دليل شامل عن أهمية الصلاة وفضلها ومكانتها

دليل شامل عن أهمية الصلاة وفضلها ومكانتها

إن الصلاة هي فرض من رب العالمين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، ويتم وصفها بعماد الدين، من حافظ عليها تكن له نجاة يوم القيامة، ومن لم يفعل ذلك سيعذبه الله بها يوم القيامة، وهي واحدة من أعظم الفرائض بعد الشهادتين، ولقد تعددت الأدلة لذلك؛ فقال تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، وقوله أيضًا: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]، كما أنها في منزلة عظمى في الإسلام لا تصل لمنزلتها أي من العبادات الأخرى، وهي باب الفلاح المؤمن، فإذا ضيعها فكأنه ضيع الدين كله، فلا يقوم الدين إلا بها، ويمحو الله بها الخطايا، كما أنها أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، وقد عظَّم الإسلامُ شأنَ الصلاة، أعلى مكانتها، ورفع ذِكرَها، فجعلت أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: {بُني الإسلامُ على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا} [الألباني | خلاصة حكم المحدث صحيح]، وهي التي تفرق بين المسلم والكافر؛ قال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [التوبة: 11]، وهي أول ما يُسأل عنه الإنسان يوم القيامة، فعن عبد الله بن قرط -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: {أول ما يُحاسَب به العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ، فإنْ صلحتْ، صلح سائرُ عمله، وإن فسَدَتْ، فَسَدَ سائِرُ عمله} [الألباني | خلاصة حكم المحدث صحيح لغيره]، وعن جابر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: {بيْن الرجلِ وبيْن الشِّرْكِ والكفرِ تَرْكُ الصلاةِ} [البيهقي | خلاصة حكم المحدث له متابعة]، وكانت الصلاة آخر وصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يُعالِج سكراتِ الموت، فقال: “الصلاةَ الصلاةَ، وما ملكتْ أيمانُكم”.

يتحدث هذا المقال عن أهمية الصلاة وفضلها ومكانتها، ويشتمل على:

  • نبذة عن الصلاة.
  • أهمية الصلاة.
  • فضل الصلاة.
  • مكانة الصلاة.

أهمية الصلاة

إن الصلاة ذات أهمية كبرى لدى المؤمنين، فهي حاجز بين الإنسان والمعاصي؛ قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45]، وهي طريق وصول المؤمن إلى ربه، وعنوانه، ولا يحافظ على الصلاة إلا المؤمن التقي، والذي يتهاون بها منافق، أو متكاسل فاسق، والعلماء اختلفوا في حكم تاركها، ولكن أجمعوا أنّ من تركها جحود فقد كفر بما أنزل على محمد، وأنه لا ضمان له في حسن الخاتمة، وأن من تهاون بها إهمالاً وكسلًا فقد فسق، وعرّض نفسه للخسران المبين، إلا إذا تاب وندم على ما فاته، والدليل على أهميتها أن الله-عز وجل- لم يسقطها عن مريض، بل رخّص له بالصلاة حسب حاله، وليس هذا فحسب بل إنن لم يُعْفَ منها المجاهد في الحرب إذا كان أمام العدو، فقال الله تعالى: {إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا} [النساء: 103]، وقد كان قبلها فصّلت أحوال الصلاة أثناء ملاقاة العدو لأهميتها؛ لأنه بها ينصر المسلم أثناء الحرب، ويخفف عنه الكرب بنورها، ويوفّق بسببها إن كان في السلْم؛ فهي قرينة الصبر في طلب الاستعانة، فقال الله تعالى: {وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ}، ومن أجل ذلك تعد أول ما يُسألُ عنها الإنسان في قبره، والذي يحافظ عليها يجني من الثمرات والفوائد ما لا يمكن حصره، والمعلوم أن الصلاة عماد الدين، والذي يدل على ذلك قول سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه معاذ بن جبل -رضي الله عنه- حينما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده، وذروة سنامه؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد} [الترمذي | خلاصة حكم المحدث حسن صحيح].

اقرأ أيضاً:  شرح مناسك الحج للأطفال

إن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين؛ مما يدل على أن من حافظ عليها؛ يكون دليل على صحة وسلامه عقيدته، وكذلك صدق ما بالقلب، ولقد قال الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحجِّ البيت لمن استطاع إليه سبيلًا”، كما أن لها مكانة مختلفة وخاصة عن سائر العبادات، والدليل على ذلك مكان فرضيتها، حيث لم ينزل بها ملك للأرض، بل من الله على رسولنا الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يعرج به إلى السماء العلا، ثم خاطبه بشكل مباشر عن فرضية الصلاة، وجميعنا نعلم أنها في بادئ الأمر كانت خمسين صلاة، ولكن خففت حتى أصبحت خمس فروض فقط بأجر الخمسين، حيث روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: وَفِي حَدِيثِ بَكْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: أرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟ ، قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قَالَ: فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا”، وهي أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: “إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ” [السفاريني الحنبلي | خلاصة حكم المحدث صحيح].

إعلان السوق المفتوح

إن الصلاة باب الفلاح، وإذا ضيعها فكأنه ضيع الدين كله، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة”؛ لذلك يجب على كل مسلم ومسلمة أن يحرصوا على أداء الصلوات في أوقاتهم، وألا يتكاسلون عن أدائها، أو يسهون عنها، فلقد قال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّيْنَ (4) الذِيْنَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِم سَاهُون} [الماعون: 4: 5]، كما توعدَّ سبحانه وتعالى للذي يضيَّع صلاته بقوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِم خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ واتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيَّاً} [مريم: 59].

فضل الصلاة

إن الصلاة تأمر باتباع الطاعات، والأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر والفحشاء والبغي، وتعين الإنسان على أن يصبر عند المصائب والشدائد، كما تحمي العبد من الفزع والهلع؛ لأنها تعلق قلبه بالله -عز وجل- وبالآخرة، وتكفر الذنوب والخطايا؛ ففي الحديث الشريف عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال “الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغش الكبَائِرُ” [ابن حبان | خلاصة حكم المحدث أخرجه في صحيحه]، وقد روى مسلم في صحيحه من حديث عُثْمَانَ ـرضي الله عنه- أنه دَعَا بِطَهُورٍ فَقَالَ: “سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ” والصلاة تفتح للإنسان أبواب رزق لا تعد ولا تحصى وتوسع له الخيرات، وتكفِّر الخطايا والذنوب، فالعبد دائمًا ما يحتاج إلى ما يكفر  خطاياه، فتأتي الصلاة لتغسله من الذنوب، وتقربه للجنه، وتثقل من حسناته، وتبعده عن النار، وتنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، وتدعو للاتباع الطاعات، والأمر بالمعروف، و نيل رضا الله -عز وجل- ومغفرته.

اقرأ أيضاً:  سورة الشرح وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

إن الصلاة نور يقذفه الله -عز وجل- في قلب العبد؛ لينير له طريق الفلاح الخير، ويؤخذ بيديه من خلالها للطريق المستقيم، وتحميه المسلم من الهلع والفزع، وتعينه على الصبر على المصائب والشدائد والمصائب، وذلك لأنه تعلق قلب الإنسان بالآخرة وبالله تعالى؛ مما يقوى قلبه على التحمل، تفتح له أبواب الرزق، وتوسِّع له في الخيرات أكثر مما كان يتخيل، وقد قال الله تعالي في فضل الصلاة {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} المؤمنون: 1:2]، كما قال: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: 9:10]، وهي كَفَّارةٌ للذنوب والخطايا، قال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: {أرأيتُم لو أن نهرًا بباب أحدِكم يغتسلُ منه كلَّ يوم خمسَ مرات، هل يبقى مِن درنه شيءٌ؟ قالوا: لا يبقى مِن درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلواتِ الخمس، يَمْحُو اللهُ بهن الخطايا} [مسلم | خلاصة حكم المحدث صحيح]، وهي نور للعبد، فعن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الطهور شطرُ الإيمان، والحمد لله تملأ الميزانَ، وسبحان الله والحمد لله تملآن -أو تملأ- ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآنُ حُجَّة لك أو عليك، كلُّ الناس يغدو فبائعٌ نفسَه، فمعتِقُها أو مُوبقُه” [مسلم | خلاصة حكم المحدث صحيح]، وأن المسلم يبلغ بالصلاة والزكاة والصيامِ مقامَ الصدِّيقين والشهداء؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- كان رجلانِ من بني قضاعة أسلما مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستُشهِد أحدُهما، وأُخِّر الآخرُ سَنةً، قال طلحة بن عبيد الله: فأُريتُ الجَنَّةَ، فرأيتُ فيها المؤخَّرَ منهما أُدْخِلَ قبْل الشهيد، فعجبتُ لذلك، فأصبحتُ فذَكرتُ ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- أو ذُكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أليس قد صام بَعده رمضان، وصلى سِتَّةَ آلافِ ركعةٍ، أو كذا وكذا ركعةً صلاةَ السَّنَة؟ والمعلوم الصلاة يجب أن تُؤَدَّى في أوقاتها المحدَّدة شرعًا؛ قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103] وقال البخاري أي: موقتًا وقته عليهم.

 لا ننسَ أن أداء الصلاة في وقتها مِن أحبِّ الأعمالِ إلى الله -عز وجل- فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ العملِ أحبُّ إلى الله؟ قال: الصلاةُ على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: ثم بِرُّ الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهادُ في سبيلِ الله” فإن أفضلُ الأعمال بعد الشهادتين هي الصلاة، وذلك يُعِدُّ كرامةً وضيافة في الجنّة لمن يمشي إلى الصلاة، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- “مَن غَدَا إلى المَسْجِدِ ورَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ له نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ”، وأنَّ الملائكة تُصلّي على الإنسان ما دام في مُصلّاه: لذلك ينبغي على كل مسلم البعد عن مغريات ومظاهر الدنيا، الاعتزاز بالله -تعالى- واللجوء إليه فقط؛ فهي نورٌ لِصاحبها في الدارين: الدنيا والآخرة، وتحقيق للطمأنينة الروحية، والراحة النفسيّة، والبُعد عن الغفلة، ويعد أجرها عظيم، حيث يكتب للعبد مُنذُ خُروجهِ من بيته حتى يرجعَ إليه، وفضل الصلاة أنها تعلم المسلم النِظام في جميعِ شُؤونِ حياته، وتنهيه عن فعل الفحشاء والمنكر، وتَضبطُ سلوكه وأخلاقَه، قال تعالى {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ}، كما أنها ترفعُ درجات المؤمن في الجنّة، وتَحُطُ الخطايا والسّيئات، وتكونُ سبباً لِدخولِ صاحبها الجنّة، وقد قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- “مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً”، وهي سبب من أسباب تَنزُل الرحمةِ، والتمكينِ في الأرض، لِقولهِ تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}، وإن صلاحُها يؤدّي إلى صلاح سائر الأعمال، وهي مِنَ الأعمال الصالحة التي تَتبع صاحبَها إلى القبر، وتبقى مُؤنسةً له، قال تعالى: {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ}، وتُحَقِقُ الصلاة الأثر الكبير في تهذيبِ السُلوك عن طريق: النهي عن المنكر، والأمر بالمعروف، وإعانة المؤمن على الصبر في أوقاتِ الشِّدّة، لِقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، ونيل النّور يومَ القيامة، لِقول الله تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ}، وهي التجارةُ الرابحة الواردةُ في قولهِ تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ}.

اقرأ أيضاً:  من علامات حضور ملك الموت

مكانة الصلاة

إن الصلاة  هي الركن الثاني من أركان الإسلام، ففي الحديث الشريف قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- {بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وصومِ رمضانَ، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا}، وهي أول ما سيحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، ففي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ ، فإِنْ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ، وإِنْ فسَدَتْ، فَسَدَ سائرُ عملِهِ”، وهي آخر ما وصى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المؤمنين وهو في سكرات الموت، فروي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “كان آخر ُكلامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: الصلاةَ الصلاةَ! اتقوا اللهَ فيما ملكت أيمانُكم”، كما أنها أحب الأعمال إلى الله -عز وجل- الصلاة في أوقاتها فقد سأل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- النبي مح -عليه الصّلاة والسّلام- عن أحب الأعمال إلى الله، فقال: الصلاة على وقتها، وتعد الصلاة ركنٌ ركين من أركان الإسلام، وهي التي تفرق بين المسلم والكافر، فلقد قال الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- “بين الرجلِ وبين الشركِ والكفرِ تركُ الصلاةِ”، وهي أول عبادة اكتملت في المدينة المنورة، والعبادة الأُولى التي فُرِضت في مكّة، وذلك إذا دل فإنما يدلُّ على مكانتها، وعِظمِ شأنِها في الإسلام.

تجب الصلاة على المُسلم في جميعِ الأحوال، سواءً كان مريضاً أو في صحة جيدة، أو كان مسافرًا أو حاضراً… إلخ، وجميعنا نعلم أن الصلاة كانت في بداية فرضيّتها خمسين صلاة، ثُمّ خُفّفت إلى خمسٍ بأجر خمسين، بالإضافة إلى أنها العِبادةُ الوحيدةُ التي فُرضت في السماءِ من غير وحيٍ، حينما كانت في ليلةِ الإسراءِ والمعراج، حيث فرضت مُباشرةً من الله تعالى لنبيّهِ مُحمد عليه الصلاة والسلام.

أثر الصلاة على الفرد والمجتمع

  • إن الصلاة تجعلُ العبدَ موصولًا بربه دائمًا، فهي الصلة بين العبد وربه.
  • هي التي تجعله يُغذِّي نفسَه بِطاعة الله وذِكره، وتبعده عن الآثام الخطايا.
  • إن الصلاة سببٌ أساسي لاستقامةِ، وصلاح الإنسان، وسلامة عقله وقلبه، وصلاحِ أخلاقه.
  • تجعل العبد يُفرد خالقه بالعبادة والتوحيد، كما أنّ في سجود العبد تمام الخضوع والتسليم لله عز وجل، وتوجّه الإنسان للقِبلة فيه رمزٌ لِوحدة المُسلمين.
  • تُزيلُ الصلاة البغضاء والحقد بين أفراد المُجتمع عن طريق تلاصقهم واصطفافِ بعضهم بِجانب بعض في الصلاة.
  • تَزيدُ الإنسان قوّة عن طريق التغيير الذي يَحدث بأدائِها في جماعة.
  • إن الصلاة تُظهر الوحدة بين أفراد المُجتمع كافة عن طريق: الاجتماع لأدائها، والالتزام بها.
  • تحفظُ الإنسان الذي يُحافظُ عليها بآدابها وبِخُشوعها وآدابها.
  • تُبعِدُ العبد عن الشرك، وتُكسِبه العِزّة والقوى والتواضع.

فيديو عن أهمية الصلاة وفضلها ومكانتها

مقالات مشابهة

ما حكم بر الوالدين

ما حكم بر الوالدين

هل الرعشة تبطل الصيام؟

هل الرعشة تبطل الصيام؟

سورة الرحمن وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة الرحمن وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

السحور في رمضان

السحور في رمضان

سورة البروج وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة البروج وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

دليل صلاة الفجر الشامل

دليل صلاة الفجر الشامل

هل يجوز صيام ثاني أيام عيد الفطر؟

هل يجوز صيام ثاني أيام عيد الفطر؟