فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
التصنيف: إسلاميات | أدعية

إنّ الغرض من التسبيح هو تمجيد الله عز وجل وتنزيهه عن كل نقص، فقال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ}(سورة يس:36)، حيث تكرَّرَ التسبيح في القرآن الكريم ليدرب المسلم على لفظه مرارًا وتكرارًا؛ لأنّ الله عز وجل يحب عباده الذاكرين والشاكرين فقال سبحانه: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا }(سورة الأحزاب: 42).

يتحدث هذا المقال عن التسبيح وحمد الله عز وجل، ويشمل:

  • بيان فضل التسبيح.
  • من قال سبحان الله وبحمده، وسبحان الله العظيم.
  •  فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
  • عدد تسبيحات سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

فضل التسبيح

يعد التسبيح من أعظم العبادات التي يمكن للمسلم أن يتقرب بها لله عز وجل، فقد حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه على التسبيح، ووضعه من ضمن الأذكار التي يجب على المسلم أن يذكر بها الله تعالى؛ لتنجي العامل بها من عذاب النّار وترفع من درجاته كما في قوله -عليه الصلاة والسلام-: “ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم، وأزكاها عندَ مليكِكُم، وأرفعِها في درجاتِكُم وخيرٌ لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم؟ قالوا: بلَى، قالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى قالَ معاذُ بنُ جبلٍ: ما شَيءٌ أنجى مِن عذابِ اللَّهِ من ذِكْرِ اللَّهِ”. [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

كما يكون التسبيح سبباً في تحقيق الإنسان للنصر والعون خاصة إذا قرنه الذاكر بالاستغفار استنادًا لقوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}(سورة غافر: 55).

إعلان السوق المفتوح

بيّن -عليه الصلاة والسلام- فضل ربط الحمد وتكراره من التسبيح في حديث جاء في صحيح مسلم أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- صلّى الصّبح يوماً، ثمّ جلست السيّدة جويرية -رضي الله عنها- تذكر الله تعالى في مصلّاها حتّى طلعت الشّمس، فلمّا رآها رسول الله على نفس الهيئة طوال هذا الوقت قال لها: “لقد قلتُ بعدكِ أربعَ كلماتٍ، ثلاثَ مراتٍ، لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذُ اليومَ لوزَنَتهنَّ: سبحان اللهِ وبحمدِه، عددَ خلقِه ورضَا نفسِه وزِنَةِ عرشِه ومِدادَ كلماتِه”. [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

اقرأ أيضاً:  كيف أعرف اتجاه القبلة بالبوصلة

ذكر -عليه الصلاة والسلام- فضل ربط الذاكر التسبيح مع الحمد والتهليل والتكبير في أكثر من حديث، وبيّن فضل ذكرها قبل الخلود للنوم، وفي أذكار الصباح والمساء، وبعد الفروغ من أداء الصلاة، فقال -صلى الله عليه وسلم – “أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ: سُبحانَ اللهُ لا شَريك لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، وهوَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، سُبحانَ اللهِ وبحمدِهِ”. [صحيح الأدب المفرد| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. كما بيّن لنا – عليه الصلاة والسلام- فضل التسبيح بعد القيام من المجلس في تكفير الذنوب والخطايا.

اقترن التسبيح بالتوكل على الله والتيقُّن بأنه قادر على كل شيء، فقال سبحانه وتعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ}(سورة الفرقان: 58)، كما اقترن بالعزّة والحصول على معيّة الله لقوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ* وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ}(سورة الطّور: 48-49).

من قال سبحان الله وبحمده

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة؛ غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر” [صحيح البخاري ومسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

حيث روى هذا الحديث الصحيح مسلم والبخاري في صحيحهما، إذا قال: “سبحان الله وبحمده مائة مرة؛ غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”، وفي لفظ آخر: “من قال حين يصبح وحين يمسي، سبحان الله وبحمده مائة مرة، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”، إذ يدل الحديث الشريف على أنّ المتلفظ بسبحان الله وبحمده تغفر ذنوبه وخطاياه من الصغائر وتجنبه الكبائر؛ لقوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}(النساء: 31)، فالصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كفارات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر، فهكذا التسبيح والتهليل والتحميد كفارة إذا اجتنب العبد الكبائر.

ما معنى سبحان الله وبحمده

تدل كلمة التسبيح “سبحان الله” على أصل التوحيد، وركن من أركان الإيمان بالله عزوجل، وتنزيهه عن النقائص والعيوب، والظنون والأوهام، وجاء هذا المعنى في السياق القرآني في قوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُون}(سورة المؤمنون: 91)، ومنه ما رواه الإمام أحمد عن حذيفة رضي الله عنه في وصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل قال: “وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَبَّحَ” [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

اقرأ أيضاً:  سورة الحديد وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

أما كلمة “وبحمده” فتدل على الجمع ما بين التسبيح والحمد على وجه الحال أو العطف والتقدير، وقيل: أنّ الواو هنا هي واو الحال والتقدير تدل على المحافظ والمتمسك، وقيل أنه من المحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف متقدّم، والتقدير: وأُثني عليه بحمده، فيكون سبحان الله جملة، وبحمده جملة أخرى.   

بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه إذا قرن الذاكر التسبيح بالحمد فإنّ خطاياه ستُمحى، وإن كانت مثل زبد البحر ويَثْقُل ميزان حسناته في الآخرة، فقال -عليه الصلاة والسلام-: “من قال: سبحان اللهِ وبحمدِه، في يومٍ مائةَ مرَّةٍ، حُطَّت خطاياه وإن كانت مثلَ زبدِ البحرِ” [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. وقال -صلى الله عليه وسلم- كذلك: “كلِمتان خفيفتان على اللِّسانِ، ثَقيلتان في الميزانِ، حبيبتان إلى الرَّحمنِ: سبحان اللهِ العظيمِ، سبحان اللهِ وبحمدِه” [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

من قال سبحان الله العظيم

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ” [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

فمن الجائز الاكتفاء بقول “سبحان الله وبحمده“، إلا أنّ الجمع بينها وبين قول “سبحان الله العظيم” يجعل ميزان العبد ثقيلاً يوم القيامة؛ لأنّ هذا الذكر محبب لله جلّ في علاه، وخفيف على لسان العبد ثقيل في ميزانه.

معنى سبحان الله العظيم

تدل سبحان الله العظيم على التأكيد على صفات الله عز وجل وعظمته، فهذه الصيغة من الصيغ التي يستخدمها الذاكر في التكرار والحمد، ففي ذلك فضل كبير وعظيم عند الله ويرفع من منزلة العبد عند ربه، حيث أوصّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتكرار “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم”.

فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- أنّ فضل قول “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم” يكون لأهل الفضل في الدين، والطهارة من الجرائم العظام، وهذا لا يكون لمن يبقى مصرًّا على اتباع شهواته وانتهاك حرمات الله لقوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }(سورة الجاثية :21).

اقرأ أيضاً:  ليلة القَدر

عدد تسبيحات سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ذكر أهل العلم أن قول “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم” أكثر من مئة مرّة ليس من الحدود التي نُهي عن اعتدائها، ومجاوزة أعدادها، فالزيادة عليها لا تبطلها، وفيها زيادة أجر، وفضل من الله.

فضل سبحان الله وبحمده 1000 مرة

بما أنّ ذكر “سبحان الله وبحمده” سبب في تكفير الذنوب ونيل رضى الله عز وجل وتوسعة الرزق، فإنّه لا ضرر إن أكثر المسلم من قولها أكثر من مئة مرّة لتصل إلى (1000) مرة أو أكثر؛ لأنّ الله عزوجل جعل للمداومين على ذكره وطاعته أجرًا عظيماً في الدنيا والآخرة فقال سبحانه: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (سورة الأحزاب: 35).

دلّ على ذلك الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- “مَن قالَ: حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِئَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَومَ القِيَامَةِ، بأَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به، إِلَّا أَحَدٌ قالَ مِثْلَ ما قالَ، أَوْ زَادَ عليه” [صحيح مسلم: خلاصة حكم المحدث: صحيح].

فضل سبحان الله وبحمده 100 مرة

يمكن للمسلم أن يقول سبحان والله وبحمده مائة مرة ليحصل على ثواب الكلمتين وتُمحى خطاياه، فقال عليه الصلاة والسلام: “من قال: سبحان اللهِ وبحمدِه، في يومٍ مائةَ مرَّةٍ، حُطَّت خطاياه وإن كانت مثلَ زبدِ البحرِ” [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. وقال – صلى الله عليه وسلم – كذلك: “كلِمتان خفيفتان على اللِّسانِ، ثَقيلتان في الميزانِ، حبيبتان إلى الرَّحمنِ: سبحان اللهِ العظيمِ، سبحان اللهِ وبحمدِه” [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. ومن ذلك ما جاء عن أبي ذر رضي الله عنه قال: “قلت: يا رسول الله، أخبرني بأحب الكلام إلى الله؟ قال: إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده” [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

مقالات مشابهة

دليلك الشامل عن الرؤية الشرعية

دليلك الشامل عن الرؤية الشرعية

سورة الشرح وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة الشرح وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

مبطلات الصيام في رمضان بين الزوجين

مبطلات الصيام في رمضان بين الزوجين

كيف خلق الله حواء والإنسان والإبل

كيف خلق الله حواء والإنسان والإبل

حكم دروبشيبينغ في الإسلام

حكم دروبشيبينغ في الإسلام

الفرق بين الشفع والوتر

الفرق بين الشفع والوتر

سور القرآن الكريم كاملا مع التفسير

سور القرآن الكريم كاملا مع التفسير