جدول المحتويات
سورة الكهف
تُعتبر سورة الكهف من السور العظيمة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهي سورةٌ مكية، كما أنها السورة الثامنة عشرة ترتيباً في المصحف الشريف، وعدد آياتها 110 آية، يذكر فيها الله عز وجل من القصص التي يجب أن يعتبر بها الناس، ويُستفاد منها في أمور حياتهم وعبادتهم، حيث إنها تحتوي على أربعة قصصٍ فيها من الفوائد العظيمة، وهي قصة أهل الكهف الذين تمَّ تسمية السورة على اسمهم، وقصة الرجلين، الرجل المؤمن، والرجل الذي تكبّر، وقصة نبيُّ الله موسى عليه الصلاة والسلام مع الخضر عليه السلام، والقصة الأخيرة هي قصة الملك -ذو القرنين- وكيف فعل بقوم يأجوج مأجوج، هذا باختصار عن أهم الأحداث والعِبر التي كانت في السورة، طبعاً وهي تحتوي على غيرها من الفوائد التي لا تُعدُّ ولا تُحصى، ولكن ما هي فضائل هذه السورة وما الذي ورد من الأحاديث الصحيحة في فضلها، هذا ما سنبيِّنه إن شاء الله في هذا الموضوع.
ما ورد في فضل سورة الكهف وبيان درجة صحَّته
فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
من بين أكثر المواضيع انتشاراً ومتعارفٌ عليه بين المسلمين، هو قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، ولكن لقد اختلف العلماء في هذه المسألة ما بين مصحِّحٍ ومضعِّفٍ لما ورد في هذه القضية، ولذلك سنذكر جميع الآراء والأقوال إن شاء الله بعد ذكر الأحاديث الواردة فيها.
من بين أشهر الأحاديث في هذا الموضوع هو حديث أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه أنه قال: “مَن قَرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ أضاءَ له من النورِ ما بَينَ الجُمُعتين”، وهذا الحديث ورد مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وروي موقوفاً عن الصحابيِّ أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه ، لكن معظم العلماء رجَّحوا الرواية على أنها موقوفة وليست مرفوعة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، كما أنه يوجد العديد من الأحاديث الأخرى، وبروايات وأسانيد متعددة، ولكن كلها معلولة أو منكرة، وقد أخذ باستحباب فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة جمهور العلماء، الحنفية، والشافعية، والحنابلة، ومن المالكية اختار هذا الرأي ابن الحاج.
لكن ذكر بعض أهل العلم أن تقييد قراءة سورة الكهف يوم الجمعة فيه اختلاف، والراجح في ذلك -حسب قولهم- عدم تخصيصها بيوم الجمعة وإنما قراءتها بشكلٍ عام من دون تخصيص، ومن العلماء الذين ذكروا هذا الرأي، الشيخ عبدالعزيز الطريفي، والشيخ عبدالله فوزان الفوزان، والشيخ ابن باز في مجموع الفتاوى، إلا أن الشيخ ابن باز قال مع أن هذه الأحاديث بتخصيص قراءة سورة الكهف يوم الجمعة لا تخلو من ضعف، إلا أنها تشدُّ بعضها بعضاً.
العصمة من فتنة المسيح الدجال
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عدَّة رواياتٍ تُخبر عن أنه من حفظ أو قرأ أول عشر آياتٍ من سورة الكهف، أو آخر عشر آياتٍ من سورة الكهف عُصِمَ من الدجال، أو من فتنة الدجال، فقد أخرج مسلم في الحديث الذي رواه أبو الدرداء رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف عُصِمَ من الدجال” (أخرجه مسلم برقم 809).
في روايةٍ أُخرى وهي أيضاً رواها أبو الدرداء رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ عشر آياتٍ من آخر سورة الكهف عُصِمَ من فتنة الدجال”، وفي روايةٍ “العشر الأواخر”، (أخرجه مسلم برقم 809).
