قصة سيدنا نوح عليه السلام

قصة سيدنا نوح عليه السلام

أرسل الله تعالى نبيه نوحاً إلى قومه؛ ليدعوهم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام، فقال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِۦ فَقَالَ يَٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُۥٓ إِنِّىٓ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍۢ} [الأعراف: 59]، وكان قوم نوح يعبدون الأصنام فطغوا، وتمردوا، واستكبروا، قال تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: 23].

من هو سيدنا نوح؟

نسب سيدنا نوح عليه السلام 

هو نوح بن لامك بن متوشلخَ بن خنوخ، وهو إدريس بن يرد بن مهلائيل، أو مهلاييل بن قينان، أو قينن بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر.

أبناء سيدنا نوح عليه السلام 

الحديث الأول

هو المشهور، رواه الحسن، عن سمرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} [الصافات: 77]، قال: حام، وسام، ويافث، أخرجه الترمذي، وقال: حسن غريب، وأحمد، والروياني، والطبري، وضعفه الألباني، وشعيب الأرناؤوط، وذكر له ابن كثير في البداية والنهاية شاهدين ضعيفين عن عمران بن حصين، وعن أبي هريرة.

إعلان السوق المفتوح

الحديث الثاني

عزاه ابن الملقن في التوضيح لتفسير ابن مردويه، ولم يزد السيوطي في الدر المنثور في عزوه على ذلك، وكذاك من تبع السيوطي، كالشوكاني في فتح القدير، وصديق حسن خان في فتح البيان، وتفسير ابن مردويه لم يطبع بعد، ويقال: إنه مفقود، ومع ذلك؛ فإن النسابين لا يذكرون لنوح إلا الأبناء الثلاثة المذكورين في حديث سمرة، قال القلقشندي في نهاية الأرب: قد وقع الاتفاق بين النسابين، والمؤرخين أن جميع الأمم الموجودة بعد نوح -عليه السلام- جميعهم من بنيه، دون من كان معه في السفينة؛ وعليه يحمل قوله تعالى: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} [الإسراء: 3]، وأما من عدا بنيه ممن كان معه في السفينة، فقد روي: أنهم كانوا ثمانين رجلًا، وأنهم هلكوا عن آخرهم ولم يعقبوا، ثم اتفقوا أن جميع النسل من بنيه الثلاثة: يافث، وهو أكبرهم، وسام، وهو أوسطهم، وحام، وهو أصغرهم، إذا علمت ذلك؛ فكل أمة من الأمم ترجع إلى واحد من أبناء نوح الثلاثة، وقد روى الطبري عن مجاهد قال: بنوه، ونساؤهم، ونوح، ولم تكن امرأته، وقال ابن كثير في البداية والنهاية: قد قيل: إن نوحًا -عليه السلام- لم يولد له هؤلاء الثلاثة الأولاد: سام، وحام، ويافث إلا بعد الطوفان، وإنما ولد له قبل السفينة كنعان الذي غرق، وعابر مات قبل الطوفان، والصحيح أن أولاده الثلاثة كانوا معه في السفينة هم ونساؤهم، وأمهم.

حياته 

إن الذي لا شك فيه هو أن نوحًا -عليه السلام- مكث في قومه يدعوهم إلى الإسلام تسع مائة وخمسين سنة، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ، فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} [العنكبوت 14: 15]، هذا ما جاء في القرآن الكريم، ولو كان في ذكر غير هذا فائدة لنا أو عبرة نعتبر بها لذكره الله -عز وجل- وقد ذكر المؤرخون والأخباريون أنه عاش ألفًا وسبع مائة وثمانين سنة، كما ذكروا غير ذلك.

عُمر سيدنا نوح عليه السلام

 لم يثبت فيه شيء من الكتاب والسنة الصريحة، ولكننا نسرد هذه الأقوال هنا من باب زيادة العلم بما تنقله كتب السلف:

اقرأ أيضاً:  كيفية حساب زكاة المال المودع في البنك
القول الأول

قال قتادة أنه عاش 950 سنة، فقد جاء في “تفسير القرآن العظيم” لابن كثير، وقال قتادة: “يقال إن عمره كله كان ألف سنة إلا خمسين عامًا، لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلاثمائة سنة، ودعاهم ثلاثمائة، ولبث بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة” روى نحوه ابن أبي حاتم.

القول الثاني

قال ابن عباس أنه عاش 1050 سنة، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: “بعث الله نوحًا وهو ابن أربعين سنة، ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعوهم إلى الله، وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا”(عزاه السيوطي في “الدر المنثور” لكل من ابن أبي شيبة وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، والحاكم، وصححه وابن مردويه).

القول الثالث

قال كعب الأحبار أنه عاش 1020 سنة، فلقد روى ابن أبي حاتم في “التفسير” حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا أبو رافع إسماعيل بن رافع، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن كعب الأحبار، في قول الله: {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} [العنكبوت: 14]، قال: عاش بعد ذلك سبعين عامًا.

القول الرابع

يحكى عن ابن عباس وهو قول وهب بن منبه أن سيدنا نوح -عليه السلام- عاش 1400 سنة. (تفسير القرطبي)

القول الخامس

قال عون بن شداد أنه عاش 1650 سنة، فعن عون بن أبي شداد، قال: إن الله -تبارك وتعالى- أرسل نوحًا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاث مائة سنة، فدعاهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاث مائة سنة، رواه ابن أبي حاتم في “التفسير” والطبري في “جامع البيان”.

القول السادس

قال عكرمة -رضي الله عنه أنه عاش 1700 سنة، فعن عكرمة رضي الله عنه قال: “كان عمر نوح عليه السلام قبل أن يبعث إلى قومه وبعدما بعث ألفًا وسبعمائة سنة” عزاه السيوطي في “الدر المنثور” لعبد بن حميد، قال ابن كثير في “تفسير القرآن العظيم” بعد أن استغرب الأقوال السابقة: وقول ابن عباس أقرب.

وفاته 

روى ابن أبي الدنيا في “الزهد” بسنده عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: جاء ملك الموت إلى نوح -عليه السلام- فقال: يا أطول النبيين عمرًا! كيف وجدت الدنيا ولذتها؟ قال: كرجل دخل بيتًا له بابان، فقام في وسط البيت هنيهة -القليل من الزمان- ثم خرج من الباب الآخر.

ما هي قصة سيدنا نوح؟ 

دعوة سيدنا نوح عليه السلام 

أرسل الله نوحاً إلى قومه ليدعوهم إلى عبادة الله وحده، وكان قوم نوح يعبدون الأصنام فطغوا، وتمردوا واستكبروا، وقد دعا نوح قومه ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً (950) سنة يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، ولكن قوم نوح لم يستجيبوا له، بل أنكر أشرافهم، وكبرائهم نبوته، واتهموه بالكذب، وقالوا إن أتباعه من الفقراء والضعفاء الذين لا فكر لهم ولا رؤية، واستمر نوح -عليه السلام- في دعوة قومه، وتلطف بهم، ودعاهم في كل مناسبة وكل موقف في الليل والنهار سراً وجهراً فما آمن معه إلا قليل من قومه، أما الأكثرون فقد كذبوه، وسخروا منه، واتهموه بالجنون، وحالوا بينه وبين تبليغ رسالة ربه، وهددوه بالرجم إن لم ينته، ولكن نوح عليه السلام لم يبال بتهديدهم ولم يلق له بال، وواصل دعوته لهم حتى إذا يأس نوح -عليه السلام- من إيمان قومه، وهددوه بالقتل، وآذوه ومن آمن معه فما كان منه إلا أن دعا عليهم بقوله: {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح 26: 27].

اقرأ أيضاً:  قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام

لقد استجاب الله دعاء نبيه نوح -عليه السلام- وقضى بهلاك قوم نوح بالغرق وأمره أن يصنع سفينة ليركب فيها هو ومن آمن معه، ولما انتهى نوح -عليه السلام- من صنع السفينة، أمره الله بأن يحمل فيها من البشر والحيوانات من كلٍّ زوجين اثنين ذكراً وأنثى، وذلك ليبقى ويستمر النسل كما أمره الله أن يحمل معه أهله عدا من كفر منهم، وهم إحدى زوجاته وأحد أبنائه كما أمر الله أيضاً أن يحمل معه المؤمنين به وهم قليل

ثم أخذت سيدنا نوح عاطفة الشفقة على ولده فطلب من ربه أن ينجيه من الهلاك، ولما أهلك الله تعالى الكفار بالغرق أمر الله الأرض أن تبتلع الماء، وأمر السماء أن تتوقف عن المطر؛ فاستوت السفينة، ورست على جبل الجودي وقضي الأمر، وأهلك الله  الظالمون، قال تعالى: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [هود: 44].

قصة سيدنا نوح بعد الطوفان 

بعد أن أهلك الله الكفار بالغرق أمر الأرض أن تبتلع الماء، وأمر السماء أن تتوقف عن المطر فاستوت السفينة راسية على جبل الجودي وقضي الأمر، وأهلك الظالمون، وبعد أن استوت السفينة على الجبل، أمر الله نوحاً أن ينزل ومن معه محفوفاً بالسلام والبركات، وهكذا نصر الله نوحاً والمؤمنين معه، وأهلك من كفر به وجعلهم عبرة للناس، قال تعالى: {وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْنَٰهُ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ ۚ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍۢ فَأَغْرَقْنَٰهُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنبياء: 76 – 77]، ثم جعل الله في ذرية نوح وإبراهيم -عليهما السلام- النبوة والكتاب كما قال سبحانه: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ۖ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 26].

فوائد قصة سيدنا نوح عليه السلام 

الدعوة إلى الله

إن جميع الرسل من نوح إلى محمد (صلى الله عليه وسلم) متفقون في الدعوة إلى التوحيد الخالص لله -عز وجل- والنهي عن الشرك، فنوح وغيره أول ما يقولون لقومهم: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [هود: 84]، ويكررون هذا الكلام بطرق كثيرة؛ رغبة في إيمان قومهم.

آداب الدعوة وتمامها

إن نوحًا دعا قومه ليلًا ونهارًا، وسرًا وجهرًا بكل وقت وبكل حالة، وأنه رغبهم بالثواب العاجل، وبالسلامة من عقاب الله -عز وجل- والتمتع بالأموال والبنين، وإدرار الكثير من  الرزق إذا آمنوا، والثواب الآجل؛ وحذرهم من ضد ذلك وعاقبته، وصبر على هذا صبرًا عظيمًا كغيره من الرسل، وخاطبهم بالكلام اللين والشفقة، وبكل لفظ يستميل القلوب.

إبطال قول المكذبين 

إن الشُّبه التي قدح فيها أعداء الرسل برسالتهم من الأدلة على إبطال قول المكذبين، فإن الأقوال التي قالوها، ولم يكن عندهم غيرها، ليس لها نصيب من العلم والحقيقة عند كل عاقل، فقول قوم نوح: {مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ} [هود: 27]، عند تأمل جملها تجدها تمويهات دالة على أنهم كاذبون مكابرون، فقولهم: {مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا}، فهل كون الحق جاء على يد بشر مثلهم شيء من الشبهة تدل على أنه ليس بحق؟

اقرأ أيضاً:  سورة الحاقة وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

إخلاص الأنبياء لله تعالى

من فضائل الأنبياء، وأدلة رسالتهم، إخلاصهم التام لله تعالى في عبوديتهم، وفي عبوديتهم المتعدية لنفع الخلق كالدعوة والتعليم وتوابع ذلك، ولذلك يبدون ذلك ويعيدونه على أسماع قومهم كل منهم يقول: {وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ} [هود: 51].

فضائل القدح في نيات المؤمنين 

القدح في نيات المؤمنين، وفيما منَّ الله عليهم به من الفضائل، والتألي على الله -عز وجل- أنه لا يؤتيهم من فضله من مواريث أعداء الرسل، فلهذا قال نوح لقومه حين تألوا على الله، وتوسلوا في ذم المؤمنين به بذلك، فقال: {وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ} [هود: 31].

الاستعانة بالله عز وجل

ينبغي الاستعانة بالله تعالى، وأن يذكر اسمه عند الركوب والنزول، وفي جميع التقلبات والحركات والسكنات، وحمد الله، والإكثار من ذكره عند النعم، وخصوصًا النجاة من الكربات والمشقات، كما قال تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود: 41]، وقال: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [المؤمنون: 28].

الدعاء بالبركة

ينبغي الدعاء بالبركة في نزول المنازل العارضة كالمنازل في إقامات السفر وغيره، والمنازل المستقرة كالمساكن والدور؛ لقوله: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} [المؤمنون: 29].

تقوى الله عز وجل

إن تقوى الله والقيام بواجبات الإيمان من جملة الأسباب التي تُنال بها الدنيا، وكثرة الأولاد، والرزق، وقوة الأبدان، وإن كان لذلك أيضًا أسباب أُخرى، وهي السبب الوحيد الذي ليس هناك سبب سواه في نيل خير الآخرة، والسلامة من عقابها.

نجاة المؤمنين من العقوبات الدنيوية 

إن النجاة من العقوبات العامة الدنيوية هي للمؤمنين، وهم الرسل وأتباعهم، وأما العقوبات الدنيوية العامة فإنها تختص بالمجرمين، ويتبعهم توابعهم من ذرية وحيوان، وإن لم يكن لها ذنوب؛ لأن الوقائع التي أوقع الله بأصناف المكذبين ضمت الأطفال والبهائم.

الصبر على الدعوة

صبر نوح -عليه السلام- على دعوته لقومه المئات من السنين، فقد لبث فيهم تسعمائة وخمسون عامًا يدعوهم إلى الله ليلًا ونهارًا، سرًّا وجهرًا، ومن لوازم الصبر ألا يستطيل الداعي إلى الله الطريق، ولا يستعجل النتائج.

تفسير قصة سيدنا نوح

قصة سيدنا نوح -عليه السلام- هي آية في الصبر، وقصة من القصص الرائعة في الصبر على الأذى، والصبر في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، والدعوة في السر والجهر، وعدم اليأس، والبدء بالمقربين، وعدم الاستماع لسخرية من يسخر من الحق، ومع ذلك عدم اليأس من تبليغ الدعوة، وذلك لأن اليأس ليس من صفات الأنبياء، فما بالك بأولي العزم منهم ومن ضمنهم نوح عليه السلام؟ وتأمل انسياق نوح -عليه السلام- لأمر ربه، وبناء سفينة في صحراء لا بحر فيها، كل ذلك يقينًا منه في خالقه أنه لا يأمره إلا بالأفضل له ولمن آمن معه، ولم ييأس نوح من دعوة ابنه لركوب السفينة حتى في ظل الأمواج العالية، ولكن ابنه لم يستجب له، ومات مع الكافرين.

فيديو قصة سيدنا نوح عليه السلام 

مقالات مشابهة

كيفية صلاة ليلة القدر

كيفية صلاة ليلة القدر

كل ما تريد أن تعرفه عن قرقيعان رمضان

كل ما تريد أن تعرفه عن قرقيعان رمضان

صفات المنافقين الكاملة

صفات المنافقين الكاملة

فضيلة التسبيح

فضيلة التسبيح

مائدة رمضان

مائدة رمضان

أذكار الصباح وأذكار المساء

أذكار الصباح وأذكار المساء

سورة النساء وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة النساء وسبب نزولها وفضلها مع التفسير