تعرف على ظاهرة التصحر

تعرف على ظاهرة التصحر

إن ظاهرة التصحر تهدد التنوع البيولوجي، فهي مشكلة بيئية عالمية لا تنحصر آثارها السلبية في العالم العربي فقط، وإنما في العالم كله.

ظاهرة التصحر

يعبر مفهوم التصحر عن العملية التي تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية البيولوجية للأراضي الجافة؛ هي أراضٍٍ قاحلة أو شبه قاحلة نتيجة لأسباب طبيعية أو بشرية، ويختلف مفهوم التصحر عن مفهوم التوسع المادي للصحراء الموجودة مسبقًا، حيث يمثل العمليات المتعددة التي تهدد النظم البيئية للأراضي الجافة، بما في ذلك الصحاري والمراعي والأراضي والمستنقعات.

تعريف التصحر

التصحر هو تعرض الأرض للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، مما يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع البيولوجي، وهذا يؤدي إلى ضياع التربة السطحية، ثم ضياع التربة القدرة على الإنتاج الزراعي، ودعم الحياة الحيوانية والبشرية.

إعلان السوق المفتوح

أنواع التصحر

  • تصحر شديد جدا: حيث تتحول الأرض من منتجة إلى غير منتجة، ولا يمكن استصلاحها بأي شكل إلا بطريقة واحدة، وهي مكلفة للغاية وعلى مساحات صغيرة، وهذه الطريقة قد لا تنجح أو تكون منتجة على الإطلاق، وهذه الأراضي ممثلة في سوريا والعراق والأردن وليبيا والجزائر والمغرب ومصر والصومال. 
  • التصحر الشديد: هو انتشار النباتات غير المرغوب فيها وقلة الإنتاج النباتي لتصل إلى نحو 50٪، مثل الأراضي الواقعة في شرق وشمال وغرب الدلتا في مصر. 
  •  تصحر معتدل: حيث ينخفض الإنتاج النباتي إلى حوالي 25٪، مثل بعض الأراضي في مصر. 
  • التصحر الطفيف: هو حدوث أضرار أو أضرار قليلة جدًا بالنباتات والتربة، أو قد لا يكون هناك أي ضرر، مثل ما هو موجود في الصحراء وصحاري شبه الجزيرة العربية.

أشكال التصحر

هناك العديد من المشاكل التي تزيد من ظاهرة التصحر، وتتنوع الأراضي المتضررة حسب التغيرات المناخية والأنشطة البشرية، ومن بين هذه الأراضي ما يلي:

  • الأراضي الزراعية المروية: غالباً ما يكون لها تدهور في التربة نتيجة تراكم الأملاح فيها؛ مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية الحيوية في الأراضي الزراعية المروية، وتجدر الإشارة إلى أن هناك فرقاً بين مياه الأمطار والمياه المستخدمة للريّ، وحيث إن مياه الأمطار هي مياه البحر المقطرة أو مياه البحيرة، والمياه المستخدمة للري هي المياه الناتجة عن الجريان السطحي من الأمطار، وهذه المياه تجمع الكثير من الملح قبل استخدامها في ري المحاصيل، بينما عندما تتبخر تلك المياه، فإن هذه الأملاح تتراكم في التربة إذا لم يتم استخدام مياه إضافية لإزالتها، الأمر الذي يحول هذه الأراضي المنتجة إلى مسطحات قاحلة مالحة تنمو فيها فقط النباتات التي تتكيف مع مستويات عالية من الملح في التربة، حيث توجد مساحات كبيرة تعتمد على الري، وفي الحقيقة هناك أكثر من 60٪ من هذه الأراضي المروية توجد في الأراضي الجافة، ويزداد معدل التدهور بشكل معتدل إلى شديد بمرور الوقت، مما أدى إلى خسائر فادحة في العديد من دول العالم.
  • الأراضي الجافة: هي الأراضي التي تعاني من الاستهلاك المفرط لحطب الوقود، حيث إن الحطب هو المادة الخام الأساسية للطبخ والتدفئة، وفي المقابل لا تتم زراعة الأراضي التي أزيلت منها الأشجار، ومع زيادة الكثافة السكانية فقد زاد استهلاك الحطب بكميات أكبر مما تستطيع الأرض تحمله، وبالتالي حدوث ما يسمى بأزمة حطب الوقود.
  • أراضي الرعي: هي الأراضي التي تأثرت بالرعي الجائر، وانضغاط التربة، والتعرية، وتلف التربة وفقدها، وعادةً ما تبدأ عمليات الرعي، حيث تستهلك حيوانات الرعي النباتات على الأرض، بالإضافة إلى أن قطعان الماشية تدوس عليها وتقتل النباتات، مما يتسبب في إتلاف جذور النباتات، ويؤدي إلى ربط جزيئات التربة ببعضها البعض، كما يؤدي إلى انضغاط التربة؛ هذا يعيق نمو جذور النبات، وتجدر الإشارة إلى أن عمليات الرعي هذه تغير تكوين المجتمع النباتي عن طريق استهلاك بعض أنواع النباتات الصالحة للأكل، وتركها لأنواع أخرى بمفردها غير صالحة للأكل، مثل الصبار وغيره من الأنواع.
  • الأراضي الزراعية البعلية: هي الأراضي التي تتساقط فيها الأمطار ولكنها لا تكفي لها، حيث يتفاوت معدل هطول الأمطار بشكل كبير من سنة إلى أخرى، وتمثل هذه الأراضي ما يقرب من ثلث مجموع الأراضي الزراعية في العالم، بالإضافة إلى ذلك بعد أوقات الحصاد تُترك الأراضي مكشوفة حتى موسم الزراعة التالي، مما يجعل الأرض عرضة للتعرية بفعل الرياح والأمطار، ويمكن أن تؤدي الرياح العاتية إلى عواصف ترابية شديدة تؤدي إلى جفاف الأرض وفشل المحاصيل، ونضوب مغذيات التربة.

أسباب التصحر

  • انخفاض الغطاء النباتي: يحدث انخفاض الغطاء النباتي بشكل طبيعي بسبب الجفاف أو الأنشطة البشرية عندما تتم إزالة النباتات، تتعرض التربة لأشعة الشمس وتجف بسرعة أكبر؛ وذلك لأن وجود النباتات يساعد في تظليل التربة، بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود جذور النباتات يساعد في الحفاظ على التربة في مكانها، وعند إزالتها لن يكون للتربة ما يحميها؛ لذلك تجرفها الرياح بسرعة أكبر، مما يقلل من خصوبة الأرض؛ وذلك لأن الطبقة العليا من التربة التي تجرفها الرياح غالبًا ما تكون أغنى طبقة بالمغذيات، وبمجرد إزالتها ستفقد الأرض خصوبتها ولن تكون قادرة على دعم نمو النباتات، وكذلك ونتيجة لذلك تصبح الأرض جافة وخالية من النباتات؛ ثم سيتم تصنيفها فيما بعد على أنها صحراء.
  • الاكتظاظ السكاني: يعتبر الاكتظاظ السكاني من أخطر أسباب التصحر، وشهد العالم مؤخرًا زيادة هائلة في عدد الأشخاص، الأمر الذي يؤدي إلى الرعي الجائر، والإفراط في الزراعة وإزالة الغابات.
  • الزراعة: يلجأ الكثير من المزارعين إلى الزراعة المكثفة لعدة أسباب، من أهمها الزيادة الكبيرة في الدخل، وذلك عن طريق زيادة الإنتاجية، لذلك يتطلب ذلك استخدام الكثير من الأسمدة والمبيدات، وبسبب هذا الاستخدام المستمر للأرض  فإن التربة تستنزف المغذيات فيها بسرعة، مما يتسبب في انتشار التصحر.
  • تتميز النظم البيئية الجافة وشبه القاحلة بتساقط الأمطار المتغيرة أو النادرة، لذا فإن التغيرات المناخية مثل تلك التي تؤدي إلى فترات جفاف طويلة يمكن أن تقلل بسرعة من الإنتاجية البيولوجية لتلك النظم البيئية، حيث يمكن أن تستمر هذه التغييرات لموسم واحد فقط، أو قد تستمر لعدة مرات سنوات وعقود، بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تأثير الاحتباس الحراري إلى زيادة خطر التصحر
اقرأ أيضاً:  دليل شامل عن اللغة السريانية

أسباب التصحر وتدهور الأراضي الزراعية

من أسباب التصحر وقلة الخصوبة في الأراضي الزراعية، انتشار الصحاري، وهي إحدى المشاكل التي تواجهنا كمجتمع بشري  وحياة ككل، حيث تدرس دول العالم كل شيء عن طرق حل هذه المشكلة لاستمرار الحياة على الكوكب، والأسباب مقسمة إلى طبيعية وإنسانية

الأسباب البشرية للتصحر

  • تؤدي هبوب الرياح إلى تآكل التربة، مما يزيد من مساحات الأرض غير الخصبة، حيث تكثر الكثبان الرملية. 
  • عوامل التعرية وقلة الغابات والأشجار.
  • زحف الكثبان الرملية على الأراضي الخصبة، مما يقلل من خصوبتها وصلاحيتها للزراعة والرعي.
  • قلة الغطاء النباتي مما يقلل بدوره من عمليات التبخر التي تسبب هطول الأمطار، وبالتالي تناقص خصوبة الأراضي الزراعية.
  •  تناقص كمية الأمطار التي تهطل على الأراضي، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث تسببت في جفاف شديد في الأراضي.

أسباب التصحر الطبيعية

  • حرث الأرض في أوقات غير مناسبة، والاستخدام الخاطئ لأساليب الري، يؤدي إلى قلة خصوبة الأرض وخصائصها، ويؤدي إلى تشقق التربة، وبالتالي فهو خطوة نحو التصحر.
  • الإفراط في استخدام الأرض والتربة بشكل عام، حيث يؤدي الاستخدام الخاطئ إلى استنزاف موارد التربة، وتعطيل خصائصها البيولوجية.
  • يعتبر قطع الأشجار والقضاء على الغابات من أهم العوامل التي تزيد من مشكلة التصحر، وتضر بمخزون الأخشاب في العالم. 
  • الرعي الجائر على الأراضي يحرمها من وجود الأعشاب الضارة، وخسارة الفوائد التي تجنيها من زراعتها.

عوامل التصحر

  • درجات الحرارة وقلة هطول الأمطار تصل سرعة التبخر وتراكم الأملاح في الأراضي المزروعة فترات الجفاف.
  • السيول تجرف التربة وتقتلع المحاصيل مما يهدد خصوبة التربة. 
  • زحف الكثبان الرملية وتراكمها على الأراضي الزراعية، وتراكمها في الأراضي الرعوية والعمرانية، بفعل الرياح. 
  • ارتفاع منسوب المياه الجوفية. 
  • الزراعة التي تعتمد على هطول الأمطار وضغط المياه الآبار في الرى. 
  • للرياح دوراً في جفاف النباتات وذبولها الدائم، مما يؤدى إلى إزالة الغطاء النباتى.

التصحر وأثره في البيئة

  • يؤدي التصحر إلى انخفاض غلة المحاصيل مما يؤثر سلبًا على المزارعين، وقد يفقد بعض المزارعين مصدر رزقهم بسبب اعتمادهم على الزراعة كمصدر وحيد للدخل، ويذكر أنه بمجرد أن تتحول الأراضي الزراعية إلى أراضٍ قاحلة، فإن غلة المحاصيل ستنخفض لعدة أسباب، منها؛ انخفاض خصوبة التربة، وفقدان الغطاء النباتي، و فقدان العلف.
  • يؤثر التصحر سلباً على الزراعة، حيث يساهم في انخفاض خصوبة التربة مما يؤدي إلى انخفاض الغطاء النباتي وخاصة الغطاء العشبي والشجيرات الغازية، بالإضافة إلى جعل الزراعة شبه مستحيلة؛ مما يتسبب في أضرار على جميع المستويات. 
  • التصحر؛ هو أحد الأسباب التي تسهم في زيادة التعرض للفيضانات، وذلك لأن التصحر مرتبط بنقص وندرة الغطاء النباتي، وهو عامل مهم في تقليل الفيضانات، حيث يمنع المياه من التراكم والانتقال من مكان إلى آخر، ويساعد على استقرار التربة لتقليل الجريان السطحي، ويشار إلى أن الفيضانات تكون أقوى في الأراضي المتصحرة مقارنة بغيرها، لذلك من الضروري وضع حد لعمليات قطع الأشجار، والاهتمام بالممارسات الزراعية التي تؤثر سلباً على الغطاء النباتي، مثل استخدام الآلات الثقيلة والضخمة.
  • نقص مصادر الغذاء في مناطق التصحر أمر طبيعي، حيث يؤدي التصحر إلى انخفاض الإنتاجية البيولوجية للأراضي الجافة، وهذا مرتبط بمشاكل الجوع ونقص التغذية لكل من السكان والحيوانات، لذا فإن الإدارة المتكاملة للزراعة تعتبر الأرض والمياه من الأساليب والأساليب الرئيسية التي تساهم في منع التصحر وعواقبه. 
  • يلعب التصحر دوراً رئيسياً في زيادة أعداد النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض، وذلك لأنه يرتبط بالعديد من التأثيرات السلبية التي تهدد الحياة، مثل: التلوث، والجفاف، وحدوث الكوارث الطبيعية، وغيرها من التأثيرات التي تستنفد مصادر الغذاء والحياة، حيث إن بعض الكائنات الحية قد تتكيف مع النظام البيئي المتغير، وقد ينقرضون بسبب عدم قدرتهم على التكيف.
  • ترتبط الحياة النباتية والغطاء النباتي ارتباطًا وثيقًا بالحفاظ على جودة المياه ونظافتها، حيث إن النباتات عبارة عن مرشحات طبيعية للمياه، ومع انخفاض الغطاء النباتي، ستنخفض جودة المياه ويزداد التلوث، ويزيد وجود الفيضانات في المناطق المتصحرة من فرصة قطف المياه حتى الملوثات، مما يؤدي إلى تدهور جودة المياه. 
  • يساهم التصحر في ضياع التنوع البيولوجي، من خلال الظواهر الناتجة مثل الجفاف وفقدان الغطاء النباتي وتلوث المياه، حيث يتسبب ذلك في إلحاق الضرر بالنظام الذي يدعم حياة الكائنات الحية وأشكال الحياة المختلفة على الأرض، الجدير بالذكر أن التصحر قد يجبر بعض السكان على الهجرة من المناطق المتصحرة التي يصعب العيش فيها، مما يزيد من مخاطر فقدان التنوع البيولوجي، ولا يمكن معالجة ذلك إلا من خلال استراتيجيات محددة من خلال إدارة الأراضي والمياه، مع الوعي المستمر بكيفية الحد آثار التصحر.

حلول التصحر

الإدارة المتكاملة للأراضي والمياه التي تحد من التصحر والتي تعمل على الحد من تدهور التربة بسبب التعرية وزيادة الملوحة، لذلك، يجب اتخاذ تدابير فعالة ومتكاملة لحماية التربة والمياه أيضًا، من خلال: 

  • منع الرعي الجائر الذي يتسبب في استغلال النباتات في منطقة معينة، ودوس الماشية على ترابها بطريقة كبيرة، من خلال التناوب، أو الاستخدام المتتالي للمراعي لإعطاء الأراضي فرصة للتعافي قبل العودة لاستخدامها مرة أخرى. 
  • إقناع سكان المناطق الجافة بتقليل أعداد القطيع لمطابقة معدل الثروة الحيوانية، مع قدرة النظام البيئي على تحملها. 
  • تحسين ممارسات إدارة المياه، بما في ذلك الاستخدام الدوري لمواقع الآبار، واستخدام تقنيات حصاد المياه التقليدية وتخزينها، وتحسين تقنيات تخزين المياه خلال فترات هطول الأمطار.
  • المياه الكثيفة لمنع الجريان السطحي الذي يساعد على تآكل التربة السطحية الخصبة، وتعزيز كمية المياه الجوفية، وتوفير المياه الاحتياطية لاستخدامها خلال فترة الجفاف، وتشجيع الإنبات والتخضير.
  • نشر ثقافة الوقاية، من خلال اتخاذ تدابير وقائية لحماية الأراضي الجافة من التصحر، وهذا يتطلب تحفيز الحكومات وسكان الأراضي الجافة على تبني مواقف إيجابية، حيث تشير الدراسات إلى أن سكان الأراضي الجافة هم الأفضل في مكافحة التصحر؛ بسبب خبرتهم الطويلة وحيويتهم، ومعرفة متطلبات البيئة التي يعيشون فيها، من خلال تحسين الممارسات الزراعية وتشجيع الحراك الرعوي المستمر؛ أي تنقل الرعاة من مرعى إلى آخر للاستفادة من الموارد الطبيعية في الأراضي الجافة، وعلى سبيل المثال، حقق مستخدموا الأراضي في العديد من مناطق الساحل إنتاجية أعلى من خلال تحسين جودة التربة، والحفاظ على المياه، واستخدام الأسمدة المعدنية والطبيعية، وتنظيم العمل عليها.
  • استخدام التكنولوجيا المناسبة، حيث يمكن مكافحة التصحر باستخدام كل من التكنولوجيا التقليدية، والتقنيات والمهارات المحلية المقبولة من قبل سكان الأراضي الجافة، والعمل من أجل عمليات النظام البيئي وليس ضدهم، والقضاء على التقنيات غير المستدامة للري وإدارة المراعي، بما في ذلك زراعة المحاصيل غير المناسبة للمناطق الزراعية الايكولوجية.
  • حماية الغطاء النباتي، حيث يساعد الغطاء النباتي على منع التصحر، ويمنع فقدان خدمات النظام البيئي خلال فترات الجفاف، ويعزز هطول الأمطار، لذلك من الضروري حماية الغطاء النباتي الذي يمكن أن يتعرض للخطر بسبب قطع الأشجار، والزراعة المفرطة، والرعي الجائر، والحصاد المفرط للنباتات الطبية، وأنشطة التعدين، وكل ما سبق مرتبط بتأثير انخفاض التبخر السطحي وزيادة الخفة، أي قدرة الأرض على عكس الضوء الساقط عليها، والتكامل بين المراعي والأراضي الزراعية في المناطق الجافة شبه الرطبة وشبه الجافة، حيث تكون الظروف مناسبة لاستخدام الأرض في كل من الحالة الرعوية والإنتاجية، وبدلاً من استبعاد استخدام واحد للحساب يمكن للآخر دمجها معًا لتحقيق مزيج اقتصادي يفيد ويحد أيضًا من انتشار التصحر، و يمكن للزراعة المختلطة في هذه المناطق أن تزيد من خصوبة الأرض من خلال إعادة تدوير العناصر الغذائية الضرورية للتربة، من خلال السماح للماشية بالرعي فيها، وهذا يساهم في تخفيف ضغط الرعي على المحميات والأراضي المهددة بالتصحر، بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام هذه الأرض أيضًا في إنتاج الأعلاف للماشية للتغلب على مشاكل قلة المراعي وتقلب المواسم خلال العام، مع الأخذ في الاعتبار أن العديد من النظم الزراعية في غرب إفريقيا تدين بنجاحها للتكامل من الأراضي الزراعية والمراعي.
  • إعادة تأهيل الأراضي المتصحرة، حيث يمكن استخدام طرق مكافحة التصحر لعكس اتجاه التصحر واستعادة الأراضي المتدهورة من خلال إثراء التربة بالمواد العضوية، وتنويع المحاصيل المزروعة فيها، والاستفادة من أي كمية مائية متاحة من أجل جعل التربة منتجة، ومكافحة ملوحة التربة من خلال استخدام أنظمة ري فعالة والتخلص من المياه الزائدة عن احتياجات النبات، وإعادة التشجير عن طريق غرس الأشجار التي تمنع جذورها التربة من الحركة، ويوصى باختيار الأشجار والنباتات المحلية التي يمكنها التكيف مع المناخ القاسي، وتشتهر بقدرتها على النمو السريع، وأهم الفوائد التي يمكن الحصول عليها من الأشجار، وتقليل التعرية الناتجة عن تأثير المياه والرياح، وحماية المحاصيل الزراعية لأن الأشجار تعمل كمصدات للرياح، وتحسين خصوبة التربة وزيادة إنتاجيتها بفضل النيتروجين الذي تنتجه، وتسهيل نفاذ مياه الأمطار إلى التربة مما يعني الحفاظ على رطوبة التربة لفترة طويلة، وتوفير الأخشاب والحطب والورق ومواد البناء والغذاء للإنسان والحيوان، وإعادة تأهيل الأراضي المتضررة باستخدام سياسات وتقنيات فعالة، ومشاركة المجتمع المحلي، ويمكن القيام بذلك عن طريق: إنشاء بنوك البذور المكافحة الانجراف ببناء المصاطب أو التحكم في أنواع النباتات المزروعة والمواد الكيميائية وتجديد المغذيات العضوية.
  • تحسين الأوضاع الاقتصادية لسكان المناطق المتأثرة بالتصحر من خلال خلق فرص اقتصادية جديدة للناس لكسب المال وتقليل الضغوط الناتجة عن التصحر، وتوفير خدمات ومرافق البنية التحتية اللازمة لهم، بما يحقق التوقعات السكانية ذات الصلة، لنمو الجزء الحضري في الأراضي الجافة.
  • وقف تدهور التربة، حيث تتعرض التربة للتدهور وتقل خصوبتها نتيجة التعرية، والزراعة المكثفة، وتراكم العناصر الضارة مثل بعض الأملاح. .
  • السيطرة على الانجراف الناجم عن حركة الرياح، عن طريق بناء سياج من النباتات المحلية، ومحيط المحاصيل بأغطية معدنية وزراعة النباتات التي تعمل جذورها على حماية التربة وتثبيتها، ومنع رعي الماشية لحماية النباتات.
  • تنويع المحاصيل وأنواع الحيوانات الموجودة على قطعة أرض معينة؛ وذلك لأن الأرض يمكن أن تتسامح مع النباتات والحيوانات المختلفة لفترات طويلة طالما أن احتياجاتهم الغذائية والموارد التي يستهلكونها من الأرض ليست هي نفسها، ولهذا السبب ينصح بتجنب زراعة نوع معين من النباتات، واعتماد الزراعة الدورية استعادة خصوبة التربة.
اقرأ أيضاً:  دليلك الشامل عن القمر الصناعي

دور الأفراد والمنظمات في مكافحة التصحر

  • تشجير بعض المناطق الجبلية بمساهمة الأفراد.
  •  تطبيق بعض الأنشطة الزراعية المستدامة، وزراعة محاصيل مقاومة للجفاف، في المناطق الأكثر تضرراً من التصحر والعمل في مجال الإرشاد الزراعي.
  • تنظيم دورات تدريبية للمجتمعات المحلية في مجال الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتنظيم أنشطة في التشجير الصناعي، وحملات مكافحة حرائق الغابات، والتدريب في مجال الإرشاد.
  •  القيام بأنشطة مهمة للغاية في مجال الحفاظ على الموارد الطبيعية، وكذلك في المجال الاجتماعي، وتنمية المرأة الريفية ،من بين أمور أخرى.

اضرار التصحر

  • التنوع البيولوجي: يشكل تغير المناخ المصحوب بتغير في الخصائص البيولوجية للتربة في مناطق واسعة حول العالم، تهديدًا كبيرًا للتنوع النباتي والحيواني وتكاثرها، وقد لا تجد بعض الأنواع بيئة مناسبة معيشتهم وتكاثرهم، لسبب من الأسباب وتموت بأعداد كبيرة مسببة انقراضها التام.
  • العواصف الترابية: يؤدي توسع المناطق الصحراوية حول العالم إلى زيادة حدوث العواصف، والتي تحمل معها الأتربة والغبار بكميات ضخمة، لتنتقل فيما بعد إلى أراضي بعيدة عن الصحراء، مما يتسبب في أضرار جسيمة لهذه الأراضي إلى الحد الذي يمكن أن يحدث فيه، وتُدفن بالكامل ثم تتحول إلى صحراء.
  • الأمن الغذائي: مع تقلص المساحات الصالحة للزراعة، يواجه العالم مشكلة توفير المحاصيل الزراعية اللازمة لتحقيق الأمن الغذائي، خاصة وأن عدد السكان حول العالم في تزايد مستمر، الأمر الذي يتطلب زيادة كبيرة في إنتاج الغذاء.

التصحر تبعاً للمنطقة

تدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة نتيجة عوامل طبيعية وبشرية مختلفة، مما يؤدي إلى فقدان الأرض لقدرتها على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة، وإنها ظاهرة عالمية ظهرت بقوة منذ ستينيات القرن الماضي، عندما ضربت عدة موجات من الجفاف أجزاء مختلفة من العالم، مما تسبب في خسائر بشرية واقتصادية وبيئية ضخمة، وقد تفاقمت هذه الظاهرة واشتدت حدتها، خاصة خلال العقود الثلاثة الماضية، حيث تشير التقديرات إلى أن العالم يفقد حوالي عشرة ملايين هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة كل عام بسبب التصحر، وتعتبر القارة السوداء – أفريقيا – هي الأكثر تضررًا منه، حيث يتم تصنيف ثلثي مساحة هذه القارة على أنها صحراء أو أراض قاحلة غير منتجة،  كما يعاني العالم العربي بشكل كبير من هذه الظاهرة لوقوعها ضمن نطاق الصحراء، وشبه الصحراوية الممتدة من شمال إفريقيا إلى آسيا، وتشكل نسبة المناطق المتصحرة والأراضي القاحلة في المنطقة حوالي 88٪ من إجمالي المساحة، أي ما يعادل 13 مليون كيلومتر مربع، أي حوالي 28٪ من إجمالي المناطق المتصحرة على مستوى العالم.

اقرأ أيضاً:  طريقة الحساب الذهني

التصحر في العالم العربي

يغطي التصحر حوالي 9.7 مليون متر مربع من إجمالي مساحة الوطن العربي، أي حوالي 68٪ منه، وهناك حوالي 500 مليون هكتار من الأراضي الخصبة التي تحولت إلى صحراء، وبسبب العوامل البيئية والبشرية، بالإضافة إلى أكثر من 900 مليون شخص مهددين بالفقر والجفاف والتخلف الاقتصادي، والجفاف هو السمة المناخية السائدة في الدول العربية، حيث تسود الظروف الجافة والجافة جدًا في حوالي 89٪، بينما المناطق المتبقية هي مناطق قاحلة وشبه رطبة و جافة، حوالي 800مم في السنة، ويتسم هطول الأمطار في كل منطقة بتغير سريع في التباين الموسمي، والتوزيع المساحي، والتقلب بين السنوات، ويتغير طوال موسم النمو. 

توجد مساحات شاسعة في معظم شبه الجزيرة العربية مغطاة بالرمال المتحركة، والتي تمثل حوالي 36.9٪ من مساحة المملكة العربية السعودية، ويغلب المناخ الصحراوي الجاف على 70٪ من أراضي العراق.

التصحر في أفريقيا

  • تغطي الأراضي الجافة 65٪ من القارة، وثلث هذه المنطقة عبارة عن صحارى قاحلة تمامًا وغير مأهولة، باستثناء الواحات، وثلثا الأراضي الجافة المتبقية التي تشكل الأراضي القاحلة وشبه القاحلة، هي موطن لنحو 400 مليون أفريقي.
  • تعاني إفريقيا أيضًا من انخفاض خصوبة التربة بشكل طبيعي، والتي تتكون من الجرانيت والنيس، وتحتوي معظم أنواع التربة في إفريقيا على محتوى منخفض من الطين، مما يجعل من السهل زراعتها وكذلك فقدانها بسهولة.
  • تفقد إفريقيا كل عام حوالي 280 مليون طن من محاصيل الحبوب، من حوالي 105 مليون هكتار من الأراضي الزراعية، ويمكن منع ذلك إذا تم منع تآكل التربة.
  • الممارسات الزراعية المرتبطة بالفقر، وهي عامل رئيسي في التصحر، و تؤدي الزراعة المستمرة دون إضافة مغذيات، والرعي الجائر، ونقص التربة الجيدة والبناء المائي، وحرائق الغابات العشوائية إلى تفاقم عملية التصحر.
  • أفريقيا قديمة جداً من الناحية الجيولوجية، ويبلغ عمر حوالي ثلث الهضبة الوسطى في إفريقيا أكثر من 600 مليون سنة (قبل الكمبري)ن وبقية الرمال السطحية والرواسب الغرينية تعود إلى العصر الجليدي (أقل من مليوني سنة)، وأدت الأنشطة البشرية للحصول على الغذاء والألياف والوقود، والمأوى إلى تغيير التربة إلى حد كبير.
  • تدعي السجلات الأثرية أن المناطق القاحلة في إفريقيا أصبحت أكثر جفافاً منذ ما يقرب من 5000 عام،  ومع ذلك، فإن التصحر هو مصادفة الجفاف مع تزايد الضغوط على الأراضي الهشة القاحلة، وشبه القاحلة من قبل عدد كبير من السكان وحيوانات الرعي، هذا هو تسارع من تدهور الأراضي.
  • تشير التقديرات إلى أن 319 مليون هكتار من إفريقيا معرضة للتصحر، بسبب حركة الرمال، ويشير تقييم أجرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن الصحراء تتحرك بمعدل سنوي يبلغ 5 كيلومتر في المناطق شبه القاحلة في غرب إفريقيا.
  • يحدث التصحر على مساحة تقدر بـ 20 ألف هكتار، ما لا يقل عن 70٪ من أراضي إثيوبيا عرضة للتصحر، في حين أن حوالي 80٪ من أراضي كينيا مهددة بالتصحر.
  • من المتوقع أن يهاجر أكثر من 50 مليون شخص من المناطق الصحراوية في أفريقيا جنوب الصحراء إلى شمال إفريقيا وأوروبا بحلول عام 2020.
  • السور الأخضر العظيم؛ هو مبادرة من الاتحاد الأفريقي لزرع جدار من الأشجار في الطرف الجنوبي من الصحراء الكبرى لمكافحة التصحر، ويبلغ طول قطاع الأراضي من داكار إلى جيبوتي 15 كيلومترًا، ويبلغ طوله 7100 كيلومترًا.

فيديو تعرف على ظاهرة التصحر

مقالات مشابهة

شرح مفصّل عن أسلوب الاستثناء

شرح مفصّل عن أسلوب الاستثناء

دليلك الشامل عن كوكب زحل

دليلك الشامل عن كوكب زحل

طريقة الحساب الذهني

طريقة الحساب الذهني

ما هو تخصص علم الاجتماع؟

ما هو تخصص علم الاجتماع؟

خصائص المستحدثات التكنولوجية ومميزاتها

خصائص المستحدثات التكنولوجية ومميزاتها

دليل تعلم العزف على الكمان بـ 3 خطوات للمبتدئين

دليل تعلم العزف على الكمان بـ 3 خطوات للمبتدئين

تعرف على إدارة شركات الوساطة ووكلاء التأمين والقيمة السوقية العادلة

تعرف على إدارة شركات الوساطة ووكلاء التأمين والقيمة السوقية العادلة