معلومات عن غزوة أحد

غزوة أحد

مع بداية ظهور دين الإسلام بدأ النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – بما يعرف بغزوات العصر النبوي أو كما أطلق عليها المؤرخون غزوات النبي محمد بن عبدالله، وتم ذلك بعد هجرة الرسول محمد إلى المدينة المنورة في القرن السابع الميلادي وتأسيس الدولة الإسلامية، فقد شرع المسلمون في ذلك الوقت أبواب الجهاد، فقد انطلقت هذه الغزوات بمختلف أسبابها مع مبدأ الحرب الدينية من المفهوم الإسلامي، أو ما يعرف بالجهاد، ومن هذه الغزوات: غزوة بدر، غزوة أحد، غزوة نجد، غزوة بني سالم، غزوة خيبر، وغيرها الكثير من الغزوات.

غزوة أحد

غزوة أحد هي المعركة بين المسلمين وقبيلة قريش من المشركين، وهي ثاني أكبر غزوة خاضها المسلمون، فقد حصلت بعد عام واحد من غزوة بدر، وقد وقعت هذه المعركة بالقرب من المدينة المنورة على إحدى السفوح الجنوبية لجبل أحد، وقد سميت هذه المعركة نسبةً إلى جبل أحد.

غزوة أحد(1)

متى وقعت غزوة أحد؟

وقعت غزوة أحد في اليوم السابع من شهر شوال في العام الثالث للهجرة، وكان قد مضى على هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يقارب سنتان وسبعة أشهر، وقد وقعت غزوة أحد في النهار وليس في الليل وأوكد ذلك بقوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(آل عمران: 122).

إعلان السوق المفتوح

سبب غزوة أحد

كان لغزوة أحد سبباً واحداً، فبعد هزيمة أهل مكة في غزوة بدر، أرادوا أن ينتقموا من المسلمين ويأخذون بثأرهم، وخاصةً لأنهم قد هزموا على أيدي من خرجوا من بينهم مهاجرين قبل فترة قصيرة، وقد كان المسلمين في نفس الوقت قد بدأوا بإغلاق كل الطرق التجارية التي كانت تسير عليها قريش إلى بلاد الشام، فاعتبروا أن بقاء هذه الطرق تحت سيطرة المسلمين هي بمثابة موت بطيء لهم، فأخبر صفوان بن أمية في قريش عن حصار المسلمين للطريق التجارية، فقام الأسود بن عبد المطلب  بدلهم على طريق آخر يصل من الساحل إلى العراق، فخرج خلاله مجموعة من التجار ومنهم أبو سفيان بن حرب، وقد أخذوا معهم الفضة للمتاجرة بها، وكان فرات بن حيان من بني بكر هو دليلهم على هذا الطريق، فقام رسول الله بإرسال زيد بن ثابت رضي الله عنه إليهم، فاستولى على بضاعتهم وبعيرهم ورجع بها إلى رسول الله، وبذلك كانوا قد فقدوا هذا الطريق أيضاً، وعندما علموا أهل قريش قوة المسلمين ونبيهم، وبعد أن أصبحت جميع طرقهم التجارية غير آمنة تشاركوا مع الوثنيين وعرب البادية واليهود في عدائهم للإسلام، وأصبحوا يداً واحدة ضد المسلمين، فجهزوا أنفسهم وعدتهم، وكانت بذلك غزوة أحد.

اقرأ أيضاً:  واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا التفسير الشامل

التحضير لغزوة أحد

عدد المسلمين في غزوة أحد

كان عدد المقاتلين من الإسلام حوالي ألف مقاتل، وقد انسحب منهم ثلاثمئة مقاتل تقريباً، واستشهد سبعون من المسلمين في هذه الغزوة، فيما بلغ عدد جيش كل من قريش والمتحالفين معها ثلاثة آلاف مقاتل.

قائد المشركين في غزوة أحد

كان قائد المشركين في غزوة أحد هو أبي سفيان بن حرب، أما المسلمين فقد كانوا بقيادة الرسول محمد.

مواقف الصحابة في غزوة أحد

  • تضحية أنس بن النضر: سمع أنس بن النضر بأن الرسول قد مات في غزوة أحد، وأنه قد قتل، فذهب إلى المسلمين ووجدهم قد ألقوا أسلحتهم من أيديهم، فقال لهم: “ما بالكم قد ألقيتم السلاح” فأجابوه: “قتل رسول الله” فأجاب أنس: “فما تصنعون بالحياة بعد رسول الله؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله”. واندفع بعدها في صفوف المقاتلين حتى قتل، وقد وجد به أكثر من ثمانين بين طعنة رمح وضربة سيف ورمية سهم.
  • تضحية سعد بن الربيع: سأل النبي زيد بن ثابت عن سعد بن الربيع الأنصاري، وقال: “يا زيد! ابحث عن سعد بن الربيع بين القتلى في أحد فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله: كيف تجدك؟” فانطلق زيد بحثاً عن سعد فوجده على أخر رمق من الحياة، فقال له: “يا سعد! رسول الله يقرئك السلام، ويقول لك: كيف تجدك؟” فأجابه سعد: “وعلى رسول الله وعليك السلام، وقل له: إني والله لأجد ريح الجنة” وأضاف قائلاً: “يا زيد بلغ قومي من الأنصار السلام، وقل لهم: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله مكروه وفيكم عين تطرف”.
  • تضحية عمرو بن الجموح: كان عمرو بن الجموح رجل أعرج لا جهاد عليه، وإن الله قد أسقط عنه الجهاد، ولكنه سمع نداء: يا خيل الله اركبي، حي على الجهاد، وعندما أراد أن ينطلق للجهاد قال له أبناؤه: “يا أبانا لقد أسقط الله عنك الجهاد، ونحن نكفيك” فبكى عمرو وذهب إلى النبي واشتكى له وقال: “يا رسول الله! إن ابنائي يمنعوني من الخروج للجهاد في سبيل الله، والله إني لأريد أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة” فقال له النبي: “يا عمرو فقد أسقط الله عنك الجهاد، فقد عذرك الله عز وجل” ولكنه رأى رغبةً كبيرة في قلبه للذهاب وخوض المعركة، فقال النبي إلى أبناء عمرو: “لا تمنعوه! لعل الله أن يرزقه الشهادة في سبيله”، فانطلق عمرو باحثاً عن الشهادة في سبيل الله، وقد قتل في هذه المعركة، وعندما رآه النبي بعدما قتل قال: “والله لكأني أنظر إليك تمشي برجلك في الجنة وهي صحيحة”.
  • تضحية أم عمارة: اشتركت امرأة واحدة من النساء في غزوة أحد وهي أم عمارة نسيبة بنت كعب النجارية الخزرجية، فعندما رأت أعداء رسول الله مجمعين حوله من يمنة ويسرة، قامت برمي القراب التي كانت تروي بها جروح المسلمين وبدأت تدافع عن الرسول، فقال لها: “ما رأيت مثل ما رأيت من أم عمارة في ذلك اليوم، ألتفت يمنة وأم عمارة تذود عني، والتفت يسرة وأم عمارة تذود عني” كما قال لها في أرض المعركة: “من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟! سليني يا أم عمارة” فأجابته: “أسألك رفقتك في الجنة يا رسول الله” فقال لها: “أنتم رفقائي في الجنة.
  • تضحيات شباب الأنصار: قال رسول الله لنفر من شباب الأنصار بعد أن بدأ هجوم الكفار عليهم: “من يردهم عنا وهو رفيقي في الجنة” فتدافعوا حتى قتلوا واحداً بعد واحد وقد كانوا ستة رجال.
اقرأ أيضاً:  كيف تحسب أيام العقيقة

أحداث غزوة أحد

دخل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع جيشه إلى أرض أحد، وقد أخذوا مواقع مناسبة، ووضعوا عدداً من الرماة عند الثغرة الوحيدة من أرض المعركة، وأكد على جيشه بالتزام مواقعهم وعدم التخلي عنها مهما حدث، وقد عين عبدالله بن جيبر رضي الله عنه قائداً لهم، وأكد النبي عليه بأهمية حماية ظهور جيش المسلمين.

بدأت المعركة عندما صاح رسول الله برجاله “أمت، أمت” وقد استطاع المسلمون قتل أصحاب اللواء من بني عبد الدار من قريش، فقد قتل طلحة على يد علي بن أبي طالب، وكان طلحة هو حامل لواء قريش، فحمله بعده شخص يدعى أبو سعد، ولكنه قتل على يد سعد بن أبي وقاص.

في تلك الأثناء انتشر المسلمون بشكل كتائب متفرقة، وقد استطاعت نبال المسلمين من الإصابة بالكثير من خيل أهل مكة وقد بدأ جيش مكة بإلقاء دروعهم وتروسهم بشكل تدريجي مخففين وزنهم للهروب، وعندها صاح الرماة الذين تمركزوا على الجبل “الغنيمة، الغنيمة” ونزل 40 منهم لجلب الغنيمة، وعندها كانت ميمنة خالد بن الوليد وميسرة عكرمة من أبي جهل ثابتة في مكانها من دون حراك، فقد قاموا بهجمة مرتدة سريعة استطاعوا من خلالها إطباق الأجنحة على وسط المسلمين، وتمكن جيش مكة من الوصول إلى موقع الرسول.

نتيجة غزوة أحد

ما سبب هزيمة المسلمين في غزوة أحد؟

إن السبب الأساسي لهزيمة المسلمين في غزوة أحد هو عدم تنفيذهم لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كان لا بد من التطرق لخطة الهجوم التي وضعها لهم رسول الله، فلم يكون السبب في هزيمتهم هو عدم قدرتهم على المواجهة كما اعتقد البعض.

أول شهيد في غزوة أحد

كان أول شهيد هو عبدالله بن حرام، وهو عبدالله بن عمرو بن حرام بن الخزرج، الأنصاري، السلمي، الذي كان ملقباً بأبي جابر، وهو كان أحد نقباء ليلة العقبة.

ماذا حدث للرسول في غزوة أحد؟

عندما بدأ المشركون بتضييق الدائرة على المسلمين، وصل الخطر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه، فعندما باغته خالد بن الوليد مباغتة كاملة مع فرسانه أبدى الرسول الشجاعة والعبقرية العظيمة في هذا الموقف، فقد قام بدعوة المسلمين حوله واتخذ بهم جبهة أنقذ من خلالها من كانوا في داخل رحى الحرب، فرفع رأسه وهتف على أصحابه: “يا عباد الله”، وعندها سمعه المشركين ووصلوا إليه قبل المسلمين، وبعدها دخل المسلمين في حالة من الفوضى، منهم من لم يقدر على الصبر ولاذوا بالفرار، منهم إلى المدينة ومنهم إلى الجبل، وبعضهم قد دخلوا في حالة ارتباك شديد وفوضى، وعندها سمعوا رجلاً يصيح ويقول: “إن محمداً قد قتل”.

اقرأ أيضاً:  مقاصد سورة يس

من باب حب الصحابة للرسول صلى عليه وسلم، وبعد أن وجدوا رسول الله مجروح وقد كسرت رباعيته السفلى، وقد جرحت شفته السفلى وجبهته الشريفة، وبدأت الأعداد بالتزايد حول رسول الله فكان من أوائل من وصل من المؤمنين إليه (أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، أبي عبيدة بن الجراح، سهل بن حنيف، مالك بن سنان…)، كما كانت أعداد المشركين تتزايد أيضاً حوله، ظهرت المواقف البطولية التي كشفت عن معادن الرجال المؤمنين الموجودين حول رسول الله.

ما الدروس والعبر التي استفاد منها المسلمون في غزوة أحد؟

دائماً ما كان الانتصار يمنح الثقة، ولكنه من الممكن أن يجعل الناس أقل حذر ويقظة، وهذا ما حصل في غزوة أحد، فكانت هذه أهم الدروس والعبر في غزوة أحد:

  • الطمع هو عدو النصر، فإن النصر يتطلب الصمود ومقاومة العصيان، وإذا كنا نريد أن ننجح وننتصر لابد من محاربة الطمع أولاً.
  • إن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم أمر غاية في الأهمية، فقد كان لعصيان الرماة أوامر الرسول في غزوة أحد عواقب وخيمة عليهم كانت من أهم الأسباب لخسارة المسلمين للمعركة.
  • كان النصر في غزوة بدر “الحرب المستحيلة” سبباً للناس لأن يعتقدوا بأن الله سوف يساعدهم وينصرهم دائماً على الكافرين، وبأن النصر يكون مضمون لهم لأنهم صالحون فقط، وعلى الرغم من أن النصر من عند الله، إلا أنه لا بد من التخطيط جيداً حتى يتحقق النصر.

من هي الصحابية التي دافعت عن الرسول في غزوة أحد؟

نسيبة بنت كعب الأنصاري، وكانت قد وهبت حياتها كاملةً من أجل الدعوة لدين الإسلام، وهي من أول السيدات اللواتي بايعن رسول الله في بيعة العقبة الأولى، وكما أنها شاركت في جميع الغزوات، فقد كانت تعمل على خدمة المسلمين الجرحى وسقاية الجنود.

أين يقع ذكر غزوة أحد في كتاب الله تعالى؟

ورد ذكر غزوة أحد في سورة آل عمران بقوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ* إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.

مقارنة سريعة بين غزوة بدر وغزوة أحد

  • انتصر المسلمون في غزوة بدر، بينما خسر المسلمون في غزوة أحد.
  • قامت غزوة بدر في العام الهجري الثاني، بينما قامت غزوة أحد في العام الثالث الهجري.
  • كان سبب غزوة بدر هو اعتراض المسلمين لأحد القوافل التابعة لأبي سفيان، بينما سبب غزوة أحد هو نية غير المسلمين بأخذ الثأر نتيجة الهزيمة في معركة بدر والسيطرة على الطرق التجارية.

فيديو عن غزوة أحد

مقالات مشابهة

كيفية صلاة الغائب على الميت

كيفية صلاة الغائب على الميت

بماذا يثبت دخول شهر رمضان؟

بماذا يثبت دخول شهر رمضان؟

كيف أعرف مقدار زكاة المال

كيف أعرف مقدار زكاة المال

فانوس رمضان

فانوس رمضان

فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

احكام التجويد كاملة بشكل مفصل

احكام التجويد كاملة بشكل مفصل

دعاء اليوم التاسع من رمضان

دعاء اليوم التاسع من رمضان