تخصصات الأدبي الدليل الشامل

يعتبر اختيار التخصص الجامعي من أهم الخطوات التي يختارها الإنسان في حياته، لما يترتب عليها من تحديد اتجاهات دراسته ومهنته المستقبلية، لذلك لا بد من الاختيار السليم المبني على أسس ومعايير ثابتة للحماية من عثرات المشوار الجامعي، وذلك من أجل تحقيق النجاح والتميز في المستقبل.

غالباً ما يواجه الطالب العديد من الصعوبات التي تمنعه من تسجيل الاختصاص الملائم بسبب نقص المعلومات عن التخصصات المختلفة سواء التخصصات العلمية أو الأدبية، بالإضافة إلى تأثير المجتمع والثقافة السائدة التي تخضع الطالب لإرادته نحو مجالات رائجة دون غيرها، لذلك يجب تسليط الضوء على إيجابيات وسلبيات كل الاختصاصات، حتى يستطيع كل شخص اختيار ما يناسبه لتحقيق أحلامه.

يتحدث هذا المقال عن التخصصات الأدبية، ويشمل:

• مميزات وسلبيات التخصصات الأدبية.
• ما هي التخصصات الأدبية.
• التخصصات الأدبية المستقبلية.
• نصائح لاختيار التخصص المناسب.
• صفات طالب الاختصاص الأدبي.

نبذة عن تخصصات الادبي

دائماً ما تسود فكرة خاطئة في مجتمعاتنا العربية عن التخصصات الأدبية، بحيث يعتبرونها أقل أهمية عن التخصصات العملية التي تضمن لدارسيها مكانة مرموقة في المجتمع، وبالتأكيد هذا غير صحيح أو حقيقي، بغير ذلك من سيقوم بأداء العديد من المهام الأدبية والمهمة، مثل: التدريس، والمحاماة، والإعلام والكثير من المهن التي تعتبر من ضمن التخصصات الأدبية، لذلك يجب تقدير التخصصات الأدبية وتجنب فكرة التقليل منها، لأنه ليس من الطبيعي أن يتحول الجميع إلى الأقسام العلمية فقط. ومن خلال هذا المقال سوف نرصد لكم كافة تخصصات الأدبي وما فوائدها في المجتمع وكيف تلتحق بها، لتختار ما يناسبك.

مميزات التخصص الأدبي

• تساعد الاختصاصات الأدبية على تنمية قدرات الطالب في القراءة والكتابة والتعبير عما بداخله وتطبيق ما يدرسه بشكل عملي.
• تعلم الطالب الصبر للوصول إلى مقاصده من المناهج أو ما تهدف إليه، والسعي عن طريق القراءة لاستخراج الأفكار والمعلومات المكتوبة في الكتب.
• بالإضافة لأنها تبني الشخصية الثقافية للطالب، نتيجة للقراءة الكثيرة في كل المجالات باختلاف الاختصاص الدراسي، مما يساعد على تنمية الثقافة العامة لديه.
• تساعد التخصصات الأدبية الطالب على التفوق، بحيث إنه يتعلم أمور مهمة لسوق العمل.
• تنمي التخصصات الأدبية الثقافة العامة للطالب، كما أنه يتعرف على جميع الثقافات التي تخص البلاد المختلفة، بالإضافة لأنها تساعده على التفكير باحترافية.
• يتعلم الطالب الأساليب الجديدة والمبتكرة في الكتابة، كذلك يتفتح عقل الطالب على حل ومواجهة المشاكل التي قد تواجهه في حياته العملية.

سلبيات التخصص الأدبي

• يحتاج التخصص الأدبي قدرة كبيرة على الحفظ والتركيز.
• إن التخصصات الأدبية تحتاج إلى التدريب بشكل مكثف في عملية التدريس.
• يجب توافر مجموعة من المهارات في الطالب ليتمكن من النجاح بها، مثل إدارة الوقت والتنظيم.
• إن بعض الدول تحتكر التخصصات العلمية التي تتقنها، وتعامل الأشخاص الذين يتوجهون إلى التخصصات الأدبية بعدم مسؤولية.

ما هي تخصصات الأدبي

يعتقد الكثير من طلاب التخصص الأدبي أن خياراتهم محدودة جداً، لكن هناك العديد من الاختصاصات، وفرص العمل لهذه التخصصات، نستعرض أهمها:

الدراسات الإسلامية

في هذا الاختصاص يتم دراسة المواد التربوية المتعلقة بأصول الدين مثل:

•  القرآن والسنة.
• الفقه وأصوله.
• العقيدة وفروعها.

هذه الدراسة تؤهل خريجي هذا القسم للعمل في العديد من المجالات، أهمها: تدريس المواد الدينية لجميع المراحل الدراسية، كما يمكن العمل في وظائف الإمامة والخطابة، بالإضافة إلى فرص عمل في المحاكم الشرعية، أو العمل في مجالات الوعظ والإرشاد، ومن أهم الفرص المميزة لهذا الاختصاص هي العمل في وسائل الإعلام وإعداد البرامج الدينية.

التاريخ

من خلال هذا القسم يتم التعرف على كل من:

• دراسة حياة الأسر الحاكمة.
• الحقب الخاصة بالدول المختلفة.
• دراسة تاريخ الأمم والمجتمعات عبر العصور.
•  دراسة الأحداث التي تتعلق بتاريخ الدين الإسلامي.

 يعتبر التاريخ من الاختصاصات التي تحتاج إلى الكثير من الاحترافية حتى يتمكن الطالب من دراسة مواده والخوض فيها. ويمكن لخريجي هذا القسم العمل في بعض المجالات، مثل: مدرسين لمادة التاريخ، أو شغل بعض المناصب الدبلوماسية، ومن الممكن العمل في مجال الإرشاد السياحي.

الجغرافيا

هي من العلوم الطبيعية الأساسية، ويهتم هذا القسم بدراسة:

• الطبيعة والبيئة.
• التوزيع السكاني.
• الثروات الطبيعية الموجودة في باطن الأرض.
• تغيرات الأرض وكل مظاهر الكرة الأرضية.

أهم فرص العمل لهذا الاختصاص، هي: مدرس مادة الجغرافيا، وخبير أرصاد جوية، بالإضافة إلى العمل ضمن مجال استكشاف الآثار واستخراجها من باطن الأرض، كما يمكن العمل ضمن مجال الرسم الجغرافي ومراقبة البيئة.

اللغة العربية وآدابها

يعد من أفضل الآداب بالنسبة إلينا نحن العرب، فإن مفهوم الأدب العربي يهتم بالأعمال الأدبية التي صنعها الكتاب العرب من أجل رواية القصص، وإعطاء عبرة للقراء، فدراسة هذا التخصص تعتبر مليئة بالمعرفة والمتعة. يتخصص هذا القسم بدراسة:

• النحو والصرف.
• علم اللسانيات وما يتعلق به.
• القرآن الكريم وإعجازه اللغوي.
• النقد والبلاغة العربية وعلم الجمال.
• المكتبة العربية وما تحتويه من كتب تتعلق بالفقه.
• الأدب العربي من الجاهلية إلى الإسلام، ثم العصر الأموي فالعباسي والأندلسي.

بالنسبة لأهم فرص العمل التي يؤمنها هذا التخصص، فتتمثل بـالعمل كمعلم للغة العربية، أو يمكن استغلال المهارات اللغوية للعمل كمحرر صحفي، أو مراسل للأخبار، ويمكن العمل كمذيع، ومن الممكن الحصول على وظيفة مراقب مطبوعات، او مصحح لغة عربية.

علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية

في هذا الاختصاص يتم دراسة كل مما يأتي:

• خدمة المجتمع.
• المساعدات الإنسانية.
• معرفة المشكلات الخاصة بالإنسان.
• البيئة المحيطة بالإنسان وتأثيرها فيه.

يمكن لخريجي هذا القسم العمل في عدة مجالات، منها: الإشراف الاجتماعي، أو العمل كاختصاصي ضمان أو معالج نفسي، ويمكن العمل كباحث لدى منظمات حقوق الإنسان أو التقدم لوظيفة في مجال رعاية وإنماء الشباب.

علم النفس

أحد أهم التخصصات الأدبية، فلو كان لدى الإنسان امنية لقراءة الأفكار، أو فهم الشخصيات الغامضة فتعد دراسة علم النفس هي الطريقة الأنسب لذلك. تهتم بدراسة:

• مشاكل التعلم والتواصل لدى الأطفال.
• دراسة وتحليل وعلاج الإضطرابات السلوكية.
• تاريخ البشر في العصور المختلفة وتطورات سلوكيات الإنسان.
• وظائف وسلوك وتصرفات الكائن البشري خصوصاً والكائن الحي عموماً.

يمكن هذا الاختصاص أصحابه من العمل في عدة ميادين، أهمها: الخدمات الإنسانية والاجتماعية والصحية، كما يمكن العمل في مجال إعادة التأهيل وعلاج الإدمان، وممكن العمل كتقني نفسي في المستشفيات والعيادات الخاصة.

اللغات الأوروبية

من الاختصاصات الممتعة، بحيث تتيح للطالب التعرف على لغات الشعوب وحضارتها، وأهم ما يتم دراسته في هذا القسم:

• الأدب الخاص باللغة.
• تاريخ وحضارة اللغة.
• قسم خاصة لدراسة الترجمة.
• دراسة اللغات، كالإنجليزية، والروسية، والفرنسية، والإيطالية، والألمانية.

يؤمن هذا الاختصاص لرواده العديد من فرص العمل، منها: مدرس لغات، كما يمكن العمل في مجال الترجمة، والعمل ضمن مجالات الإذاعة والسياحة.

الإعلام

يتعلق هذا التخصص بدراسة الصحافة والإعلام وكل ما يتبعها، ويختص بدراسة كل من:

• التسويق.
• العلاقات العامة.
• الإعلام الإلكتروني.
• الصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة.

يعد الإعلام من الاختصاصات تضمن العمل بشكل سريع بعد التخرج، بحيث يمكن العمل ضمن الإذاعة والتلفزيون، ودور النشر، وشركات الإعلان، ويمكن العمل في الصحف اليومية، أما العمل في مؤسسات النشر الالكتروني فتعتبر واحدة من أهم فرص العمل في هذا المجال.

تخصصات أدبية مستقبلية

هنالك العديد من التخصصات الأدبية في الجامعات والتي يكون لها مستقبل بعد التخرج، لذلك تكثر الأسئلة عن الاختصاصات الأدبية المستقبلية، بحيث يستطيع الطالب دراسة تخصص له مستقبل وإمكانية إيجاد فرصة عمل. نستعرض أهم هذه الاختصاصات وهي:

علم النفس الاجتماعي

يضم هذا التخصص علم الاجتماع وعلم النفس ويجمع بينهما معاً ليكون علم واحد، والهدف الرئيسي من هذا التخصص هو دراسة سلوكيات الأفراد والمجموعات بشكل واضح من خلال التطبيقات العلمية، كما يهدف لدراسة تاريخ البشر في مختلف العصور وكيفية تطور سلوكيات الإنسان.

تخصصات اللغات

من أكثر التخصصات الواعدة، بحيث يوجد الكثير من مجالات فرص العمل بها، فهي تعد من الاختصاصات الممتعة، التي تساعد دارسها على السفر خارجاً، فهي تهتم بدراسة لغات الشعوب وحضارتها.

تخصص إدارة الأعمال

أصبح هذا التخصص من أهم الاختصاصات الحالية، حيث وجد إقبال كبير في الفترة الأخيرة، فأي مؤسسة كانت تحتاج في تكوين أساساتها لشخص متخصص في إدارة الأعمال، وذلك لأن دارس هذا الاختصاص له أثر كبير على زيادة الأرباح، فهو يقوم بدراسة كل الأنشطة الخاصة بالمؤسسة وكيفية تحقيق النجاح لها.

تخصص التاريخ وعلم الآثار

يختص هذا القسم بدراسة تاريخ الأمم والمجتمعات عبر مختلف العصور، كذلك يهتم بالثقافات والأحداث التي تتعلق بالأمم وتاريخ الدين الإسلامي، لذلك يعد من الاختصاصات المستقبلية المهمة لما يحمله من أهمية في مختلف مجالات العمل، فالهدف الأساسي منه المحافظة على التاريخ العريق، وعدم العبث في تاريخ الحضارات وتشويه الحقائق.

نصائح لاختيار التخصص الجامعي

• على الطالب أن يحدد قدراته إذا كانت علمية أو أدبية، قبل اختيار التخصص.
• تحديد الميول الدراسية للطالب، وقدراته العقلية، وطبيعة شخصيته، حتى تتماشى مع الاختصاص الذي سيختاره.
• يجب على الطالب أن يمتلك البراعة والإبداع في الاختصاص الذي يختاره، حتى ينجح ويبدع في دراسة مواده التخصصية.
• لا بد للطالب اختيار اختصاصه حسب ميوله الشخصية، من دون أن يتأثر بكلام الاهل والأصدقاء وغيرهم، بحيث يحاول البعض التأثير على الطالب لاختيار تخصص لا يناسبه، وذلك بناءً على رغباتهم الشخصية.

صفات طالب التخصص الأدبي

• مهارة الكتابة: يتطلب من دارسين التخصص الأدبي أن يكون لديهم القدرة على التعبير عن أفكارهم وخواطرهم من خلال الكتابة، فمهارة الكتابة وقدرة التعبير من أهم السمات التي تساعد على النجاح في هذا التخصص.
• مهارة القراءة: واحدة من أهم الصفات التي يجب توافرها في طالب التخصص الأدبي، لأن معظم المواد تكون معتمدة على القراءة والفهم بشكل كبير أكثر من التطبيق العملي.
• القدرة على التفكير والإدراك: تعتبر مهارة مميزة لا يملكها الكثير من الطلاب، فهي تحتاج إلى استخدام العقل وتوجيهه بما يفيد في الحياة العملية والتطبيقية.
• مهارة إدارة الوقت: بسبب كثرة المواد الدراسية التي تحتاج إلى الوقت في القراءة والكتابة، تعتبر مهارة إدارة الوقت من أهم المهارات التي يجب على الطالب أن يتميز بها، فعليه أن يتمتع بقدرة على إدارة الوقت وتنظيمه، والاستفادة منه.

فيديو عن تخصصات الأدبي الدليل الشامل