موضوع تعبير عن الوطن

موضوع تعبير عن الوطن

إن مصطلح الوطن هو مفهوم واسع باتساع الحياة ذاتها؛ فلا يمكن حصره في عدة كلمات، ولكن وفقًا لما ذهبت إليه أكثر التعريفات، فالوطن هو المكان الذي يشملنا منذ ميلادنا ونشأتنا، فهو أرض رحبة نحيا عليها، ونموت وندفن فيها، فإذا ما سافر الإنسان لغير وطنه، اشتاق إليه، وإن عاد إليه، شعر بأن روحه رُدّت إليه. يعلم الإنسان قيمة وطنه عندما ينتمي إليه ويُخلص له، فيحافظ على خيراته، ويدافع عنه في حالتي السلم والحرب، فالوطن الذي يمنح الإنسان الاستقرار والخدمات الأساسية في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، جدير بأن يخدمه المواطن ويحرسه ويبذل كل ما في وسعه للرقي والنهوض به، فالوطن أكبر من حصره في أعمال بعينها، فهو مزيج بين الجوانب المعنوية والمادية، وربما لا يُدرك قيمة الوطن الحقيقية إلا من تغرب عن وطنه، وتجرّع مرارة البعد والاغتراب، فالإنسان بلا وطن، يعيش في غربة أبدية.

يتحدث هذا المقال عن الوطن، ويشمل:

  • توضيح مفهوم الوطن، وكافة التعريفات التي ذكرها العلماء للوطن.
  • تحديد واجبات وحقوق المواطنين تجاه وطنهم.
  • بيان أهمية الوطن.
  • الحديث عن واجبنا نحو الوطن سواء في حالة السلم أو الحرب.
  • تناول معنى الانتماء إلى الوطن.
  • ذكر طرق الدفاع عن الوطن وثماره.
  • تعيين المقصود بمفهوم المواطنة.

مفهوم الوطن

يُقصد بالوطن المكان الذي يُولد فيه الفرد أو يعيش فيه، ويتكوّن لديه ارتباط عاطفي تجاهه حيث يحسُّ بالانتماء إليه، ويُعد هذا المفهوم من المفاهيم الحديثة التي تبلورت بعد نهوض الشعوب في وجه الدول التي تحتلها، وكان أول من عبّر عن مفهوم الوطن هم الشعراء الذين هُجّروا من أوطانهم، بينما يُراد بالكلمة في المعجم كما عرّفها ابن منظور في لسان العرب: المنزل الذي يسكن فيه الإنسان. يُشتق من كلمة الوطن الفعل أوطن الذي يعني اتخذ المكان مسكنًا له واستقر فيه، بينما اسم المكان مَوْطِن، وهناك العديد من التعريفات الأخرى لكلمة الوطن؛ حيث عرّفها الزبيدي بالمنزل الذي يُعد محلًا لإقامة الإنسان، وتُجمع الكلمة على أوطان، ولا يقتصر استخدام الوطن على البشر فقط، بل تُستخدم الكلمة أيضًا لأماكن استقرار وعيش الحيوانات والطيور، فالكلمة عامة لكل كائن حي يستوطن الأرض، ولكن هذا لا يمنع أن الوطن الذي يعيش فيه الإنسان مختلفٌ من الناحية المعنوية عن كافة الأوطان الأخرى.

ذكر الإمام عبد القاهر الجرجاني في تعريفه للوطن من الناحية الاصطلاحية بأن مكان شهد مولد الإنسان ونشأته، ويظهر من هذا التعريف مدى التقارب بين المفهوم الاصطلاحي واللغوي للكلمة، أما من الناحية الواقعية والقانونية، فالوطن في الوقت الحالي يُراد به البلد الذي يسكنه الفرد، ويتعلق به بحيث ينتمي إليه، ويحصل من خلاله على الجنسية، ويُفهَم من ذلك أن مفهوم الوطن تطور، فقد بدأ من المنزل، ثم انتقل إلى الحي، وبعدها توسّع ليشمل المدينة بل والرقعة الأرضية الكبيرة المحدودة ببعض الحدود الجغرافية المرسومة على الخريطة.

إعلان السوق المفتوح

يُسمّى الشخص الذي يعيش في الوطن باسم “المُواطِن”، ويرتبط بالوطن من خلال مفهوم الوطنية التي هي تعبير عن حب الوطن، والدفاع والمكافحة لأجله لدرجة تضحية المواطنين بأرواحهم فداءً للوطن وإخلاصًا له، مقابل ما يتمتع به المواطن من إحساس بالأمن والاستقرار في الوطن، فضلًا عن توفر الاحتياجات الأساسية التي يحتاجها. عادةً ما ينتقل هذا الحب للوطن بالوراثة عبر الأجيال، ويهدف إلى المحافظة على الأرض، وليس هناك أدل على ذلك من الشعوب التي أفنت عمرها في سبيل أمان الوطن، حيث يُعتبر الوطن بمنزلة الجوهرة الغالية التي تتعلق بها أرواح المواطنين.

لا ريب أن مفهوم الوطن يعني الكثير والكثير، وقد تتعدد الترجمات والتعريفات لهذه الكلمة بحسب فهم كل فرد لمعنى الوطن، فضلًا عن اختلاف الكلمة بحسب العصر، فلم يكن هناك مفهوم لكلمة الوطن في الحضارات القديمة، بل كان الانتماء يقتصر فقط على المنطقة التي يعيشون فيها، كما لم يرد ذكر لكلمة الوطن في أشعار الشعراء الجاهليين، ويُفسَّر ذلك بكثرة ترحالهم من مكان لآخر، ولكن كان ظهور كلمة الوطن على لسان الشعراء العباسيين مثل ابن الرومي الذي عرّفه بأن مكان المنشأ، والصبا، والشبيبة فقال:

وطنٌ صحِبْتُ به الشبيبة والصبا ** ولَبِسْتُ ثوبَ العيشِ وهو جديدُ

كما قال أيضًا:

 إذا ذَكَـروا أوطانَهُم ذكـَّرَتْهمُ ** عُهودَ الصِّـبا فيها فحنّوا لذلكا

واجبات وحقوق المواطنين

تُعطي كل دولة من الدول مجموعة من الحقوق الأساسية للمواطنين، كما يلتزم المواطنون بأداء العديد من الواجبات للوطن الذي يعيشون فيه، فالعلاقة بين الوطن والمواطنين هي علاقة تكاملية؛ لذلك يجب على المواطن أن يتعرف على ما له من حقوق، ويتمتع به؛ فليس لأحد أن يحرمه من حقوقه التي يكفلها له القانون، كما يجب عليه أيضًا أن يعلم جميع الواجبات التي يفرضها عليه الوطن، ويلتزم بأدائها.

اقرأ أيضاً:  أكثر وظيفة بارت تايم في الكويت طلباً

واجبات المواطن اتجاه الوطن

عرّف علماء القانون الواجبات بأنها التزامات قد تكون قانونية أو أخلاقية، والواجبات هي اللفظة المقابلة للحقوق التي يتمتع بها المواطن، وتتمثل واجبات المواطن تجاه وطنه في:

  • الإخلاص للوطن الذي يعيش فيه والوفاء له مع عدم العداء مع المواطنين الذين يعيشون في الدولة مهما كان بينه وبينهم من اتفاق أو اختلاف وذلك وفقًا لما يجمعهم من مواطنة مشتركة، وما قد يُهددهم من خطر، وبما يجعل من الوطن مكان يشمل جميع المواطنين.
  • تقديم الخدمة للمجتمع الذي يعيش فيه وذلك من خلال مشاركة المواطن في العديد من المبادرات مثل النظافة والإعمار والإنماء فضلًا عن التكافل الاجتماعي.
  • الحفاظ على استقرار الوطن، وعدم التعرض بالأذى لأيٍ من المواطنين وذلك بصيانة دمائهم، وأعراضهم، وأموالهم، مع الاستعداد التام لتقديم التضحيات بالنفس والمال في سبيل حماية الوطن ضد الأعداء.
  • احترام القوانين التي تحكم الدولة وذلك بعدم مخالفتها مع الدعوة إلى تطبيق تلك القوانين ومواجهة جميع المخالفين لها؛ الأمر الذي يؤدي إلى حفظ الدولة والمجتمع بأكمله من الفوضى.
  • أداء الخدمات التي يحتاجها الوطن مثل الخدمة العسكرية.
  • عدم التهرب من الالتزامات مثل الضرائب والرسوم التي تفرضها الدولة مقابل الخدمات الأساسية التي تقدمها للمواطنين.
  • تقديم المواطن كل ما في استطاعته من علم ومعرفة وخبرة في سبيل بناء ورفعة الأوطان.
  • الاشتراك في القضايا المجتمعية والدفاع عنها مع الاهتمام بمعرفة ما يدور في الوطن من قضايا وأحداث مؤثرة.
  • صيانة جميع الممتلكات والمرافق وعدم تدميرها.
  • حماية الحريات والحفاظ عليها.
  • المشاركة في الانتخابات سواء المجالس المحلية أو البرلمانية أو الرئاسية والتصويت لمن يراه المواطن جديرًا وحريصًا على مصلحة الوطن.
  • التقدم بالنصائح والشكاوى للمسؤولين بما ينفع الصالح العام.

حقوق المواطن من الوطن

تتنوع الحقوق التي يتمتع بها المواطن داخل الوطن، وتختلف هذه الحقوق من دولة لأخرى، وذلك حسب طبيعة القوانين داخل كل دولة، ولكن هناك مجموعة من الحقوق الرئيسية التي يجب أن يحظى بها المواطن في أي دولة أيًا كان عرقه أو لونه أو لغته، وهذه الحقوق هي:

  • الحقوق المدنية والسياسية: يُسمّى هذا النوع باسم الجيل الأول من الحقوق، وعند النظر إلى هذه الحقوق سنجد أنها مرتبطة تمامًا بالحرية على اختلاف أشكالها، وتتخلص هذه الحقوق فيما يأتي:
    • حق المواطن في الحياة الآمنة والاستقرار داخل الدولة بحيث لا يُهدد حياته أي أخطار، ولا يتعرض إلى أي نوع من أنواع التعذيب أو القهر أو الاستغلال.
    • حق المواطن في أن يُشارك في الحياة السياسية بحيث يُعبر عن رأيه وما يدور في فكره دونما مانع يحرمه من ذلك مع أحقية المواطن في الاشتراك في الجمعيات والأحزاب.
    • حق المواطن في امتلاك الأراضي والعقارات والأموال، كما يملك أحقية الانتقال من مكان لآخر داخل حدود الدولة.
    • حق المواطن في عدم تدخل أي أحد في خصوصياته أو ما يتعلق بأسرته أو مراسلاته الشخصية فضلًا عن عدم تعرضه للاعتقال أو التوقيف التعسفي.
  • الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: يُعد هذا النوع هو الجيل الثاني من الحقوق، وهو مرتبط بالأمن على اختلاف جوانبه، ويتمثل في:
    • حق المواطن في العمل، فلكل مواطن في الدولة الحق في أن يشتغل بالمهنة التي يُفضلها أو يجد نفسه مناسبًا لها وذلك وفقًا لاختياره الخاص، وعلى الدولة أن توفّر له ذلك وفقًا لأنظمة الضمان الاجتماعية.
    • حق المواطن في السكن، فيجب أن يكون لدى كل مواطن الحق في اختيار السكن المناسب له داخل أي مكان بالدولة دون أن يمنع أحد من ذلك ما دام حصل المواطن على عقد هذا السكن سواء بالتمليك أو بالإيجار.
    • حق المواطن في التعليم، فيحق لكل مواطن داخل الدولة أن يحصل على التعليم بمستوياته المختلفة بدايةً من التعليم الابتدائي وحتى مراحل الدراسات العليا، وعلى الدولة أن تؤسّس المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة.
    • حق المواطن في الحصول على الرعاية الصحية، فلكل مواطن الحق في أن يحصل على العلاج بالمستشفيات الحكومية أو بالمؤسسات الصحية، كما يحق له أيضًا الحصول على التأمين الصحي، ويجب أن يحظى المواطنون في الأرياف على احتياجات الخدمات الصحية بنفس المستوى الذي يُقدّم للمواطنين في الحضر.
    • حق المواطن في اللجوء للقضاء، حيث يجب أن يحظى كل مواطن بمحاكم عادلة وحماية يُوفّرها له القانون لصيانة حقوقه من الضياع.
  • الحقوق البيئية والثقافية والتنموية: يُطلق على هذا النوع الجيل الثالث من الحقوق، ويتعلق هذا النوع بجانب العيش، ويشتمل على:
    • حق المواطن في العيش داخل بيئة غير ملوثة.
    • حق المواطن في العيش داخل أجواء آمنة بحيث لا يعيش تحت ظروف مزعزعة.
    • حق المواطن في العيش ضمن مجتمع يتسم بالتضامن الاجتماعي.
    • حق المواطن في اعتناق الأديان وأداء عباداته الخاصة دونما تعرّض لأي تضييق.
    • حق المواطن في ممارسة الأعمال التنموية سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي.
اقرأ أيضاً:  وظائف الخطوط الجوية الكويتية

اهمية الوطن

يُعتبر الوطن بمثابة ذاكرة الإنسان، ففيه عاش الأجداد والآباء والأبناء، وتتجلى أهمية الوطن للمواطن فيما يلي:

  • يُمثل الوطن أهمية كبيرة وذلك لأنه يمنح المواطن شعورًا بالاطمئنان، فهو يعيش على أرض تحفظ له كرامته، وتُقدم له جميع الحقوق دون نقصان أو مِنّة؛ وبالتالي لا يتردد المواطنون في الدفاع عن أرض وطنهم حيث أنها مصدر الأمان لهم.
  • تُعد أرض الوطن بمثابة المكان الذي يتخذه المواطن محلًا للاستقرار ومنبعًا يوُفّر له كافة متطلباته الضرورية وذلك مثل الأكل والشراب والملبس والمأوى.
  • يُؤثّر الوطن في شخصية المواطنين، ويظهر ذلك من خلال العادات والتقاليد فضلًا عن المعتقدات التي تشيع بين أبناء الوطن الواحد، وتختلف تلك العادات والتقاليد من وطن لآخر.
  • يسكن المواطنون البقعة الجغرافية المُسماة بالوطن على مدة قرون عديدة، ويتفاعل هؤلاء المواطنون مع بعضهم البعض من أجل تحقيق مصالح الوطن، فالإنسان لا يمكنه أن يعيش دون وطن، فالوطن يقدّم للمواطنين مختلف الحقوق، والمواطنين يتفاعلون مع بعضهم البعض للدفاع عنه والارتقاء به.

واجبنا نحو الوطن

إن واجبنا كمواطنين أن نسعى لما فيه الخير لوطننا وذلك من خلال معرفة قوانين الدولة والمتابعة الدائمة للدستور وتطبيقها مع احترام الحقوق التي ينص عليها القانون، ويتسنى ذلك بالمشاركة الفعالة في تعزيز ونشر جميع المبادئ والمفاهيم والقيم التي جاءت في قوانين ودستور الدولة، مع ضرورة دعم الدولة ومساندتها فيما تواجهه سواء في حالات السلم أو الحرب، ويجب على المواطنين أيضًا أن يدعموا العملية التعليمية وتثقيف الأبناء مع الحفاظ على المساواة بين المواطنين دون تفريق بينهم فضلًا عن ضرورة الالتزام وأداء الأعمال وفقًا لقدرة كل مواطن من حيث الجانب البدني أو الفكري مع منع انتشار الفساد وإدانة جميع أشكاله.

واجبنا نحو الوطن فى السلم والحرب

يتمثل واجبنا نحو الوطن في السلم والحرب فيما يأتي:

  • الزود عن الوطن بكافة السبل سواء كانت عن طريق بذل النفس أو المال أو اقتصار هذا الدفاع على الكلمة فقط.
  • الحفاظ على الوطن وسلامته من أيدي الأعداء وجميع الطامعين في ثرواته.
  • الوفاء للوطن وعدم خيانته أو التآمر مع المعادين له.
  • عدم العبث بمقدرات الوطن.
  • بذل الجهد في الحياة التعليمية أو العملية من أجل تطور وتقدم الوطن.
  • رفع اسم الوطن عاليًا ويتحقق ذلك بالإنجاز في كافة المجالات الحياتية الإيجابية سواء في العلم أو الأدب أو الفن أو الثقافة أو الرياضة.
  • الحرص على أمان الوطن واستقراره والحفاظ على هيبته أمام غيره من الأوطان وعدم السماح لأي حد بالإساءة للوطن.
  • الانتماء للوطن بصدق ومحبة مواطنيه وذلك من خلال تقديم المساعدة والتكافل الاجتماعي مع أبناء هذا الوطن.
  • صيانة المال العام والثروات الطبيعية والآثار والغابات والبحار والأشجار مع عدم تلويث البيئة.
  • الالتزام بتطبيق القوانين والأنظمة الحاكمة وإطاعة القادة وعدم إثارة الفتن التي من شأنها أن تزعزع أمان الوطن.
  • حماية حدود الوطن في العسر واليسر وعدم نصرة أي كيان خارجي على الوطن مهما كان هذا الكيان.

الانتماء إلى الوطن

يُعرّف الانتماء بأنه حالة شعورية إيجابية تجعل الشخص مندمجًا داخل مجموعة، بينما يُقصد بالانتماء إلى الوطن تلك الحالة التي تنتاب المواطنين وتجعلهم يشعرون بالانضمام إلى وطنهم؛ فتتكوّن لديهم علاقة إيجابية تربطهم بهذا الوطن، ويصلون إلى أعلى درجات الولاء له. 

لتحديد درجة انتماء المواطن لوطنه، يجب أولًا أن يكون لديه هذا الإحساس الإيجابي تجاه وطنه، ثم يُترجم هذا الإحساس على أرض الواقع بالاستعداد النفسي لجميع السلوكيات التي تخلق منه شخصًا منتميًا وفيًا لوطنه يدافع عنه بضراوة ضد الأعداء.

تتعدد أشكال الانتماء للوطن، فمن ذلك حرص المواطن على الحفاظ على الشوارع نظيفة مع عدم إهداره للممتلكات العامة فضلًا عن المشاركة في جميع الأعمال الخيرية التي تُحقق المصلحة للمواطنين، مع الالتزام الكامل بالقواعد السلوكية والقانونية الحاكمة للوطن الذي يعيش فيه، واختيار الأسلوب الراقي في معالجة المشاكل والنزاعات التي يقع فيها الأفراد والمجموعات، واحترام العادات والتقاليد والأعراف، والانضباط في الحياة العملية، إضافةً إلى الالتزام بالرموز الوطنية مثل تقدير النشيد الوطني والعلم، فيكون لدى المواطن اعتزاز بوطنه، واسمه، ورموزه سواء كان داخله أو خارجه.

ينتفي الانتماء للوطن داخل المواطن إذا ما ارتكب كل ما يتناقض مع ذلك، وتمرّد على النظام الحاكم أو المجتمع الذي يعيش فيه، ولجأ إلى أعمال العنف والإرهاب أو أشعل فتيل الفتن سواء على المستوى الطائفي أو الحزبي، كما يشمل اللا انتماء أيضًا سرقة الأراضي سواء كانت مملوكة للدولة أو لغيره من المواطنين، وتستره على المجرمين أو خيانته لوطنه من خلال تعاونه من الأعداء.

اقرأ أيضاً:  تعريف قانون نيوتن الثاني

عندما يتحقق الشعور بالانتماء داخل نفوس المواطنين، ينجم عن ذلك انتشار قيم التسامح والترابط بين الأفراد؛ الأمر الذي يؤثر على نهضة المجتمع ورقيه؛ ولذلك يجب على الأسر، والمدارس أن تبذل أقصى ما في وسعها من أجل تعزيز هذه القيمة العظيمة عبر ذكر أمثلة من التاريخ الإنساني والديني يجعل المواطنين حريصين على الاقتداء بالرموز الوطنية في انتمائهم لوطنهم، كما يمكن الاسترشاد بما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ما يُظهر قدسية الوطن وأهمية الانتماء إليه، إضافةً إلى تربية الأطفال تربيةً وطنية سليمة بمشاركتهم في الفعاليات الوطنية، وتدعيم الثقافة الوطنية في الجيل الناشئ، مع التحقق من أن الثقافة الأجنبية لا تغزو تفكير الأبناء وتزعزع حبهم وانتمائهم لوطنهم؛ لذلك يجب الحرص على المتابعة المستمرة لما يتفاعل معه الأبناء سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو الوسائط التعليمية المختلفة.

الدفاع عن الوطن

يجب على المواطنين أن يدركوا أن الدفاع عن الوطن لا يقتصر على الحديث في الوسائط الإعلامية يوميًا، فهناك من يجاهرون بحبهم لأوطانهم كل لحظة، ومع أول فرصة سانحة أمامهم للإضرار بالمواطنين وخيانة الوطن لا يتركونها؛ ولذلك تجدر الإشارة إلى أن الدفاع عن الوطن يكون بالوعي الذي يتحلى به المواطنون من خلال الإيمان بأن المصلحة الوطنية يجب أن تكون مُقدمة على جميع المصالح الشخصية، وذلك لتعدد المصالح الشخصية وتنوعها، فقد تكون لأسباب سياسية أو اقتصادية أو حزبية، وهي لا ترقى لأن تكون مصلحة عامة تشمل جميع أبناء الوطن.

يبدأ النوع الثاني من الدفاع عن الوطن بالمحبة التي تُؤطّر علاقة أبناء الوطن الواحد ببعض، حيث يُساهم هذا الأمر في تجاوز جميع العقبات والصعوبات التي يمرون بها معًا؛ الأمر الذي يدمّر جميع الخطط والمكائد التي يدبرها الأعداء من أجل شرذمة أبناء الوطن وتقسيمهم إلى طوائف متعددة مختلفة ومتأهّبة لقتال بعضها بعضًا.

من أبرز الطرق أيضًا للدفاع عن الوطن هي المجاهدة ضد الأعداء الذين يهاجمون حدود الوطن، ومن هنا نفهم أنه لا يحق لأي شخص أني يعتدي على غيره أو يهاجم وطنًا آخر، وذلك لأن الأصل في الإسلام هو السلم، بينما تُعتبر الحرب حالة شاذة؛ لا يلجأ إليها الشخص إلا في حالة الدفاع عن وطنه، فقد كثرت الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على ضرورة الرباط في الثغور، وتتمثل أهمية الدفاع عن الوطن في الإسلام فيما يأتي:

  • الفلاح في الدنيا والآخرة حيث يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(آل عمران: 200)، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (رِباطُ يَومٍ ولَيْلَةٍ خَيْرٌ مِن صِيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ، وإنْ ماتَ جَرَى عليه عَمَلُهُ الذي كانَ يَعْمَلُهُ، وأُجْرِيَ عليه رِزْقُهُ، وأَمِنَ الفَتّانَ)(الراوي: سلمان الفارسي | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 1913 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح])
  • تحريم النار عن المدافع عن وطنه إذا كان هذا الدفاع في سبيل الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ في سَبيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ علَى النَّارِ)(الراوي: أبو عبس عبدالرحمن بن جبر | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 907 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]).
  • نيل الشهادة في سبيل الله تعالى إذا بذل الإنسان روحه في الدفاع عن وطنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قُتِلَ دونَ مالِهِ فَهوَ شَهيدٌ ومن قتلَ دونَ دينِهِ فَهوَ شَهيدٌ ومن قتلَ دونَ دمِهِ فَهوَ شَهيدٌ ومن قتلَ دونَ أَهلِهِ فَهوَ شَهيدٌ)(الراوي: سعيد بن زيد | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم: 1421 | خلاصة حكم المحدث: صحيح).

مفهوم المواطنة

هناك اختلاف بين مفهوم المواطنة من دولة لأخرى، ويعود السبب في هذا الاختلاف إلى العامل التاريخي والثقافي والإيديولوجي، ولكن أغلب الناس يُصنّفون كمواطنين في الأوطان التي يعيشون فيها وينتمون إليها بالجنسية، وتُقدّم المواطنة العديد من الامتيازات للمواطنين مثل حماية المصالح وتوفير الحقوق الأساسية، كما تفرض عليهم العديد من الالتزامات، ومن الممكن إطلاق مصطلح المواطن على كل فرد يقيم ضمن حدود إحدى الدول، ويتمتع بامتيازات الأفراد داخل هذه الدولة سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية، وقد كان للفيلسوف اليوناني أرسطو وجهة نظر فيما يخص المواطن حيث عرّفه بأنه الشخص الذي يستطيع أن يشارك في الإدارة القضائية أو التداولية داخل حدود الدولة التي يُقيم فيها.

تكثر أسباب الحصول على جنسية الدولة التي يعيش فيها المواطن، ومن أبرز هذه الأسباب الولادة داخل حدود الدولة، أو النسب بحيث يكون الوالد مواطنًا يحمل جنسية الدولة، أو الزواج من مواطن من مواطني الدولة، أو التجنيس وفقًا للقوانين التي تحكم الدولة.

مقالات مشابهة

دليلك الشامل حول المصفوفات

دليلك الشامل حول المصفوفات

مهن وتخصصات الحاسب

مهن وتخصصات الحاسب

الكتابة الوظيفية

الكتابة الوظيفية

أسس وعناصر التصميم

أسس وعناصر التصميم

أقرب كوكب إلى الأرض

أقرب كوكب إلى الأرض

الذاكرة والنسيان في علم النفس

الذاكرة والنسيان في علم النفس

خطوات البحث العلمي في الخدمة الاجتماعية

خطوات البحث العلمي في الخدمة الاجتماعية