جدول المحتويات
ما هو جبل نيبو
يعد جبل نيبو واحداً من الجبال الواقعة في مدينة مادبا بالمملكة الأردنية الهاشمية، وهو يبعد عن العاصمة عمان 41كم، وهو يمتاز بإطلالته على البحر الميت من جهة، كما أنه يمكن لأي شخص يصعد الجبل أن يشاهد أراضي فلسطين وتحديداً قبة الصخرة منها؛ حيث يعد مكاناً مناسباً للمراقبة، وذلك لأنه يعلو عن سطح الأرض ما يقارب 680م.
سمي جبل نيبو بهذا الاسم نسبةً إلى إله التجارة لدى البابليين؛ حيث كانت القوافل التجارية في ذاك الزمن تمر من خلاله إلى فلسطين، وهو من المناطق المقدسة لدى كل من المسلمين، والمسيحيين واليهود، وذلك لارتباطه بالنبي موسى عليه السلام، ولذلك فإنه يحتوي على مجمع من الكنائس، وعدد من القبور واللوحات الفسيفسائية، بالإضافة إلى معبد.
أهمية جبل نيبو عند المسيحيين
تنبع أهمية جبل نيبو لدى المسيحيين من اعتقادهم بأن نبي الله موسى عليه السلام توفي ودفن فيه، وأنه وقبل ذلك وقف على هذا الجبل مع قومه، ورأى الأرض الموعودة والتي يتمكن من الوصول إليها، واكتسب هذا الجبل أيضاً أهميةً بالغة بسبب وجود الكنيسة الإيوانية على قمته، وقد بناها رهبان الفرنسيسكان في الفترة ما بين القرن الرابع والسادس بعد الميلاد، وعلى الرغم من اعتقاد المسيحيين بوجود قبر موسى عليه السلام، إلا أن علماء الأرض والآثار لم يتوصلوا إلى أي دليل أو علامة تدل أو تنفي ذلك حتى اليوم.
جبل نيبو في التاريخ
تدل الآثار التاريخية على قدم جبل نيبو؛ حيث إنه ذكر في نقوش ميشع ملك مؤاب مع الحروب التي دارت عليها، وفي تلك الفترة من القرن الرابع وحتى القرن السادس تقريباً هجرت هذه المنطقة، إلى أن أقامت فيها قبيلة بدوية مسيحية هي التي قامت ببناء الكنيسة، وأعادت المدينة إلى ازدهارها، وترد الروايات أن الجبل ورد في العهد القديم للنصارى باسمه، وذلك في العبارة” اصعد إلى جبل عباريم، هذا جبل نبو الذي في أرض موآب الذي قباله أريحا، كما تدل الدراسات التاريخية إلى أن الجبل من المناطق المأهولة بالسكان منذ أقدم العصور التاريخية، وذلك لوجود الحجارة الدائرية الضخمة، والدلمن، والعديد من قطع الصوان المصنوعة، كما أقيم فيها كنيسة أخرى باسم النبي موسى، وهي لا تزال قائمةً حتى الآن، ويتم إقامة الشعائر الدينية فيها.
السياحة في جبل نيبو
تذكر الروايات التاريخية أن الفضل الكبير في اكتشاف منطقة جبل نيبو وأهميتها تعود إلى زائرين قدما إليها قديماً، وكتبا عنها، ويعد ذلك بمثابة توثيق تاريخي للمكان، وهما: الحاجة ايجيريا القادمة من أوروبا في نهاية القرن الرابع الميلادي، والأسقف بطرس الإيبيري الذي قدم من أرض فلسطين خلال القرن الخامس الميلادي، وفي تلك الفترة زار كلاهما الجبل، ومنذ عام 1933 وحتى الآن فإن المعهد الفرنسيسكاني للآثار والتابع لحراسة الأراضي المقدسة مسؤولاً عن أعمال الحفريات والصيانة الفنية والعمرانية على الآثار الموجودة في جبل نيبو.
متحف جبل نيبو
يحتوي جبل نيبو على متحف تم إنشاؤه ليحتوي على أهم آثار هذا الموقع، سواءً الدينية أو الأثرية، كما يوحد فيه مرافق عامة، ومواقف خاصة للحافلات التي تقل الزوار، ومهبط طائرات، وعلى جانبي الطريق الذي يربط ما بين مدينة مادبا إلى هذه الموقع يوجد الأسواق الشعبية والتي تقوم ببيع الحرف اليدوية، والتي تعد من المنتجات التي يهتم السياح بشرائها كهدايا أو قطع تذكارية.
قرية نيبو
تعرف هذه القرية باسم بلدة المخيط، واسمها القديم والذي اكتسبت اسمه من الجبل هو قرية نيبو، وذلك لموقعها على السفح الجنوبي للجبل، والذي يرتفع عن سطح البحر مسافة 790م، ونظراً لموقعها هذا فإنها ذات أهمية دينية وتاريخية؛ حيث تضم ثلاث كنائس أثرية، وهي: كنيسة القديس جورج والتي بنيت عام 536م، وكل من كنيسة لوط وكنيسة اموص وكاسيسو وهما يقعان وسط المنازل القديمة، والتي يعود تاريخها إلى العهد البيزنطي.