جدول المحتويات
صلاة النّافلة
النّافلة لغةً تعني الزّيادة، أمّا اصطلاحًا فتعني كل ما زاد على الفرض، إذ فُرضت خمس صلوات على المسلم في يومه وليلته يُثاب من يؤدّيها على وقتها، ويعاقب من يتركها، أمّا النّافلة فهي صلاة التطوّع يؤدّيها العبد حسب مقدرته واجتهاده، وهي مستحبّة لا يأثم من يتركها، ويُثاب من يصلّيها.
صلاة الشّروق
صلاة الشّروق صلاة نافلة يدخل وقتها بعد شروق الشّمس وارتفاعها قدر الرّمح، وتتشابه صلاة الشّروق مع صلاة الضحى من حيث الفضل، وكيفيّة أدائها، وحكمها، ولكن الاختلاف الوحيد بينهما هو وقت تأدية كل منها، فإن صلّى العبد بعد شروق الشّمس وارتفاعها قدر رمح سُمّيت بصلاة الشّروق، أمّا إذا صلاّها بعد ذلك في أي وقت، وقيل بعد مضي ربع النّهار تُسمّى صلاة الضّحى المعروفة بصلاة الأوابين.
صلاة الشروق كيف تصلى
يسأل البعض صلاة الشروق كيف تصلى، وهي عبارة عن صلاة ركعتين بعد طلوع الشمس وارتفاعها، فمن صلى الفجر جماعة في بيته أو في المسجد ثم جلس يذكر الله تعالى حتى يصلي ركعتين الشروق يكون قد أداها، فقد روى وحسنَ الترمذي عن أنس قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: “من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة، تامة تامة تامة”[رواه الترمذي]، والمقصود بالركعتين هنا ركعتي الضحى، اللتان تسميان أيضاً ركعتي الإشراق؛ فقد جاء في شروحات الطيبي من كتابه شرح المشكاة: “أي: ثم صلى بعد أن ترتفع الشمس قدر رمح حتى يخرج وقت الكراهة، وهذه الصلاة تسمى صلاة الإشراق، وهي أول الضحى”.
أما الوقت المحدد لصلاة الشروق يبدأ من ارتفاع الشمس قدر رمح كما يقول الفقهاء والعلماء المسلمين؛ ويتزامن ذلك بعد ربع ساعة تقريباً من شروق الشمس، وهذه الربع ساعة لتجنب الصلاة في وقت النهي، فقد جاء عن عقبة بن عامر الجهنى رضي الله عنه قال: “ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ”[رواه مسلم].كما يجدر الإشارة إلى ان لا يمكن تسمية ركعتي الضحى بركعتي الإشراق إلا إذا وافقت بداية وقت الضحى؛ تماماً كما جاء في كلام الطيبي في كتابه، وتأكيدًا لذلك جاء على لسان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، قال: “أن ركعتي الضحى هما ركعتا الإشراق، لكن إن قَدَّمتَ الركعتين في أول الوقت وهو ما بعد ارتفاع الشمس قيد رمح فهما إشراق وضحى، وإن أَخَّرتَهما إلى آخر الوقت فهما ضحى وليستا بإشراق”.
عدد ركعات صلاة الشّروق
اتّفق جمهور الفقهاء على أنّ عدد ركعات صلاة الشّروق أقلّها ركعتان، وأكثرها ثمانية، وقيل إثنتي عشرة ركعة، ليس لها قراءة محدّدة، إذ لم يرد دليل على تحديد القراءة فيها بسور معيّنة، فيستطيع المصلّى أن يقرأ بعد الفاتحة ما تيسّر له من القرآن الكريم، وشرطها أن يصلّى العبد الفجر في جماعة، ويبقى دون نوم في ذكر دائم لله سبحانه وتعالى حتّى تطلع الشّمس مقدار الرّمح، بعدها يصلّيها.
فضل صلاة الشروق
- أجر صلاة الشّروق يعادل أجر حجّة وعمرة تامّة، وذلك لقوله صلّى الله عليه وسلّم: “من صلّى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشّمس ثمّ صلّى ركعتين، كانت له كأجر حجّة وعمرة تامّة، تامّة، تامّة”.
- أجر صلاة الشّروق كمن يتصدّق لقوله صلّى الله عليه وسلّم: “يُصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويُجزء ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى”.
- نيل رضى الله سبحانه وتعالى ومحبّته.
- نيل أجر الاقتداء بسنّة نبي الثّقلين عليه أفضل الصّلاة وأتم التّسليم، فقد أوصى بها أصحابه، فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: “أوصاني خليلي صلّى الله عليه وسلّم بثلاث: صيام ثلاثة أيّام من كل شهر، وركعتي الضّحى، وأن أوتر قبل أن أنام”.
- صلاة الشّروق تُجزء النّواقص في الفروض.
- سبب في تقرّب العبد من بارئه.
- سبب في تكفير الذّنوب، ونيل الحسنات.
أقسام صلاة النّوافل
قسّم العلماء صلاة النّافلة إلى قسمين، الأوّل منها مقيّد بسبب، والثّاني مقيّد بوقت معيّن، وفيما يلي توضيح لكليهما:
النّوافل المقيّدة بسبب
- صلاة الكسوف والخسوف: صلاة الكسوف هي الصّلاة التي يهرع لها المسلمون عندما يغيب ضوء القمر عن الأرض، بينما صلاة الخسوف يؤدّيها المسلمون عندما يغيب ضوء الشّمس، أو بعض ضوء النّهار، وهما ركعتان يدخل وقتهما مع بداية الكسوف أو الخسوف، وتنتهيان مع انتهاء هاتين الظّاهرتين.
- صلاة الاستسقاء: يُسن تأديتها في الأعوام التي يكون فيها قلّة في هطول الأمطار، فيتضرّع المسلمون بهذه الصّلاة لبارئهم ليرحمهم بالغيث، ويقيهم الجفاف والعطش، ويمكن تأديتها في أي وقت باستثناء عقب صلاة الفجر لحين طلوع الشّمس، وعقب صلاة العصر لحين غروب الشّمس.
- صلاة الاستخارة: هي صلاة يؤدّيها المسلم طلبًا للخيرة في أي أمر يهم بالقيام به، وهي ركعتان من دون الفريضة، ويمكن تأديتها في أي وقت باستثناء أوقات النّهي المذكورة في النّقطة السّابقة.
- صلاة الحاجة: هي عبارة عن ركعتين يصلّيها المسلم لطلب حاجته من بارئه، ويمكن تأديتها في أي وقت باستثناء أوقات النّهي.
النّوافل المقيّدة بوقت
- صلاة التّراويح: تصلّى فقط في شهر رمضان المبارك، من بعد تأدية فرض العشاء وحتّى طلوع الفجر.
- صلاة الشّروق والضّحى: تصلّى صلاة الشّروق بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، وصلاة الضّحى تُصلّى عند اشتداد حر الشّمس، أي بعد مضي ربع النّهار.
- صلاة قيام اللّيل: هي الصّلاة التي يجتهد فيها المسلم من بعد تأدية فرض العشاء، وحتّى طلوع الفجر الثّاني.