في بداية هندسة الصوت كان التسجيل يتم على قناة واحدة، ثم تطور إلى ستيريو وأصبح يتم التسجيل عبر قناتين؛ واحدة على اليمين والأخرى على اليسار، بحيث يتم توزيع الصوت إلى هاتين القناتين، هذا لا يعني بالطبع توصيل نفس الإشارة إلى الجهتين، بل يجب أن يتم تسجيل قناتين لنستطيع سماع قناتين؛ أي أنه يتم تسجيل ستيريو ليتم سماع ستيريو، ولا نستطيع سماع ستيريو من سماعة واحدة بالطبع.
لنفهم الأمر فلنتخيل شخصين يتكلمان في غرفة واحدة أحدهما على اليمين ومعه مايكروفون يسجّل صوته والآخر على اليسار وبحوزته مايكروفون يسجّل صوته أيضاً أي أنه لدينا تسجيل ستيريو، حين يتحدث الشخص الموجود في الطرف الأيمن سيكون صوته في مخرج الصوت الأيمن أعلى من مخرج الصوت الأيسر، ولو استمعنا لتسجيل صوته فقط من دون صورة سندرك أن الشخص على الطرف اليميني هو من يتحدث وهذا بفضل إحساس الأذن بالمكان، أما لو تم التسجيل عبر قناة واحدة فلن نكون قادرين على تحديد جهة الشخص المتكلم.
لنفهم أكثر تخيل أنك جالس في موقف الباص وأنت معصوب العينين، سيكون بمقدورك تحديد جهة السيارات التي تتحرك ومعرفة اتجاه قدومها واتجاه ذهابها بفضل حساسية الأذن، والآن لو قمنا بالتسجيل من قناة واحدة وسمعنا التسجيل باستخدام السماعات سيكون بمقدورنا سماع صوت السيارة بشكل خفيف ثم قوي ثم خفيف، وهذا يدل على اقتراب السيارة وابتعادها من دون معرفة اتجاه مسيرها، أما لو قمنا بالتسجيل من قناتين وسمعنا الصوت بتقنية ستيريو سوف نسمع الصوت القوي من السماعة اليمنى وصوت خفيف من السماعة الأخرى، ثم سيزداد قوة أكثر فأكثر حتى يتساوى الصوتين في السماعتين، وهذا يدل على أن السيارة أصبحت أمامنا مباشرة ومن ثم سيزداد الصوت في السماعة اليسارية ويضعف في السماعة اليمينية، وهذا يدل على ابتعاد السيارة عننا في جهة اليسار، ولهذا يعرف نظام الستيريو بأنه نظام ذو قناتين L,R.
الآن لو قمنا بالتجربة السابقة بعد وضع قناة ثالثة C في المنتصف؛ فسنجد في البداية أن الصوت من السماعة اليمنى ومن ثم ستزداد شدة الصوت في السماعة اليمنى، وسوف يبدأ الصوت في الظهور في السماعة الوسطى إلى أن يخرج بشكل كامل من السماعة الوسطى، وهذا سيعطي إيحاء أن السماعة أمام الشخص المستمع وهو مجرد إيحاء بالطبع، وكلما ابتعدت السيارة اختفى الصوت من السماعة الوسطى بعد أن انعدم في السماعة اليمنى، وبدأ بالظهور في السماعة اليسرى، ويستمر هذا الأمر بشكل طردي إلى أن يختفي تماماً من السماعة الوسطى، ويكون بأقوى حالاته في السماعة اليسرى، ثم يبدأ بالتلاشي؛ وهذا يدل على حركة السيارة بشكل تفصيلي تقريباً حتى من دون مشاهدتها، وهذا النظام يعرف بنظام LCR، ويكون عبارة عن ثلاثة أقنية، وكان هذا النظام يستخدم في السينما في إحدى الفترات.
يمكن لهذا الأمر أن يستمر إلى أن يصل لـ 7 سماعات أو أقنية وسبوفر، والسبوفر هو جهاز صوتي يظهر الترددات الخفيفة التي يصعب ظهورها في القنوات الطرفية.
إن هذا الكم من الشرح يكفي لفهم ماهية الصوت المحيطي من خلال تلك التجربة، وللعلم، كلما زاد عدد الأقنية كان تحديد مكان السيارة من خلال الأذن ممكن أكثر، ومن دون رؤيتها حتى.
إن نظام 7.1 يدل على وجود 7 أقنية وسبوفر واحد، ونظام 5.1 يدل على وجود 5 أقنية وسبوفر واحد، ونظام 7.2 يدل على وجود 7 أقنية و 2 سبوفر، وهكذا.
إن تكلفة هكذا أنظمة مرتفعة للغاية، وخصوصاً بعد وصولها إلى نظام 11.2، تخيل 11 سمّاعة و2 سبوفر! يا لها من تجربة رائعة، ولأزيدكم من الشعر بيتاً، إن الحصول على أفضل تجربة من هكذا أنظمة صوتية يتطلب وجود فيلم يدعم هذه التقنية بشكل مسبق، أي أنه في حال أنك شاهدت فيلماً لا يدعم هذه التقنية؛ فإن كل هذه الأدوات ستعمل على تشغيل الصوت بطريقة عادية اعتيادية دون اختلاف ضخم.
