كردستان العراق الدليل الشامل

كردستان العراق الدليل الشامل

تقع جمهورية العراق في غرب قارة آسيا، وتتكون رسمياً من تسعة عشر محافظة، ويقع إقليم كردستان العراق في الجزء الشمالي من الجمهورية ويتم معاملته بشكل خاص؛ فهو يخضع لحكم مستقل، وله علم خاص ونشيد خاص بالرغم من وقوعه في نفس جمهورية العراق، كما يحكم هذا الإقليم عدة سلطات مختلفة بحكم موقعه الذي يتشارك به عدد من الدول مثل تركيا، وسوريا، والعراق، وإيران، ويسكن في هذا الأقليم مجموعة عرقية تتركز في منطقة غرب آسيا يُطلق عليهم اسم الأكراد، وتتحدث هذه المجموعة لغة خاص يُطلق عليها اسم اللغة الكردية.

أين تقع كردستان العراق؟

يقع كردستان العراق في الجمهورية العراقية وتحديداً في الجزء الشمالي من الجمهورية، ويحد هذه المنطقة من جمهورية العراق الجنوب الشرقي لدولة تركيا، والجزء الشمالي من جمهورية سوريا، والشمال الغربي من دولة إيران، ويتميز هذا الإقليم بطبيعته الجبلية، ومياهه الوفيرة، حيثُ تكثر فيه الأنهار والبحيرات التي انعكس وجودها على تربة الأراضي المُحيطة بها مما جعل أغلب أراضي منطقة إقليم كردستان مناطق خصبة صالحة للزراعة، وتلعب الطبيعية الجبلية في منطقة كردستان العراق،ودرجات الحرارة المُعتدلة واللطيفة، والمياه المُنتشرة في أراضيه دوراً كبيراً بجذب السُياح من جميع أنحاء العالم من أجل التمتع بالطبيعة الساحرة السائدة في إقليم كردستان العراق.

عاصمة كردستان العراق

على الرغم من وقوع إقليم كردستان العراق في جمهورية العراق إلا أنه يتمتع بحكم ذاتي مستقل يفصله عن باقي أجزاء ومحافظات جمهورية العراق، وهناك عاصمة سياسية خاصة بهذا الإقليم مُعترف بها بشكل رسمي من قبل الحكومة، وهي أربيل ويُطلق الأكراد القاطنين في منطقة إقليم كردستان على هذه العاصمة اسم هولير باللغة الكردية الخاصة بهم، كما توجد عاصمة أُخرى لمنطقة إقليم كردستان العراق بسبب خضوعها للحكم الفدرالي نتيجة إشتراك أراضي الإقليم مع أكثر من دولة مثل تركيا، وإيران، وسوريا وتُعتبر العاصمة الرئيسية لهذا الحكم كركوك بحكم القانون.

إعلان السوق المفتوح

حدود كردستان العراق

يتشارك إقليم كردستان حدوده مع ثلاث دول رئيسية مُحيطة به وهي: تركيا، وسوريا، وإيران، وهناك مجموعة من المعابر البرية والبحرية التي تربط هذا الإقليم مع هذه الدول، وتمتلك تركيا وإيران مجموعة من المنافذ من وإلى الإقليم منها ما يُعتبر مهم للغاية مثل: معبر الخابور الواقع في الناحية الشمالية الغربية من مُحافظة دهوك التي تقع على الحدود السورية التركية العراقية ويتميز هذا المعبر بأهميته كونه المعبر الرئيسي الذي يربط إقليم كردستان العراق بالعالم الخارجي، ومن الناحية الشمالية لمُحافظ دهوك يقع أيضاً معبر ابراهيم الخليل البري، وعلى الحدود الكردية الإيرانية يربط معبر برويز خان في محافظة ديالى في منطقة إقليم كردستان بالدولة الإيرانية إضافة إلى معبر الحاج عمران البري الذي يقع في محافظة اربيل والذي يربط إقليم كردستان بدولة إيران.

علم العراق وكردستان

يملك كردستان العراق علم مستقل مُختلف عن العلم الرسمي لجمهورية العراق، وقد ظهر هذا العلم للمرة الأولى بداية العشرينات وكان وسيلة للتعبير عن رغبة الأكراد بحق تقرير مصيرهم، وتوالى استعمال هذا العلم  أثناء قيام الأكراد بمجموعة من الثورات التي قادتها الجماعات الكردية في منطقة إقليم كردستان، وتم الإعلان بشكل رسمي عن علم إقليم كردستان العراق في برلمان إقليم كردستان العراق عام 1999 ويتم الإحتفال بذكرى علم كردستان العراق سنوياً في يوم 17 من شهر ديسمبر، ويضم علم كردستان العراق أربع ألوان رئيسية وهي: الأحمر، والأصفر، والأخضر، والأبيض، ويرمز اللون الأحمر في العلم إلى دماء الشهداء، أما اللون الأصفر فيرمز إلى لون الشمس وأشعتها التي تُعتبر رمز لحياة الناس، ويرمز اللون الأخضر في العلم إلى الحياة الطبيعية الخلابة في إقليم كردستان، أما اللون الأبيض فهو يُعبر عن السلام، ويحتوي علم كردستان العراق على رمز الشمس الذهبي في منتصف العلم الذي يُمثل السمة الرئيسية فيه، وتتكون هذه الشمس الذهبية من 21 شُعاع تُعبر هذه الأشعة عن يوم 21 آذار الذي يُعتبر عيد قومي للأكراد في إقليم كردستان.

اقرأ أيضاً:  مدينة زبيد

 مساحة كردستان العراق

تتوزع المساحة الكلية لكردستان العراق في أربع دول وهي العراق، وسوريا، وتركيا، وإيران وتُقدر هذه المساحة بما يُقارب 409,650 كيلو متر مربع، يقع منها ما يُقارب 194,400 كيلومتر مربع في الأراضي التركية، وما يُقارب 72,000 كيلومتر مربع في الأراضي العراقية، و124950 كيلومتر مربع في الأراضي الإيرانية.

عملة كردستان العراق

تُعتبر العملة الرئيسية لإقليم كردستان العراق والمُعترف بها رسمياً من قبل البنك المركزي العراقي الدينار العراقي، وقد حاول بعض المسؤولين الأكراد في إقليم كردستان العراق في عام 2016 تصميم عملة خاصة بإقليم كردستان العراق، إلا أن البنك المركزي العراقي نفى خضوع هذه العملة لقوانين البنك المركزي العراقي وبذلك لا تُعتبر عملة صالحة للتداول.

السياحة في كردستان العراق

يتميز كردستان العراق بمناخ لطيف، ومناظر طبيعية خلابة، ومياه وفيرة مما جعله وجهة مُعتمدة للعديد من سُكان العراق، والبلدان المجاورة لها لقضاء أوقات رائعة في منطقة إقليم كردستان العراق، ويتمتع كردستان العراق بمناخ لطيف صيفاً ودرجات حرارة منخفضة بسبب طبيعته الجبلية مما يجعل هذه المنطقة وجهة سياحية للعديد من الأشخاص الفارين من حرارة الصيف المُرتفعة، وينتشر في منطقة إقليم كردستان مجموعة كبيرة من المنتجعات والمصياف التي تُقدم للسياح خدمات متميزة  لقضاء أوقات رائعة في المنطقة، ومن أهم هذه المنتجعات والمناطق الرئيسية السياحية في الإقليم: منتجع مدينة شقلاوه، مصيف سرجنار، وسد دهوك، منتزه سامي عبد الرحمن في أربيل، ومتحف النسيج الكردي في أربيل، ومدينة جافي لاند السياحيه في مدينة السليمانية، جبل هلكورد في منطقة المثلث الحدودي في إقليم كردستان، ومتحف السليمانية في منطقة السليمانية.

سبب تسمية كردستان العراق

يعود السبب وراء تسمية إقليم كردستان العراق بهذا الاسم نسبةً إلى الأكراد الذي يسكنون هذه المنطقة منذ زمن بعيد، وقد عُرفت هذه المنطقة في الحضارات التاريخية التي نشأت في منطقة بلاد الرافدين باسم منطقة الكرد، وقد عُرفت في تلك الفترة بأسماء متعددة منها اسم كوردرين في الحضارة الرومانية، وقار دوتشوي في الحضارة الإغريقية، وقاردو في الحضارة البابلية، وكاردا في الحضارة السومرية، وأرض الكرد في العهد الإسلامي، وتم توثيق اسم كردستان التي تعني بلاد الكرد لأول مرة في السجلات في بداية القرن الحادي عشر.

تاريخ كردستان العراق

يُعتبر تاريخ كردستان العراق حافل بالعديد من العصور التي شهدت إنجازات متنوعة ومهمة على مستوى الإقليم، ويتميز كل عصر من العصور التي توالت على هذا الإقليم إنجازاتها السياسية والاقتصادية للارتقاء بإقليم كردستان وتحقيق مطالب سُكانه موحدة استقلالية، وفيما يلي عرض لأهم العصور التاريخية التي توالت على هذا الإقليم:

اقرأ أيضاً:  كيفية ملئ استمارة البطاقة الوطنية

فترة ما قبل الإسلام

سكنت العديد من الحضارات الإنسانية التي عرفتها البشرية قبل العهد الإسلامي في هذه المنطقة، ومن أشهر الشعوب التي عاشت في منطقة كردستان العراق وحكمتها قبل الإسلام الشعوب الأكادية، والشعوب السومرية، والشعوب الآشورية، إضافة إلى الرومان واليونان، وكانت منطقة إقليم كردستان مركز لكنيسة المشرق الآشورية والسريانية إلى بداية العصر الإسلامي، وقد شهدت هذه المنطقة ازدهار أدبي كبير خلال فترة حكم الساسانيين.

العصر الإسلامي

خضعت منطقة إقليم كردستان لحكم الدولة الفارسية قبل الحكم الإسلامي بفترة قليلة، ومع بداية الفتوحات الإسلامية خضعت منطقة إقليم كردستان إلى حكم الدولة الإسلامية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، واستمر حكم الدولة الإسلامية لهذه المنطقة في ظل حكم الخلافة العباسية، والخلافة الأموية، وبعدما سقطت العراق في يد المغول خضعت كردستان أيضاً للحكم المغولي، ووصل العثمانيون إلى المنطقة في القرن السادس عشر، وكانت تُقسم كردستان في تلك الفترة إلى ثلاث مناطق رئيسية وهي إمارة بابان، وإمارة بادينان، وإمارة سوران التي قامت الدولة العثمانية بحلها حتى بداية الحرب العالمية الأولى.

فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى

بعد قيام الحرب العالمية الأولى وقعت الأراضي التي كانت تخضع لحكم الدولة العثمانية للاحتلال بسبب خسارة الدولة العثمانية الحرب أمام الدول الحلفاء، و بموجب ذلك خضعت أراضي العراق التي كانت تخضع لحكم الدولة العثمانية وهي بغداد والموصل والبصرة وأجزاء من إقليم كردستان إلى حكم بريطانيا بموجب اتفاقية سايكس بيكو التي تم توقيعها لتقسيم مناطق غرب آسيا بعد الحرب العالمية الأولى، وفي عام 1920 وقعت أراضي العراق في عصبة الأمم تحت سيطرة المملكة المتحدة.

الحرب العراقية الإيرانية وحملة الأنفال

وقعت الحرب العراقية الإيرانية بين العراق وإيران في عام 1980؛ حيثُ قامت الدولة الإيرانية بقصف الحدود العراقية، مما جعل العراق تعتبر هذا العمل إعلان لبدء الحرب ضد إيران، وازدادت حدة الإشتباكات بين الدولتين بقيام الرئيس صدام حسين باجتياح الأراضي الإيرانية في عام 1980، وفي هذه الفترة قامت الحكومة العراقية أيضاً بتنفيذ حملة واسعة ضد السياسية التي إتباعها الأكراد في إقليم كردستان في ذلك الوقت، وسُميت هذه الحملة بحملة الأنفال، حيثُ قامت القوات العراقية بعملية إبادة جماعية للجماعات الكردية في إقليم كردستان العراق باستخدام الأسلحة الكيماوية، وتم تنفيذ هذه الحملة على مرحلتين تم من خلالها إبادة عدد كبير من الأكراد وتدمير أكثر من 2000 قرية كردية.

الربيع الكردي الأول

تم توقيع إتفاقية الحكم الذاتي الكردي في إقليم كردستان العراق بين الحكومة العراقية والأكراد في عام 1970، ومع توقيع هذه الاتفاقية بدأت مرحلة الربيع الكردي الأول، وتم اختيار منطقة اربيل كعاصمة للإقليم الكردي، وعلى الرغم من توقيع هذه الإتفاقية، إلا أن الأكراد لم يتمتعوا بحريات كاملة وحكم ديمقراطي، ومع بداية عام 1991 قامت العديد من الانتفاضات ضد نظام صدام حسين، وفي هذه الأثناء أقر مجلس الأمم المتحدة المادة 688 التي تضمن حق الأكراد في المنطقة وتوفر لهم الآمان، ووقعت فيما بعد العديد من الخلافات بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي في منطقة كردستان العراق، وانتهت هذه الخلافات بتوقيع إتفاقية بين رئيس جمهورية العراق صدام حسين، ورئيس منطقة كردستان العراق مسعود البارزاني عام 1996، وقد أسفر عن هذه الاتفاقية اعتراف مسعود برزاني بحزب البعث والرئيس صدام حسين.

اقرأ أيضاً:  محافظة البحيرة

الربيع الكردي الثاني

بدأ الربيع الكردي الثاني في عام 2011 عندما قام مجموعة من الشباب في منطقة السلمانية بإطلاق حملات على الفيسبوك تدعو المواطنين في منطقة كردستان العراق للقيام بانتفاضة ضد حكم عائلة البارزاني، وبالتعاون مع مجموعة من الأحزاب السياسية الموالية لنظام حكم العائلة تم قمع هذه المظاهرات ووُضع القائمين عليها في السجون وتم اتهامهم بمجموعة من الجرائم، وهُددت أُسرهم بالقتل.

الاقتصاد في كردستان العراق

يُعتبر اقتصاد إقليم كردستان العراق اقتصاداً مُستقلاً عن الاقتصاد الكلي لجمهورية العراق، ويشهد الاقتصاد في منطقة كردستان العراق ازدهاراً كبيراً مقارنة مع المناطق الأخرى، ويعود ذلك لعدة أسباب من أهمها الأمن الذي تخضع له منطقة كردستان العراق مقارنة ببقية أجزاء العراق، إضافة إلى سياسة الإقليم، ويزدهر اقتصاد كردستان العراق من خلال مجموعة من المشاريع الاقتصادية القائمة في الإقليم والتي تُركز على النفط في المنطقة، والنشاط الزراعي المُزدهر بسبب طبيعة الإقليم، إضافةً إلى النشاط السياحي الذي يحصد أعلى نسبة من العائد السياحي للعراق.

الثقافة في كردستان العراق

تُعتبر الثقافة الكردية من أقدم الثقافات التي عرفتها البشرية على مستوى العالم، وكان للعديد من الحضارات التاريخية القديمة دور هام في تطوير هذه الثقافة وخصوصاً حضارات بلاد ما بين النهرين، وتتنوع الفعاليات الثقافية في إقليم كردستان العراق، حيثُ تقام العديد من الفعاليات السنوية المعروفة في هذه المنطقة، وتُعتبر الأعياد القومية الكردية من أبرزها مثل عيد نوروز وبعض المهرجانات الثقافية مثل مهرجان أربيل، إضافة إلى الآثار القديمة الموجودة في الإقليم والتي تدل على الإرث الثقافي في المنطقة كآثار مدرسة قوبهان.

الخصائص السكانية في كردستان العراق

مازال كردستان العراق غير قادر على إحصاء عدد السكان فيه بشكل دقيق، إلا أن الحكومة الكردية قامت في عام 2009 التصريح عن عدد سكان الإقليم بصورة تقريبية حيثُ بلغ عدد السكان الموجودين في محافظات الإقليم ما يُقارب 

4864000 نسمة، ويتمتع سكان هذا الإقليم بمجموعة من الخصائص التي سنذكرها بشكل مفصل فيما يلي:

اللغة في كردستان العراق

يتحدث سُكان إقليم كردستان العراق بمجموعة من اللغات الخاصة بهم، إلا أن اللغة الرسمية للإقليم تُعتبر اللغة العربية إلى جانبها اللغة الكردية التي تُعتبر اللغة الرسمية والأكثر انتشاراً في الإقليم، كما تنتشر في إقليم كردستان العراق اللغة الآرامية، والسريانية، والكورمانجية.

الدين في كردستان العراق

يُعتبر الدين الإسلامي هو الدين الرسمي لإقليم كردستان العراق، وينتمي إليه مجموعة كبيرة من سُكان هذا الإقليم، كما يعتنق البعض منهم دين المسيحية، والدين الآشوري، والأرمن، كما توجد طائفة قليلة من سُكان كردستان العراق ينتمون إلى الطائفة اليزيدية.

الهجرة في كردستان العراق

استقبل كردستان العراق عدد كبير من المهاجرين من جميع أنحاء العراق الذين يقصدون هذا الإقليم لغايات الاستقرار لما يتمتع به من آمن وسلام مقارنة بمناطق العراق المختلفة، كما استقبل إقليم كردستان العراق عدد كبير من المهاجرين الأجانب الذي قدموا إلى الإقليم من الدول المجاورة مثل تركيا لغايات البحث عن فرص جيدة للعمل لما يشهده هذا الإقليم من ازدهار اقتصادي وسياحي.

فيديو عن كردستان العراق

مقالات مشابهة

البورصة العراقية

البورصة العراقية

منطقة سحم في محافظة إربد

منطقة سحم في محافظة إربد

مدينة دربندخان في محافظة السليمانية

مدينة دربندخان في محافظة السليمانية

محلية هبيلة في السودان

محلية هبيلة في السودان

مدينة برطلة في محافظة نينوى

مدينة برطلة في محافظة نينوى

السوق الصيني دبي

السوق الصيني دبي

الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي

الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي