عدة الأرملة الدليل الشامل

عدة الأرملة الدليل الشامل

تعبّر العدة عن محض الحق في الزواج بعد وفاة الزوج؛ لأنّ الزواج بالموت ينقضي، ومع انتهاء العمر ينتهي الزواج، لذا تجب العدة للأرملة سواء الحائل أم الحامل.

يتحدث هذا المقال عن عدة الأرملة، ويشمل:

  • عدة الأرملة، والحكمة منها، وأسبابها.
  •  شروط عدة المرأة ومدتها.
  • عدة المرأة التي لا تحيض، والأرملة فوق الخمسين.
  • المباح في عدة المراة.

من هي الأرملة؟

 هي المرأة التي مات عنها زوجها وعدتها أربعة أشهر وعشرة ليالي. 

الحكمة من عدة الأرملة

جاءت حكمة الله عز وجل من إعطاء الأرملة فترة العدة في عدة مواضع، هي: 

إعلان السوق المفتوح
  • أن ترفع من شأن زوجها المتوفي بالحزن والحداد عليه.
  • مراعاة الحالة النفسية التي تكون فيها الأرملة من حزنها على زوجها. 
  • التثبت من خلو رحمها من نطفة زوجها المتوفي؛ لتجنب اختلاط الأنساب. 
  • تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية. 

أسباب عدة الأرملة

  • احترام حرمة الميت.
  • حماية الأرملة من التطلع للرجال. 
  • التأكد من براءة الرحم. 

عدة الأرملة

 تعبّر عدة  الأرملة عن تلك الفترة التي تقضيها هذه المرأة بعد وفاة زوجها؛ لتعلم ما إذا كان رحمها خاليًا أم لا، أو من أجل العبادة، أو لأخذ فترة في الحزن على زوجها وتكون عدتها أربعة أشهر وعشرة ليالي.

شروط عدة الأرملة

  • أن يكون زواجها صحيحًا. 
  • أن تسكن الأرملة في بيت زوجها المتوفي إلى أن تنقضي عدتها، فإن لم تستطع فتقوم باستئجار بيت لها من تركة زوجها إلى أن تنتهي العدة وهذا هو رأي فقهاء المذاهب الأربعة الشافعي والمالكي والحنبلي والحنفي. 
  • أن تضع حملها إذا كانت حاملًا، قال تعالى: {وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}(سورة الطلاق :4). بعد أن تضع حملها يجوز لها أن تتزوج وإن كان ذلك قبل دفن زوجها الذي توفي، فتنتهي عدتها بعد ثانية من ولادة الطفل، فإذا لم تكن حامل (وهي الأرملة الحائل) فتكون عدتها أربعة أشهر وأربعة أيام. 
  • أن تبتعد الأرملة عن التجمل خلال فترة العدة، إذ يحظر عليها وضع الطيب والكحل والحناء، فعن أم عطية نسيبة بنت كعب عن النبي – صلى الله علي وسلم – قال: “لا تُحِدُّ امْرَأَةٌ علَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ، إلَّا علَى زَوْجٍ، أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وعَشْرًا، ولا تَلْبَسُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا، إلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ، ولا تَكْتَحِلُ، ولا تَمَسُّ طِيبًا، إلَّا إذا طَهُرَتْ، نُبْذَةً مِن قُسْطٍ، أوْ أظْفارٍ. [وفي رواية]: وقالا: عِنْدَ أدْنَى طُهْرِها نُبْذَةً مِن قُسْطٍ وأَظْفارٍ”[صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. 
اقرأ أيضاً:  سورة الفاتحة وفضلها مع التفسير

وعن زينب بنت أبي سلمة – رضي الله عنها – قالت:”دخَلْتُ على أمِّ حبيبةَ حينَ تُوفِّي أبوها أبو سفيانَ بنُ حربٍ فدَعتْ أمُّ حبيبةَ بطِيبٍ فيه صُفرةٌ خَلوقٌ أو غيرُه فدهَنتْ منه جاريةً ثمَّ مسَّت به بطنَها ثمَّ قالت: واللهِ ما لي بالطِّيبِ مِن حاجةٍ غيرَ أنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: (لا يحِلُّ لامرأةٍ تؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ أنْ تحِدَّ على ميِّتٍ فوقَ ثلاثٍ إلَّا على زوجٍ أربعةَ أشهُرٍ وعشْرًا) وقالت زينبُ: دخَلْتُ على زينبَ بنتِ جحشٍ حينَ تُوفِّي أخوها عبدُ اللهِ بنُ جحشٍ فدَعت بطِيبٍ فمسَّت منه ثمَّ قالت: واللهِ ما لي بالطِّيبِ مِن حاجةٍ غيرَ أنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ على المنبرِ: (لا يحِلُّ لامرأةٍ تؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ أنْ تحِدَّ على ميِّتٍ فوقَ ثلاثِ ليالٍ إلَّا على زوجٍ أربعةَ أشهُرٍ وعشْرًا) قالت زينبُ: وسمِعْتُ أمِّي أمَّ سلَمةَ تقولُ: جاءتِ امرأةٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: يا رسولَ اللهِ إنَّ ابنتي تُوفِّي عنها زوجُها وقد اشتكتْ عيناها فنُكحِّلُها ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (لا) مرَّتينِ أو ثلاثًا كلُّ ذلك يقولُ: (لا، إنَّما هي أربعةُ أشهُرٍ وعشْرٌ وقد كانت إحداكنَّ في الجاهليَّةِ ترمي بالبَعرةِ على رأسِ الحَوْلِ)”[صحيح ابن حبّان| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. 

  • أن تبتعد الأرملة عن التزين خلال فترة العدة؛ أي تبتعد عن ارتداء الحلي والمجوهرات وما يقع على شاكلتها. 
  • أن تبتعد الأرملة عن لطم خدها، أو شق ملابسها، أو النواح على زوجها المتوفي.
  • لا يجوز للأرملة أن تتزوج في فترة العدة مطلقًا، كما لا يجوز للرجال أن يتقدموا لخطبتها في هذه الفترة.
  • إذا ظهرت لغير المحارم فيجب عليها أن تلتزم بحجابها الشرعي وألا تخضع في القول، قال تعالى: {ۚوَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ}(سورة الأحزاب: 53)، وقال تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}(سورة الأحزاب: 32). 
اقرأ أيضاً:  سورة الإخلاص وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

أما إذا كانت الأرملة من القواعد فقال الله تعالى فيها: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(سورة النور: 60). 

  • لا بدّ للأرملة أن تلتزم بنظافتها خلال فترة العدة فهذا لا علاقة له بالتطيب والتزين.

مدة عدة الأرملة

تكون مدة عدة المرأة الأرملة أربعة أشهر وعشرًا بغض النظر عن أحوالها، لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}(سورة البقرة:234) – باستثناء الحامل التي تكون عدتها بوضع حملها، فعن أم سلمة أم المؤمنين – رضي الله عنها – قالت: “جَاءَ رَجُلٌ إلى ابْنِ عَبَّاسٍ وأَبُو هُرَيْرَةَ جَالِسٌ عِنْدَهُ، فَقالَ: أفْتِنِي في امْرَأَةٍ ولَدَتْ بَعْدَ زَوْجِهَا بأَرْبَعِينَ لَيْلَةً؟ فَقالَ ابنُ عَبَّاسٍ: آخِرُ الأجَلَيْنِ، قُلتُ أنَا: {وَأُولَاتُ الأحْمَالِ أجَلُهُنَّ أنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}، قالَ أبو هُرَيْرَةَ: أنَا مع ابْنِ أخِي – يَعْنِي أبَا سَلَمَةَ – فأرْسَلَ ابنُ عَبَّاسٍ غُلَامَهُ كُرَيْبًا إلى أُمِّ سَلَمَةَ يَسْأَلُهَا، فَقالَتْ: قُتِلَ زَوْجُ سُبَيْعَةَ الأسْلَمِيَّةِ وهي حُبْلَى، فَوَضَعَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ بأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَخُطِبَتْ فأنْكَحَهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ أبو السَّنَابِلِ فِيمَن خَطَبَهَا”[صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. 

عدة الأرملة التي لا تحيض

تكون عدة الأرملة التي لا تحيض والتي تحيض، والصغيرة والكبيرة، أربعة أشهر وعشرة ليالي؛ أي أنّ عدة الأرملة ثابتة مهما كانت ظروفها. 

ماذا يباح في عدة الأرملة؟

  • أجاز فقهاء المذهب المالكي للأرملة أن تخرج في فترة العدة في النهار سواء لحاجة أو لغير ذلك، واستدلوا على رأيهم فيما رواه جابر بن عبد الله أنه قال: “أنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بنَ عبدِ اللهِ يقولُ: طُلِّقَتْ خَالَتِي، فأرَادَتْ أَنْ تَجُدَّ نَخْلَهَا، فَزَجَرَهَا رَجُلٌ أَنْ تَخْرُجَ، فأتَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: بَلَى فَجُدِّي نَخْلَكِ، فإنَّكِ عَسَى أَنْ تَصَدَّقِي، أَوْ تَفْعَلِي مَعْرُوفًا”[صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ولكنّ بقية الفقهاء لم يجيزوا لها أن تخرج من بيتها بغير حاجة. 
  • يحق لها أن تتحدث مع الآخرين بدون غلو أو مبالغة. 
  • ترث من زوجها المسلم ربع المال في حال لم يترك وراءه أحدًا يرثه سواء ذكر أم أنثى، ويحق لها الثمن إذا ترك وراءه ولد أو بنت، قال تعالى: {وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ ۚ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَككْتُمْ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ}(سورة النساء: 12).
  • لا حرج بخروجها من المنزل للضرورة الملحّة. 
اقرأ أيضاً:  ما حكم العطور في رمضان

ما هي عدة الأرملة فوق الخمسين ؟

بيّنت الشريعة الإسلامية أنّ من يموت عنها زوجها وبغض النظر عما إذا كانت صغيرة أم كبيرة في العمر وبغض النظر إذا دخل أم لم يدخل بها، فإنّ عدتها تكون أربعة أشهر وعشرة أيام، وتبقى في منزلها ولا تخرج إلا للضرورة الملحة، فعن الفريعة بنت مالك بن سنان قال: “أنَّها جاءت إلي رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم تسألُهُ أن ترجعَ إلى أَهلِها في بني خِدرةَ فإنَّ زوجَها خرجَ في طلَبِ أعبُدٍ لَهُ أبَقوا حتَّى إذا كانوا بطرفِ القدُّومِ لحقَهم فقتلوهُ فسألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم أن أرجعَ إلى أَهلي فإنِّي لم يترُكني في مسْكنٍ يملِكُهُ ولاَ نفقةٍ. قالت فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم: نعمَ. قالت فخرجتُ حتَّى إذا كنتُ في الحجرةِ أو في المسجدِ دعاني أو أمرَ بي فدعيتُ لَهُ فقالَ: كيفَ قلتِ. فرددتُ عليْهِ القصَّةَ الَّتي ذَكرتُ من شأنِ زوجي قالت فقالَ: امْكُثي في بيتِكِ حتَّى يبلغَ الْكتابُ أجلَهُ. قالت فاعتددتُ فيهِ أربعةَ أشْهرٍ وعشرًا. قالت فلمَّا كانَ عثمانُ بنُ عفَّانَ أرسلَ إليَّ فسألَني عن ذلِكَ فأخبرتُهُ فاتَّبعَهُ وقضى بِه”[صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث : صحيح].

فيديو عدة الأرملة

مقالات مشابهة

سيرة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

سيرة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟

هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟

جدول حفظ القرآن الكريم كاملاً

جدول حفظ القرآن الكريم كاملاً

سورة القارعة وفضلها مع التفسير

سورة القارعة وفضلها مع التفسير

هل شعر القط نجس

هل شعر القط نجس

سورة النصر وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة النصر وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

معلومات عن غزوة أحد

معلومات عن غزوة أحد