جدول المحتويات
تمنع المرأة المرضع من الصيام في حال كان عمر الطفل لا يتجاوز الستة أشهر، ويعتمد بشكل كامل على الرضاعة، حيث قد تتأثر كمية حليب الأم بالصيام، كما لا ينصح لها بالصوم في حال كانت تعانى من أى مرض مزمن مثل الضغط والسكر، أو حالة صحية تسبب لها الضعف، وتمنع المرأة المرضع من الصيام في حال تسبب ذلك في نقص وزن الطفل أو تأثر نموه.
متى تفطر المرضعة؟
ينصح الخبراء الطبيون الأمهات المرضعات للأطفال البالغ عمرهم حتى نصف سنة بعدم الصوم لأن الرضاعة الطبيعية في هذا العمر تُشكّل النظام الغذائي الأساسي للطفل، وربما النظام الغذائي الوحيد. قد تشعر النساء المرضعات خلال الصيام بالجوع والعطش الشديدين، وقد يتعرضن أيضًا لخطر الإصابة بالجفاف وقد يؤدي الجفاف الشديد إلى شح كمية الحليب حتى لو لم يكن هناك أي تغيير في جودته ولذلك، بشكل خاص، يجب على النساء المرضعات اللواتي يعانين من نقص في إدرار الحليب التفكير بعناية في قرارهن بشأن الصيام.
متى تصوم المرضعة؟
يبدأ بعض الأطفال في تناول الأطعمة الصلبة عند بلوغهم 6 أشهر ويتعود بعضهم بالفعل على بعض من هذه الأطعمة، ولذلك هناك حالات يمكن فيها للوجبات الصلبة بالتأكيد أن تحل محل الرضاعة الطبيعية وفي مثل هذه الحالات، قد تجد الأمهات المرضعات أنه من الأسهل الجمع بين الصيام والرضاعة الطبيعية بسبب انخفاض وتيرة الرضاعة الطبيعية.
هل تصوم المرأة المرضعة في رمضان؟
الإجابة على سؤال هل تصوم المرأة المرضعة في رمضان؟ لا يجيب عليها علماء الدين الإسلامي فقط بل يشاركهم في الإجابة الطبيب المختص، بمعنى أن رؤية الطبيب للحالة الجسدية والصحية للأم التي ترضع، وتحديده للحالة وما إن كانت من الممكن أن تصوم خلال شهر رمضان الكريم دون أن يؤثر سلباً عليها أو على صحة طفلها أم لا، لذلك ينقسم حكم إفطار المرضع في رمضان إلى قولين، هما:
- يجوز أن تفطر المرضع في رمضان: في حالة حدد الطبيب المختص ذلك، وعدم قدرتها على الصيام لما تتركه الرضاعة من ضعف جسدي على الأم، وفي بعض الأحيان تكون لا تزال تعاني من ضعف الحمل والوضع.
- لا يجوز أن تفطر المرضع في رمضان: إن كانت حالتها الصحية جيدة، والرضاعة لا تؤثر عليها بل أنها تشعر بالنشاط الطبيعي، ويمكن أن تصوم دون أن تتأثر هي أو مولودها، وفي حالة أفطرت المرضع وكانت صحتها جيدة؛ فإنها في هذه الحالة تكون آثمة لأنها تكون قد أفطرت عن عمد.
كفارة إفطار المرضعة في رمضان
توجد معلومة خاطئة شائعة بصورة كبيرة داخل المجتمعات العربية الإسلامية وهي أن المرضعة والحامل التي تفطر في شهر رمضان الكريم عليها أن تطعم فقط مسكين عن كل يوم أفطرته ولا يوجد عليها قضاء، وهذا كما سبق وأن ذكرنا خاطئ وليس صحيح، بل أن كفارة افطار المرضعة في رمضان يوجد حولها أكثر من رأي ولكل منهما السند الخاص به، كما سوف نوضح فيما يلي:
- المرضعة تقضي فقط ولا تطعم: وهذا هو الرأي الراجح بين الأقوال الثلاث، والذي قال به الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- هذا ويأخذ به وأبي حنيفة وأصحابه بالإضافة إلى الشيخ ابن عثيمين وابن باز وابن المنذر -رحمهم الله جميعاً-.
- المرضعة تطعم ولا تقضي: هذا الرأي هو الأضعف بين الأقوال الثلاثة، وهي أن المرضع لا تقضي ما أفطرته من الأيام في شهر رمضان، بل يكفيها الإطعام عن كل يوم بقدر نصف صاع من الرز أو التمر بالبذور المشهورة في البلد التي تنتمي إليها وقد قال بهذا الرأي كلِِ من الصحابي عبدالله بن العباس، وعبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما-.
- المرضع تقضي وتطعم معاً: يقال عن هذا الرأي أنه أحوط وأبرأ للذمة لأنه يفيد بوجوب القضاء والإطعام معاً عن كل يوم تفطره المرضع، وقد قال بهذا الرأي كلِِ من الإمام الشافعي وأحمد بن حنبل -رحمهما الله-.
صيام القضاء للمرضع
ذهبت معظم الآراء عند علماء الدين الإسلامي سواء كانوا في العصر القديم أو الحديث إلى أن المرأة التي تفطر في شهر رمضان الكريم بسبب الرضاعة عليها القضاء عقب انتهاء الشهر المبارك، وإنه لا يوجد عليها سوى القضاء فقط عقب الانتهاء من الرضاعة، ولا يشترط أن تصوم الأيام متتالية بل يمكن أن تكون متفرقة، وقد استندوا في رأيهم هذا على أن صيام القضاء للمرضع كافياً للتعويض عن الأيام التي أفطرتها في رمضان، القياس على الآية الكريمة التي تقول: {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ۚ}(البقرة: 184)، والمرضع تعامل معاملة المريض، لذلك يكون واجب عليها القضاء عقب الانتهاء من الرضاعة وفي حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الذي يقول: “إنَّ اللَّهَ تعالى وضعَ شطرَ الصَّلاةِ “أو نصفَ الصَّلاةِ” والصَّومَ عنِ المسافرِ وعنِ المرضعِ “أوِ الحُبلى”(صحيح أبي داود)، ورفع الصوم يعني أن المولى -عز وجل- قد أعطى لهم رخصة الإفطار مثلهم مثل المسافر الذي ذكره -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم وذاكراً أنه عليه قضاء الصيام عن ما أفطره من أيام في شهر رمضان الكريم.