جدول المحتويات
مرض البهاق
يعرف مرض البهاق على أنه مرض جلدي يتسبب في فقدان الجلد في بعض المناطق للونه، ويظهر ذلك على شكل بقع، ويمكن أن يزداد حجم هذه البقع مع مرور الوقت، ويمكن أن يصيب مرض البهاق الجلد في أي جزء من أجزاء جسم المصاب، كما يمكن أن يصيب الفم من الداخل، بالإضافة إلى الشعر، ويصاب الإنسان بالبهاق عندما تتعرض الخلايا المنتجة للميلانين وهي الصبغة التي تحدد عادة لون الجلد والشعر للتلف والموت، أو عندما لا تعود قادرة على أداء وظيفتها، ويصيب البهاق الأشخاص على اختلاف أنواع بشرتهم، ولكنه يكون أوضح ما يمكن عندما يصيب الأشخاص من أصحاب البشرة الداكنة، ومن الجدير بالذكر أن البهاق ليس بالمرض المعدي، ولكنه قد يؤثر على الإنسان من الناحية النفسية بسبب التوتر الذي قد يصيبه والذي قد يجعله ينظر إلى نفسه بشكلٍ سلبي، ويمكن أن تساعد بعض الطرق العلاجية في استعادة الجلد للونه إلا أنه لا يمنع استمرارية فقدان الجلد للونه، كما لا يقي من تكرار الإصابة بمرض البهاق.
ما أعراض ومضاعفات مرض البهاق
أعراض مرض البهاق
يمكن أن يصاب الشخص بمرض البهاق في أي مرحلة عمرية، إلا أنه عادةً ما يظهر على الشخص قبل عامه الثلاثين، وفيما يلي علامات وأعراض مرض البهاق:
- فقدان الجلد للونه والذي يظهر على شكل بقع، وعادةً ما يبدأ ظهور مرض البهاق على اليدين، ومنطقة الوجه، والمناطق التي تحيط بفتحات الجسم، بالإضافة إلى الأعضاء التناسلية.
- تغير لون الأنسجة التي تغلف الجزء الداخلي من الفم وكذلك الأنف أو كما يعرف بالغشاء المخاطي.
- تصبغ الشعر باللون الأبيض أو الرمادي في مرحلة مبكرة، حيث يمكن أن يظهر ذلك على فروة الرأس، أو الحواجب، أو الرموش، وحتى على اللحية.
مضاعفات مرض البهاق
يمكن أن تنتج مضاعفات مختلفة بسبب الإصابة بمرض البهاق، حيث يكون المصابين بمرض البهاق معرضين إلى خطر الإصابة بالحالات التالية:
- فقدان حاسة السمع.
- ظهور مشاكل في العينين.
- التعرض إلى حروق الشمس.
- الإصابة باضطرابات اجتماعية أو نفسية.
ما مدى تأثير مرض البهاق
يصعب التنبؤ في مدى تقدم حالة المصاب في مرض البهاق، حيث إنه قد يتوقف ظهور البقع على الجلد دون الحاجة إلى العلاج، كما قد يتنشر البهاق في معظم الحالات ويصيب غالبية الجلد في النهاية، وفي بعض الحالات الأخرى يمكن أن يسترجع الجلد لونه، ويؤثر مرض البهاق اعتماداً على النوع، وذلك كما يلي:
- الجزء الكامل من سطح الجلد تقريباً: يعرف هذا النوع من مرض البهاق باسم مرض البهاق الشامل، وفيه يتغير كامل لون سطح الجلد تقريباً.
- أجزاء متعددة من الجسم: يعتبر هذا النوع من الأنواع الأكثر شيوعاً من مرض البهاق، ويعرف باسم مرض البهاق العام، ومن الجدير بالذكر أنه غالباً ما تتطور حالة البقع المتغيرة اللون هنا بشكلٍ متماثل على الأجزاء المتقابلة من الجسم، أي تظهر البقع بشكلٍ تماثلي.
- جزء واحد فقط أو جانب واحد من الجسم: يعرف هذا النوع من مرض البهاق مرض البهاق الجزئي، وغالباً ما يظهر هذا النوع في مراحل عمرية مبكرة، كما يتطور مرض البهاق هنا في خلال فترة زمنية تصل مدتها من عام إلى عامين ثم يتوقف المرض.
- مناطق قليلة أو منطقة واحدة فقط من الجسم: يعرف هذا النوع من البهاق باسم مرض البهاق الموضعي أو البؤري.
- منطقة الوجه واليدين: يطلق على هذا النوع من البهاق اسم مرض البهاق الأطراف والوجه، وهنا تظهر البقع على الوجه وعلى اليدين، وحول فتحات الجسم المختلفة، وهذه مثل العينين، والأذنين، والأنف.
ما أسباب مرض البهاق
يصاب الإنسان بمرض البهاق عند موت الخلايا المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين أو الخلايا الميلانية، أو عندما تتوقف هذه الخلايا عن إنتاج هذه الصبغة، وتعرف صبغة الميلانين بأنها الصبغة المسؤولة عن إعطاء كل من الجلد أو الشعر أو العينين لونهم، وتتميز البقع التي تنتج عن مرض البهاق في البشرة بلونها الأبيض أو الذي يبدو وكأنه أفتح من لون البشرة الأصلي، ولا يعرف إلى الآن السبب الحقيقي وراء موت الخلايا الصبغية أو توقفها عن إنتاج صبغة الميلانين بشكلٍ واضح، ولكن يعتقد أن لذلك علاقة بالحالات التالية:
- الإصابة باضطراب ما في الجهاز المناعي، وذلك مثل أمراض المناعة الذاتية.
- وجود تاريخ عائلي بالإصابة بمرض البهاق.
- التعرض لمحفز ما لمرض البهاق، وذلك مثل التعرض للإجهاد، أو تعرض الجلد المصاب إلى صدمة ما مثل ملامسة المواد الكيميائية، بالإضافة إلى التعرض إلى حروق الشمس.
ما طرق علاج مرض البهاق
العلاج بالأدوية
لا يتوفر في الواقع دواء يمكنه علاج مرض البهاق أو إيقافه بشكلٍ نهائي، ولكن تتوفر بعض الأدوية التي يمكن أن تساعد في استرجاع الجلد لبعض من لونه، وهذه يمكن استخدامها منفردة أو كخليط أو من خلال دمجها مع العلاج الضوئي، وفيما يلي بعض من هذه الأدوية:
- الأدوية الخاصة بالالتهاب: منها استخدام كريم من الكورتيكوستيرويد على البقع من أجل إعادة لونها، وهو من العلاجات الفعالة في المراحل المبكرة من المرض، وقد يستغرق ظهور النتائج بضعة أشهر، كما قد تظهر بعض الآثار الجانبية عند الاستخدام، ويمكن استخدام الحبوب أو الحقن في بعض الحالات التي تتطور بشكلٍ سريع.
- الأدوية التي تؤثر على جهاز المناعة: منها المراهم التي تثبط الكالسينيورين، وهي فعالة لمن يعانون من مناطق تصبغات صغيرة الحجم في الوجه والرقبة، ولكن هناك بعض من المحاذير لاستخدام هذه الأدوية.
العلاجات الموضعية
- العلاج الضوئي: ذلك من خلال استخدام الأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق، حيث ثبت قدرة هذا النوع من العلاج على إيقاف أو إبطاء تطور مرض البهاق النشط.
- العلاج التوليفي من خلال السورالين واستخدامه مع العلاج الضوئي: حيث يستخدم في هذا العلاج بين استخدام مادة نباتية تدعى السورالين، والعلاج الكيميائي الضوئي من أجل إعادة لون الجلد ليسبه البقع فاتحة اللون.
- إزالة التصبغات أو اللون المتبقي: يعتبر هذا العلاج من الخيارات المناسبة في حالة انتشار البهاق، وفي حال عدم نجاح الطرق العلاجية الأخرى في علاج مرض البهاق، ويتم استخدام عامل لإزالة الصبغة الموجودة على الأجزاء غير المصابة من الجلد، وبذلك يصبح لون الجلد أفتح وبشكل تدريجي، ويصبح متناغماً مع الأجزاء المصابة.
العلاج الجراحي
يمكن أن يلجأ الطبيب إلى الجراحة في حال عدم نجاح الطرق الأخرى، وتصلح الجراحة للأشخاص المصابين بحالة مستقرة من مرض البهاق، ويمكن من خلال العلاج الجراحي توحيد لون البشرة من خلال إعادة لونه الأصلي له، وذلك عن طريق ما يلي:
- عملية تطعيم الجلد: حيث يقوم الطبيب بنقل أجزاء صغيرة من الجلد الغير مصاب إلى المناطق التي فقدت صبغة الجلد، وهذه تصلح في الحالات التي يعاني فيها الجلد من البقع الصغيرة.
- عملية تطعيم البثور: يقوم الطبيب بعمل بثور على سطح الجلد المتصبغ عن طريق الشفط، ثم يقوم بزراعة الجزء العلوي منها في الجلد ذو اللون المتغير.
- عملية زرع المعلق الخلوي: يقوم الطبيب هنا بأخذ بعض من أنسجة الجلد المتصبغ، ثم يضع الخلايا في محلول، وبعدها يقوم بزراعتها في المناطق المصابة، وتظهر النتائج خلال أربعة أسابيع من العملية.
