جدول المحتويات
تعد مدينة بغداد هي عاصمة الدولة العباسية، علماً أن الدولة العباسية قامت خلال عام 132هـ نتيجة هزيمة الأمويين في معركة الزاب، حيث كانت هذه المعركة آخر لقاء عسكري بين الأمويين والعباسيين.
نبذة عن الدولة العباسية
الدولة العباسية أو الخلافة العباسية أو دولة بني عباس، من الأسماء التي تطلق على الخلافة الإسلامية الثالثة في التاريخ، والسلالة الإسلامية الحاكمة الثانية، واستطاع العباسيون تهجير الأمويين، واستفردوا الخلافة، وقضوا على تلك السلالة الحاكمة، وطردوا أبنائها حتى قضوا على معظمهم، ولم ينج إلا من لجأوا إلى الأندلس، ومن بينهم عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، حيث استولى بدوره على شبه الجزيرة الايبيرية، وبقيت في حكمه حتى سنة 1029.
تأسست الدولة العباسية على يد رجال من سلالة العباس بن عبد المطلب، العم الأصغر للنبي محمد بن عبد الله، كما استثناهم من مناصب الدولة والمراكز الكبرى، بينما اختير العرب لهم، أقنع العباسيون الشيعة بالمساعدة في زعزعة استقرار كيان الدولة الأموية، ونقل العباسيون عاصمة الدولة بعد نجاح ثورتهم من دمشق إلى الكوفة، ثم الأنبار قبل أن يبنوا مدينة بغداد لتكون عاصمتهم التي ازدهرت على مدى ثلاثة قرون، وأصبحت أكبر وأجمل مدينة في العالم، وحاضرة العلوم والفنون، لكن نجمها أخذ مع بداية غروب الدولة العباسية ككل، ونقل المعتصم عاصمة الولاية من بغداد إلى سامراء التي سميت بـ سر من رأى، ثم أعيدت إلى بغداد بعد أربعين عاماً.
عرفت الدولة العباسية عصرها الذهبي في عهد هارون الرشيد ونجله المأمون، كما نشطت الحركة العلمية وازدهرت ترجمة كتب العلوم اليونانية والهندية والبهلوية إلى العربية على أيدي السريان والفرس والرومان من أبناء الدولة العباسية، وعمل المسلمون على تطوير هذه العلوم واخترعوا عدة اختراعات مفيدة منها، الحنابلة عند السنة، والجعفري والزيدي بين الشيعة، وظهرت العديد من الأعمال الأدبية والفنية مثل، كتاب ألف ليلة وليلة وغيره، وساهم النصارى واليهود والصابئة في هذه النهضة الحضارية، وانبثقت منهم علماء وكتاب وفلاسفة عظماء.
انتهى الحكم العباسي في بغداد عام 1258 عندما نهب هولاكو خان المدينة وأحرقها وقتل معظم سكانها بمن فيهم الخليفة وأبنائه، وانتقل الناجون من بني عباس إلى القاهرة بعد تدمير بغداد، وأقاموا الخلافة مرة أخرى في عام 1261، وبحلول ذلك الوقت أصبح الخليفة مجرد رمز للوحدة الدينية للدولة الإسلامية، وفي الواقع كان سلاطين المماليك هم الحكام الفعليين للدولة، وعاد إحياء الخلافة العباسية في القاهرة السلطان الظاهر بيبرس الذي أراد أن يكون الحاكم المسلم الذي يعيد الحياة لهذه الخلافة، ومقرها في القاهرة، يجعلها رابطة للسلطنة المملوكية التي كانت في مصر حاجة ماسة للدعم الروحي لجعلها مهيبة، وعلى الرغم من الانتصارات التي حققتها على المغول، إلا أنها كانت بحاجة إلى هذا الدعم الروحي، وكان الظاهر بيبرس أيضًا في حاجة إلى ذلك الدعم لغرضين، الأول: أن يحيط عرشه بسياج من الحماية الروحية، لحمايته من خطر أولئك الذين يتمنون ملك مصر والشام، ويبعد عنه مؤامرات منافسيه من أمراء المماليك في مصر التي كانت تصل إلى الحكم بالمؤامرات، والثاني: الظهور كحامي للخلافة، فاستدعى أميرًا عباسيًا أبو القاسم أحمد إلى القاهرة، وبايعه علماء الأراضي المصرية في الخلافة، وقد قلد الخليفة بيبرس شؤون البلاد الإسلامية وما أضيف إليها، وما سينتصر من بلاد في بيت الحرب، ولبسه عباءة السلطنة، ومنذ ذلك الوقت عُرف كل سلطان مملوكي بـ “أمير المؤمنين قاسم”، وظلت الخلافة العباسية قائمة حتى عام 1519م، عندما غزت الجيوش العثمانية بلاد الشام ومصر واحتلت مدنها وقلاعها.
مؤسس الدول العباسية
مؤسس الدول العباسية هو أبو العباس عبد الله (السفاح) بن محمد بن علي العباسي، ويسمى المرتضى والقاسم، ولد سنة 105هـ بالحميمة، والتي تقع في أرض الشراه في البلقاء في الشام، ونشأ فيها وترعرع، وبايع الخلافة في مدينة الكوفة يوم الجمعة الثاني عشر من ربيع الآخر سنة 132هـ، وقضى على أتباع الدولة الأموية، باستثناء عبد الله الدخيل مؤسس الدولة الأموية في الأندلس، ومن أركان الدولة العباسية اشتهر أبو العباس بكرمه ووقاره وتواضعه وأخلاقه الحميدة.
ما هي عاصمة الدولة العباسية؟
عاصمة الدولة العباسية هي مدينة بغداد، والتي تم بناؤها خلال القرن الثامن الميلادي في عهد الخليفة العباسي المنصور، حيث أصبحت منذ ذلك الحين عاصمة الدولة العباسية، مع العلم أنها من أهم المدن التي تميزت واشتهرت من الجانب العلمي، حيث كانت عبارة عن منارة علمية، إذ توافد إليها العلماء من شتى الأرجاء، والجدير بالذكر أنها من المدن التي أطلق عليها الكثير من الأسماء، مثل: بابل، وسلوقية، وقطيسفون، ومدائن كسرى، وأطلق عليها في نهاية المطاف اسم مدينة بغداد.
عواصم الدولة العباسية
كان للدولة العباسية أكثر من عاصمة، فلم يكن مركزها مستقرًا في عاصمة واحدة، بل العديد من العواصم بتعدد الخلفاء، والإجابة على سؤال ما هي عاصمة الدولة العباسية متعددة على أساس تعدد العواصم، واختار أبو العباس العاصمة في مكان آخر، فاختار موقعًا جديدًا وبُني وأطلق عليها اسم الهاشمي، هو ثاني عاصمة للدولة العباسية بعد أن كانت مدينة الكوفة التي كانت معقل العباسيين الأوائل، ولكن كما اختار الانتقال إلى مكان آخر بالقرب من الأنبار، وبنى عاصمة جديدة تسمى الهاشمية الثانية الكوفة والأنبار.
أسباب انهيار الدولة العباسية
تباينت الأسباب التي أدت إلى انهيار الدولة العباسية، وأبرزها ظهور حركات شعبية ودينية مختلفة في هذا العصر، أدت الشعوبية إلى تفضيل الشعوب غير العربية على العرب، ودار جدل طويل بين طرفيّ الصراع، وربحت كل مجموعة أبناءها، بالإضافة إلى الشعبوية السياسية، تم تشكيل طوائف دينية مختلفة عارضت الحكم العباسي، وكان محور الخلاف بين هذه الجماعات والحكام العباسيين “الخلافة” أو إمام المسلمين، وكان لكل مجموعة مبادئها الخاصة، ونظامها وشعاراتها وطريقتها في الدعوة إلى هذه المبادئ الهادفة إلى تحقيق أهدافها في إقامة الحكم الذي تريده، وجعلت هذه الطوائف الناس طوائف وأحزاب، وأصبحت المجتمعات العباسية ساحات تتعارض فيها الآراء وتتناقض، وقد أدى ذلك إلى توسيع نطاق الخلاف السياسي بين مواطني الدولة العباسية، وساعد على تفكيك الوحدة الأيديولوجية التي هي أساس الوحدة السياسية، ومن العوامل الداخلية التي شجعت انتشار الحركات الانفصالية توسع الدولة العباسية بُعد العاصمة، والمسافة الشاسعة بين أجزاء البلاد، وصعوبة المواصلات في ذلك الوقت جعل حكام البلدان النائية يتجاوزون سلطاتهم، ومستقلون في شؤون دولهم، دون خوف من الجيوش القادمة من عاصمة الخلافة لإخماد حركتهم الانفصالية التي لم تصل إلا بعد فوات الأوان.
الحركة الأدبية في عاصمة الدولة العباسية
ازدهرت بغداد في عهد الدولة العباسية، وبرز فيها العديد من الشعراء الذين كان لهم دور مهم في النهوض بالحركة الأدبية في بغداد، ومن هؤلاء الشعراء الشاعر أبو العتاهية القاسم بن سويد العيني، والذي جاء إلى بغداد في عهد الخليفة العباسي المأمون، وكان لديه الكثير من الشعر الغزل والزهد، وكان للشعراء طريق طويل آخرها كان في بغداد، حيث أتى العديد من الشعراء إلى بغداد، واثروا بغداد من الناحية الادبية، وفي بغداد خاصة في موضوع المناظرات الشعرية بينهم وبين الشاعر أو العتاهية، و ازدهرت بغداد أكثر في عهد الخليفة هارون الرشيد، ومجالسه الأدبية التي كثرت بالكتاب والشعراء والعلماء، و كان هارون الرشيد من محبي الأدب بجميع أنواعه، فعندما تكون بغداد إجابة على سؤال ما هي عاصمة الدولة، فإن العباسيين سيكونون إجابة غنية على الدور المهم للمدينة في الحركة الأدبية.
مساحة عاصمة الدولة العباسية
كان مقر الدولة العباسية في بغداد، وتم توسعتها بين 767 – 912م/ الموافق 150 – 300هـ، وتبلغ مساحة الدولة العباسية 204.2 كيلومتر مربع.
عدد سكان عاصمة الدولة العباسية
بغداد هي واحدة من أكثر المراكز الحضرية كثافةً سكانية، ويسكنها مسلمون وأكراد وأرمن وأفغان، وفي أوجها وصل عدد سكانها إلى أكثر من مليونيّ نسمة.
حاكم عاصمة الدولة العباسية
استمر حكم الدولة العباسية من عام 132هـ إلى عام 656هـ، وحكمها 37 من الخلفاء العباسيين في مراحلها المتعاقبة خلال القرن التاسع الميلادي، عندما تم نقل العاصمة إلى مدينة سامراء، وسوف نذكر لكم بعض الخلفاء الذين حكموا الدولة العباسية
- الخليفة الأول أبو العباس عبد الله السفاح، بعد الانتصار على الدولة الأموية وإسقاط خلافتهم في دمشق بعد معركة الزاب عام 132هـ سنة (132-136هـ)، يعتبر الخليفة أبو العباس السفاح أول مؤسس للدولة العباسية والمنتصر على الدولة الأموية، وحاكم الدولة الإسلامية من مدينة الكوفة في العراق حيث بايعه أنصاره هناك، وكانت معظم مدن الدولة الإسلامية سريعة جدًا بعد انتهاء حكم الأمويين.
- أبو جعفر المنصور، الخليفة الثاني في الدولة العباسية، كما يعتبر المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، وقد حكم حتى وفاته (137-158هـ)، واشتهر أبو جعفر المنصور بزهده وقسوته فلقب بفحل بني العباس، وكان قوياً وقادراً على إدارة شؤون دولته، وقضى على جميع أعدائه بشتى الطرق؛ كان أهمها القضاء على أبي مسلم الخراساني، وعمه عبد الله بن علي الجشع للخلافة.
- أبو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي المهدي بالله، الخليفة العباسي الثالث، ابن الخليفة أبو جعفر المنصور، ولقبه المهدي، ولقبه أبو عبد الله، وهو حكم في الفترة (158-169هـ)، و كان الخليفة المهدي محبوباً لدى الجمهور وحسن السير والسلوك، اشتهرت خلافته بقتال الرومان ووصول الجيوش الإسلامية إلى الهند، كما حاول إنهاء حكم الأمويين في الأندلس خلال هذه الفترة، بدأ صعود البرامكة بشكل ملحوظ في الدولة العباسية.
- موسى بن المهدي بن المنصور، الملقب بالهادي، ولقبه أبو محمد ابن الحسن الذي أقيم بالمدينة المنورة، ونجح الهادي في القضاء عليه سريعاً، ولم يستمر حكمه إلا سنة واحدة (169 – 170 هـ) وقيل إنه قتل.
- أبو جعفر هارون بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، أو كما يُعرف بالرشيد أو هارون الرشيد أبو جعفر، سميت بغداد بالرشيد بسبب نهضة بغداد العظيمة في العالم القديم بفضل لأعماله العظيمة في المجالات الاقتصادية والثقافية وغيرها، وحكم الرشيد الدولة العباسية لمدة 23 عاما (170) – 193هـ، أسس خلالها مدينة الواقفة بجوار مدينة الرقة لتكون العاصمة الثانية للدولة العباسية، ووسع بيت الحكمة، لذلك يعتبر الرشيد مؤسس بيت الحكمة كأول بيت علمي للمسلمين، وكان الرشيد مهتمًا بأعمال الترجمة إلى اللغة العربية، وترجمت أهم الكتب العلمية من اليونانية والفارسية إلى العربية في عصره.