يعتبر نهر دجلة أجد أهم الأنهار، وواحد من النهرين اللذين قامت عليهما حضارة وادي الرافدين، وتقع منابع نهر دجلة في روافد بجبال طوروس في تركيا، ويمر نهر دجلة في شمال شرق سوريا قبل أن يدخل العراق عند بلدة فيش خابور، ويصب في مياه الخليج بعد أن يلتقي مع الفرات في شط العرب.
يتحدث هذا المقال عن نهر دجلة ويتناول النقاط التالية:
نبذة عن نهر دجلة.
تسمية نهر دجلة.
أهمية نهر دجلة.
تاريخ نهر دجلة.
منبع نهر دجلة.
مسار نهر دجلة.
جغرافيا نهر دجلة.
روافد نهر دجلة.
نبذة عن نهر دجلة
نهر دجلة هو نهر ينبع من مرتفعات جنوب شرقي هضبة الأناضول في تركيا ليدخل بعد ذلك أراضي دولة العراق عند بلدة فيش خابور، ويصب في النهر مجموعة كبيرة من الروافد والأنهار المنتشرة في أراضي تركيا وإيران والعراق، وكان نهر دجلة يلتقي بنهر الفرات المعروف ايضاً عند القرنة بعد رحلته عبر أراضي العراق، ليكونا معاً شط العرب الذي يصب في الخليج العربي، ولكن تغير مجرى الفرات في الوقت الحاضر وأصبح يلتقي بنهر دجلة عند منطقة الكرمة القريبة من البصرة، ويبلغ طول مجرى النهر حوالي 1,718 كيلومتر.
تصب في نهر دجلة 5 روافد فيه بعد دخوله الأراضي العراقية وهي: روافد الخابور والزاب الكبير والزاب الصغير والعظيم وديالي، وهذه الروافد تجلب إلى النهر ثلثي مياهه، ويلتقي عند مدينة قرنة بالعراق مع نهر الفرات ليشكلا معًا شط العرب الذي يصب في الخليج العربي.
توجد أكثر أراضي دولة العراق خصوبة في المنطقة القريبة والواقعة بين نهري دجلة والفرات، ويوفر النهران المياه اللازمة للري والزراعة، ويعيش معظم سكان دولة العراق في هذه المنطقة، وتقع بغداد، أكبر مدن دولة العراق وعاصمتها، على نهر دجلة.
يتم تخزين المياه المستخدمة في توليد الطاقة الكهربائية في دولة العراق بالقوة المائية في السدود المقامة على طول النهر في العراق وأهمها سد الكوت، وتبحر القوارب الصغيرة في نهر دجلة، إلا أنّ الجزء الأكبر من النهر ضحل مما لا يتحمل إبحار السفن الكبرى.
من الجدير بالذكر أنّ منطقة دجلة والفرات كانت قديماً موقع إحدى حضارات العالم الأولى، والتي نشأت في حضارة سومر عام 3500 ق.م. تقريبًا، وازدهرت الحضارة الآشورية وغيرها من الحضارات القديمة في تلك المنطقة، وتوجد آثار العاصمة الآشورية أيضاً على نهر دجلة.
تسمية نهر دجلة
معنى دَجَل الشيءَ غَطَّاه، و اسم دِجْلة اسم نهر، من التغطية أي انها غَطَّت الأَرض بمائها حين فاضت، ويقال دِجْلة ودَجلة بفتح الدال وكسرها؛ ودُجَيل: تعني نهرٌ صغير متشعب من دِجْلة. الاسم السومري لدجلة هو “ادجنا”، والاسم السامي “ادجلان”، أما الاسم التوراتي فهو “حداقل”.
أهمية نهر دجلة
يعتبر نهر دجلة أحد أهم أنهار منطقة الهلال الخصيب، ولقد كان له دورٌ كبيرٌ في تزويد العديد من الأقاليم والمناطق بالمياه العذبة لقرونٍ طويلة، مثل مدن وأقاليم تركيا والشام والعراق، وهو ثاني أكبر أنهار غرب قارة آسيا، كما أنه محاط جغرافيًّا بأربع دول، وهي إيران والعراق وتركيا وسوريا، كذلك يشكل نظاماً نهرياً مع نهر الفرات يحيط منطقة بلاد الرافدين (ما بين النهرين) في منطقة التي تسمى الهلال الخصيب، وتكمن أهمية نهر دجلة بكونه مصدراً هاماً للتنقل والسفر وكذلك الري، وهو أحد الرموز التاريخية في الحضارات القديمة، لما كان له من دور حيويٍ في أيام القحط والجفاف آنذاك.
تاريخ نهر دجلة
تاريخياً تعتمد الحالة الاقتصادية لبلدان التي يمر فيها نهري دجلة والفرات بشكلٍ كبيرٍ على مياه الأنهار، وذلك بالإضافة لدور النفط في قيام اقتصاد العراق، ويعتبر أيضاً كل من نهرَي دجلة والفرات مسؤولًا بشكلٍ كبيرٍ عن كون العراق هي صاحبة أقدم وأول الحضارات البشرية المعروفة، كالحضارة البابلية والآشورية والسومرية.
منبع نهر دجلة
نهر دجلة هو نهر ينبع من تركيا وبالتحديد من مرتفعات جنوب شرق هضبة الأناضول، ينبع من المناطق الجبلية المطرية شرق تركيا، وهو يتكون من عدة منابع ببدايته، ويظهر جلياً عند التقاء رافدي الشرق والغرب في منطقة بوتان صو، ويتجه النهر في الجنوب الشرقي بمسافة تزيد عن 300 كم عبر قرى تركية.
يمر نهر دجلة في سوريا بطول 50 كم في مدينة القامشلي، وفي أراضي العراق يبدأ من بلدة فيش خابور، ويتغذى نهر دجلة من روافد كثيرة من أراض تركيا وإيران والعراق، ويلتقي نهر دجلة والفرات في منطقة القرنة جنوب العراق، وبعد رحلتهما عبر أراضي العراق يصبان في الخليج العربي، ويسمى نهر شط العرب، وبعد تغير مجرى النهرين أصبحا يلتقيان في منطقة قريبة من منطقة الرمة.
جغرافيا نهر دجلة
منسوب مياه النهر
ترتفع مناسيب مياه دجلة في شهر نيسان (أبريل) وأيار(مايو).
تنخفض في شهر أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر).
نظامه هذا يظهر اختلافاً نسبياً عما عليه الحال في مناسيب الفرات التي يرتفع منسوبها في نيسان (أبريل).
تبلغ ذروة النهر في أيار (مايو)، وينخفض أشد انخفاض في شهر أيلول وتشرين الأول.
المدن العراقية الواقعة على نهر دجلة: المدائن، بغداد، الموصل، بيج ،سامراء، بعقوبة، العمارة.
في سوريا يمر بمدينة المالية.
في تركيا يمر في جزيرة ابن عمر، بيسميل، حصن كيفا.
المناخ السائد في حوض نهر دجلة
يعتبر هذا النهر ذو بيئة قاسية مناخياً، ولكنه أيضاً أحد الأماكن ذات الإمكانية السكنية والإنتاجية، حيث أنه يملك مناخ شبه استوائي، فمتوسط درجات الحرارة في فصل الصيف تعتبر أعلى من 32 درجة مئوية، وأقل من 10 درجات مئوية في فصل الشتاء، بالإضافة إلى التقلبات النهارية الكبيرة.
يقل معدل هطول الأمطار في الأماكن المنخفضة من نهر دجلة، ولكنه يرتفع في الأماكن العالية عند المنبع النهر، وتعتبر الرياح الشتوية في منطقة نهر دجلة خفيفةً ومتقلّبةً على الأماكن المرتفعة من النهر، كما تأتي الأمطار في منطقة نهر دجلة ثلجيةً ويغطي الثلج الكثير من الأماكن لفتراتٍ طويلة تصل إلى نصف عام، ويكون متوسط درجات الحرارة تحت الصفر في المناطق الجبلية شتاء، مما يسبب وقف الأنشطة الزراعية وتعذر التواصل، ومع قدوم فصل الربيع، يذوب الجليد ويرتفع منسوب المياه.
كانت تغطي أشجار البلوط والسنديان والفستق وشجر المُران جبال وتلال نهر دجلة قديماً، أما حالياً فقد تكاثفت جهود البلدان المستضيفة للنهر، وخاصةً تركيا، في استكمال بقايا هذه الغابات المتناثرة عن طريق زراعة النباتات الجديدة. تنمو بعض النباتات خلال العام، ولكن يعتبر موسم نمو النباتات قصيراً في بعض المناطق، كما أنّ النباتات التي تنمو في الربيع تتأثر بشكل كبير بمناخ المنطقة وتموت في شهرَي أيّار وحزيران.
الحيوانات حول نهر دجلة
تضم السهول الرسوبية الموجودة في المنطقة مجموعةً كبيرة من الخنازير البرية التي تعيش في المزارع والمراعي الموجودة هناك، وبالأخص في بساتين الكافور (الأوكالبتوس) المزروعة حديثًا، أما حيوانات الضبع والنمس وابن آوى، فتنتشر على ضفاف الأنهار في منطقة جنوب العراق، أيضاً توجد مجموعة من قطط الغابات الهندية التي تسكن المناطق النائية هناك، ومن الجدير بالذكر أنّ آخر ظهورٍ ملحوظ للأسود على نهر دجلة كان في عام 1926، أو ما الثعالب والذئاب والغزلان فهي شائعة التواجد في مناطق السهول الرسوبية.
روافد نهر دجلة
الخابور: ينبع من مرتفعات تركيا ثم يلتقي نهر دجلة عند مدينة فيشخابور.
الزاب الكبير: ينبع من مرتفعات تركيا ثم يلتقي نهر دجلة عند مدينة نمرود الآشورية التاريخية المعروفة، ويعد الزاب الكبير الرافد الرئيسي لنهر دجلة نظراً لكثرة المياه التي يحملها إليه، حيث تقدر هذه بحوالي 33 في المائة من حجم المياه الجارية في نهر دجلة.
الزاب الصغير: ينبع من المرتفعات الشرقية خارج القطر وأيضاً يلتقي بدجلة جنوبي مدينة الشرقاط.
الرافد العظيم: تقع منابعه كلها داخل الأراضي العراقية، ويلتقي دجلة عند مدينة بلد، والعظيم نهر فصلي تنحدر إليه كميات كبيرة من مياه الأمطار شتاء مثقلة بحمولتها من الرواسب، ولكن مجراه يصبح جافاً في فصل الصيف.
نهر ديالى: ينبع من المرتفعات الشرقية، ويقع جزء من منابع ديالى داخل الأراضي العراقية، ثم يلتقي دجلة على بعد 32 كم جنوبي مدينة بغداد.
