جدول المحتويات
البحث العلمي
هو دراسة استقصائية عميقة منظمة ومخطط لها مبنية على منهج علمي يتَّبع خطوات منظمة؛ بهدف اكتشاف معلومات جديدة وتطوير أو تصحيح المعلومات الموجودة مسبقاً، وتكمن أهمية البحث العلمي في مواكبة التطورات والثورات المعرفية والعلمية، ومساهمتها بشكل كبير في تقدم ورفعة الدول ورفاهيتها؛ ما يخلق لها مكانةً مرموقةً بين البلاد ويقوّي شوكتها وَيَشدُدُ أزرها.
يصنف البحث العلمي إلى أنواع متعددة تبعاً للأساس المعتمد في التصنيف؛ فتُصَنّف الأبحاث العلمية بناءً على منهجها إلى أبحاث وثائقية، وأبحاث ميدانية، وأبحاث تجريبية، وتصنف بناءً على جهة تنفيذها إلى أبحاث أكاديمية وأبحاث غير أكاديمية، وتُصنف بناءً على محتواها وأهدافها إلى أبحاث أساسية وأبحاث تطبيقية.
سمات الباحث الناجح
بدايةً يُحدد الباحث معالم وأبعاد ومحاور موضوع بحثه، ثم يستغل مهاراته وخبراته والوسائل المتاحة له في دراسة موضوع بحثه بالتفصيل، ثم يدوّن مسيرة بحثه من البداية إلى النهاية، مُتَّسماً بسمات عديدة؛ كي ينجح في إعداد وكتابة وإنجاز بحثه، من أهمها:
- الحياد والموضوعية: وتعني أن يتجرد الباحث من آرائه وميوله الشخصية، ولا ينحاز لموضوع بحثه أو ضد موضوع بحثه بناءً على أحكام شخصية.
- التواضع: على الباحث أن يتصف بالتواضع مهما ارتقى على سُلّم المعرفة والعلم، لأنه مهما تعلّم سيظل بحاجة المزيد والكثير من العلوم والمعارف، وفوق كل ذي علم عليم، فلا يزدري نتائج وأعمال الآخرين؛ فمن الأدب أن يكتب في بحثه وجد الباحث أو استنتج الباحث بدلاً من وجدتُ أو استنتجتُ.
- الرغبة في البحث: يجب أن يكون لدى الباحث رغبة وشغف للبحث والتعلم والاستنتاج؛ فهي من أهم عوامل النجاح والإبداع.
- التنظيم: على الباحث أن ينظم خطوات سير بحثه؛ لتسهيل متابعته ومراجعته وربطه واستثمار الوقت المتاح بالشكل الأمثل والخروج بأفضل صورة عملية ومنطقية للبحث.
- التركيز وقوة الملاحظة: فعلى الباحث أن يكون دقيقاً ويقظاً عند تحليل المعلومات وتفسيرها، ويحرص على حضور البديهة وصفاء الذهن والتركيز في جميع مراحل بحثه؛ ليتوصل إلى حقائق ومعلومات دقيقة وصحيحة.
- الصبر والتحمل: على الباحث أن يصبر ويتحمل مشقة خوض غمار العلم؛ فالبحث العلمي يحتاج للتفتيش عن معلومات دقيقة في مصادر موثوقة ودقيقة.
- القدرة على إنجاز البحث: يجب أن يكون الباحث قادراً على البحث والتقصّي والتحليل والعرض بالشكل المطلوب، ثم يكون قادراً على مناقشة مضامين ومحتويات بحثه والرد على الاستجوابات الموجهة إليه.
طريقة نقد بحث علمي
يعد النقد العلمي من الخطوات الضرورية والأساسية في إعداد الأبحاث العلمية، وتكمن أهميته في إبعاد الباحث عن العشوائية ودفعه للبحث عن التميز والإبداع والالتزام بقواعد كتابة البحث العلمي تفادياً لوجود أخطاء في بحثه تعرضه للنقد السلبي، مما يرفع مستوى القدرات والمهارات الأكاديمية للباحث ويؤهله لإعداد المزيد من الأبحاث العلمية، ويتضمن النقد العلمي نقد السلبيات لتفاديها في الأبحاث القادمة، ونقد الإيجابيات لتعزيزها والحث عليها لاعتمادها وتكرارها في الأبحاث القادمة، ويتم النقد بخطوات تدريجية منظمة ومحددة تتناول الجوانب التالية:
- نقد العنوان: يعبر العنوان عن مضمون البحث العلمي؛ فهو مدخل البحث، ويتم نقد العنوان من عدة جوانب؛ مثل صياغة العنوان بشكل علمي جيد، وتعبيره عن موضوع البحث، ومناسبته لطبيعة الموضوع، وشموليته لأهم مفردات البحث، وتَضَمُّنه للمتغيرات الأساسية، وإعطائه وصف موجز ودقيق عن طبيعة البحث، ووضوح المصطلحات الأساسية في العنوان، وحداثة موضوع البحث وعدم تكراره، وطول العنوان الذي يكون بين 5-15 كلمة.
- نقد مشكلة وموضوع البحث: يتم نقد موضوع البحث اعتماداً على أسس عدة، منها: طريقة صياغته والتعبير عنه، وأهميته في مجال البحث والدراسة، وقابلية الموضوع للبحث والدراسة، وتوفر مصادر ومراجع للعودة إليها والبحث فيها عن الموضوع الذي اختاره الباحث.
- نقد أسئلة البحث: يتم نقد أسئلة البحث تبعاً لمدى ملائمتها لمتغيرات الدراسة، ومدى وضوحها وتحديدها، ومدى شمول وتغطية الأسئلة الفرعية لجوانب وأبعاد البحث.
- نقد محددات البحث: وهي ثوابت البحث، وغالباً ما تتضمن الحيثيات الزمانية أو المكانية أو الموضوعية، ويتم نقدها من خلال ذكر هذه المحددات ونوعها والحديث عنها.
- نقد الأبحاث السابقة: ويتم نقد الأبحاث السابقة بالنظر إلى رجوع الباحث إلى عدد كافي من الأبحاث والدراسات السابقة، ومدى صلتها بموضوع البحث، وتعليق الباحث عليها ونقده لها.
- نقد العينة: ويتم نقد ما إذا اختار الباحث صفات مناسبة للعينة، وعدد أو كمية كافية من العينة، وطريقة اختيار العينة، ومدى إفادة هذه العينة للبحث ونتائجه.
- نقد تصميم البحث: يتم نقد شكل وهيكل البحث وتصميمه وفق الأسس العلمية للأبحاث، والتزام الباحث بالتسلسل، وترتيب المصادر والمراجع.
- نقد أدوات البحث: يتم نقد أدوات البحث وفقاً لعدة معايير، مثل أسس اختيار الباحث لأدوات البحث، ومدى ملائمتها لدراسة البحث، وهل استخدمها الباحث بالشكل الأمثل، ومدى استفادته منها في بحثه، وأدوات كان عليه أن يستخدمها وأدوات أخطأ في توظيفها أو استخدامها.
- نقد منهج البحث: يتم النظر في مدى ملائمة منهج البحث لموضوع البحث، ومدى ملائمته لأهداف البحث، وقيامه على أسس المنهج العلمي، وتطبيق هذا المنهج وفقاً للأسس والمعايير العلمية.
- نقد طريقة جمع البيانات: ويتم نقدها من خلال النظر في موثوقية المصادر والمراجع التي استخدمها الباحث، ومدى مناسبة هذه المصادر لموضوع البحث، ومصادر كان على الباحث استخدامها لإثراء بحثه، وترتيب الباحث للمصادر والمراجع وتوثيقها وفق الأسس العلمية الصحيحة.
- نقد نتائج البحث: ويتم نقدها وفقاً لعدة معايير، من أهمها عرض هذه النتائج بشكل علمي صحيح ومنظم، وصحة النتائج ومنطقيتها وقابليتها للتطبيق، وإجابتها على أسئلة البحث المطروحة، وتوضيحها للنقاط المبهمة التي كانت في البحث، وربطها بنتائج الأبحاث السابقة.
أهم آداب النقد العلمي
- الأمانة في نقد الأبحاث العلمية وذكر الإيجابيات والسلبيات فيها، وعدم الاكتفاء بذكر واحدة منهما دون الأخرى.
- الإخلاص؛ إذ يجب على الناقد أن يكون مخلصاً وواقعياً في تقديم نقده وفق أسس النقد العلمي؛ فلا يحبط الباحثين ويكسر مجاذيفهم، ولا يهدف في نقده إلى الهدم؛ بل يهدف إلى خدمة المجتمع وخدمة صاحب البحث وتطويره.
- الحياد والموضوعية وعدم الانحياز لصاحب البحث أو العكس
- الابتعاد عن التحدي والجدال العقيم.
