جدول المحتويات
إذا كانت الصلاة متعدية لثمانية ركعات صارت صلاة تراويح، إذ أن الركعات الأربعة تسمى ترويحة، فلتكن الترويحتين يجب أن يصلي الناس ثمانية ركعات، وكان الأئمة الأربعة قد جمعوا رأيهم على أن صلاة التراويح 20 ركعة بدون الوتر، 23 ركعة عندما نصيف ركعتي الشفع وركعة الوتر، جاء هذا في الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، كما جاء عن المالكة في قول أنها 36 ركعة.
ما هي صلاة التراويح؟
إن صلاة التراويح هي تلك التي تتم تأديتها في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المعظم، وهي سنة مؤكدة على كل من الرجال والنساء، ولقد أصبحت سنة كون النبي صلى الله عليه وسلم قد سنها قولًا وعملًا، إذ جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه”(متفق عليه)، والإشارة هنا إلى صلاة القيام، أي قيام الناس ليلًا لتأدية الصلاة.
جاء عن السيدة عائشة أن المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها أن النبي عليه الصلاة والسلام قام ليلةً وصلى فيها في المسجد، ثم لم يخرج إليهم صلى الله عليه وسلم، فلما جاء الصبح قال “لقد رأيت الذي صنعتم، ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تُفرض عليكم”(سنن أبي داود)، وكان هذا في شهر رمضان، ثم جاء عن السيدة عائشة أنها قالت “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ“(صحيح البخاري)، وهذا في إشارة إلى صلاة تهجد الليل في العشر الأواخر من شهر رمضان.
عدد ركعات صلاة التراويح
إن قيام الليل بثمانية ركعات أو 12 ركعة لم يكن موجودًا بالتالي في أيًا من العصور، ويرى عدد من الفقهاء أن هذا من الخطأ، وأنه جاء نتيجة عدم القدرة على التفهم الصحيح لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، إذ لم يتم الجمع بين دلالات الأحاديث بالطريقة الصحيحة، والتخاذل عن الانتباه إلى ما أجمع عليه الصحابة من القول والفعل في أيامنا المعاصرة، فلقد اتبعوا الحديث الذي جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين قالت “ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا، فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال يا عائشة عيني تنال ولا ينام قلبي”(حديث متفق عليه).
الواقع أن هذا الحديث يعبر عن قيام الليل بشكل عام، وهو يصف النافلة وصفًا مُطلقًا وليس دقيقًا، كما أنه لم يتحدث عن صلاة التراويح، أي الحديث عنها بوصفها صلاة خاصة برمضان فقط دونًا عن باقي الأيام، وبالتالي يمكن أن نقول بأن صلاة التراويح هي سنة نبوية كأصل، لكن من حيث الكيف فهي مأخوذة عن عمر ابن الخطاب، أي أن المسلمين اتبعوه في أدائها من حيث عدد الركعات، فلقد كان يجمع الناس في كل ليلة ليأمهم مصليًا، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ”(رواه أحمد وابن حبان والترمذي).
عدد ركعات صلاة التراويح في الحنفية
تقول الحنفية بأن عدد ركعات صلاة التراويح هو 20 ركعة بدون الوتر، وجاء عن الإمام مالك عليه رحمة الله أنه قال عددها 36، وترى المالكية بأنه يجب أن يقرأ الإمام جزءً كاملًا من القرآن في كل صلاة تراويح من ليالي رمضان، حيث يوزعها على العشرين ركعة.
عدد ركعات صلاة التراويح عند الشافعية
يقول الشافعيون بأنها 20 ركعة، إذ جاء عن الإمام النووي رضي الله عنه في المجموع بأنه قال أن مذهبهم يفتي بعشرين ركعة بدون الوتر، وهي مقسمة إلى 5 ترويحات، على أن تكون الترويحة الواحدة 4 ركعات بتسليمتين، مؤكدًا على أن أبو حنيفة وأصحابه والإمام أحمد والإمام داود وغير ذلك من الأئمة أجمعوا على هذا القول.
عدد ركعات صلاة التراويح عند الحنابلة
يقولون بأنها 20 ركعة، فإنها أخذت تسمية (تراويح) لأن المصلين كانوا يأخذون راحةً بعد كل 4 ركعات، كما قيل فيها أنها مشتقة من لفظة “مراوحة” أي معاودة تكرار نفس الفعل، وأكدوا على هذا بما جاء على لسان الإمام مالك عن يزيد بن رومان أنه قال: كان الناس يقومون في زمن عمر في رمضان بثلاث وعشرين.