جدول المحتويات
محلية طويلة كورما
محلية طويلة كورما هي إحدى محليات محافظة الفاشر، وعاصمتها مدينة الفاشر، وهي مدينة تاريخية شهدت التطور العمراني منذ تأسيسها، وتقع في ولاية شمال دارفور، والتي بدورها تعد بوابة السودان وثغره نحو عمق الغرب الأفريقي، إذ تمتاز بتباين متنوع في الظواهر الجغرافية، حيث تغطي معظم أجزاء الولاية في الشمال والوسط الشرقي الأراضي الصحراوية وشبه الصحراوية، وتتصف بالطبيعة الرملية، وتنتشر كذلك التلال والأودية في أجزائها الجنوبية، كما يمتهن سكان الولاية الزراعة التقليدية حرفة أساسية ورئيسية لهم.
نبذة عن محلية طويلة كورما
مدينة طويلة كورما هي واحدة من أقدم المدن الصغيرة المأهولة بالسكان في أفريقيا، تعرضت المنطقة المحيطة بها للإحتلال منذ ما لا يقل عن 8000 إلى 10000 عام، ولكن المدينة بلغت ذروة ازدهارها في الفترة من 1800 قبل الميلاد إلى 1600 قبل الميلاد، عندما كانت عاصمة مملكة كوشـ ومركزاً تجارياً مهماً في فترة عصر الدولة الوسطى في مصر.
الحياة الإجتماعية والإقتصادية في محلية طويلة كورما
تقع المدينة شمال غرب مدينة الفاشر على بعد 82 كيلو متراً تقريباً، يوجد فيها رئاسة الوحدة الإدارية، ومحكمة أهلية، ومركز صحي، وبعض المدارس، وسكانها من قبائل التنجر، والبرتي، والفور، والزغاوة، والأشراف، والعريقات، وطوارق وغيرهم، وتصاهرت هذه القبائل واندمجت في بوتقة اجتماعية واحدة.
كما أن أهل هذه المدينة كانوا يعملون بالتجارة والحرف الصناعية، مثل: صناعة الدمور، والأواني الفخارية، والسروج، والحراب، والفؤوس، والسيوف وغيرها، أما المزارعين وأهل الأرياف كانوا يزرعون الحبوب الغذائية، مثل: الدخن، والذرة، والبطيخ، والسمسم، والفول السوداني، بالإضافة إلى الخضروات، والبقوليات، والتوابل، والبامية، والطماطم، والبصل، والفجل، والثوم وغيره.
كان سكان المدينة من الرعاة يربون الإبل والبقر والضأن والماعز، حيث كان لها مواردها الطبيعية، بسبب توفر ثمار الأشجار، والصمغ العربي، وعسل النحل، والشمع، والنبق، وبعض الأعشاب فيها، مما مكنها أيضاً من أن ترتبط تجارياً بمصر عن طريق درب الأربعين التاريخي المشهور، إذ كانوا يصدرون إليها الإبل، وسن الفيل، وريش النعام، وجلود النمر، وجلود الزواحف.
أحياء محلية طويلة كورما
اعتادت المدينة أن تكون مزدهرة للغاية في شمال دارفور؛ حيث يوجد فيها العديد من المباني المشيّدة بالطوب، وكان يتم فيها زراعة التمباك؛ وهو عبارة عن نوع من أنواع التبغ المكلف هناك، ولا يزال بالإمكان رؤية بعض المباني المشيّدة من الطوب، وأجزاء من مباني كانت تستخدم في المخازن والمنازل، لكن بسبب هجوم وحشي شنته الميليشيات التي تدعمها الحكومة في عام 2004م، تم نهب وتدمير البلدة بأكملها تقريباً، حتى خضعت المنطقة لسيطرة ميني ميناوي من جيش تحرير السودان، والذي وقع اتفاقية سلام مع الحكومة.
تعد المدينة واحدة من أهم مواقع وادي النيل التي تقود الطريق إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ومن خلال التنقيب من قبّل فريق سويسري لأكثر من ثلاثين عاماً، تم كشف النقاب عن بقايا أثرية استثنائية، ومعابد ضخمة، ومقابر ضخمة مدفونة في أنقاض المدن القديمة، كما تضم أقدم المقابر في القارة الأفريقية، وتفتخر باكتشاف تماثيل الفراعنة السود.
افتتاح مستشفى الطويلة
تمكنت منظمة أطباء بلا حدود الدولية في أكتوبر عام 2009م من العودة إلى مدينة الطويلة، وإحياء أنشطتها الطبية بالتعاون مع وزارة الصحة، وذلك بعد أن اضطرت إلى تعليق أنشطتها بسبب تدهور الوضع الأمني، وفي ذلك الوقت كانت وزارة الصحة توفر خدمات رعاية صحية وعمليات طبية متنقلة.
قررت منظمة أطباء بلا حدود تجديد مبنى قديم تابع لوزارة الصحة، لضمان استدامة الخدمات الطبية، حيث قامت بإفتتاح مستشفى الطويلة الذي تم تجديده، ولحسن الحظ، يقدم المستشفى الرعاية الصحية المجانية إلى 28600 شخص يعيشون في الطويلة والمناطق المجاورة، بما في ذلك النازحون الذين يعيشون في المخيمات الثلاثة: رواندا، ودالي، وأرجو، وتميزت بموقعها القريب، بحيث يأتي إليها الأفراد من أكثر من 20 قرية للحصول على رعاية صحية مجانية.
دور منظمة أطباء بلا حدود في الدعم الطبي للمدينة
يدعم الفريق الطبي التابع لمنظمة أطباء بلا حدود وزارة الصحة في توفير الرعاية الصحية الأولية والثانوية لسكان الطويلة، بما في ذلك الخدمات الغذائية، والرعاية الصحية الإنجابية، والدعم النفسي، من خلال تعزيز الصحة المجتمعية، كما تقوم المنظمة بدعم موظفي وزارة الصحة من خلال التدريب، وبناء القدرات، ودفع الحوافز.
بدأت منظمة أطباء بلا حدود في بداية العمل في الطويلة في يوليو 2007م، وكانت تقدم خدمات طبية مماثلة لتلك المتوفرة في مستشفى الطويلة، وخلال هذه الفترة، علقت منظمة أطباء بلا حدود أنشطتها الطبية عدة مرات بسبب انعدام الأمن في المنطقة، ومع ذلك ، فإن نقل الخدمات الصحية إلى مبنى المستشفى الذي تم إعادة تأهيله، يسمح بتحسين الظروف الصحية، والأهم من ذلك راحة المرضى ورفاهيتهم.