يعتبر قمر الأرض واحد من أكبر 5 أقمار في المجموعة الشمسية، وهو المكان الوحيد بعد كوكب الأرض الذي تمكن الإنسان من الوقوف عليه، وهو الجسم الأكبر والأكثر لمعاناً في سماء الأرض ليلاً خاصة في فصل الصيف، وله أشكال تختلف من يوم ليوم خلال كل شهر، وهو عبارة عن كتلة صخرية لها سطح صلب مليء بالفوّهات والحفر، ويُطلق عليه اختصاراً اسم القمر (بالإنجليزية: Moon)، لأنه كان يعتقد أنه القمر الوحيد المعروف والمكتشف من قِبل الإنسان حتى تمكن علماء الفلك من اكتشاف الأقمار الأربعة في وقت لاحق التي تدور حول كوكب المشتري في المجموعة الشمسية من قِبل العالم الشهير جاليليو جاليلي في عام 1610م.
يتحدث هذا المقال عن القمر و يشمل النقاط التالية:
نبذة عن سطح القمر.
ما هي معالم سطح القمر؟
خصائص سطح القمر.
أسئلة متكررة.
نبذة عن سطح القمر
هناك كتل صخرية تغطي معظم سطح القمر، بالإضافة الى أكوام ركاميّة من الفحم الرمادي، والغبار الناعم، والحطام الصخري المعروف والبراكين الخامدة، والحمم البركانية، والحفر التي تشكلت بفعل الكويكبات منذ ملايين السنين، ويعتبر أشبه بصحراء انعدمت فيها الحياة ولا يوجد فيها أكسجين، ويتكوّن سطح القمر من منطقتين مختلفتين، هما: المناطق المعتمة؛ وهي عبارة عن مناطق منخفضة ملئت بالحمم البركانية منذ زمن بعيد عام تقريباً وتعرف باسم ماريا، والمناطق المضيئة؛ وهي عبارة عن مناطق مرتفعة تشكّلت من القشرة الأصلية للقمر، كما يُمكن اعتبار مناطق الماريا أصغر عمراً من المناطق المرتفعة بسبب احتوائها على كميات أقل من الحفر عند مقارنتها بها، وفي الأصل احتوت الماريا على عدد من الحفر مساوٍ للأماكن الأخرى، إلا أنّ الصخور المصهورة ملأت هذه المناطق وتصلّبت مغطيّةً الكثير منها.
من الجدير بالذكر أنّ القمر هو خامس أكبر قمر في النظام الشمسي وهو الأقرب الى سطح الأرض، وهو أيضا يعد القمر الوحيد لكوكب الأرض، والوحيد الذي مشى عليه الإنسان، حيث استطاع رائد الفضاء نيل أرمسترونغ من السير على سطحه سنة كاملة، ولا توجد أي مظاهر للحياة على سطحه من قبل الإنسان، ويستبعد العلماء وجود حياة على سطحه بسبب انعدام الأوكسجين ولا يوجد أي مصادر للمياه على سطحه.
تعتبر فوهات البراكين الخامدة والأودية والجبال والهضاب من أبرز معالم سطح القمر، والتي يمكن وصفها كما يأتي:
الفوهات
هي حفر ناتجة عن اصطدام النيازك والأجرام السماوية بسطح القمر منذ حوالي 3000- 4000 مليون سنة، وقد يصل قطر بعضها إلى 209 كم، بينما يصل قطر البعض الأخر إلى بعض سنتيمترات فقط.
التضاريس البركانية
تسمى هذه التضاريس بالهضبات قمرية، وهي المناطق الأقل كثافة من سطح القمر، وهي أكثر ارتفاعاً من معظم البحار القمرية.
البحار القمرية
هي سهول مظلمة ومنبسطة، خالية من الماء، يمكن رؤيتها بوضوح بالعين المجرّدة على سطح القمر، وهي الجزء الباهت اللون الذي نراه بأعيننا على سطح القمر.
الجبال القمرية
الجبال القمرية تتشكل من تراكم الغبار والحطام الصخري القمري، مُشكّلة سلسلة جبلية على سطح القمر.
الأودية القمرية
هي تضاريس على شكل أودية جافة، إذ لا يمكن للماء أن يتواجد في حالته السائلة، فهو يتعرض للانحلال الضوئي بفعل أشعة الشمس.
خصائص القمر
خصائص السطح الخارجي
يعتبر سطح القمر بشكل عام واحد من الأسطح للجبال والحفر الكبيرة ومسطحات مستوية يطلق عليها اسم البحار والمسطحات التي تتكون من حمم بركانية متصلبة؛ إذ يفتقر القمر إلى الغلاف الجوي كالغلاف الجوي الموجود حول الأرض والذي بدوره يحمي السطح، الأمر الذي أدى إلى اصطدام عدد كبير من الأجسام التي تتراوح في حجمها من الكويكبات إلى الجسيمات الصغيرة على سطحه، والتي أدت إلى تكوين الحفر على سطحه، وقد شكل ذلك طبقة من الحطام، أو الريغوليث (بالإنجليزية: regolith) عليه، والذي يتكوّن من فتات الصخور من مختلف الأحجام، والغبار الناعم والخشن الذي كان سبباً في تشكيل التضاريس على سطحه.
يتكون سطح القمر من مناطق منخفضة داكنة يطلق عليها اسم الماريا أو البحار (بالإنجليزية: Maria)، وهي عبارة عن أحواض امتلأت بالحمم البركانية منذ ثلاثة مليار سنة تقريباً، بالإضافة إلى مناطق مرتفعة لامعة لأنها تضم عدداً أقل من الفوهات التي تعد دليلا على العمر الجيولوجي لسطح القمر.
إنّ الصخور النارية هي معظم صخور سطح القمر، وهي الصخور التي تتكون بفعل تبريد الحمم البركانية، وذلك على عكس سطح الأرض الذي تشكّل الصخور الرسوبية معظم سطحه، والتي يتطلب تشكيلها نشاط المياه أو الرياح، ومن أشهر أنواع الصخور النارية على سطحه: صخور البازلت، وصخور الأنورثوسيث، حيث تم العثور على البازلت الغني بالحديد، والذي يعد الكثير منه غنياً بالتيتانيوم أيضاً في الماريا أو المناطق المنخفضة من سطح القمر، بينما يسود صخر الأنورثوسيت بشكل كبير في المناطق المرتفعة منه، وهو غني نسبياً بعناصر الكالسيوم، والسيليكون، والألومنيوم.
تشمل نسب العناصر الكيميائية المكوّنة لسطح القمر ما يلي: 43٪ تقريباً من الأكسجين، و20٪ من السليكون، و19٪ من المغنسيوم، و10٪ من الحديد، و3٪ من الكالسيوم، و3٪ من الألمنيوم، و0.42٪ من الكروم، و0.18٪ من التيتانيوم، و0.12٪ من المنغنيز.
خصائص التركيب الداخلي حول سطح القمر
شكل العلماء تصوراً حول تركيب القمر الداخلي عن طريق الجمع بين البيانات المتاحة من رحلات أبولو، ومن المركبات الفضائية الروبوتية التي هبطت على سطح القمر، وكان هذا التصور حول سطح القمر بأنه جسم متعدد الطبقات يضم قشرة منخفضة الكثافة، ويتراوح سمكها بين 60-100 كم، وتقع في المركز نواة معدنية صغيرة غنية بالحديد، ويبلغ نصف قطرها حوالي 350 كم على الأكثر، ويمتلك ستاراً أكثر كثافة يشكل الغالبية العظمى من حجم القمر، ويتكوّن بشكل رئيسي من صخور كثيفة غنية بمعدن الحديد و معدن المغنيسيوم، ويبلغ سمكه نحو 1,330 كم.
خصائص الغلاف الجوي لسطح القمر
يمتلك القمر غلافاً جواً ضعيفاً ورقيقاً على عكس الغلاف الجوي الذي يمتلكه كوكب الأرض، ويطلق عليه اسم الإكزوسفير (بالإنجليزية: Exosphere)، ويعتقد أن يتكون من العناصر الآتية: الهيليوم، والنيون، والهيدروجين، والأرجون، والميثان، والأمونيا، وثاني أكسيد الكربون، مع وجود كميات ضئيلة من العناصر الآتية: الأكسجين، والألمنيوم، والسليكون، والفسفور، والصوديوم، وأيونات المغنيسيوم، ويختلف تكوين القمر في الليل قليلاً عن تكوينه في النهار، بسبب التناقض الحاد بينهما، وبسبب أنه ضعيف للغاية، لذلك فهو لا يصلح للتنفس بسبب عدم توافر كميات من الأوكسجين اللازمة للكئنات الحية، ويضم مركبات قد تضر الرئتين عند الإنسان وتلحق ضرر كبير بالجهاز التنفسي، وبالتالي يصبح الإنسان عاجزاً عن القيام بأي شيئ في حال تعرض بشكل مباشر للغازات الموجودة على سطح القمر.
يحمي الغلاف الجوي للأرض سطحها من تأثير بعض الأجسام، كما أنه يسبب تآكل هذه الحفر واختفائها مع مرور الوقت، أما بالنسبة للقمر فإن معظم الحفر والفوهات المكونة عليه ما زالت مرئية وحتى لو كانت صغيرة جداً بحجم بضعة سنتيمترات.
خصائص عامة حول سطح القمر
إنً التابع الوحيد لكوكب الأرض هو القمر الذي نراه معظم الليالي السماء، وهو يقطع مسافة تبلغ 385,000 كم أثناء دورانه حولها، ويستغرق مدة 27.3 يوماً لإكمال دورة واحدة حول كوكب الأرض.
يعتبر القمر جسماً صخرياً كروي الشكل، ويبلغ نصف قطره عند خط الاستواء نحو 1,738 كم.
يمر القمر بأربعة أطوار مختلفة خلال الشهر هي: التّربيع الأول (بالإنجليزيّة: First Quarter)، والقمر الكامل أو البدر (بالإنجليزيّة: Full Moon)، والتربيع الأخير (بالإنجليزيّة: Last quarter)، والقمر الجديد (بالإنجليزية: New moon).
تتراوح الكثافة المتوسطة للقمر نحو 3.34غ/ سم3 وهي تساوي تقريباً كثافة ستار كوكب الأرض، وتعادل جاذبية سطحه نحو سدس جاذبية كوكب الأرض بسبب صغر حجمه وكتلته، مما يعيق استقرار الإنسان أو الكائنات الحية على سطحه، فهم أشبه ما يكونون بحالة من السباحة.
يعكس القمر ضوء الشمس الساقط عليه من الشمس وباقي الكواكب، ولا ينتج ضوء خاص به أبداً على الرغم من مظهره اللامع والمشع في سماء الأرض ليلاً، فهو عاكس فقط للضوء.
لا يوجد طقس ثابت و مقبول يناسب الحياة على سطحه، حيث تتراوح درجات الحرارة عليه بين الحرارة الشديدة والبرودة القارصة، ويمكن أن تصل درجة الحرارة عندما تضرب أشعة الشمس سطحه إلى نحو 127 درجة مئوية، وعند زوالها تهبط درجة الحرارة بشكل حادٍ إلى نحو (153-) درجة مئوية، ولا يوجد جو معتدل على سطح القمر مثل سطح كوكب الأرض.
يقدر ميلان محور القمر نحو 1.5 درجة مقارنة بمقدار ميل محور الأرض الذي يبلغ 23.5 درجة؛ لذلك لا يمتلك القمر فصولاً مثل الأرض، كما أنّ بعض المناطق عليه تغرق دوماً بالظلام، بينما تشع أشعة الشمس على المناطق الأخرى بشكل دائم.
تبلغ كتلة القمر و مساحته نحو 0.0123 من حجم كتلة الأرض.
لا يعد القمر نشطاً جيولوجياً، فهو لا يحتوي على براكين ولا يوجد فيه هواء ولا أنهار ولا مياه، ولا وجود للصفائح التكتونية عليه.
يشير أحد جانبي القمر دائماً باتجاه كوكب الأرض وهو يُعرف باسم الوجه القريب للقمر (بالإنجليزية: near side)، أما الجانب الآخر غير المرئي من الأرض فيُطلق عليه اسم الوجه البعيد للقمر (بالإنجليزية: far side)، وهو لا يضم مناطق منخفضة.
عبد الحليم الحابون، من مواليد 1992 - حلب، درس اللغة الإنجليزية، وعمل كمدرس لغة إنجليزية، ولديه مهارة في كتابة القصص القصيرة و المقالات المتعلقة بالواقع الذي يعكس هموم الناس، و لديه مدونة خاصة لكتابة بعض المقالات، وعمل أيضاً في مجال التدريب بمجال المراقبة و إدارة البيانات والمحادثة باللغة الإنجليزية.
