جدول المحتويات
صلاة الاستخارة
الاستخارة لغةً تعني: طلب الخيرة في شيء معين، أما الاستخارة اصطلاحاً فتعني: طلب الاختيار من الله، أي طلب صرف الهمة لما هو مُختار عند الله، وتعني طلب الخيرة في الشيء من الله تعالى، و صلاة الاستخارة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا بإجماع العلماء، فقد وردت العديد من الأحاديث عن ذلك، منها ما روي عن جابر بن عبد الله السلمي، يقول: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُ أصْحَابَهُ الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ…” [لمحدث: البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
صفة صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة عبارة عن ركعتين من غير الفريضة، وأن لا تكون في الأوقات المكروهة والتي أخبرنا عنها النبي، ثم يدعو بعدهما المسلم بدعاء الاستخارة الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتكون الاستخارة في الأمور المباحة، وعند الحيرة في اختيار شيء معين، فقد قال ابن تيمية رحمه الله: ما ندم من استخار الخالق، وشارو المخلوقين، وثبت في أمره. ويمكن للمسلمة تكرار الصلاة في أوقات مختلفة ولعدة أيام، ويمكن الدعاء من دون صلاة الركعتين، كما يمكن الدعاء بعد صلاة السنن الأخرى كسنة الفجر أو المغرب ونحوها.
دعاء صلاة الاستخارة
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو الدعاء التالي للاستخارة:
(…، اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هذا الأمْرَ – ثُمَّ تُسَمِّيهِ بعَيْنِهِ – خَيْرًا لي في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – قالَ: أوْ في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، اللَّهُمَّ وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ رَضِّنِي بهِ.) [لمحدث: البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
كيفية صلاة الاستخارة
يتم أداء صلاة الاستخارة كأي صلاة أخرى، وهي باتباع الخطوات التالية:
- الوضوء وستر العورة.
- التوجه للقبلة.
- استحضار نية الاستخارة.
- صلاة ركعتين خفيفتين، وقد ورد عن النبي أنه كان يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة (الكافرون)، وبعد الفاتحة في الركعة الثانية سورة (الإخلاص).
- التسليم والجلوس مع استحضار عظمة وقدرة الله تعالى، ورفع اليدين.
- حمد الله تعالى والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقراءة الصلاة الإبراهيمية.
- الدعاء للاستخارة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعند الوصول إلى (اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هذا الأمْرَ) فيجب تسمية الحاجة التي يُراد الاستخارة بها، وتكرار ذكر الحاجة في الشر.
- الصلاة على النبي مرةً اخرى وقراءة الصلاة الإبراهيمية، وبذلك تكون صلاة الاستخارة قد انتهت.
أمور يجب مراعاتها عند صلاة الاستخارة
- التيقن بأن الله تعالى هو الموفق لما فيه خير العباد.
- يمكن الاكتفاء بقراءة دعاء الاستخارة دون ركعتين في حال وجود مانع معين، كالحيض والنفاس للمرأة.
- يمكن قراءة دعاء الاستخارة من كتاب في حال عدم حفظه، ولكن الأولى حفظه.
- يجب الإقدام على فعل الأمر الذي تم الاستخارة له، وليس شرطاً أن يرى المسلم رؤيا بعد الاستخارة، وفي حال عدم حصول شيء يدل على الأصلح، فيمكن إعادة الاستخارة مرة أخرى.
- يمكن استشارة أشخاص موثوقين وأخذ رأيهم في الأمر.
- لا يمكن جمع أكثر من شيء في استخارة واحدة، إذ يجب عمل استخارة منفصلة لكل أمر.
- لا تجوز الاستخارة في المحرمات والمكروهات.
