاق الدينية.
  • منح الإنسان مجموعة من الخبرات التربوية بحيث يستفيد منها في تربية أبنائه.
  • تعتمد التربية على التواصل الكلامي في توجيه سلوك الأفراد، مما يؤدي لاكسابهم مهارات لغوية مناسبة، ويجعلها تعتبر وسيلة من وسائل تعلم اللغة.
اقرأ أيضاً:  الحروف الابجدية العربية والأجنبية

الوسائل التربوية

  • التدريب بهدف التعليم: تعتبر الوسيلة التي يتّبعها الأهالي في تربية الأبناء، والتي تهدف إلى تدريبهم على الأمور الأساسية في الحياة من أجل تعلمها واتقانها، مثل تناول الطفل طعامه بنفسه.
  • التكيف مع البيئة المحيطة: من خلال جعل الطفل يكتشف البيئة المحيطة به، مع توفير وسائل حماية له من الأذى، ومثالًا على ذلك: مساعدته في التعرف على الأشجار في المنزل.
  • الحوار: يعتبر أكثر الوسائل استخدامًا، حيث يهدف إلى تعزيز السلوك الجيد عن طريق توضيح النتائج الصحيحة.
  • استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة: تتم من خلال توفير تطبيقات إلكترونية تربوية وتعليمية مفيدة.

العلاقة بين التربية وعلم النفس

يرتبط كل من علم النفس والتربية ببعضهما ارتباطًا وثيقًا، فهما جزءٌ لا يتجزأ من العلوم التربوية المنتمية إلى العلوم الاجتماعية والإنسانية، فقد نتج عنهما علم مشترك يطلق عليه علم النفس التربوي والذي يعرف بأنهّ الدراسة العملية لسلوك المتعلم في مواقف وأوضاع تربوية، كما أنّ التربية تعتمد اعتمادًا كبيرًا على علم النفس، فمن غير الممكن للتربوي أن ينجح دون الإلمام بمناهج علم النفس، ونظرياته وتطبيقها، كما أنّه هناك علوم تربوية عديدة تعتمد على علم النفس، أهمها: علم النفس التربوي، علم النفس الفارق، علم نفس النمو، علم النفس الاجتماعي، والصحة النفسية. فالتربية هي ليست مجرد علم، بل مجالًا واسعًا يضم العديد من التخصصات والفروع التي تركز على العملية التربوية، فالعلاقة بين علم التربية وعلم النفس هي علاقة تكاملية قوية يهدف كل منهما لإسعاد الفرد والمجتمع.

الفرق بين التربية وعلم النفس

تشكل العلاقة بين علم التربية وعلم النفس الأساس للعلوم الإجتماعية والإنسانية، فلكل من علم النفس والتربية أهميته على حدى، وتتعدد وجهات النظر بخصوص الفرق بين التربية وعلم النفس فمنها ما يقول أن التربية وعلم النفس كل واحد منهما ينفصل عن الآخر رغم التشابه بينهما، ووجهات النظر الأخرى التي ترى بأن التربية وعلم النفس كل لا يتجزأ من بعضهما، إذ يفند علماء التربية والنفس العلاقة بينهما على أن كل منهما القاعدة لنشوء الآخر، ومنهم عالم النفس جان بياجيه والذي يرى بأن أبحاث علم النفس أنعشت علم التربية وأثرت محتواه، وساهمت بتقدمه، ويرى كذلك بأنهما كجناح الطائر للعلوم الإنسانية التي تهتم بالسلوك الإنساني ودراسة القضايا المتعلقة بالعملية التربوية بصورة شاملة. والجدير بالذكر أن العلوم الإجتماعية تعتمد كلياً على علم النفس؛ خاصةً لحل التحديات الإجتماعية، وعلى ذات الصعيد، يرى العلماء من جمعية النفس الأميركية، بأن العلاقة بين علم التربية وعلم النفس تقوم على دراسة العقل البشري ووظائفه المختلفة وتأثيرها على السلوك الإنساني، واستكشاف أسباب ذلك السلوك بإستخدام الإجراءات المنهجية والدراسات والتحليل الموضوعية المدعومة بالتفسيرات العلمية والتنبؤات بناء على المراقبة والقياس الدقيق للسلوك الإنساني والتأثيرات والعوامل ذات التغيير المستمر عليه، ويبقى القول، بأن الفرق بين التربية وعلم النفس هو أن علم النفس مجال علمي لتطبيق النظريات والمفاهيم النفسية التي تستهدف تحسين العملية التربوية بشقيها التعليم والتعلم، وبالتالي تحسين قدرات التحصيل العلمي، وتعميق قدرات القائمين على العملية التربوية وتمكينهم من تطوير مهاراتهم وبما يفضي إلى إدارة العملية التربوية وإدارة السلوك الإنساني بالشكل الأمثل لتحقيق الأهداف المتوخاة، مع الأخذ بالاعتبار الاختلافات بين الفئات المستهدفة، خاصة الذين يعانون من صعوبات التعلم، والحرص على التقييم المستمر لتحسين ظروف العملية التربوية ومخرجاتها ووضع الاستراتيجيات المناسبة وتطويرها.

اقرأ أيضاً:  التعليم المهني في العراق

علم النفس التربوي وأقسامه

علم النفس التربوي هو أحد الميادين التطبيقية لعلم النفس العام، حيث يعتبر ذو دور مهم في تزويد المعلمين والكوادر الوظيفية في ميادين تعديل السلوك الإنساني بمجموعة من الأسس والقرارات والمعلومات النفسية الصحيحة، كما يعرف علم النفس التربوي بأنّه الدراسة العلمية والمنهجية لسلوك الأفراد من خلال العمليات التربوية، وهو عبارة عن فرعين أساسيين، هما:

  • علم النفس التعليمي: يهدف هذا العلم إلى إعداد المعلم والمدرب، ويستفيد من التجارب التي طُبقت على الإنسان والحيوان.
  • علم النفس المدرسي: الهدف من هذا العلم هو إعداد الأخصائي النفسي المدرسي.

مقالات مشابهة

كيفية تنظيم الوقت للمذاكرة

كيفية تنظيم الوقت للمذاكرة

دليل شامل عن الارقام العربية

دليل شامل عن الارقام العربية

شرح كامل عن أدوات الاستفهام وأمثلة عليها

شرح كامل عن أدوات الاستفهام وأمثلة عليها

التعلم عن بعد

التعلم عن بعد

أقسام الجرافيك ديزاين

أقسام الجرافيك ديزاين

أفضل تخصصات في القانون

أفضل تخصصات في القانون

دليل تعلم العزف على الكمان بـ 3 خطوات للمبتدئين

دليل تعلم العزف على الكمان بـ 3 خطوات للمبتدئين