جدول المحتويات
صام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسع رمضانات، فلقد قال النووي الذي ذكر في”المجموع” صَامَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- رَمَضَانَ تِسْعَ سِنِينَ؛ لِأَنَّهُ فُرِضَ فِي شَعْبَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِن الْهِجْرَةِ، وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إحْدَى عَشْرَةَ مِن الْهِجْرَةِ” وقال الإمام ابن القيم في “زاد المعاد”: وَكَانَ فَرْضُهُ، أي: الصيام فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- وَقَدْ صَامَ تِسْعَ رَمَضَانَاتٍ”.
متى فرض صيام رمضان؟
فُرض صيام شهر رمضان المبارك في شهر شعبان في السنة الثانية من الهجرة في المدينة المنورة.
ما هو تاريخ أول رمضان صامه المسلمون؟
إن أول يوم صامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو يوم الأربعاء، حيث إن علماء المسلمين اتفقوا على صيام شهر رمضان فرض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العام الثاني من الهجرة، وكانت وقعة بدر في السابع عشر من رمضان هذا وكان يوم الجمعة؛ مما يدل على أن أول يوم رمضان صامه الرسول -عليه الصلاة والسلام- والمسلمين هو يوم الأربعاء.
كم كان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرض الصيام؟
بُعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان عمره 40 سنة، وهاجر وعمره 53 سنة، وفُرض الصيام في السنة الثانية من الهجرة، أي: كان عمره 54 عامًا.
رمضان في وقت الرسول
كان شهر رمضان في وقت الرسول مليئًا بالقربات والطاعات، حيث إنه لم يكن حال الرسول في رمضان كحاله في أي شهر آخر، حيث إن هذا الشهر خصه الله -عز وجل- وفضله عن سائر الشهور.
القرآن والصدقات
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الصدقات في شهر رمضان المبارك، ومن تلاوة القرآن؛ ومما يدل على ذلك قول ابن عباس -رضي الله عنهما- “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة”(رواه البخاري).
إفطاره وسحوره
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُعَّجِّل الفطور، ويؤخر السحور، وكان يفطر على رطبات يأكلهن وترًا، فإذا لم يجدهم فكان يفطر على تمرات، وإذا لم يجد فكان على حسوات من الماء، وكان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- “لا يزالُ النَّاسُ بخَيرٍ ما عجَّلوا الفِطرَ، عجِّلوا الفطرَ فإنَّ اليَهودَ يؤخِّرون”(رواه ابن ماجه)، بينما السحور كان يؤخره حتى قبل صلاة الفجر بوقت قليل، فعن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: “تسحرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية” رواه البخاري، وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “تسحروا فإن في السحور بركة” (رواه البخاري).
صلاة القيام
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقيم الليل في رمضان، وحث أمته على ذلك، فقال: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخاري، كما كان يصلي إحدى عشرة ركعة، حيث ثبت من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة -رضي الله عنها- “كيف كانت صلاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة” (رواه مسلم).
الأخلاق
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس خلقًا، ويحذر المسلمون من سوء الخلق، وخاصة في شهر رمضان المبارك، فلقد قال الله تعالى عن الرسول: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “منْ لَمْ يَدَعْ -يترك- قَوْلَ الزُّور، والعمل به؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” (رواه البخاري)، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “الصيام جُنَّة، فإذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث، ولا يجهل؛ فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم، إني صائم”(رواه أبو داود).
كم كان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي؟
تُوفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعمره ثلاثٌ وستون سنة على الصحيح الراجح، كما ذكر ذلك صاحب حلية الأولياء، وهو الذي رجحه الحافظ في فتح الباري، وقال الإمام النووي في شرح مسلم: واتفق على أن أصحها ثلاث وستون عامًا.
