جدول المحتويات
قد أجمع الشافعية وبعض الحنابلة على ألّا يصام بعد النصف من شعبان، إلا لمن كان له عادة بالصيام، كمن يصوم يوماً ويفطر يوماً، ومن اعتاد أن يصوم الإثنين والخميس، وصيام القضاء والنذر، واستدلوا بحديث رواه الإمام أحمد، والترمذي، والنسائي، والحاكم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان”.
أيام صيام شهر شعبان
يعد صيام هذه الأيام إحياءً للسنة النبوية المهجورة التي يغفل عنها بعض الناس، فقد قالت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ”(صحيح البخاري)، وصيام شهر شعبان من الأعمال المستحبة، إذ أجمع بعض العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم صامه كاملًا كأبي داود، والنسائي، والبعض قالوا أنه صام شعبان كله إلا قليلًا منه كالحافظ، وابن باز.
هل يجوز وصل صيام شعبان برمضان؟
نعم إذا كان الشخص معتادًا على ذلك،أما أن يبتدئ الصائم بعد النصف من شعبان الصيام وليس له عادة بالصوم فهذا لا يجوز؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لَا يَتَقَدَّمَنَّ أحَدُكُمْ رَمَضَانَ بصَوْمِ يَومٍ أوْ يَومَيْنِ، إلَّا أنْ يَكونَ رَجُلٌ كانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذلكَ اليَومَ”(صحيح البخاري)، فمن اعتاد على صيام يومََا ويفطر يومًا، أو صيام الإثنين والخميس فلا بأس عليه.
فضل الصيام في شعبان
لقد اختص الله تعالى هذا الشهر برفع الأعمال فيه لما سُأِل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام شعبان، قال: “ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ”(صحيح النسائي)، ويعد الصيام في هذا الشهر عملًا صالحًا عند الله تعالى؛ لأنه إحياء لسنة نبوية مهجورة يتكاسل عنها بعض المسلمين، وشهر شعبان هو الشهر الثامن من السنة الهجرية، وسمي بشعبان لأنه شَعَب بين شهرَي رجب ورمضان.
صيام شعبان عند المذهب المالكي
أجاز المذهب المالكي الإكثار من الصيام في شعبان، وأجاز أيضًا صيام يوم الشكّ في الحالات الآتية: إذا صادف يوم الشك صيام يوم معروف كالإثنين والخميس، وإذا اعتاد الصائم على سَرد صوم أيام، وإذا الصائم كان عليه قضاء أيام من رمضان السابق، وإذا كان الصيام كفارة يمين أو نذر، وهذه الحالات التي أجاز فيها المذهب المالكي صيام يوم الشك.