ما هي الرأسمالية؟

أن الرأسمالية نظام اقتصادي ونمط إنتاج يقوم على مبادئ الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، والمبادرة الفردية، والمنافسة الحرة، وتقسيم العمل، وتخصيص الموارد من خلال آلية السوق دون الحاجة إلى تدخل الدولة المركزية.

معنى الرأسمالية

تُعرَّف الرأسمالية على أنها نظام اقتصادي يمتلك فيه كل من الأفراد أو الشركات سلعًا منتجة، ومصانع، ومواد أولية، ووسائل (أدوات) للإنتاج، ويعتمد إنتاج السلع والخدمات على مبدأ العرض والطلب في السوق العام المعروف باسم اقتصاد السوق، وليس من خلال التخطيط المركزي المعروف بالاقتصاد المخطط أو الاقتصاد الموجه.

أصل الكلمة

تعود جذور كلمة رأسمالية إلى اللغة اللاتينية وكلمة (Capitalis) التي تعني رأس المال، وهنا أصبحت تعني تراكم الثروة، والرأسمالية بالتعريف؛ هي نظرية ونظام اقتصادي يقوم على حقيقة امتلاك وسائل الإنتاج ليس من يستخدمها، والرأسمالية تقوم على وجود مؤسسة خاصة، التجارة الحرة، وتقديس الحرية الفردية، وتراكم رأس المال.

النظام الرأسمالي

النظام الاقتصادي الرأسمالي؛ هو ذلك النظام الذي يقوم على الملكية الفردية لعوامل الإنتاج، والحرية الاقتصادية في إدارة وممارسة النشاط الاقتصادي من خلال جهاز السعر أو قوى السوق، وإنه نظام اقتصادي بفلسفة اجتماعية وسياسية، يقوم على تنمية الملكية الفردية، والحفاظ عليها، والتوسع في مفهوم الحرية.

خصائص النظام الرأسمالي

• وجود دافع ربح يقود النشاط الاقتصادي.
• آلية السوق وأهميتها ودورها في توزيع الموارد وتحديد الأسعار.
• أهمية المنافسة وسيادة المستهلك.
• عدم تدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية.
• ملكية فردية خاصة.
• تشمل حرية الاقتصاد، وحرية الإنتاج والاستهلاك والتصرف واختيار المهنة والحركة.

أسس الرأسمالية

• تقديس الممتلكات الفردية بفتح المجال أمام كل شخص لاستغلال إمكانيات زيادة ثروته وحمايتها، وعدم مهاجمتها وتوفير القوانين اللازمة لنموها وتطورها، ومنع الدولة من التدخل في الحياة الاقتصادية إلا بالقدر المطلوب، عن طريق النظام العام وتوطيد الأمن.
• المنافسة في الأسواق.
• نظام حرية الأسعار والإفراج عن هذه الحرية وفق مقتضيات العرض، والطلب واعتماد قانون السعر المنخفض للترويج وبيع البضائع.

أشكال رأسمالية

الرأسمالية التجارية

ظهرت في القرن السادس عشر بعد زوال الإقطاع، حيث بدأ التاجر في نقل المنتجات من مكان إلى آخر حسب طلب السوق، فكان وسيطًا بين المنتج والمستهلك.

الرأسمالية الصناعية

الأمر الذي ساعدها تقدم الصناعة وظهور الآلة البخارية التي اخترعها جيمس وات عام 1770م والمغزل الآلي عام 1785م، مما أدى إلى الثورة الصناعية في إنجلترا بشكل خاص وفي أوروبا بشكل عام خلال القرن التاسع عشر، وتقوم هذه الرأسمالية الصناعية على الفصل بين رأس المال والعامل، أي بين الإنسان والآلة.

نظام الكارتل

هو ما يعني موافقة الشركات الكبرى على تقاسم السوق العالمية فيما بينها، مما يعطيها الفرصة لاحتكار هذه الأسواق وابتزاز الناس بحرية تامة، وانتشر هذا النظام في ألمانيا واليابان.

نظام الترست

مما يعني تكوين شركة من الشركات المنافسة لتكون أكثر قدرة على الإنتاج وأقوى في السيطرة على السوق.

بالإضافة إلى الرأسمالية المالية التي ظهرت بعد تطور وظيفة البنوك، حيث انتقلت الأخيرة من دور إيداع الأموال وحفظها إلى المساهمة الفعالة في الاقتصاد، إن لم يكن العمود الفقري الرئيسي للاقتصاد العالمي بأكمله.

الرأسمالية التنافسية

وفقًا للتحليل المادي للتطور التاريخي للمجتمعات، قسمت الماركسية مراحل التطور وفقًا لعلاقات الإنتاج السائدة، الاحتكار ومرحلة الرأسمالية التنافسية هي مرحلة تسود فيها علاقات المنافسة بين المنتجين، وتأتي المنافسة غالبًا من خلال خفض الأسعار عن طريق زيادة ساعات عمل العمال وخفض الأجور، لكن استمرار المنافسة سيولد شركات احتكارية كبيرة تدمر العصر التنافسي,

الرأسمالية الزراعية

تآكلت الأسس الاقتصادية للنظام الإقطاعي الزراعي بشكل كبير في القرن السادس عشر في إنجلترا، بالتزامن مع انهيار النظام الإقطاعي مانورال، وبدأ تركيز الأراضي بأيدي عدد قليل من ملاك الأراضي الذين استولوا على مقاطعات كبيرة، بدلاً من نظام العمل القائم على القنانة، بدأ توظيف العمال في إطار نظام اقتصادي قائم على النقود أوسع.

يضغط هذا النظام على كل من ملاك الأراضي والمستأجرين لزيادة إنتاجية الزراعة لتحقيق الربح؛ أدى ضعف قوة الطبقة الأرستقراطية القسرية التي كانت تستخرج فائض القيمة من الفلاحين إلى سعي الأرستقراطيين إلى البحث عن وسائل أفضل للاستغلال. وكان المستأجرون متحمسين لتحسين وسائل عملهم من أجل الازدهار في بيئة سوق عمل تنافسية، وقد أصبح إيجار الأرض خاضعًا لظروف قوى السوق الاقتصادية أكثر من شروط النظام السابق، من الالتزامات العرفية والإقطاعية الراكدة.

الرأسمالية والاشتراكية

الفرق بين الرأسمالية والاشتراكية

كما نعلم أن لكل نظام قواعد ومبادئ يقوم عليها، وأهم المبادئ التي يتكوّن منها النظام الرأسمالي هي:

• الحرية الاقتصادية: تعني حرية الأفراد في اختيار النشاط الاقتصادي الذي يحقق مصالحهم الشخصية، وما يتضمنه ذلك من حرية اختيار المهنة أو الحرفة، وحرية التعاقد والتملك، بشرط ألا يقيد ذلك حريات الغير وفي حدود القانون الا بشرط واحد، ولا يتعارض مع سلوك الفرد مع تحقيق الأفراد الآخرين لمصالحهم الشخصية، وبالتالي تحقيق الرأسمالية، وهي كلمة مرادفة للحرية الاقتصادية.
• التدخل الأدنى من التدخل الحكومي: تعتقد المجتمعات الرأسمالية أن الأسواق يجب أن تترك دون تدخل حكومي فيها، بحيث يقتصر وجود الدولة على الدفاع الداخلي والخارجي، والعدالة بين أفراد المجتمع، وقد تتدخل الدولة في مشاريع اقتصادية لا تفعلها الشركات قبولها بسبب قلة أرباحها أو المشاريع، التي لا تدر ربحًا مثل المشاريع الخدمية التي تهدف إلى خدمة أفراد المجتمع.
• المنافسة الحرة: شرط أساسي للتقدم الاقتصادي ودرجة عالية من كفاية أفراد المجتمع، حيث إن المنافسة تجعل جميع المنتجين يعملون على خفض تكاليف إنتاجهم من أجل خفض أسعار السلع التي ينتجونها، وبالتالي يمكن أن يواجهوا المنافسة من المنتجين الآخرين وزيادة حجم مبيعاتها وبالتالي أرباحهم، ورفع جودة البضائع من قبل المنتجين يجذب المزيد من العملاء إليها، وهذا يخدم أفكار النظام الرأسمالي. 
• حافز الربح: السعي لتحقيق أكبر قدر ممكن من الربح هو الحافز الأساسي للنشاط الاقتصادي للشركات، ولا توجد الشركات لتلبية احتياجات الناس دون ضمان الربح، حتى لو كانت تلك السلع تغطي الاحتياجات الأساسية للناس، لكنها ستكون متاحة فقط لمن يستطيع دفع ثمنها. 

أما نظام الاشتراكية وأسسه كالتالي: 

• المساواة بين أفراد المجتمع: تم إرساء مبدأ الاشتراكية لمقاومة التفاوت الاقتصادي الناتج عن الرأسمالية، حيث يُفرض على المجتمع بأسره أن يكون متساويًا في الحقوق والواجبات، أي لا توجد طبقات في المجتمع.
• التخطيط الاقتصادي: يقصد بالتخطيط الاقتصادي جرد الموارد الإنتاجية في المجتمع وتوجيهها نحو إنتاج السلع والخدمات، على عكس النظام الرأسمالي، فإن النظام الاشتراكي غير ملزم بقوانين العرض والطلب، أو بالمنافسة الحرة لأن الدولة لها السلطة المطلقة في التخطيط المركزي لإنتاج وتوزيع وتبادل المواد والسلع. 
• ضبط الأسعار: بما أن الدولة هي المصدر الأول للسيطرة على الاقتصاد، فهي تحدد وتنظم أسعار السلع والمنتجات الأساسية التي تلبي احتياجات المجتمع، حتى لو لم يكن هذا مشروعًا مربحًا للدولة.
• الملكية العامة: يعتبر هذا المبدأ أساس الاشتراكية، حيث تأخذ وسائل الإنتاج شكل الملكية العامة التي تمثلها الدولة وتظهر في شكل قطاع عام أو ملكية تعاونية، وهي شكل أو نوع آخر من الملكية.

الموازنة الرأسمالية

الميزانية الرأسمالية؛ هي عملية تحديد وتقييم وتخطيط وتمويل المشاريع الاستثمارية الكبرى في المنشأة قرارات الميزانية الرأسمالية هي كل قرار يتطلب الإنفاق الآن لتحقيق عائد في المستقبل، ويتمثل إعداد الميزانية الرأسمالية في عملية تحديد وتقييم وتخطيط وتمويل المشاريع الرأسمالية الكبيرة المتعلقة بالمنشآت، تعتبر قرارات توسيع مرافق الإنتاج أو شراء آلة إنتاج جديدة أو جهاز كمبيوتر جديد مجرد أمثلة قرارات الإنفاق الرأسمالي، مع الأخذ في الاعتبار أن قرارات رأس المال، التي يتم اتخاذها الآن تحدد إلى حد كبير نجاح المنشأة في تحقيق أهدافها في السنين القادمة، ومن ثم فإن إعداد الميزانية الرأسمالية يلعب دورًا مهمًا في نجاح العديد من المؤسسات على المدى الطويل، نظرًا الخاصيتين تميزان هذا التقييم عن معظم العناصر الأخرى المتعلقة بإعداد التقديرات والتنبؤات للمنشأة في المستقبل.

النفقات الرأسمالية

المصروفات الرأسمالية تعني الأموال التي تستخدمها الشركات لأغراض الحصول على الأصول المادية، وتحديثها وتطويرها وصيانتها مثل الممتلكات والمباني والمصانع والتكنولوجيا والمعدات وما إلى ذلك، وتستخدم النفقات الرأسمالية لإنشاء مشاريع واستثمارات جديدة للشركة، ويمكن أن يشمل هذا النوع من المصاريف إصلاح أسطح المباني أو شراء قطعة من المعدات أو بناء مصانع جديدة، ويهدف هذا النوع من المصروفات إلى توسيع نطاق الأعمال أو إضافة بعض الأعمال، والتي تساهم في زيادة الفوائد المكتسبة مثل توظيف التكنولوجيا في عمليات الشركة ومراحل الإنتاج، ويقوم المحللون الاقتصاديون والخبراء بدراسة هذه النفقات لتحديد مدى الاستثمار في الأصول الثابتة للشركات القائمة أو للحفاظ على الأعمال الجديدة وتطويرها، تظهر هذه المصروفات في الميزانية العمومية تحت بند الاستثمار، بدلاً من ذلك بقيدها مصروفات في بيان الدخل الصناعات التي تتميز بكثافة عالية في OLQ Money، وتتميز أيضًا بمستويات أعلى من النفقات الرأسمالية، كما هو الحال مع الصناعات المتعلقة بإنتاج واستخراج النفط والاستكشاف والاتصالات والتكنولوجيا. 

إيجابيات الرأسمالية

• تؤدي المنافسة الحرة إلى جودة الإنتاج والابتكار.
• إن تطوير القدرات العلمية يدفع عجلة التطور والتقدم.
• تشجيع ريادة الأعمال.
• زيادة الدخل القومي.

سلبيات الرأسمالية

• تتركز الثروة في أيدي قلة من المجتمع.
• الاهتمام بالأمور المادية على حساب أشياء أخرى.
• حدوث أزمات اقتصادية حادة وتزايد البطالة.
• حصر الحكومات والسياسات أمام الكيانات الاقتصادية الرأسمالية الكبيرة والتأثير على القرارات السياسية والسيطرة عليها؛ مما يؤدي إلى انحياز السياسة إلى طبقة معينة، مما يؤدي إلى ضعف الخدمات العامة، خاصة في الدول النامية.
• ظهور الطبقة واستغلال العمال، بسبب مبدأ الأسعار الحرة الذي يعتمد عليه النظام.

تاريخ النظام الرأسمالي

إنه متعدد الجوانب وله جذور متنوعة متنازع عليه، ولكن بشكل عام يعتقد الباحثون أن الرأسمالية في نسختها المعاصرة ظهرت في شمال غرب أوروبا، في بريطانيا العظمى وهولندا على وجه الخصوص، في القرنين السادس عشر والسابع عشر على مدى القرون تراكم رأس المال بوسائل مختلفة وعلى عدة مستويات، وارتبط قدر كبير من التنوع تركيز الثروة والقوة الاقتصادية، وتدريجياً أصبحت الرأسمالية النظام الاقتصادي المهيمن في جميع أنحاء العالم، وبالتالي، فإن معظم تاريخ القرون الخمسة الماضية يتعلق بتطور الرأسمالية بجميع أشكالها.

أسئلة شائعة

فيديو ما هي الرأسمالية؟