جدول المحتويات
تعريف الشكر
يعرف الشكر بأنه المجازاة على الإحسان، والثناء الحسن لمن يقدم الخير والإحسان، وأكثر من يستحق الشكر منا والثناء هو الله سبحانه وتعالى؛ حيث أنعم علينا بالعديد من النعم، وأمرنا بالشكر حين قال: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} [ البقرة: 152]، كما يشكر الإنسان شخصاً آخر بعبارات الشكر المختلفة، وذلك عندما يقدم له معروفاً.
وجوب شكر الله على النعم
أنعم الله تعالى على الإنسان بالعديد من النعم التي لا تعد ولا تحصى، كما كرمه على باقي المخلوقات؛ حيث قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [ الإسراء: 70]، ونتيجةً لهذه النعم فقد استوجب على الإنسان شكر الله؛ إذ إن الشكر هو مفتاح زيادة الخير، وذلك نتيجة وعد الله تعالى حين قال في كتابه الكريم: { لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]، ويكون شكر الله بالقلب بالخضوع إليه، أما باللسان فهو بالثناء عليه تعالى، بينما يكون شكر الجوارح بالطاعة والانقياد لأوامر الله تعالى، وتجنب نواهيه.
أركان الشكر
كي يتحقق شكر الله على نعمه فإن هناك ثلاثة أركان على الشخص الالتزام بها ليحصل على الأجر من الله تعالى، وهي:
- الركن الأول: التحدث عن النعم على العلن، وذكرها على اللسان، والإعلان عنها؛ حيث قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [ الضحى: 11].
- الركن الثاني: الإقرار بها في القلب بأنها من عند الله، ولا حول للشخص ولا قوة للحصول عليها، وإنما هي من أفضال الله التي أنعم بها.
- الركن الثالث: الاستعانة بهذه النعم على رضا الله تعالى وطاعته، وتجنب الاستعانة بها على معصية الله تعالى، أو مخالفة أوامره.
طرق شكر الله على نعمه
يمكن للمسلم أن يشكر الله على نعمه بطرق مختلفة شرّعها الإسلام، يُذكر منها:
- الشكر عن طريق الأدعية: يوجد العديد من الأدعية التي وردت في القرآن والسنة التي تدل على شكر الله تعالى على نعمه، كما يجب الإكثار من قول الحمد لله، وقول سبحان الله وبحمده؛ حيث ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ” [البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- الدعاء: يعد الدعاء من أكثر الطرق التي تساعد العبد على شكر نعم الله تعالى؛ حيث ورد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخذَ بيدِه وقال “يا معاذُ واللهِ إني لَأُحبُّك” وقال “أوصيك يا معاذُ لا تدَعَنَّ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ أن تقول : اللهمَّ أَعِنِّي على ذِكرِك وشكرِك ، وحُسنِ عبادتِك” [النووي | خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].
- الطاعة: تعد طاعة الله تعالى من طرق الشكر على النعم، وهي أحد أشكال شكر الجوارح؛ حيث قال تعالى {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13].
- سجود الشكر: يمكن أن يسجد الشخص عند وصول الخبر السار، أو حصول ما يتمنى، أو نجاته من الخطر أو البلاء، وهي سجدة دون صلاة، ولا يشترط لها الوضوء، أو الطهارة، ولا حتى التوجه إلا القبلة؛ حيث يسجد المسلم على الحال والمكان الموجود به.
- شكر الناس: يعد شكر الناس الذين سخرهم الله للمساعدة أحد أوجه شكر الله تعالى على نعمه.
- الصدقة: تعد الصدقة إحدى أوجه شكر الله تعالى، والتي ينال بها العبد رضا الله تعالى والأجر الكبير.