الدليل الشامل عن نهر الكوثر

الدليل الشامل عن نهر الكوثر

نهر الكوثر هو نهر في الجنة أعطاه الله -عز وجل- لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقيل أنّ الكوثر والحوض ماؤهما واحد، ويُطلق على كل منهما اسم الكوثر. قال ابن حجر: “الكوثر نهر داخل الجنة، وماؤه يصب في الحوض، ويطلق على الحوض كوثر؛ لكونه يُمد منه” والأحاديث الصحيحة الواردة في ذكر صفات نهر الكوثر والحوض كثيرة، وهي تجعل المؤمن في شوق إلى وروده”.

يتحدث هذا المقال عن نهر الكوثر، ويشتمل على: 

  • مكان نهر الكوثر.
  • تاريخ نهر الكوثر. 
  • صفات نهر الكوثر.
  • لماذا سمي نهر الكوثر بهذا الاسم؟
  • ما العلاقة بين الحوض ونهر الكوثر؟

نهر الكوثر 

{إنَّا أعْطَيناكَ الكَوْثَر (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ (2) إنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر} [الكوثر: 1:3]، بهذه الآيات من سورة الكوثر التي خاطب الله بها نبيه الكريم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- نبدأ حديثنا عن نهر من أنهار الجنة “نهر الكوثر” الذي اختلف العلماء واختلفت أقوالهم في بيانهم لمعنى كلمة  “الكوثر” التي وردت في قول الله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1]، فذهب ابن عباس -رضي الله عنهما- إلى أنّ معناه هو: الخير الذي أعطاه الله لنبيه مُحمد -عليه الصلاة والسلام- وأنّ نهر الكوثر في الجنة هو جُزءٌ من هذا الخير الوافر، وذلك من خلال تفسيره العام للآية الكريمة، ولكن ذهب آخر إلى أنّ معنى الكوثر هو النهر نفسه، بينما ذهب الإمام عطاء إلى أنّه حوض النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة الواقع في أرض المحشر، وذلك من باب تغليب التسمية؛ لأنّ ماء حوض النبي -صلى الله عليه وسلم- يكون من نهر الكوثر ذاته، بينما ذكر الإمام السيوطيّ -رحمه الله- أنّ كلمة الكوثر تدلّ على خيري الدنيا والآخرة الذي يكون للنبيّ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- كرامةً وتشريفاً له.

من ناحية أخرى، يرى الإمام بن حجر -رضي الله عنه- أنّه نهرٌ في الجنة سُمّي بذلك الاسم؛ لكثرة مائه وآنيته (أكواب، وأباريق)، وكثرة خيره، واستدل على ذلك بالمعنى اللغويّ لكلمة الكوثر، وهو: الكثرة، وقال النيسابوريّ: سُمي بذلك لأنّه أكثر نهر من أنهار الجنة ماءً وخيراً، ومنه تتفجّر كُلّ أنهار الجنة.

إعلان السوق المفتوح
اقرأ أيضاً:  سورة الطور وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

مكان نهر الكوثر 

مكان نهر الكوثر 

يوجد نهر الكوثر في وسط الجنة، والدليل على ذلك الرأي قول السيدة عائشة -رضي الله عنها- لأبي عبيدة أمين الأمة حين سألها عن الكوثر فأجابته: أنّه في بُطنان الجنة، أي: في وسط الجنة، وورد عن ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- في تفسيره لكلمة جنات عدن، أي: بُطنان الجنة، وروى البوصيري في ذلك: ما بُطْنانُ الجنةِ؟ قالتْ: وسَطُها، ويُعد الكوثر من الخصائص والفضائل التي اختصّ الله بها نبيّه مُحمد في الآخرة، وهو جُزء من الخير الكثير الذي امتنّ الله به عليه، ويشرب منه كُل من اقتدى بالنبي، واتّبع سنته، ويزاد عنه كل من خالف سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأحدث من بعده ما ليس في سنته الشريفة.

تاريخ نهر الكوثر 

تاريخ نهر الكوثر 

نهر الكوثر قديم خلقه الله -عز وجل- بقدم خلق الجنة لرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

صفات نهر الكوثر 

صفات نهر الكوثر 

عن أنس -رضي الله عنه- قال: “بينما نحن عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ غفا (نام نومًا خفيفًا) إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسمًا، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: نزلت عليَّ سورة، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر} إلى آخرها، ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه نهر وعدنيه ربي -عَزَّ وجَلَّ- عليه خير كثير، وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة”|رواه مسلم، وعن عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الدُّرِّ والياقوت، تربَتُه أطيَب من المِسك، وماؤُه أحلى من العسل، وأبيَض من الثَّلج”|رواه الترمذي، وصححه الإمام الألباني، وفي رواية للإمام أحمد بن حنبل وصححها الإمام الألباني أن النبي -صلى الله عليه وسلم‏- ‏سُئِلَ عن الكوثر، فقال: “ذاك نهر أعطانيه الله في الجنة، أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر (الإبل)، قال عمر: إِنَّ تِلْكَ لَطَيْرٌ نَاعِمَة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ منها يا ‏عمر”.

اقرأ أيضاً:  عدة الأرملة الدليل الشامل

عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أَنَا فَرَطُكُمْ (سابقكم) على الحوض، من ورَدَه شرب منه، ومن شرب منه لم يظمأْ بعدَه أبداً”|رواه البخاري، وعن أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “بينما أنا أسير في الجنة، إذ أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، قال: فضرب الملك بيده، فإذا طينه أو طيبه مسك أزفر”|رواه مسلم، وعن أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “أُعْطِيتُ الكوثر، فإذا هو نهر يجري على ظهر الأرض، حافتاه قباب اللؤلؤ، ليس مسقوفاً، فضربت بيدي إلى تربته، فإذا تربته مسك أذفر، وحصباؤه اللؤلؤ”|رواه أحمد، وصححه الإمام الألباني.

أسئلة شائعة

لماذا سمي نهر الكوثر بهذا الاسم؟

نهر الكوثر هو ذلك النهر الذي وعده الله تعالى نبيه -صلى الله عليه وسلم- في الجنة ، وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة، ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التي أنعم الله تعالى بها على نبيه محمد -صلى الله وسلم- في الدنيا والآخرة، ولنهر الكوثر الذي في الجنة ميزابان يصبان في حوض، وهو الحوض الذي خص الله تعالى به نبينا -صلى الله عليه وسلم- في أرض المحشر يوم القيامة، فنهر الكوثر في الجنة، والحوض في أرض المحشر، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض؛ ولهذا يطلق على كل من النهر والحوض “كوثر” باعتبار أن ماءهما واحد، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة.

ما العلاقة بين الحوض ونهر الكوثر؟

الحوض

عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: “حوضي مسيرةُ شهر، ماؤُه أبيض من اللبن، وريحُه أطيب من المِسك، وكيزانُه كنجومِ السماء، من شرِب منها فلا يظمأُ أبداً”|رواه البخاري، وعن أنس‏ -رضي الله تعالي عنه- قال: قال نبي الله -صلى الله عليه وسلم- “ترى فيه (الحوض) أباريقُ الذَّهب، والفضَّة كعدد نجوم السَّماء” رواه مسلم، وفي رواية أخرى: “أو أَكثرَ من عدد نجوم السَّماء”، وعن ثوبان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سُئِل عن عرضِه، فقال: “من مقامي إلى عمَّان، وسُئِل عن شرابه، فقال: أشدُّ بياضاً من اللَّبن، وأحلى من العسل، يَغتُّ (يصب) فيهِ ميزابانِ يمدَّانِه منَ الجنَّة، أحدُهما من ذهبٍ والآخرُ من وَرِقٍ (فضة)|رواه مسلم، وقال -صلى الله عليه وسلم: “حوضي مسيرة شهر”|رواه البخاري.

اقرأ أيضاً:  سورة الفتح وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

في رواية أخرى للإمام البخاري -رضي الله تعالى عنه- أنّ سعة الحوض كما بين المدينة وصنعاء، وفي رواية لمسلم: “بُعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة”، وفي رواية لابن ماجه وصححها الإمام الألباني: “إنّ لي حوضاً ما بين الكعبة وبيت المقدس”، وفي رواية عند الترمذي وصححها الإمام الألباني: “حوضي من عدن إلى عمَّان البلقاء” وقد جمع الإمام القرطبي بين تلك الروايات، فقال: “ظنَّ بعض الناس أن هذه التحديدات في أحاديث الحوض اضطراب واختلاف، وليس كذلك، وإنما تحدث النبي -صلى الله عليه و سلم- بحديث الحوض مرات عديدة، وذكر فيها تلك الألفاظ المختلفة، مخاطباً كل طائفة بما كانت تعرف من مسافات مواضعها، خاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونها”.

قد جاء في الصحيحين: “صحيح البخاري وصحيح مسلم” أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بوجوده الآن، وأقسم على ذلك؛ لعظم شأنه، وأهمية تعريف الأمة به، حتى يأخذوا بأسباب الورود عليه، فعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج يوماً فصلّى على أهل أُحُد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: إني فَرَطُكُم (سابقكم)، وأنا شهيدٌ عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن”، وعن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “أَتَدْرون ما الكوثر؟ فقلنا: اللهُ ورسوله أعلم، قال: فإنه نهرٌ وعَدْنِيه ربي عزَّ وجَلَّ، عليه خير كثير، وحوضٌ تَرِدُ عليه أمتي يوم القيامة، آنيتُه عدد النجوم”|رواه مسلم. 

فيديو عن نهر الكوثر

مقالات مشابهة

أحكام في الصلاة

أحكام في الصلاة

كيف أعرف اتجاه القبلة بالبوصلة

كيف أعرف اتجاه القبلة بالبوصلة

دليل شامل عن الكتب السماوية

دليل شامل عن الكتب السماوية

سورة الناس وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة الناس وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

حكم التسويق الإلكتروني

حكم التسويق الإلكتروني

آيات عن الصبر من القرآن الكريم

آيات عن الصبر من القرآن الكريم

حكم سماع الأغاني في رمضان

حكم سماع الأغاني في رمضان