جدول المحتويات
التعريف بالتجارة الإلكترونية
بعد ظهور الإنترنت وزيادة عدد المستخدمين بشكل كبير على مستوى العالم، وتأثيره الواضح على مختلف منحنيات الحياة جميعها، والفرص المتاحة من خلاله لجني الأرباح، ووجود الكثير من الإمكانيات والدعم لنقل النشاط التجاري إلى صبغته الإلكترونية الحالية للكثير من الأعمال الفردية والجماعية، فظهرت التجارة الإلكترونية e-commerce التي تم توظيف أهدافها ورؤيتها وآليتها بطريقة من شأنها خدمة الأفراد والشركات والمؤسسات إلى تسيير معاملاتهم وعلاقاتهم التجارية عبر شبكة الإنترنت، دون الحاجة إلى التواجد الحقيقي على أرض الواقع وتحمل تكاليف زائدة لفتح متجر تقليدي وتكبّد أجور شهرية وأجور عمالة تشغيلية.
نشأة وتاريخ التجارة الإلكترونية
منذ ظهورها لأول مرة حتى الآن لم يتم الاتفاق على مصطلح تعريفي محدد للتجارة الإلكترونية؛ لكن يمكن القول أنها تمثل عمليات البيع والشراء لمختلف أنواع المنتجات والخدمات والمعلومات عبر الإنترنت، التي يمكن القيام بها محلياً أو عالمياً، وقد ظهرت هذه التجارة في تسعينيات القرن الماضي؛ حيث استخدمت عدد من الشركات الامريكية شبكات خاصة فيما بينها،فيما يرجّح البعض إلى أن فترة السبعينات التي سبقتها كانت البداية لمفهوم التجارة الإلكترونية؛ وذلك بظهور أنظمة لتبادل المعلومات والبيانات الإلكترونية بين عدد من الشركات الصناعية، ما أدّى إلى توسّع نطاق هذه التجارة ليضم المعاملات المالية إلى جانب المعاملات الأخرى.
أول وأنجح شركات التجارة الإلكترونية
شركة أمازون
عند الحديث عن المجال التجاري عبر الإنترنت، لا بد من تسليط الضوء على أول شركة رائدة في مجال التجارة الإلكترونية، وهي شركة أمازون Amazon، التي حققت نجاحاً كبيراً متعدد الأوجه على صعيد عالمي واسع النطاق؛ حيث قدمت الحلول والطرق والآليات الجديرة بخدمة العملاء أينما كانوا، مع الاهتمام بجميع أشكال متطلباتهم واحتياجاتهم لبيع وشراء المنتجات والخدمات المادية والرقمية دون وجود عوائق، وبما يناسب الرؤية الحالية لوضع السوق والنشاط التجاري والتنبؤات المستقبلية له.
عُرفت أمازون كـ متجر إلكتروني لأول مرة عام 1994، قام على تنفيذه وترأسه السيد جيف بيزوس، فيما عُرف حينها بإسم كادابرا، لكن سرعان ما تغيّر اسمها إلى أمازون عام 1995، واختصت الشركة حينها ببيع الكتب الإلكترونية، لكن التحوّل إلى شمول مختلف السلع والخدمات من أجهزة كمبيوتر وهواتف ذكية وإلكترونيات ومستحضرات تجميل وأزياء وأدوات أخرى وما إلى ذلك، كان سريعاً ليصبح أمازون تجربة رائعة للبيع والشراء عبر الإنترنت دون حدود أو مخاوف أو عوائق.
شركة بيتس دوت كوم
تأسست هذه الشركة عام 1998 ضمن رؤية مبنية على تقديم أفضل الخدمات والمنتجات الإلكترونية ضمن استراتيجيات عمل مميزة؛ حيث يمكن من خلال متجر بيتس الإلكتروني بيع وشراء الحيوانات الأليفة، والتواصل مع الأطباء البياطرة وخبراء عالم الحيوانات للحصول على نصائح وإرشادات لازمة، الفكرة التي قامت عليها هذه الشركة كانت جديدة ورائعة، لكنها لم تستطع الصمود أمام تكاليف الشحن العالية؛ ما أجبر القائمين عليها إلى إغلاقها بعض عام واحد فقط.
شركة السوق المفتوح
تمثلّ شركة السوق المفتوح التي أنشأت عام 2008 منصة إلكترونية للإعلانات المبوبة ناجحة، تعلم ضمن نطاق محلي في 19 دولة، لكن التوجّه إلى جعلها بوابة للتجارة الإلكترونية بدا واضحاً في الفترة الماضية، نتيجة جائحة كورونا التي اكتسحت العالم أجمع؛ حيث تشجيع الأفراد والشركات على فتح متاجر إلكترونية تضمن لهم البدء بالتسويق لخدماتهم ومنتجاتهم من سيارات وعقارات وإلكترونيات ومواد تموينية وما إلى ذلك على نطاق واسع، مع ضمان تواصل الأطراف المعنية مع بعضها البعض دون الحاجة إلى وسيط أو دفع العمولات، ومن خلال خدمات التوصيل والشحن يمكن تسيير العديد من الأنشطة الإلكترونية بكل سهولة.
ازدهار التجارة الإلكترونية
بدت الملامح والاستراتيجيات واضحة فيما يخص عالم التجارة الإلكترونية، التي ظهرت نتيجة الثورة التكنولوجية والصناعية، في بدايات عام 2003؛ حيث بلغ حجم هذه التجارة عالمياً ما يزيد عن 3.8 تريليون دولار، وتضاعف هذا الرقم مع نهاية عام 2004 ليصبح 6.8 تريليون دولار، مع استحواذ الولايات المتحدة الأمريكية على أكبر نسبة تداول بـ 80%، تليها دول أوروبا الغربية بنسبة 15%، ومن ثم بقية دول العالم بنسبة 5%.
على صعيد الدول العربية تحتل الإمارات العربية المتحدة المركز الأول في التجارة الإلكترونية بحجم 10.25 مليار دولار، ثم تأتي المملكة العربية السعودية بحجم 6.48 مليار دولار، ثم جمهورية مصر العربية بـ 5.06 مليار دولار، تليها الكويت بـ 1.26 مليار، ومن ثم لبنان بـ 0.78 مليار دولار، ومن بعدها الأردن بـ 0.65 مليار دولار، وأخيراً قطر بـ 0.42 مليار دولار، وبمجموع إجمالي يبلغ 24.9 مليار دولار للعالم العربي.