جدول المحتويات
تعرف الغازات الدفيئة بأنها مجموعة من الغازات الموجودة في الغلاف الجوي والتي تمتلك القدرة على امتصاص الأشعة تحت الحمراء المرتدة من سطح الأرض بفعل ضوء الشمس، وبالتالي منح سطح الأرض درجة الحرارة المناسبة للعيش عليه، ولكن بسبب الأنشطة البشرية التي تسبب انبعاث كميات هائلة من الغازات الدفيئة، ازداد تركيز هذه الغازات عن الحد الطبيعي وازداد معدل امتصاص الأشعة تحت الحمراء وحبسها داخل الغلاف الجوي، الأمر الذي أدى إلى رفع درجة حرارة الأرض والتسبب في حدوث ما يسمى بظاهرة الاحتباس الحراري.
ما هي الغازات الدفيئة؟
توجد بعض الغازات الدفيئة في الجو بشكل طبيعي، وينتج بعضها الآخر نتيجة للأنشطة البشرية المختلفة، وعلى ذلك فإن من أهم غازات الدفيئة التي تتسبب في تغير المناخ ما يأتي:
- غاز بخار الماء (H2O).
- غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2).
- غاز أكسيد النيتروز (N2O).
- غاز الميثان (CH4).
- غاز الأوزون (O3).
- مركبات الكربون الكلورية فلورية (CFSs و HCFS).
- مركبات الهيدروفلوروكربون (HFCs و PFCs و SF6).
- مركبات البروم (الهالونات مثل CF3Br).
أهم مصادر الغازات الدفيئة
على مدار 150 عاماً مضت ونتيجة للنمو الاقتصادي المتسارع وما رافقه من أنشطة بشرية متمثلة في حرق الوقود الأحفوري لأغراض الكهرباء، والنقل، والتدفئة، فقد لوحظ ازدياد نسبة الغازات الدفيئة في الجو بشكل ملحوظ، وعلى ذلك فإن من أهم مصادر الغازات الدفيئة ما يأتي:
الصناعة
يؤدي حرق الوقود الأحفوري بهدف إنتاج الطاقة اللازمة لإتمام العمليات الصناعية المختلفة إلى إنتاج الغازات الدفيئة، ناهيك عن بعض التفاعلات الكيميائية الضرورية لإنتاج بعض السلع من المواد الخام، وفي هذا الصدد يمكن تقسيم الغازات الدفيئة المنبعثة من العمليات الصناعية إلى فئتين رئيسيتين هما:
- الانبعاثات المباشرة: هي الانبعاثات التي تنتج داخل المنشأة وذلك من مصادر عدة تتضمن: حرق الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة أو الحرارة، والتفاعلات الكيميائية المختلفة، والتسربات من التفاعلات أو العمليات الصناعية المختلفة، فضلاً عن التسربات من أنظمة الغاز الطبيعي والبترول.
- الانبعاثات غير المباشرة: هي الانبعاثات التي تنتج خارج المنشأة ولكنها ترتبط بشكل أساسي باستخدام المنشأة للكهرباء، وذلك عن طريق حرق الوقود الأحفوري بهدف توليد الكهرباء، لتستخدمها فيما بعد منشأة صناعية وذلك بهدف تشغيل المباني والآلات الصناعية.
إنتاج الكهرباء
يعد إنتاج الكهرباء ثاني أكبر مصدر لانبعاث غازات الدفيئة، وذلك لكونه يعتمد بشكل أساسي على حرق الوقود الأحفوري، والفحم، والغاز الطبيعي، والجدير بالذكر هنا أن الغالبية العظمى من هذه الانبعاثات هي عبارة عن غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2)، فضلاً عن كميات قليلة من الميثان (CH4)، وأكسيد النيتروز (N2O)، وتشير المصادر أيضاً إلى أن ما نسبته 1% من الغازات المنبعثة من هذا القطاع تأتي من مادة سادس فلوريد الكبريت (SF6)، وهي عبارة عن مادة كيميائية عازلة تستخدم في المعدات الخاصة بنقل وتوزيع الكهرباء.
النقل
يعد قطاع النقل واحداً من المصادر المسؤولة عن إنتاج نسبة كبيرة من غازات الدفيئة الموجودة في الغلاف الجوي، وذلك نتيجة لحرق الوقود الأحفوري للسيارات، والشاحنات، والسفن، والقطارات، والطائرات، والجدير بالذكر هنا أن أكثر من 90% من الوقود المستخدم في النقل يعتمد على البترول، والذي يشتمل بشكل أساسي على كل من البنزين والديزل، وأن غالبية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن النقل هي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، والذي ينتج على سبيل المثال من احتراق البنزين في محركات الاحتراق الداخلي.
القطاع التجاري والسكني
يشتمل هذا القطاع على جميع المنازل والشركات التجارية، وتأتي انبعاثات غازات الدفيئة هنا بشكل أساسي من حرق الوقود الأحفوري لأغراض متعددة تتضمن:احتياجات التدفئة، والطهي، والتسريبات من المبردات المستخدمة في المنازل، وإدارة النفايات ومياه الصرف الصحي، واستخدام بعض المنتجات التي تحتوي على غازات الدفيئة، فضلاً عن الانبعاثات غير المباشرة التي تحدث خارج الموقع وترتبط باستخدام الكهرباء في كل من المنازل والشركات، من ناحية أخرى فإن غازات الدفيئة الناتجة عن حرق الغاز الطبيعي والمنتجات البترولية لأغراض التدفئة والطهي هي: ثاني أكسيد الكربون (CO2)، والميثان (CH4)، وأكسيد النيتروز (N2O).
الزراعة
تأتي انبعاثات غازات الدفيئة من هذا القطاع من الماشية، والتربة الزراعية، وإنتاج الأرز، فضلاً عن الأنشطة الزراعية المستخدمة في إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية للأغذية، وبعض الأنشطة التي تتسبب في انبعاث غاز أكسيد النيتروز (N2O) من التربة مثل: استخدام الأسمدة الصناعية والعضوية، وتصريف التربة العضوية، ونمو المحاصيل المثبتة للنيتروجين، وممارسات الري.
إزالة الغطاء النباتي
تؤدي إزالة الأشجار أو حرقها إلى إنتاج نسبة كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2)، حيث يتسرب معظم الكربون الموجود في الأشجار المتحللة أو المحترقة إلى الغلاف الجوي، ولا يمكن التغلب على هذه المشكلة إلا عن طريق زراعة عدد كبير جداً من الأشجار لتقوم بامتصاص هذا الغاز خلال عملية البناء الضوئي.
القمامة والصرف الصحي
تؤدي معالجة مياه الصرف الصحي، ودفن القمامة والمخلفات البشرية في مكبات النفايات إلى انبعاث غاز الميثان (CH4)، وذلك نتيجة التحلل اللاهوائي الخالي من الأكسجين، والذي ينتج عنه أيضاً نسبة بسيطة من غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2)، ولحل هذه المشكلة يمكن الاستفادة من غاز الميثان المنبعث واستخدامه كوقود، وبالتالي تقليل النسبة المنبعثة إلى الغلاف الجوي.
ما هي الآثار السلبية للغازات الدفيئة؟
- ازدياد فرص حدوث حرائق الغابات وذلك نتيجة لازدياد نسبة الجفاف.
- ازدياد فرص حدوث الأعاصير والفيضانات.
- إطالة المواسم التي تنتشر فيها حبوب اللقاح في الجو، الأمر الذي يؤدي إلى ازدياد فرص حدوث أمراض الرئة المزمنة، وازدياد نوبات الحساسية والربو.
- ازدياد حدة موجات الحرارة في فصل الصيف واستمرارها لفترات طويلة، ما يؤدي إلى ازدياد معدل استخدام أجهزة التكييف وبالتالي ازدياد نسبة الانبعاثات الضارة في الجو.
- زيادة تركيز غاز الأوزون في الغلاف الجوي، الأمر الذي يؤدي إلى ازدياد فرص الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، والتقليل من كفاءة عمل الرئتين.
- ازدياد فرصة انتشار الأمراض وذلك نتيجة للتغيرات المناخية التي تؤدي إلى ظهور بعض أنواع الفيروسات.
كيف نحد من أضرار الغازات الدفيئة على الغلاف الجوي؟
- الاعتماد على المركبات التي تعمل على الطاقة الشمسية أو الكهربائية قدر الإمكان بدلاً من استخدام المركبات التي تعتمد على الوقود.
- رفع نسبة التحريج وزراعة الأشجار، والحفاظ قدر الإمكان على المساحات الخضراء والغابات الاستوائية المطيرة الموجودة في كل من: مدغشقر، وإندونيسيا، وكولومبيا، والهند، وذلك لدورها الكبير في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون.
- البحث عن بدائل أخرى أكثر نظافة واستدامة لإنتاج الطاقة بدلاً من حرق الوقود الأحفوري، وذلك لكونه المسؤول عن النسبة الأكبر من غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) الموجود في الجو.
- وضع القيود والضوابط على المنشآت الصناعية التي تعتمد في أنشطتها على إنتاج غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2).
- توعية السكان حول مخاطر الاحتباس الحراري، ودفعهم لتبني سلوكيات ونمط حياة لا يسبب تلوث الجو.