جدول المحتويات
سرطان المرارة
تقع المرارة تحت الكبد بشكل مباشر، وتقوم بتخزين مادة الصفراء التي يتمّ إنتاجها من الكبد أيضًا، وتعمل مادة الصفراء على مساعدة الجهاز الهضمي في عملية الهضم، ومع ذلك فإنّ المرارة ليست ضرورية في عملية الهضم، وتصاب المرارة بالعديد من الحالات المرضية منها السرطان، وهو نوع من أنواع السرطانات النادرة، والتي يصعب تشخيصها.[1]
ما هو سرطان المرارة في المرحلة الرابعة
أشرنا أعلاه إلى أنّ سرطان المرارة نادر الحدوث لكنه قد يصيب العديد من الأشخاص، وما يجعله خطيرًا هو أنّ تشخيصه يكون صعبًا، كما أنّ اكتشافه لا يتم إلا بعد مراحل متقدّمة، ولسرطان المرارة عدة مراحل، ومنها المرحلة الرابعة وهي مرحلة خطيرة تشير إلى أنّ سرطان المرارة قد انتقل من المرارة إلى الأوعية الدموية الأساسية والتي تصب في الكبد، أو إلى الغدد اللمفاوية، أو إلى أعضاء أخرى من الجسم، ومن الجدير بالذّكر إلى أنّ المصابين بسرطان المرارة في المرحلة الرابعة يعيش منهم ما يقارب 5%، أي 5 أشخاص من بين كل 100 شخص ولمدة خمس سنوات أو أكثر بعد اكتشاف السرطان، ويسبق المرحلة الرابعة عدّة مراحل، ففي المرحلة الثالثة من سرطان المرارة يكون السرطان قد انتشر إلى الأنسجة المحيطة والعقد اللمفاوية وغالبًا لا يمكن للأطباء إزالة الخلايا السرطانية، ويعيش في هذه المرحلة 10% فقط من المصابين، أي 10 أشخاص من بين كل 100 شخص، ولمدة 5 سنوات بعد التشخيص واكتشاف السرطان، أمّا في المرحلة الثانية فيعيش من المصابين بسرطان المرارة 25% وأكثر، وفي المرحلة الأولى لسرطان المرارة يكون السرطان قد انتقل إلى العضلات فقط، ويقوم الأطباء ببعض الإجراءات التي تمنع عودة السرطان إلى خلايا المرارة، وفي الغالب يعيش 50% من المصابين بالسرطان إذا كان في المرحلة الأولى.[2].
ينبغي التنويه إلى أنّ اختيار مرحلة السرطان يتم على أسس علمية، وهو نظام موضوع من قبل اللجنة الأمريكية المشتركة لمكافحة السرطان، ويأتي في بداية هذه الأسس مدى حجم الورم أي إلى أين وصلت الخلايا السرطانية، وهل السرطان موجود على جدار المرارة أم انتقل إلى أعضاء مجاورة، بالإضافة إلى انتشار السرطان إلى الغدد اللمفاوية أم لا، وهل انتقل إلى أعضاء بعيدة من المرارة أم لا، وبالاعتماد على هذه الأسس ونتائج الفحص يتم تحديد مرحلة السرطان.[3]
أنواع سرطان المرارة
لسرطان المرارة العديد من الأنواع بالاعتماد على الخلايا التي يتطوّر فيها السرطان، وبجميع الأحوال فإنّ أنواع سرطان المرارة تتضمن الآتي:[4]
سرطان المرارة الغدي
هو من أكثر أنواع سرطان المرارة شيوعًا، إذ يصيب ما يقارب 85% من الأشخاص المصابين بسرطان المرارة، ويبدأ هذا النوع في الخلايا الغدية في بطانة المرارة والتي تقوم بإنتاج المخاط، ولسرطان المرارة الغدي نوعان أيضًا؛ أوّلهما ورم غدي غير حليمي وهو أكثر أنواع سرطان المرارة انتشارًا، والورم الحليمي الحميد والذي يصيب 6% من سرطانات المرارة، وفي هذا النوع من سرطان المرارة تقل نسبة انتشاره إلى الأعضاء الأخرى.
سرطان الخلايا الحرشفية
يبدأ سرطان الخلايا الحرشفية من الخلايا التي تبطن المرارة وهي الخلايا التي تتشابه مع خلايا الجلد، ويمكن أن يكون سرطان الخلايا الحرشفية غدّي وهو نوع آخر من أنواع سرطان المرارة وهو نوع يصيب الخلايا الحرشفية الغدية.
أعراض سرطان المرارة في المرحلة الرابعة
الجدير بالذكر أنّ أعراض سرطان المرارة لا تظهر إلا في مراحل متقدمة كالمرحلة الرابعة، وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:[5]
- الاستفراغ والغثيان.
- خسارة الوزن.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- انتفاخ في البطن.
- يصبح لون البول داكنًا.
- ألم في البطن وبالتحديد في الجزء العلوي من البطن.
- اليرقان: والذي يصاحبه اصفرار في العينين والجلد وذلك عندما ترتفع مستويات البيلوروبين نتيجة انسداد القنوات الصفراوية.
أسباب سرطان المرارة
لم يحدد الأطباء سببًا واضحًا للإصابة بسرطان المرارة، لكن كما هو الحال في باقي أنواع السرطانات، يحدث نتيجة طفرة في الحمض النووي للشخص، وتؤدي هذه الطفرة إلى حدوث نمو غير طبيعي في خلايا المرارة ولا يمكن السيطرة عليه بعد ذلك، وعندما تزداد الخلايا التي تكاثرت دون السيطرة عليها تتشكّل أورام سرطانية وقد تنتقل هذه الخلايا إلى الأعضاء المجاورة، ويوجد العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان المرارة، وتتضمن هذه العوامل الآتي:[5]
حصوات والتهاب المرارة
هي عبارة عن قطع صغيرة الحجم تتشكّل في المرارة، وذلك عندما تحتوي العصارة الصفراوية على كميات كبيرة من الكوليسترول، والبيلوروبين، وهي الصبغة التي تظهر في الجسم عندما تتكسر كريات الدم الحمراء، ويحدث أن تسبب حصى المرارة انسدادًا في القنوات الصفراوية خارج المرارة أو الكبد، يحدث التهاب المرارة، وتشير الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية إلى أنّ 90% من المصابين بسرطان المرارة يكون لديهم حصى في المرارة، ومع ذلك ليس بالضرورة أن يصاب الشخص المصاب بحصى المرارة بسرطان المرارة، إذ انّ 99% من المصابين بحصى المرارة لا يصابون بسرطان المرارة.
المرارة الخزفية والسلائل
من الممكن أن تبدو المرارة بلون أبيض كونها قد تكلّست جدرانها، وهذا يجعلها تبدو كالخزف، ويمكن أن تصبح المرارة بهذا الشكل بعد الإصابة بالالتهاب لفترة مزمنة، والسلائل وهي أورام سرطانية لكنها تكون صغيرة الحجم وتصيب 5% من الأشخاص.
الجنس
ينتشر هذا النوع من السرطان بشكل أكبر لدى النساء بما يتراوح بأربعة أضعاف من انتشاره لدى الرجال، وعادةً ما يصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
أمراض القنوات الصفراوية
تصيب القنوات الصفراوية العديد من الحالات المرضية، والتي يمكن أن تؤدي لرجوع الصفراء إلى المرارة وهذا يزيد من خطر الإصابة بسرطان المرارة.
علاج سرطان المرارة من المرحلة الرابعة
يختلف علاج سرطان المرارة بالاعتماد على المرحلة التي يمر بها السرطان، وعلى سبيل المثال يلجأ الطبيب إلى الجراحة في المراحل المبكرة من السرطان وفيها يقوم باستئصال المرارة، أو يقوم الطبيب بإزالة المرارة وجزء من الكبد وذلك عندما يكون السرطان قد انتقل إلى بعض خلايا الكبد، وعندما يكون سرطان المرارة صغيرًا فلا يحتاج المصاب إلى علاجات أخرى وفقط يتم استئصال الورم، أمّا في المرحلة الرابعة ومراحل أخرى فتتضمن الخيارات العلاجية الآتي:[6]
العلاج الكيميائي
يتم إعطاء أدوية كيميائية من خلال الوريد أو على شكل حبوب، وذلك بهدف قتل الخلايا السرطانية التي تنمو بشكل سريع، وقد يجري الطبيب الجراحة بهدف التخلص من الخلايا السرطانية بشكل كامل وبشكل خاص إذا كان يوجد احتمالية لعودتها.
العلاج الإشعاعي
يتم استخدام حزم من الطاقة؛ كالأشعة السينية والبروتونات للقضاء على الخلايا السرطانية، ويمكن أن يدمج الطبيب العلاج الإشعاعي بالعلاج الكيميائي، وذلك بهدف إزالة الخلايا السرطانية بشكل كامل.
العلاج المناعي
يتم استخدام أدوية تهدف إلى تحفيز الجهاز المناعي إلى القضاء على الخلايا السرطانية، وقد يلجأ الطبيب إلى العلاج المناعي في مراحل السرطان المتقدمة.
العلاج الدوائي الاستهدافي
يقوم الطبيب بإعطاء هذه الأدوية والتي تهدف إلى الدخول إلى الخلايا السرطانية من خلال نقاط ضعفها ثمّ القضاء عليها، وقد يكون هذا الخيار العلاجي الأنسب للمصابين بسرطان المرارة من المرحلة الرابعة.
