دليلك الشامل عن الاتحاد السوفيتي

دليلك الشامل عن الاتحاد السوفيتي

إذا كان التاريخ يذكر الإمبراطورية البريطانية كأكثر الامبراطوريات اتساعًا بناءً على عدد البلدان التي خضعت لها؛ فإن الإتحاد السوفيتي يعتبر الإمبراطورية الأوسع من حيث المساحة المتصلة، حيث امتدت من أوروبا إلى الصين، وما بين آسيا والقارة العجوز بني مجد لم يكتب له النجاح بسبب عوامل يُستفاد منها في علوم السياسة وكيفية النهضة بالأمم وأسباب انهيارها.

يتحدث المقال عن الإتحاد السوفيتي، ويشمل: 

  • التعريف بدول الإتحاد السوفيتي وعددها.
  • عاصمة الإتحاد السوفيتي وعلمه وجغرافيته الشاسعة.
  • اللغة الرسمية للإتحاد ونظام الحكم فيه.
  • الحروب التي دخلها قادة الإتحاد السوفيتي ومآلاتها.
  • العلاقات التي جمعت الاتحاد السوفييتي مع أمريكا والصين.
  • الرؤساء الذين حكموا الإتحاد السوفيتي.
  • انهيار الإتحاد السوفييتي والأسباب الرئيسية لذلك.

ما هو اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية ؟

تكتل من مجموعة دول ذات إيديولوجيا اشتراكية شيوعية، حدود هذه الدول شملت مساحة شاسعة امتدت إلى غالبية مناطق أوراسيا في الفترة ما بين عامي 1922 – 1991، حيث ولد الإتحاد من رحم الإمبراطورية الروسية التي أصابها العجز والوهن بسبب الثورة التي حدثت عام 1917، والتي تحولت فيما بعد إلى حرب أهلية دامت أربع سنوات نشأ بعدها ما يعرف بـ الإتحاد السوفيتي، والذي بلغ عدد دوله 15 دولة حاصلة على صفة الحكم الذاتي.

لم تكن هناك حدود ثابتة للإتحاد، حيث تغيّرت حدوده بتغير الزمن وتعاقب الأحداث التاريخية، إذ قاربت حدوده في أعقاب الحرب العالمية الثانية حدود الإمبراطورية الروسية السابقة خاصة بعد ضم مساحات شاسعة من الأراضي المجاورة لأراضيه والتي تمثّلت في دول البلطيق وشرق بولندا ومنطقة بيسارابيا في شرق أوروبا، وبذلك كان الاتحاد السوفيتي قد استعاد كامل حدود الإمبراطورية الروسية باستثناء باقي الأراضي البولندية والفنلندية وألاسكا.

إعلان السوق المفتوح

دول الاتحاد السوفيتي

تضم دول الاتحاد السوفيتي خمس عشرة جمهورية، نذكرها في ما يلي:

  • الجمهورية الروسية السوفيتية الاتحادية الاشتراكية: تعرف حالياً باسم روسيا.
  • الجمهورية الأوكرانية السوفيتية الاشتراكية: تعرف باسم أوكرانيا في يومنا هذا.
  • الجمهورية الأوزبكية السوفيتية الاشتراكية: حالياً هي أوزباكستان.
  • الجمهورية الكازاخية السوفيتية الاشتراكية: معروفة باسم كازاخستان من بعد تفكك الاتحاد.
  • جمهورية بيلاروسيا السوفيتية الاشتراكية: بيلاروسيا حالياً.
  • الجمهورية الأذرية السوفيتية الاشتراكية: تعرف باسم أذربيجان في يومنا هذا.
  • الجمهورية الجورجية السوفيتية الاشتراكية: يطلق عليها اسم جورجيا.
  • الجمهورية الطاجيكية السوفيتية الاشتراكية: اسمها تغير من بعد تفكك الاتحاد إلى طاجاكستان.
  • الجمهورية المولدوفية السوفيتية الاشتراكية: يطلق عليها اسم مولدافيا من بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
  • الجمهورية القيرغيزية السوفيتية الاشتراكية: اسم الجمهورية أصبح معروفاً في هذا اليوم باسم قيرغيزستان.
  • الجمهورية الليتوانية السوفيتية الاشتراكية: معروفة منذ سقوط الاتحاد السوفيتي باسم ليتوانيا.
  • الجمهورية التركمانية السوفيتية الاشتراكية: معروفة اليوم باسم تركمانستان.
  • الجمهورية الأرمينية السوفيتية الاشتراكية: تعرف باسم أرمينيا.
  • الجمهورية اللاتفية السوفيتية الاشتراكية: لاتفيا كما يطلق عليها اليوم.
  • الجمهورية الإستونية السوفيتية الاشتراكية: معروفة اليوم باسم دولة إستونيا.

أما مراكز هذه الدول فقد شملت موسكو كعاصمة للإتحاد السوفيتي ومتواجدة في جمهورية روسيا السوفيتية الاشتراكية، إلى جانب مراكز حضرية تمثلت بكل من:

  • لينينغراد (في جمهورية روسيا السوفيتية الاشتراكية).
  • كييف (في جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية).
  • مينسك (في جمهورية بيلاروسيا الاشتراكية السوفياتية).
  • طشقند (في جمهورية أوزبكستان الاشتراكية السوفيتية).
  • ألما آتا (في جمهورية كازاخستان الاشتراكية السوفيتية)
  • نوفوسيبيرسك.

دول الاتحاد السوفيتي بعد التفكك

تُعرف أيضًا بدول ما بعد الاتحاد السوفيتي، وهي خمسة عشر دولة مستقلة حالية كانت سابقًا تُشكل مجتمعة جمهورية الاتحاد السوفيتي قبل انحلاله في ديسمبر عام 1991، ويُمكن تقسيم هذه الدول كما يلي:

دول البلطيق
  • إستونيا.
  • لاتفيا.
  • ليتوانيا.
آسيا الوسطى
  • كازاخستان.
  • قيرغيزستان.
  • طاجيكستان.
  • تركمانستان.
  • أوزبكستان.
أوروبا الشرقية
  • بيلاروس.
  • مولدوفا.
  • أوكرانيا.
أوراسيا
  • روسيا.
القوقاز
  • أرمينيا.
  • أذربيجان.
  • جورجيا.

عاصمة الاتحاد السوفيتي

ما بعد الثورة الروسية أصبحت موسكو عاصمة لجمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية، ثم أصبحت عاصمة الإتحاد السوفيتي رسميًا أواخر عام 1921.

علم الاتحاد السوفيتي

يتكون علم الاتحاد السوفيتي الرسمي من خلفية حمراء مع رمزيّ المطرقة والمنجل (رمز الشيوعية)، إلى جانب نجمة ذهبية موضوعة في الزاوية العليا من جهة ناصية العلم، حيث تبنت دول الإتحاد السوفييتي العلم رسميًا في تاريخ 12 نوفمبر 1923، وأخضع لتغييرات طفيفة خلال السنوات اللاحقة بطول يد الفأس وشكل المنجل وفي حدة اللون الأحمر، ودلالات العلم هي كما يلي:

  • المطرقة والمنجل: يرمزان للعمال والفلاحين الذين يمثلون أساس المجتمع في الشيوعية.
  • النجمة: ترمز للحزب الشيوعي الحاكم.
  • اللون الأحمر: له خصائص عدة في الثقافة الروسية، ويعني أيضاً الكمال والأفضل والأجمل، ويمكن أن يشير إلى الميدان الأحمر في موسكو، وفي الأرثوذكسية الروسية لعيد الفصح الأحمر، كما أنه يمثل أيضاً دماء الثوار من عمال وفلاحين.

خريطة الاتحاد السوفيتي

شملت خريطة الإتحاد السوفيتية مساحة شاسعة تقدر بأكثر من 22 مليون كيلومترٍ مربعٍ، وتغطي هذه المساحة حوالي سدس المساحة الإجمالية للكرة الأرضية ( دون احتساب المحيطات والبحار)، وكان هذا الحجم مماثلا لحجم القارة الأمريكية الشمالية.

اقرأ أيضاً:  مراكز الضمان الصحي في الكويت

نظام الحكم في الاتحاد السوفيتي

قام الإتحاد السوفيتي على ثلاث أذرع مارس من خلالها السلطة:

  • الذراع التشريعي: يمثلها مجلس السوفييت الأعلى.
  • الذراع التنفيذي: يمثلها مجلس الوزراء.
  • الحزب الشيوعي السوفييتي: الحزب القانوني الوحيد، ويُعد أيضًا الحزب الحاكم والصانع الأول للسياسة العامة في الإتحاد.

يقوم على إدارة الحزب الشيوعي لجنة مركزية منتخبة من قبل مؤتمر الحزب والمؤتمرات الأخرى، وتتولى اللجنة المركزية بدورها انتخاب المكتب السياسي للحزب الذي يرأسه الأمين العام، وعليه فإن الأمين العام للحزب يعتبر أعلى منصب سياسي في الدولة والحاكم الفعلي للإتحاد السوفيتي.

كما أن الحزب الشيوعي هيمن على مجمل الحياة العامة من خلال سيطرته على التعيينات والمناصب الحكومية الرفيعة، كما أن الذراع التشريعي (مجلس السوفييت الأعلى) قام كبار أعضاء الحزب من ستالين وخروتشيف بشغل رئاستها.

اللغة الرسمية للاتحاد السوفيتي

اعتبرت الروسية اللغة الرسمية للاتحاد السوفييتي، في حين أن الدول التي ضمها الإتحاد كانت تتكلم أكثر من 100 لغة.

تاريخ الاتحاد السوفيتي

أطاح البلاشفة عام 1917 بقيادة فلاديمير لينين بالحكومة المؤقتة التي سيّرت الأعمال ما بعد سقوط قياصرة روسيا (القيصر: لقب يطلق على أفراد العائلة المالكة في روسيا)، وقد تخلل ذلك حرب أهلية بين الجيش الأحمر البلشفي والعديد من القوات المناهضة للبلشفية معظمهم ممن ينتمون للإمبراطورية السابقة، ومن بينهم أكبر فصيل ويُدعى “الحرس الأبيض”، الذي شارك في قمع عنيف ضد الشيوعية، ويُعرِّفها البلاشفة وأنصارهم من العمال والفلاحين باسم الإرهاب الأبيض.

لعب الجيش الأحمر دورًا مهمًا في إحكام البلاشفة قبضتهم على الحكم، حيث ساعدوا البلاشفة المحليين على تولي السلطة، وإنشاء السوفيتات، وبحلول عام 1922 انتصر البلاشفة، وشكلوا الاتحاد السوفيتي بتوحيد جمهوريات روسيا، والقوقاز، وأوكرانيا، وبيلاروس، وقد بلغ تعداد الدول الاتحادية ستة عشر دولة، ومنذ عام 1945 وحتى انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، والتي عُرف بـ “الحرب الباردة”، كانتا الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة القوتان العظميان المسيطران على الأجندة الدولية بكل جوانبها سواء الاقتصادية أو ذات العلاقة بالشأن السياسي الدولي.

إلى جانب امتلاكهما القوة العسكرية الأكبر في العالم، ناهيك عن جوانب الحياة المدنية وتحديدًا الجانب العلمي والثقافي، حيث بدأ سباق محموم وصل حدّ الصراع الثقافي والتقدم العلمي الشامل، خاصة في مجال الأبحاث واستكشاف الفضاء حتى امتدت السيطرة لمجال الألعاب والمسابقات الدولية مثل الألعاب الأولمبية وبطولات العالم في الرياضات المختلفة، وفي الوقت الحاضر، فإن روسيا الاتحادية تعتبر الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي.

جغرافيا الاتحاد السوفيتي

كما أشرنا فإن مساحة الإتحاد السوفيتي تجاوزت 22 مليون كم2، وبشكل دقيق فإن المساحة الإجمالية لدول الإتحاد بلغت 22,276,060 كيلومتر مربعٍ، وقد شكّل الجزء الأوروبي من الاتحاد السوفيتي ربع مساحة البلاد وكان أيضا يمثّل مركز الثقل الاقتصادي والثقافي للبلاد، في حين امتد المجال الشرقي في آسيا إلى سواحل المحيط الهادئ شرقا أما جنوبا إلى حدود أفغانستان، وباستثناء بعض المناطق في آسيا الوسطى كان هذا المجال الشاسع ذو كثافة سكانية ضعيفة، وضم هذا الفضاء 12 منطقة زمنية وخمس مناطق مناخية هي:

  • التندرا.
  • التايغا.
  • السهوب.
  • الصحراء.
  • الجبال.

على صعيد آخر، امتلك الإتحاد السوفييتي أطول حدود في العالم، وكذلك الأمر بالنسبة للاتحاد الروسي؛ حيث بلغ طولها حوالي 60,000 كيلومترٍ، واحتضن الإتحاد أكبر بحيرة مياه عذبة وهي بحيرة بايكال، وهي لا تزال حتى الآن جزءً من روسيا، أما الدول التي كانت تحد الاتحاد السوفيتي هي:

  • أفغانستان.
  • الصين.
  • تشيكوسلوفاكيا.
  • فنلندا.
  • المجر.
  • إيران.
  • منغوليا.
  • كوريا الشمالية.
  • النرويج.
  • بولندا.
  • رومانيا.
  • تركيا.

حروب الاتحاد السوفيتي

الاتحاد السوفيتي والحرب العالمية الثانية

رغم محاولة النأي بنفسه عن الخوض في الحرب العالمية الثانية، تجنبًا لغضب الوحش الألماني، فإن الرايخ الثالث (ألمانيا النازية) اجتاح بقواته الإتحاد السوفيتي عام 1941، وذلك بعدما ظهر تقرير يؤكد خرق الإتحاد لمعاهدة عدم إطلاق النار الموقعة بينه وبين ألمانيا ونيته المبيتة للمشاركة إلى جانب بريطانيا وأمريكا بالهجوم على الدولة النازية، هذا التطور الخطير دعا إلى انطلاق ما أصبح يُعرف بـ “الحرب الوطنية العظمى”.

ورغم أن الجيش الألماني المرعب سحق الدفاعات السوفيتية وكاد أن يدخل موسكو، إلا أن الطبيعة كانت وفية للسوفييت، حيث إن البرد القارص فتك بالجنود الألمان؛ ما مكّن الجيش الأحمر من تنظيم صفوفه والقيام بهجوم معاكس كبّد الألمان خسائر فادحة، الأمر الذي حول مسار الحرب لاحقًا بشكل كلي لفائدة الجيش الأحمر، وقد دخل الجيش السوفيتي أراضي أوروبا الشرقية ووصل إلى برلين.

في نفس عام 1945، تحلل الإتحاد السوفيتي من التزامه بالحياد في مؤتمر عقد في يالطا، حيث قامت القوات السوفيتية باجتياح الأراضي اليابانية المسيطر عليها من قبل مانشوكو في 9 آب 1945؛ مما ساهم بشكل كبير في استسلام اليابان، ورغم الانتصار على القوات الألمانية وسقوط برلين ودوره المحوري في استسلام اليابان، إلا أن الاتحاد السوفيتي عانى بشدة من جراء الحرب العالمية الثانية، حيث كانت حصيلة قتلاه حوالي 27 مليون نسمة،  ورغم هذه الخسائر أصبح قوة عظمى في الفترة التي سبقت الحرب وأصبحت له علاقات تقريبا مع كل دولة في العالم في أواخر الأربعينات، كما أنه أصبح أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة الأمم المتحدة وأحد الأعضاء الدائمي العضوية والذين يملكون حق النقض (الفيتو).

اقرأ أيضاً:  جبل نيبو

الاتحاد السوفيتي والحرب الباردة

ما بعد الحرب العالمية الثانية، ظهر صراع بين القوتين العظميين على الساحة العالمية، الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، بل تجاوز الأمر الأطراف، إذ بدأت مرحلة من النزاع والتوتر بين المعسكر الشرقي الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي والمعسكر الغربي الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة لتبدأ من عام 1945 هذه الحرب، ولم تنتهي إلا في عام 1991 عقب انهيار الاتحاد السوفيتي.

الحرب الكورية

كانت إحدى أوجه الصراع (الرأسمالي – الشيوعي)، حيث دارت حرب بين الكوريتين، الجنوبية (الرأسمالية)، والشمالية (الشيوعية)، وذلك في عام 1950، وقد دعم كل من الإتحاد السوفييتي إلى جانب الصين الجزء الشمالي من كوريا، فيما دعمت الولايات المتحدة إلى جانب تركيا الجزء الجنوبي، وقد استمرت الحرب ثلاث سنوات انتهت بإعلان انقسام شبه الجزيرة الكورية إلى شمالية وجنوبية.

الحرب الفيتنامية

اندلعت حرب أخرى بين شطريّ فيتنام، فكانت فيتنام الجنوبية والولايات المتحدة يقاتلان فيتنام الشمالية التي تُساعد كل من الصين والاتحاد السوفيتي، وقد انتهت الحرب بفوز فيتنام الشمالية الشيوعية لتحكم قبضتها على كامل الأراضي الفيتنامية، وقد شكلّ ذلك نصرًا كبيرًا للمحور الشيوعي.

انتهاء الحرب الباردة

أعلن في عام 1991 ميلادية انهيار الإتحاد السوفيتي، ليسدل الستار عن واحدة من أعظم الإمبراطوريات قوة ونفوذًا في التاريخ الإنساني، كما انتهى بالتوازي معه حلف وارسو وأعلن في المقابل قيام رابطة الدول المستقلة.

علاقات الاتحاد السوفيتي

الاتحاد السوفيتي وأمريكا

لم تعرف الولايات المتحدة الأمريكية بالإتحاد السوفيتي فور قيامه، حيث كانت تطلب كشرط مسبق لذلك تسديد جميع الديون وتعويض رجال الأعمال الأمريكيين عن الأضرار التي لحقت بهم نتيجة مصادرة ممتلكاتهم بعد الثورة البلشفية، ورغم ذلك؛ تم طيّ هذه الصفحة بسبب المصالح المشتركة وتوسع العدوان الياباني في الشرق الأقصى، وهو ما أسرع إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في عام 1933.

رغم عدم وجود علاقات رسمية بين البلدين، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين، حيث قام لودفيغ مارتينس بوظائف المبعوث السوفيتي والممثل التجاري الفعلي في أمريكا، وهو الذي أسس “شركة المساعدات الفنية إلى روسيا السوفيتية “، وفي عام 1923 أصبحت الشركة الأمريكية المتحدة “ذا أميريكو” الممثل التجاري الرئيسي للاتحاد السوفيتي في الولايات المتحدة الأمريكية.

كما نمت العلاقات الاقتصادية بشكل كبير، وتحديدًا عندما قام رجل الأعمال الأمريكي ارمان هامر بتوريد القمح إلى الاتحاد السوفيتي مقابل الفرو والكافيار الأسود والنفائس الفنية والمجوهرات، وفي عام 1926 جرى بمبادرة منه بناء معمل لصنع الأقلام الرصاص في الاتحاد السوفيتي، ما ما تبعها من فترة، فقد شهدت العلاقات الاقتصادية تطورًا آخر بقيام الحكومة السوفيتية بشراء كمية كبيرة من شاحنات وجرارات شركة فورد التي افتتحت مكتبًا لها في الإتحاد.

كما نمت أوجه التعاون من خلال تلقي الاختصاصيين السوفييت التدريب في مصنع هنري فورد، كما شيّد بمساعدة خبراء مصنع ” فورد” في ضواحي مدينة نيجني – نوفغورود، ليكون أول مصنع للسيارات في الاتحاد السوفيتي وهو مصنع تجميع السيارات رقم 1 الذي تحول فيما بعد إلى المصنع العملاق “غاز”، أما في عام 1930 احتل الاتحاد السوفيتي المرتبة الأولى، ثم في عام 1931 المرتبة الأولى في استيراد السيارات والمعدات من الولايات المتحدة.

ما بعد العام 1930 شهدت العلاقات توترًا بعدما وضعت واشنطن قيودًا وصفت بـ “الصارمة” على الصادرات إلى الاتحاد السوفيتي، وذلك بعدما اتهمته بالتدخل في شؤونها الداخلية، كما شنّت السلطات الأمنية في الولايات المتحدة حملة ضد الحركة الشيوعية والاشتراكية وفرضت الحظر على نشاط المنظمات اليسارية وقامت بإبعاد جميع الأشخاص الذين اعتبرتهم يشكلون خطرًا على أمن البلاد.

كان المسار الكبير للاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، إبان صعود الوحش النازي الذي كاد يلتهم أوروبا، حيث شكلّ البلدان قوّتان في وجه أدولف هتلر، وعندما غزت ألمانيا عمق الإتحاد السوفيتي في يونيو/حزيران عام 1941، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا عن دعمهما للسوفييت، وقدّمتا مساعدات عسكرية واقتصادية ضخمة إليه، وفي 11 يونيو عام 1942 وقعت بواشنطن الاتفاقية السوفيتية – الأمريكية حول المبادئ المعتمدة لدى المساعدة المتبادلة في أثناء الحرب ضد العدوان.

أصر الاتحاد السوفيتي على افتتاح “الجبهة الثانية” (وتعني دخول القوات الأنجلو – أمريكية في الحرب ضد ألمانيا في أوروبا الغربية)، وتم الاتفاق في أثناء المفاوضات بين الاتحاد السوفيتي وبريطانيا والولايات المتحدة على أن يتم افتتاحها في أوروبا في عام 1942، والواقع يقول أن حلفاء الاتحاد السوفيتي قاموا بتأجيل العمليات القتالية في أوروبا إلى أقصى أجل ممكن في البداية في عام 1943، ثم في عام 1944، وتم الاتفاق النهائي على افتتاح الجبهة الثانية في مايو /أيار عام 1944 في مؤتمر طهران الذي عقد في عام 1943 وشارك فيه زعماء الاتحاد السوفيتي وبريطانيا والولايات المتحدة. وقد جرى إنزال القوات الأنجلو –بريطانية في نورماندي شمال فرنسا والقوات الأمريكية في جنوب فرنسا في 15 أغسطس/آب.

اقرأ أيضاً:  الإجازات الرسمية في الكويت 2020

بعد هزيمة الألمان، استمرت الاتصالات بين السوفييت والأمريكيين، وتمثّلت أبرز المحطات في مؤتمر يالطا 1945؛ حيث تخلّى الإتحاد عن حياده ووقف إلى جانب الولايات المتحدة في وجه اليابان، كما أرست القوتان العظميان أسس النظام العالمي بعد الحرب.

بدأت العلاقات بين أمريكا والاتحاد السوفيتي بالفتور ووصلت العلاقات بينهما إلى الهاوية، إذ إن مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية؛ عُرفت بـ “الحرب البادرة” والتي كان من أبرز ملامحها سباق التسلح وأزمة الصواريخ الكوبية التي كادت أن تقود العالم إلى حرب نووية.

الاتحاد السوفيتي والصين

يُشير مصطلح “العلاقات السوفيتية الصينية” إلى العلاقة الدبلوماسية بين الجمهورية الصينية والأشكال المختلفة من السلطة السوفيتية التي انبثقت عن الثورة الروسية منذ عام 1917 حتى عام 1991، وذلك عند انتهاء الاتحاد السوفيتي، حيث حقق الحزب الشيوعي الصيني نجاحًا متزايدًا في الحرب الأهلية بعد عام 1946، حتى أعلن ماو تسي تونغ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في 1 أكتوبر عام 1949؛ وطُرِد حزب الكومينتانغ من البر الرئيسي للصين بحلول مايو عام 1950 (استمرت سيطرته على تايوان إلى غاية اليوم).

في البلدين، تمركزت السلطة السياسية العليا بين يدي الحزب الشيوعي الصيني ونظيره السوفيتي، ومع إنشاء جمهورية الصين الشعبية، اعتنق كلاهما الأيديولوجية الثورية الماركسية اللينينية، وقد استمرت العلاقات ودية في كافة أوجه التعاون إلى غاية عام 1956 إلى عام 1966، وهي الفترة التي كُسرت فيها العلاقات السياسية بين جمهورية الصين الشعبية واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية؛ بسبب الاختلافات العقائدية التي نشأت عن تفسيراتهم المختلفة وتطبيقاتهم العملية الماركسية اللينينية.

من جهة أخرى، فقد تأثرت العلاقات السوفيتي الصينية بالجغرافيا السياسية، وذلك خلال الحرب الباردة (1945-1991)، أما في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات أيضًا، فقد أصبحت المناقشات الصينية السوفيتية حول تفسير الماركسية الأرثوذكسية ذات طابع نزاعي بسبب رفض الصين سياسات الاتحاد السوفييتي الرامية لنزع الستالينية والتعايش السلمي الدولي مع العالم الغربي.

إزاء تلك الخلفية الإيديولوجية المستجدة، اتخذت الصين موقفا عدائيا تجاه الغرب، ورفضت علنا سياسة الاتحاد السوفييتي للتعايش السلمي بين الكتلة الشرقية والكتلة الغربية، فضلًا عن أنها استاءت من الروابط السوفيتية الأوثق مع الهند، وكانت موسكو تخشى أن يكون ماو غير مبالٍ للغاية بشأن أهوال الحرب النووية التي قد تنجم إذا ما تصاعدت حدة التوترات مع الولايات المتحدة وحلفائها.

ما بعد وفاة ماو تسي تونغ عام 1976، عادت العلاقات بين البلدين طبيعية بشكل تدريجي، وذلك مع توقف جمهورية الصين الشعبية عن تبني الفكرة المناهضة للتحريفية حول التعارض العدائي بين الطبقات.

رؤساء الاتحاد السوفيتي

  • فلاديمير لينين 1917 – 1922.
  • جوزيف ستالين 1922- 1953.
  • جورجي مالينكوف 1953 – 1955.
  • نيكيتا خروتشوف 1955 – 1964.
  • ليونيد بريجنيف 1964 – 1982.
  • يوري أندروبوف 1982 – 1984.
  • قسطنطين تشيرنينكو 1984- 1985.
  • ميخائيل غورباتشوف 1985- 1991.

انهيار الاتحاد السوفيتي

في 26 ديسمبر 1991؛ وتحديدًا بعدما أصدر مجلس السوفييت الأعلى للاتحاد السوفييتي الإعلان رقم (H-142) والذي أُعلِن فيه الاعتراف باستقلال الجمهوريات السوفيتية السابقة، وإنشاء رابطة الدول المستقلة لتحل محل الاتحاد السوفيتي، ومرّت الحكاية بعد صعود ميخائيل غورباتشوف إلى الحكم، حيث بدأ بإزالة كافة القيادات من المناصب واستبدالهم بآخرين، حيث ادعى غوربتشوف بالقيام بإصلاحات لم تثبت نجاعتها، ما أدى إلى خلافات داخلية كبيرة شملت قيادات الجيش والقادة السياسيين، كما أن الاقتصاد شهد تدهورًا كبيرًا صاعد من نقم مواطني الجمهوريات السوفيتية.

قبل الإعلان عن انهيار الإتحاد بيوم واحد، قام الرئيس الأخير للاتحاد السوفيتي والحاكم الثامن له منذ إنشائه، ميخائيل غورباتشوف بإعلان استقالته في خطاب وجهه إلى الشعب السوفيتي عبر التلفزيون الرسمي للاتحاد السوفيتي، حيث أشار في الخطاب إلى أن مكتب رئيس اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية قد تم إلغائه، وأعلن تسليم كافة سلطاته الدستورية بما فيها السلطة على الأسلحة النووية الروسية، إلى الرئيس الروسي بوريس يلتسن .

عقب خطابه ذاك غادر غورباتشوف مبنى الكرملين تحت جنح الظلام. وفي 07:32 مساءً بتوقيت موسكو، تم إنزال علم الاتحاد السوفيتي الأحمر عن مبنى الكرملين للمرة الأخيرة في التاريخ ، ورُفِع محله علم روسيا ثلاثي الألوان، وعلى الصعيد الدولي مَثّل تفكك الاتحاد السوفيتي نهاية الحرب الباردة وانتهت أطول مرحلة من الصراع بين قوتين عظميين، كما أن العالم تنفس أخيرًا بعدما حبس زفراته خشية قيام حرب نووية.

اسباب سقوط الاتحاد السوفيتي

  • ضعف الرَّئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف وعدم إيفائه بالتزاماته.
  • عدم فاعلية الوُعود التي تختص بخفض مستوى التّوترات السوفيتية الأمريكية.
  • الانقسامات الدّاخلية التي لَحقت بجيوشِ الاتحاد السوفييتي.
  • تدهور الاقتصاد السوفيتي بشكل كبير.
  • ضعف الحكومة المركزية وازدياد نفوذ صغار المسؤولين.

مقالات مشابهة

كل ما يهمك معرفته عن حضارة الإنكا

كل ما يهمك معرفته عن حضارة الإنكا

مدينة ممفيس الفرعونية

مدينة ممفيس الفرعونية

منطقة جبل الأشرفية في محافظة عمان

منطقة جبل الأشرفية في محافظة عمان

ولاية النيل الأبيض في السودان

ولاية النيل الأبيض في السودان

محافظة مسقط في سلطنة عمان

محافظة مسقط في سلطنة عمان

محلية قيسان في السودان

محلية قيسان في السودان

مجمع شروق مردف في دبي

مجمع شروق مردف في دبي