جدول المحتويات
يعتبر المحيط الهادي (أو الهادئ) أضخم وأعمق محيطات العالم، وهو أكبر وأعمق مسطّح مائي على سطح الأرض، إذ تعادل مساحته ثلث مساحة سطح الأرض (179.7 مليون كيلومتر مربع)، وحجمه 674 مليون كيلومتر مكعب، ويمتد نحو 15500 كيلومتر ما بين بحر “برينك” شمالاً وهامش القارة القطبية الجنوبية الجليدي عند بحر روس جنوباً، كما تقدّر المسافة ما بين شواطئه الشرقية عند كولومبيا وبيرو وشواطئه الغربية الإندونيسية عند خط عرض 5 شمالاً بنحو 19800 كيلومتر، وهو يحتوي على مجتمعات مائية كاملة من مختلف المخلوقات البحرية، ويتميز بأكثر من فصل مناخي في آن واحد.
يتألف هذا المقال من مجموعة نقاط رئيسية تتلخّص كما يلي:
- تاريخ المحيط الهادي.
- صفات المحيط الهادي.
- خصائص المياه في المحيط الهادي.
- الجيولوجيا في المحيط الهادي.
- التنوع الحيوي في المحيط الهادي.
- جزر المحيط الهادي.
- أول من عبر المحيط الهادي.
- خريطة المحيط الهادي.
- أسئلة شائعة.
تاريخ المحيط الهادي
يغطّي المحيط الهادي نحو نصف مساحة جميع محيطات العالم الأخرى وثلث مساحة سطح الأرض فهو يمتد بين القطب المتجمد الجنوبي ويرتطم بشواطئ الجزر الدافئة في المنطقة الحارّة، وتصل حدود مياهه إلى سواحل جميع قارات العالم ما عدا قارّتي أفريقيا وأوروبا، وعندما أشرف المكتشف البرتغالي “فرديناند ماجلّان” على هذا المحيط الكبير، أطلق عليه اسم المحيط الباسفيكي أي الهادي، وقد أبحر فيه “ماجلّان” تدفعه رياح خفيفة لعدّة أسابيع شاهد خلالها الأسماك الطائرة والدلافين تتراقص في مياهه الهادئة الدافئة، غير أن هذا المحيط الكبير ليس بالهادي تماماً، إذ يعتبر ثورانه ثورة شديدة أمراً وارداً فتهب من أرجائه الفسيحة أشد العواصف دماراً على سطح الأرض، فأعاصير “التايفون” التي تمر فيه تدمّر أساطيل السفن وتسوّي مدن الجزر بالأرض، كما تؤدي الزلازل وثورانات البراكين تحت الأرض إلى حدوث الموجات البحرية الزلزالية أو الموجات المديّة وأحياناً يبلغ ارتفاع هذه الموجات 30 متر وتغمر الجزر التي تعترض سبيلها تماماً.
توجد في المحيط الهادي آلاف الجزر وبعضها قمم جبال بركانية تبرز من قاع البحر ويتكوّن بعضها الآخر من الشعاب المرجانية التي يتوضع العديد منها على قمم نباتية موجودة تحت سطح الماء، وتنتشر العديد من الجزر الصغيرة وقد يصل عددها لمئات الجزر الصغيرة المتفرقة في المنطقتين، الوسطى والجنوبية من المحيط الهادي، وتقع مثل هذه البلاد التي تتألف من العديد من الجزر مثل “اليابان” و” الفلبين” بالقرب من سواحل آسيا وأستراليا، ويوجد عدد قليل من الجزر شرقي وجنوبي المحيط الهادي.
بالنسبة لتسميته فهو يعني في اللغة اللاتينية Mare Pacificum أي بحر السلام أو الهدوء، وأعطاه هذا الأسم الرحّالة البرتغالي “فرديناند ماجلّان” على ضوء رحلاته الاستكشافية ما بين “مضيق ماجلّان” و “الفلبين”.
سكن الأسترونيزيون “أوقيانوسيا” وخاصة البولينيزيين المهاجرين الذين جاؤوا من منطقة تقع على حافة المحيط الآسيوية عبر المحيط الهادي منذ ما قبل التاريخ إلى تاهيتي ومن ثم إلى هاواي ونيوزيلاندا وآخرها إلى جزيرة إيستر، كما اكتشف أوائل الأوروبيين المحيط الهادي عن طريق “فاسكو نونيز” (من بيلباو) الذي عبر برزخ “باناما” عام 1513م ومن بعده فرديناند ماجلّان الذي أبحر عبر الهادي فيما بين عام 1519م و 1522م، وفي عام 1513م عبر المكتشف الإسباني “فاسكو نونيز دا بالبوا” ممر بنما، وأصبح أول أوروبي يشاهد شرقي المحيط الهادي، ويعد “بالبوا” المكتشف الأوروبي للمحيط، حيث أدرك أنه بحر مجهول، وقد أبحر أيضاً عبر الهادي “فيرديناند ماجلّان” الذي أطلق على المحيط أسمه الحالي في الفترة من نوفمبر عام 1520م حتى أبريل عام 1521م.
في ستينيات وسبعينيات القرن الثامن عشر، اكتشف “جيمس كوك” قائد الأسطول الملكي البريطاني أجزاء كثيرة من المحيط ورسم خرائط لها وربما يكون أول أوروبي يزور جزر المحيط الهادي، بما فيها جزر “هاواي”.
كان علماء البحار الذين يعملون على ظهر السفينة العلمية البريطانية “تشالنجر”، أول من درس قاع المحيط الهادي، وقد حصلوا في عامي 1874 و 1875م على عيّنات من قاع البحر وكثير من الكائنات الحية التي تعيش في الأعماق، وعلى مر السنين، كان الناس يحددون عمق الأجزاء المختلفة من المحيط الهادي عن طريق إنزال كابل إلى القاع، ولكن خلال العقد الرابع من القرن العشرين، بدأ علماء البحار قياس العمق عن طريق السّونار، وهو جهاز لاكتشاف مواقع الأشياء تحت الماء بواسطة الموجات الصوتية، وقد مكّن جهاز السّونار وغيره من الأجهزة الكهربائية راسمي الخرائط من رسم عالم قاع المحيط الهادي بحلول عام 1995م، ومنذ العقد الأول من القرن العشرين أخذ علماء البحار يراقبون قاع المحيط من خلال مراكب غطس متعددة الأنواع.
منذ ستينيات القرن العشرين، يذكر العديد من مختصي البحار والعلماء والبحّارة أن فضلات الصرف الصحي هي مصدر رئيسي وضخم لتلويث مياه المحيط التي تحملها الأنهار إلى البحر، وأيضاً تساهم المبيدات الحشرية التي تحملها الرياح ومخلّفات ناقلات النفط في عملية تلويث المحيط وقد اختلف علماء الأحياء فيما بينهم فيما إذا كان هذا التلوث شديداً لدرجة تؤثر على الحياة في المحيط تأثيراً كبيراً، إلا أن بعضهم يخشى على الكائنات الدقيقة وتعرف بالعوالق المائية التي تحملها مياه المحيط من الضرر الذي سيصيب تلك الكائنات من التلوث، إذ أنها تعد مصدراً رئيسياً لغذاء الأسماك وغيرها من الحيوانات البحرية.
في عام 1982م تبنّت الأمم المتحدة قانون المعاهدة البحرية التي تنص على الحد من تلوث المحيطات وتنظم عمليات الصيد والتعدين في البحار، وترسم حدود المياه الإقليمية، وفي عام 1994م، صدّقت أكثر من 60 دولة على المعاهدة وأصبحت قيد التنفيذ على الرغم من اعتراض الولايات المتحدة الأمريكية عليها وعدم موافقتها في البداية لأن المعاهدة، وبحسب رأيها، لا تحمي بدرجة كافية مصالح الصناعات المختصة بعمليات التعدين لاستخراج المعادن من مياه البحر العميقة.
صفات المحيط الهادي
أين يقع المحيط الهادي؟
نجد أن هذا المحيط يقع في الجانب الغربي تحديداً بين قارة آسيا وقارة أستراليا، أما بالنسبة للجانب الشرقي من المحيط الهادي فهو يمتد ما بين قارة أمريكا الجنوبية وما بين قارة أمريكا الشمالية، ويمتد المحيط الهادي في الجانب الجنوبي والجانب الشمالي من المنطقة التي تخص القطب الجنوبي، حتى المنطقة التي تخص القطب الجنوبي، ويندمج المحيط الهادي مع المحيط الأطلسي من خلال ممر يدعى ممر “دريك”، ويتم هذا الإندماج بين قارة أنتاركتيكا وبين قارة أمريكا الجنوبية، كما يلتقي المحيط الهادي بمحيط يدعى المحيط المتجمد الشمالي في بحر يسمى بحر “بيرنغ”، ويتم هذا الالتقاء تحديداً في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
عمق المحيط الهادي
يفوق المحيط الهادي غيره من محيطات العالم عمقاً وحجماً، حيث يبلغ متوسط عمقه نحو 4280 متراً، وسجلت أعمق نقطة في محيطات العالم داخل المحيط الهادي وتمت تسميتها بـ”تشالنجر ديب” أو “التحدي العميق”، حيث يبلغ عمقها 11034 متر جنوبي خندق “ماريانا”، ويقع خندق “ماريانا” غرب جزيرة “غوام” الأمريكية في الطرف السفلي في الجهة الغربية من المحيط الهادي، كما أنه ضخم الحجم إذ يبلغ طوله مئات الكيلومترات، ويذكر أن “تشالنجر ديب” سمي بهذا الاسم نسبة لسفينة إتش إم إس تشالنجر التي قام طاقمها بالبحث والغوص في أعماق هذا الخندق السحيقة لأول مرة في عام 1875م.
مساحة المحيط الهادي
تبلغ مساحة المحيط الهادي حوالي 168,723,000 كيلومتر مربع، وهو أكبر محيط في العالم، إذ تشكّل مساحته 46.6% من إجمالي المياه في العالم، وتقع منطقة المحيط الهادي بين آسيا وأستراليا والأمريكتين والقارة القطبية الجنوبية، حيث تشكل خطاً ساحلياً يصل إلى 135.663 كيلومتر، ويوجد في المحيط الهادي قسمان هما شمالي المحيط الهادي وجنوبه ويفصل بينهما خط الاستواء، ويبلغ حجمه 669,800,00 كيلومتر مكعب وهو ما يمثل حوالي نصف إجمالي مياه الأرض.
الطقس في المحيط الهادي
يسود في شمال المحيط الهادي شتاء طويل قارس، وفترة صيفية قصيرة معتدل البرودة، أما جزر “ألوشيان” فهي كثيرة الضباب، تجتاحها الرياح وعلى امتداد خط الاستواء، ويظل المناخ حاراً على مدار العام، والفصول هناك إما فصول ممطرة أو فصول جافة، وتتمتع نيوزيلندا في جنوبي المحيط الهادي بصيف لطيف الحرارة وشتاء معتدل البرودة، وتندر حالات هطول الثلوج أو الصقيع إلا في المناطق الجبلية، وتسقط الأمطار بغزارة، أما في أقصى الجنوب بالقرب من أنتاركتيكا، فالمناخ شديد البرودة، وفي الصيف تطفو على سطح الماء كميات ضخمة من الثلج الذي انفصلت قطعه عن الأنهار الثلجية.
خصائص المياه في المحيط الهادي
حجم المحيط الهادي تقريباً 622 مليون كيلومتر مكعب، ,درجات الحرارة في المحيط الهادي تختلف من التجمد في المناطق القريبة من القطبين إلى حوالي 30 درجة مئوية (86 درجة فهرنهايت) بالقرب من خط الاستواء أما الملوحة فهي تختلف باختلاف خطوط العرض، والمياه القريبة من منطقة خط الاستواء تكون قليلة الملوحة بالمقارنة مع تلك المياه الموجودة عند منتصف خطوط العرض بسبب وفرة وكثرة الأمطار الاستوائية على مدار السنة.
في المناطق المعتدلة اتجاه القطبين الملوحة منخفضة أيضاً، وذلك بسبب التبخر القليل لمياه بحر المناطق الباردة، وتكون حركة مياه المحيط الهادي في نفس اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الأرضية الشمالي (شمال المحيط الهادي المطل)، وعكس اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتقود التيارات الاستوائية الشمالية الرياح التجارية غرباً على طول خط عرض 15 درجة شمالاً، وتنتقل إلى الشمال بالقرب من الفلبين لتصبح تيارات “كوروشي” اليابانية الدافئة.
تتحول شرقاً حوالي 45 درجة شمالاً، وتتحرك تيارات كوروشي وبعض المياه شمالاً تصبح تيارات “ألوشيان”، في حين أنّ البقية تنعطف جنوباً لتنضم إلى التيارات الاستوائية الشمالية، فروع تيارات ألوشيان تقترب لمنطقة أمريكا الشمالية وتشكل قاعدة ارتكازية لتدور في حلقة دورانية بعكس اتجاه عقارب الساعة في بحر “بيرينغ” الذراع الجنوبي يصبح بارداً وبطيئاً في حركته، تصبح باسم تيارات كاليفورنيا التي تتدفق جنوباً.
تتدفق التيارات الاستوائية الجنوب غربية على طول خط الاستواء، وتتقلب متجهة جنوباً شرق غينيا الجديدة، وينتقل في الشرق 50 درجة جنوباً، وينضم إلى الحلقة الدورانية الغربية الرئيسية من منطقة جنوب المحيط الهادي، التي تحتوي على تيارات دائرة القطب الجنوبي، كما تقترب من الساحل التشيلي، والتيارات الاستوائية الجنوبية تقسم إلى: قسم يتدفق حول “كايب هورن” والآخر يتجه شمالاً ليشكّل تيارات “بيرو” أو “هامبولدت”.
الجيولوجيا في المحيط الهادي
التاريخ الجيولوجي
المحيط الهادي هو أكبر وأقدم حوض محيط على الإطلاق ويمكن أن يعود تاريخه إلى ما يقارب 200 مليون سنة كاملة، ومن بين أهم الخصائص الهيكلية لكل من المنحدر القاري والحوض، فقد تم تكوينهما بفضل الظواهر الجيولوجية المختلفة التي تحدث في المناطق القريبة من حواف الصفائح التكتونية.
الجرف القاري ضيق جداً في بعض مناطق أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية، ولكنه واسع جداً في أستراليا وآسيا. في هذه المنطقة، عادةً ما تتراكم كميات كبيرة من الثروة في كل من التنوع البيولوجي والمواد الجيولوجية النوع، وفي المناطق الداخلية من المحيط الهادي توجد سلسلة جبال في منطقة “ميزوسيان” تمتد لمسافة 8700 كيلومتر، وتوجد من خليج كاليفورنيا إلى جنوب غرب أمريكا الجنوبية، ويبلغ متوسط ارتفاعها عادةً 2130 متراً فوق قاع البحر.
أما بالنسبة للمناخ فيمكن ضبط درجة حرارته في مناطق مناخية مختلفة، على وجه التحديد، يتم تعريفه في 5 مناطق مناخية، لدينا المنطقة الاستوائية وخطوط العرض الوسطى ومنطقة الأعاصير ومنطقة الرياح الموسمية وخط الاستواء.
تتطور الرياح التجارية في خطوط العرض الوسطى وتقع في جنوب وشمال خط الاستواء، درجة الحرارة ثابتة إلى حد ما على مدار العام وتتراوح بين 21 و 27 درجة.
الجبال
توجد سلاسل جبال ساحل المحيط الهادي في كندا وتوجد سلسلة من جبال المحيط الهادي في الولايات المتحدة وهي مجموعة من سلاسل الجبال التي تمتد عبر الساحل الغربي لأمريكا الشمالية من آلاسكا في الجنوب وتمتد إلى شمال ووسط المكسيك، وغالباً ما يشار إلى الأجزاء الموجودة في كندا وفي الولايات المتحدة بإسم سلاسل جبال ساحل المحيط الهادي.
تعد سلاسل جبال ساحل المحيط الهادي جزءاً من سلسلة جبال أمريكا الشمالية (والتي يطلق عليها في بعض الأحيان اسم سلسلة الجبال الغربية) أو في كندا اسم سلسلة جبال المحيط الهادي أو سلسلة الجبال الكندية، والتي تشتمل على جبال روكي وجبال كولومبيا والجبال الداخلية والهضبة الداخلية وجبال “سييرا نيفادا”، سلاسل جبال الحوض العظيم، وغيرها من سلاسل الجبال والهضاب والأحواض المتنوعة.
تسري تسمية سلاسل جبال ساحل المحيط الهادي، على الرغم من ذلك، فقط على النظام الغربي من سلاسل الجبال الغربية، والتي تشتمل على جبال “سانت إلياس” والجبال الساحلية وجبال إنسيولار والسلاسل الأولمبية وسلسلة جبال “كاسكيد” (كاسكيد رينج)، وسلسلة جبال ساحل “أوريغون” وسلاسل جبال ساحل كاليفورنيا وسلاسل جبال ترانسفيرس وسلاسل جبال شبه الجزيرة وسلاسل جبال “سييرا مادري” الغربية.
اليابسة في المحيط الهادي
أكبر مساحة ليابسة كاملة في المحيط الهادي هي جزيرة غينيا الجديدة، ثاني أكبر جزيرة في العالم، وتنتشر جميع الجزر الصغيرة تقريباً في المحيط الهادي ما بين 30 درجة شمالاً و 30 درجة جنوباً، وتمتد من جنوب شرق آسيا إلى جزيرة القيامة، وتكاد تكون البقية في حوض المحيط الهادي مغمورة تماماً.
هناك أربع أنواع أساسية للجزر في المحيط الهادي هي: الجزر القارية، الجزر المرتفعة، الشعاب المرجانية والأرصفة المرجانية.
تقع الجزر القارية خارج خط انديسايت وتشمل غينيا الجديدة، وجزر نيوزيلندا، والفلبين، وترتبط بعض هذه الجزر هيكلياً مع القارات القريبة، أما الجزر المرتفعة فهي بركانية المنشأ وتحتوي على العديد من البراكين النشطة ومن بينها “بوغانفيل”، “هاواي”، “وجزر سليمان”.
أما النوع الثالث والرابع من الجزر على حد سواء فهي نتيجة لبناء الجزيرة المرجانية، وبالنسبة للشعاب المرجانية فهي الهياكل المنخفضة التي تكونت من تدفقات الحمم البازلتية تقع تحت سطح مياه المحيطات، وأكثرها ضخامة هو الحاجز المرجاني العظيم قبالة شمال شرق أستراليا.
النوع الرابع من الجزر التي تشكلت من المرجان هي الأرصفة المرجانية والتي عادة ما تكون أكبر قليلاً من الجزر المرجانية المنخفضة، ومن الأمثلة على ذلك “بانابا”، و”ماكاتيا” في مجموعة “بولينيزيا” الفرنسية تواموتو.
التنوع الحيوي في المحيط الهادي
يحتوي المحيط الهادي على العديد من مكونات الحياة البحرية المختلفة التي تكاد لا تعد ولا تحصى والتي ينتمي إليها آلاف من الأنواع البحرية المختلفة بما فيها المحار، والأسماك والديدان والثدييات البحرية، كما وضّحت مجموعة إحصائيات مكتب المحميات الطبيعية وصيانة البيئة في كندا عام 2013م بأن السواحل المطلّة على المحيط الهادي تحتوي على 3800 نوع من أنواع الرخويات التي تشكل ضعف العدد الكلي الموجود في الواجهة الأطلسية، و4% من الرخويات المعروفة في كل العالم، كما يحتوي على مخزون ضخم يوفر إنتاجاً من الكائنات البحرية التي تقدّر بما يقارب 50% من الإنتاج العالمي، كما يشمل التنوع الحيوي في المحيط الهادي على شعاب مرجانية كبيرة الحجم تشكّل عاملاً مهماً في توازن البيئة البحرية، ولكنها تأثرت بشكل كبير بالتلوث والنشاط البشري خلال الخمسين سنة الأخيرة.
تزدهر مظاهر الحياة البحرية في العديد من أجزاء المحيط الهادي الضخم، إذ يجرف التيار المائي ملايين الكائنات الحية الدقيقة قريباً من سطح الماء، كما أن الثدييات البحرية مثل الدلافين والفقم والحيتان تمارس عملية التنفس فوق سطح الماء بشكل كامل، وما تفعله في قاع المحيط تحت سطح الماء هو البحث عن الطعام، كما تعيش آلاف الأنواع من الأسماك في قاع مياه المحيط، وتشتمل الحيوانات التي تعيش في قاع المحيط على العديد من الأنواع منها المرجان والمحاريات والديدان والكثير الكثير، وينمو العشب البحري عند القاع في المياه الضحلة.
يعطي المحيط الهادي سنوياً 49% من إجمالي إنتاج العالم من الأسماك والمحاريات، وهو يعادل نحو 52 مليون طن متري، ويتم صيد نحو نصف هذه الكمية في المنطقة شمال غربي المحيط الهادي بالقرب من الصين واليابان وروسيا، وتضم مناطق الصيد الرئيسية الأخرى، مرتبة وفقاً للكمية التي توفرها من الغذاء البحري، المياه القريبة من أمريكا الجنوبية وأستراليا وجنوب شرقي آسيا وأمريكا الشمالية، وتشتمل منتجات المحيط الهادي الأخرى على اللؤلؤ وجلد الفقم والعشب البحري الذي يستخدم سماداً، والأسماك الاستوائية التي تربى في المزارع المائية الاستوائية.
جزر المحيط الهادي
توجد الجزر المرتفعة والجزر المنخفضة، أما الجزر المرتفعة تتكون بوجه عام من التلال والجبال الوعرة، وترتفع بعض الجبال ارتفاعاً شديداً فوق مستوى مياه سطح البحر، والكثير منها عبارة عن براكين نشطة وتحدث الزلازل بهذه الجزر المرتفعة بصفة مستمرة، وتكون عنيفة أحياناً ومن الجزر الكبرى في المحيط الهادي كل من نيوبريتن ونيو كاليدونيا وغينيا الجديدة ونيوزيلندا، جميعها جزر مرتفعة، وتضم تلك الجزر المرتفعة الجزر الرئيسية مثل مرتفعات جزر “فيجي” وهاواي والماريانا وساموا وسليمان وفانواتو، أما الجزر المنخفضة فتتكون من الشعاب المرجانية التي تكونت من الهياكل العظمية لملايين من الحيوانات البحرية الصغيرة، وفيما يلي نظرة على هذه الجزر:
جزيرة بورا بورا
تقع جغرافياً في مياه المحيط الهادي على بعد 230 كيلومتر من الجهة الشمالية الغربية من بابيتي، وتتبع إدارياً إلى جزر “ليوارد” التابعة إلى دولة فرنسا، وتبلغ مساحة أراضيها 29.3 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 8880 نسمة حسب إحصائيات عام 2007م، وتمتاز بأنها محاطة ببحيرة، وبالحواجز المرجانية.
جزيرة هاواي
تقع جغرافياً في مياه المحيط الهادي تحديداً في الجهة الجنوبية الغربية من أراضي قارة أمريكا الشمالية، وتتبع إدارياً إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعاصمتها هي مدينة هونولولو، وتبلغ مساحة أراضيها 29311 كيلومتر مربع وتتكون من 19 جزيرة رئيسية ويبلغ عدد سكانها 1.24 مليون نسمة حسب إحصائيات عام 2014م.
جزيرة ياب
تقع جغرافياً في الجهة الغربية من المحيط الهادي، وعاصمتها هي مدينة كولونيا وتبلغ مساحة الأراضي فيها حوالي 100.2 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 6300 نسمة حسب إحصائيات عام 2003م، ويطلق عليها محلياً اسم جزيرة “واب”، وتتبع إدارياً إلى جزر الكارولين التابعة لولايات ميكرونيسيا المتحدة.
جزيرة كليبرتون
تقع جزيرة كليبرتون جغرافياً في جهة الشرق من المحيط الهادي، وتحديداً في الجهة الجنوبية الغربية من المكسيك وفي الجهة الغربية من قارة أمريكا الوسطى، وتتبع إدارياً إلى فرنسا، وهي من الجزر الصغيرة جداً وغير المأهولة بالسكان، حيث تبلغ مساحة أراضيها 9 كيلومتر مربع، وترتفع عن مستوى سطح البحر 29 متراً.
جزيرة جونستون المرجانية
تقع جغرافياً في الجهة الشمالية من المحيط الهادي، وتحديداً في الجهة الغربية من جزيرة هاواي، وتتبع إدارياً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مكتشفها النقيب البحري الكابتن “تشارلز جيه جونستون”، كما تعد من الجزر الصغيرة جداً في المساحة، حيث تبلغ مساحة أراضيها 1.03 كيلومتر مربع فقط، ويبلغ عدد سكانها 173 نسمة حسب إحصائيات جرت في عام 1990م.
أول من عبر المحيط الهادي
يعزى اكتشاف هذا المحيط إلى البحّارة البرتغالي الجنسية “فرديناند ماجلّان”، ويعد فرديناند هو أول من عبر المحيط الهادي وهو مكتشفه وهو مسمّيه في نفس الوقت، حيث كان فرديناند في إحدى الرحلات الاستكشافية التي كانت ترسله إسبانيا إليها للبحث عن جزيرة الملوك المعروفة بجزيرة “التوابل”.
أثناء البحث عن الجزيرة التي دام ما يصل إلى عام كامل بمساعدة 5 سفن وصل فيرديناند إلى المضيق الذي يصل إلى المحيط الهادي وتمكن من العبور عبر هذا المحيط بمساعدة الرياح الهادئة الموجودة فيه في بضع أشهر، فأطلق فيرديناند لقب “المحيط الباسيفيكي” (والتي تعني الهادي في اللغة العربية) على هذا المحيط نسبةً إلى الرياح الهادئة التي ساعدت فرديناند وسفنه في عبور مياه المحيط بسهولة بالغة، لذا يعد ماجلان هو من حاز على شرف تسمية هذا المحيط، والجدير بالذكر أن المضيق الذي اتخذه ماجلان ليصل إلى المحيط الهادي والذي كان يعد الطريق الوحيد للوصول إليه، وأطلق عليه فيما بعد لقب مضيق ماجلان إلى جانب العديد من التسميات الأخرى.
خريطة المحيط الهادي
أسئلة شائعة
ما هو توقيت المحيط الهادي؟
زمن منطقة المحيط الهادي أو التوقيت الباسيفيكي هي عبارة عن منطقة زمنية تقع في أمريكا الشمالية ترمز بـ PST، ويحدد زمن منطقة المحيط الهادي عن طريق طرح ثماني ساعات من التوقيت العالمي المعتمد، يعتمد الوقت القياسي في هذه المنطقة على معدّل الوقت الشمسي في الزوال الـ 120 الغربية من مرصد غرينتش.
ما هو الصوت الذي خرج من المحيط الهادي عام 1997؟
من المحير جداً مصدر هذا الصوت الغريب الذي صدر من المحيط الهادي! هذا الصوت العالي والغريب أطلق عليه اسم “بلوب”، وقد التقطته المسجلات الصوتية في أعماق البحر عام 1997م، ورغم أن البلوب من أعلى وأشد الأصوات التي تم تسجيلها في أعماق المحيطات على الإطلاق، إلا أن مصدره لا يزال مجهولاً، ذلك وقد تم تحديد مكان حدوث الصوت عند الساحل الجنوبي لأميركا الجنوبية، وقد كان مسموعاً من على بعد 5000 كيلومتر، ورغم تشابه الصوت الكبير مع أصوات الأحياء المائية، إلا انه لا يعرف حيوان حتى الآن، الأمر الذي يفتح فرضية وجود أحياء عملاقة غير مكتشفة في أعماق البحار المظلمة، كما يوجد هناك احتمال آخر، يفترض أن هذا الصوت ناتج عن انفصال الجبال الجليدية، وقد تم تسجيل عدة أصوات أخرى مشابهة ولكن لم يتم تسجيل أي “بلوب” آخر من عام 1997م.
ما هي القناة التي تربط بين المحيط الهادي والمحيط الأطلسي؟
تقع قناة “بنما” في دولة بنما، بحيث تمتد من خليج ليمون على المحيط الأطلسي وتصل إلى خليج بنما على المحيط الهادي، ويبلغ طول القناة حوالي 77 كيلومتراً، وقد بدأت عملية إنشاء القناة في عام 1881م عن طريق شركة فرنسية بيد أن بعض الصعوبات التي واجهتها جعلتها تتخلى عن المشروع، وفي عام 1902م كانت الإنطلاقة الفعلية لإقامة القناة على يد الولايات المتحدة الأمريكية بعد توقيعها معاهدة مع دولة بنما لإنجاز المشروع الذي بلغت تكلفته 380 مليون دولار.
تم افتتاح القناة عام 1914م بعد أن أدّى بنائها إلى عشرين ألف حالة وفاة من مجموع 40 ألف عامل شاركوا في عملية البناء، فيما تسلّمت دولة بنما إدارتها نهائياً عام 1999م، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه القناة تعتبر من أبرز وأهم المشاريع الهندسية على مستوى العالم.