جدول المحتويات
تقع محلية شندي في السودان جنوب ولاية نهر النيل على شرق ضفاف النيل، وتبعد عن العاصمة خرطوم الواقعة في الشمال الشرقي مسافة 150 كيلومتر مربع تقريبًا.
أهمية محلية شندي
تكتسب شندي أهمية استراتيجية كبيرة في السودان؛ حيث جعل منها موقعها رابطاً بين شمال السودان وشمال شرقه وبين مدينة خرطوم في وسط السودان، و كانت على مر العصور موقعُا هامًا جدًا ليس للسودان فقط بل لجميع الدول العربية والإفريقية المجاورة والدول التي كانت تمر بقوافلها التجارية من خلالها؛ حيث كانت ملتقى للكثير من الطرق التجارية الهامة، كما كان لها أهمية سياسية كبيرة؛ لقربها من حضارات السودان القديمة وحضارات وسط وشمال إفريقيا، مما جعل من قصة محلية شندي منذ تعمير الإنسان لها وحتى اليوم واحدة من قصص القارة السمراء العجوز التي تطلعنا على جزءٍ كبيرٍ من تاريخنا كبشر عبر حضارات مختلفة زارت هذه الأرض.
نشأة محلية شندي في السودان
يُرجع المؤرخون تعمير محلية شندي إلى عصر استقرار الإنسان خلال العصر الحجري الحديث، حيث استوطنت كغيرها من البقاع المجاورة في نهر النيل والمياه العذبة في تلك الفترة، وعرف فيها الإنسان الاستقرار والتجمع في مجتمعات تقوم على الزراعة والرعي، وهو جزء طبيعي من تاريخ معظم مدن إفريقيا.
أثار محلية شندي
إن حياة الإنسان على هذه المحلية استمر دون انقطاع لأكثر من أربعة آلاف سنة مضت، وهذا ما أظهره ما تبقى من آثار المقابر القديمة ومخازن الطعام من حبوب وثمار، بالإضافة إلى ما وجد بالقرب من قلعة شنان من دلائل على تواجد إنسان العصر الحجري الحديث في محلية شندي، فقد تم الكشف عن مجموعة كبيرة من المقتنيات الأثرية التي تشير إلى قيام مستوطنة كبيرة على أرض هذه المدينة، وحتى بدون أية آثار يسوقنا العقل ومعرفتنا برحلة الإنسان منذ بدايته على الأرض إلى أن شندي من البقاع التي كانت بمثابة الجنة لهذا الإنسان التائه والمنهك في بحثه عن طعام واستقرار.
مميزات محلية شندي
تتميز شندي بأرضها الخصبة القريبة من مصدر المياه الدائم؛ وهو نهر النيل، وعلاوة على هذا فهي أرض مرتفعة إلى حدٍ يجعلها في مأمن جيد من خطر فيضان النهر، الذي يحدث بشكلٍ موسمي ولم يكن للإنسان حينها وسيلة فرار منه؛ فكان يهرب من الأرض المنخفضةِ كلها حتى ينتهي الفيضان، أما في شندي فلم يكن يحتاج لفعل هذا وظل معمرًا لها على مر العصور.
شهرة محلية شندي عبر العصور
انتشر اسم شندي واشتهر منذ ممالك السودان القديمة وخاصةً مملكة مروي القديمة، وكانت رمزًا لواحدة من أشهر قبائل السودان والعرب؛ وهي قبيلة الجعليين حيث أنها عاصمتهم ومكان تجمعهم الأول، وكان موقع شندي المميز سببًا هامًا في الشهرة الواسعة التي نالتها حيث جعل منها واحد من أكبر أسواق شمال أفريقيا بشرقه وغربه، وكان ينتعش سوقها بالقوافل التجارية المتجهة إلى البحر الأحمر والقادمة من ممالك الحبشة ووسط وجنوب السودان وأفريقيا، الأمر الذي ساهم في تعزيز أهمية شندي في أفريقيا وزاد من أعداد زائريها.
تاريخ محلية شندي
ذكر الرحالة الإنجليزي الشهير جيمس بروس مدينة شندي في كتابه (سياحة)؛ للكشف عن منابع النيل حين مر بها عام 1772م وهو عائد من الحبشة؛ حيث وصفها بالمدينة المزدهرة ذات التجارة الرائجة، وأشار بالإعجاب إلى أسواقها الغنية بمختلف أنواع البضائع، وأن السوق الأسبوعي فيها هو الأكبر في بلاد النوبة، بالإضافة إلى المنظر الجميل الذي يحيط بتلك الأسواق؛ لقربها من نهر النيل والبساتين والحقول حوله.
ولازالت محلية شندي في السودان تحظى بأهمية وشهرة واسعة رغم ما مرت به من ظروف صعبة وغزو وحروب أبادت الكثير من أهلها ودمرت معالمها، ولكنها حتى الآن مزاراً للسياح الراغبين في رؤية ما تحتويه من آثار تاريخية يعود معظمها إلى مملكة مروي القديمة.