دليلك الشامل عن حقوق الإنسان وانواعها : اقرأ

جدول المحتويات

أصبحت حقوق الإنسان أحد أهم المواضيع التي يتم مُناقشتها حديثًا بشكل أكبر من ذي قَبل، وهذا يَعود إلى تقدم التكنولوجيا ووسائل التواصل الإجتماعي بالإضافة إلى وسائل الإعلام المُختلفة، مما قام بتقريب جميع الأماكن حول العالم ببعضها البعض بكل سهولة وسرعة، وتزداد المُؤسسات والحركات النشطة التي تهتم بهذه القضية بشكل يومي للبحث عن حُقوق الفئات الأقلية من المُجتمع، بالإضافة إلى مُعارضة السياسات السلبية تجاه المُواطنين المُختلفين في جميع دول العالم.

يتحدث هذا المقال عن حقوق الإنسان، ويشمل:

أنواع حقوق الإنسان المُختلفة حول العالم.
أهمية دور الأمم المُتحدة في قضية حقوق الإنسان.
أشهر مُنظمات حقوق الإنسان في العالم.

ما هي حقوق الانسان ؟

حقوق الإنسان هي عبارة عن مجموعة المبادئ أو المعايير الأخلاقية والاجتماعية التي تقوم بوصف السلوك البشري، ويَتم وصفها بأنها مجموعة من الحقوق المُختلفة الأساسية التي يمتلكها الشخص ولا يُمكن لأحد أن يتعرض لها أو يمنعه عنها، وهذا لأنها حقوق أصيلة ومُستحقة لكُل فرد من أفراد المُجتمع، وهذه الحقوق تكون مُلازمة للأشخاص أيًّا كانت هويتهم أو المكان الذي يتواجدون به، بالإضافة إلى أي لُغة يتحدثونها، أو الدين الخاص بهِم، أو العِرق الذي يَنتمون إليه، أو أي ظروف أُخرى، ويتوجب حمايتها بشكل مُنظم مثل واحدة من الحقوق القانونية ضِمن إطار القوانين الخاصة بالدولة والمُتعارف عليها عالميًا، ومن ميزات تِلك الحقوق أنها كُلية ويَتِم تطبيقها في أي وقت وأي مكان بشكل مُستاوي لجميع الأفراد، وتقوم تِلك الحقوق بفرض احترام حقوق الآخرين، وتُلزم الأفراد بالشعور بالآخرين وتتطلب سيادة القانون لحمايتها.

لا يجوز أن يَتم نزع تِلك الحقوق إلا عن طريق إجراءات قانونية تلزم احتفاظ المواطن بحقوقه؛ وهذا يتم في ظروف مُعينة فقط، مثل تحرره من حبسه في حالة الحبس ظُلمًا، وهذا يَقوم بإقرار الكرامة وقيمة لجميع أفراد المُجتمع، وعندما يَتِم إقرار هذه الحقوق يُمكن للمرء أن يتمتع بحقه في الأمن والأمان، ويستطيع أن يقوم باتخاذ قرارات لتنظيم حياته بالشكل الذي يُريده.

ترتكز أساسية العدل والحرية وتحقيق السلام في العالم على الاعتراف بالكرامة المُتأصلة الخاصة بالأفراد في كافة المُجتمعات بالإضافة إلى الحقوق الخاصة بِهم المتساوية، وتؤدي عملية إهمال والعمل ضد حقوق الإنسان إلى كوارث كبيرة للغاية في حق الإنسانية؛ مما قد يؤدي بدوره إلى حدوث أعمال همجية تقوم بإيذاء الإنسانية في المُجتمع بشكل كامل.

أنواع حقوق الإنسان

حقوق السلامة الشخصية

تنُص المادة الأولى من الإعلان العالمي الخاص بحقوق الإنسان على أن الناس جميعها قد وُلِدَت أحرارًا ويتشاركون بشكل مُتساوي في الكرامة والحقوق الخاصة بهم، وأن جميع الأفراد يمتلكون ضمير وعقل ويجب على جميعهم أن يُعاملوا بعضهم البعض بشكل أخوي وودي.

تَحرص المُؤسسات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان على الحفاظ والتأكيد على حق الأشخاص في سلامتهم الشخصية، بالإضافة إلى إدانة وتجريم التعدي على سلامة الأفراد، واعتبار التعذيب بشكل خاص جريمة كبيرة؛ وهذا طِبقًا لنصوص واضحة جاءت في العديد من الوثائق والأوراق الدولية مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية البروتوكول الاختياري الثاني الموجود به.

حقوق الحريات المدنية

يعود المفهوم الرسمي الخاص بالحُريات المدنية إلى الميثاق الأعظم الذي تَم إصداره عام 1215، والتي اعتمدت بشكل أساسي على الوثائق والأوراق التي كانت توجد قبل هذا الوقت، ومع تطور الحضارات مع مرور الوقت تمنح الدساتير العالمية المواطنين حقوق مدنية بشكل أكبر، وبعد ذلك عند الإحساس بأن تِلك الحقوق غير كافية بدأت حركات ومؤسسات تَقوم بالمُطالبة والدفاع عن الحقوق المدنية بالظهور بشكل أكبر، وهذا بسبب كونها أفضل وسيلة لطلب حقوق بشكل أكبر من ناحية المُساواة والحماية الخاصة بجميع الأفراد في المُجتمع، بالإضافة إلى المُناشدة لصناعة وصياغة قوانين جديدة من أجل المساواة وتقليل التمييز والعنصرية.

تُعد الديمقراطية مُرتبطة بشكل كامل بالحُرية السياسية والمدنية، وتمتلك الدول الكبيرة مثل الجمهوريات دساتير تعمل على ضمان الحُريات المدنية بالنسبة لمواطنيها، كما تلجأ بعض الدول الأُخرى إلى صياغة قوانين مُشابهة عبر أدوات قانونية أُخرى، وهذا مثل التصديق على الاتفاقيات الرئيسية العالمية مثل الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ويتم التعبير أن من أهم المسئوليات الخاصة بالمواطنين جميعًا هي حماية الحُريات المدنية.

اقرأ أيضاً: أفكار مشاريع لمادة الحاسب

الحقوق الاجتماعية والاقتصادية

تُعتبر الحقوق الاجتماعية والاقتصادية مجموعة من الحقوق الإنسانية التي تتضمن الحق في الحصول على تعليم مُناسب، والحق في الحصول على سكن آدمي، والحق في العيش في مُستوى مُلائم، والحق في الحصول على الرعاية الصحية الجيدة، بالإضافة إلى بعض الحقوق الأُخرى، مثل: حقوق الضحايا، والعلوم، والثقافة، وغيرها، وتعمل الاتفاقيات العالمية والمُعاهدات على حماية تِلك الحقوق الإقتصادية والإجتماعية، وتَقوم بإلزام الدول المُوقعة على تِلك الاتفاقيات بتطبيقها والعمل على حمايتها واحترامها.

يهتم ويختص الإعلان العالمي الخاص بحقوق الإنسان بالعديد من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، كما يُعتَبَر العهد الدولي المُختص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية المصدر الأساسي دوليًا المسؤول عن هذه الحقوق، وتَقوم الاتفاقية الخاصة بحقوق الطفل بالإضافة إلى اتفاقية القضاء على التمييز ضد المرأة بحماية العديد من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية التي يُعتَرَف بها بشكل كامل في الميثاق الدول، وتعمل الاتفاقية الدولية الخاصة بحقوق الإنسان على القضاء بشكل كامل على أنواع التمييز العُنصري المبني على الأصل العرقي أو سلب بعض الحقوق الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من الحقوق.

تطور حقوق الإنسان

يُعَتقَد بشكل كبير أن الفكرة الأساسية لحقوق الانسان تأتي مُنذ قديم الزمان عند بداية تكوين العلاقات البشرية المُختلفة وإنشاء حياة اجتماعية فيما بينهم، ومُنذ أربعة وعشرين قرن مضى في الصين قام الفيلسوف موزي بتأسيس المدرسة الموهية فلسفة الأخلاق، حيث تقوم على احترام الأفراد بعضهم البعض، وفي دولة الهند انتشرت فلسفة جوتاما سد هارتا بوذا في الأعوام 560 – 480 قبل الميلاد التي كانت تُمَثِل الفلسفة الدينية للقضاء على المُعاناة والقهر للأفراد والمساعدة في التغلُب عليها.

تطورت حقوق الانسان بشكل كبير للغاية على مُستوى الدول في العالم بشكل شامل، وأصبحت في عصر جديد كُليًا، وخاصَّة بعد فترة الانتهاء من الحرب العالمية الأولى والثانية، وتحديدًا بعد أن تَم تأسيس مُؤسسة عصبة الأمم التي يشتمل الميثاق الخاص بها على العديد من البنود التي تَقوم بتحديد حقوق الانسان وحمايتها، وتَم الإعلان عن الميثاق الخاص بالأُمم المُتحدة في عام 1948 الذي كان يتضمن إعلان خاص بالمبادئ وحقوق الانسان، كما قام الإعلان بإلزام الدول المُوقعة عليه بإحترام هذه الحقوق ومُعاقبة كُل من يتعدى عليها بشكل صارم.

دور الأمم المتحدة في حفظ حقوق الإنسان

تقوم مؤسسة الأُمم المُتحدة بشكل مُستمر بالعمل على إزدهار احترام وحماية حقوق الإنسان والقوانين عن طريق العديد من الهيئات والأساليب؛ ومنها عشر هيئات مُختلفة تتعاون عن طريق المُعاهدات الخاصة بحقوق الإنسان، وتتكون تِلك الهيئات من لجان تحتوي على العديد من الخُبراء المُستقلين الذين يقومون بالعمل على رصد مدى تنفيذ الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الانسان؛ ومنها اتفاقية حقوق الطفل، ويقوم مجلس حقوق الإنسان التابع للأُمم المُتحدة بالإشراف على القيام بعمل استعراض دوري شامل يقوم بإستعراض سجل الدول الأعضاء ضِمن مجال حقوق الإنسان، وفيه تَقوم الدول بعرض الإجراءات التي قامت باتخاذها في سبيل تحسين أوضاع حقوق الإنسان ضمن حدودها.

كما يتبع الأُمم المتحدة مفوضية الأُمم المتحدة السامية التي تختص بحقوق الإنسان، والتي تعمل على زيادة الأعمال الخاص بحقوق الإنسان وحماية هذه الحقوق، كما تستطيع الأمم المُتحدة تعيين خُبراء من أجل التعامل في أُمور قضايا مُعينة في مجال حقوق الإنسان أو تجاه بلد مُعينة، ويقوم هؤلاء الخبراء بإجراء الدراسات المُختلفة والقيام بزيارات لبعض الدول وغيرها من الإجراءات البحثية.