محلية غرب جبل مرة في السودان

جبل مرة في السودان

تعد محلية جبل مرة بالسودان من أجمل المناطق في العالم؛ لغنى طبيعتها، ولمناخها المعتدل، ولطبيعتها البيولوجية كونها مجموعةً من القمم البركانية تقع في إقليم  دارفور غرب السودان، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 3000م، وتتكون جبال مرة من سلسلة من المرتفعات الجبلية يبلغ طول أغلبها 240كم، وعرضها 80كم؛ حيث تمتد لمساحاتٍ شاسعة باتجاه الجنوب ممتدةٍ إلى ضواحي الفاشر شمالًا؛ حيث تشمل المساحة الكلية للجبال 12.800كم، ويُصنف جبل مرة أعلى ثاني قمة جبلية في السودان، ويضمّ مجموعةً من البحيرات البركانية، وشلالات المياه، التي تشكل أجمل المناظر الخلابة كشلال مرتجلو، وشلال قلول، وشلال سوني، ويعدّ مركزًا سياحيًا هامًا لجذب عددٍ من الزائرين والسياح لما يحتويه على مناظرٍ طبيعية خلابة، وبيئة نقية، ومناخ معتدل.

مناخ جبل مرة 

يسود مناخ البحر الأبيض المتوسط عادةً في محلية جبل مرة، وتهطل الأمطار فيها بشكل شبه دائم كل الفصول، وتتوفر فيها الينابيع الطبيعية، وتتصف قمم الجبال بمناخ معتدل ماطر، مشكلةً محطة للطيور المهاجرة ، كما تحتوي على عدد من الحيوانات المختلفة كالقرود والحيوانات البرية الأخرى النادرة على المستوى الدولي.

الزراعة في جبل مرة

تنمو الأشجار المثمرة كالحمضيات والتفاح في محلية جبل مرة نظرًا لطبيعتها الغنية ومناخها الماطر، وتوجد بها الكثير من الأشجار الغابية المرتفعة والمتشابكة، حيث يوفر ماء الأمطارإمدادًا مستمرًا لري الأراضي الزراعية، وتشتهر بزراعة الذرة والدخن نظرًا لتربتها الغنية، كما تضم مجموعة من الزهور النادرة تنتشر بعشوائية بين الصخور، وتكثر بها النباتات المتسلقة، وتوجد بها بعض النباتات المزروعة على المدرجات الجبلية والمرتفعات، كما يوجد العديد من المنتجات والنباتات الزراعية النادرة التي يشتهر بزراعتها، إلا أنه لم يتم استغلال الموارد الطبيعية بمحلية جبل مرة بشكلٍ تام، وتم إهمال المحلية من قبل الجهات المسؤولة، ولم تستغل ثروات المحلية في باطن الأرض وعلى سطحها، بسبب عدم استقرار الأمن نتيجة الحروب التي منعت من تقدم مشروعين يخدمان المحلية، هما: مشروع السافانا، ومشروع جبل مرة للتنمية الريفية، والتي تدعمة بعض من الدول الأوروبية.

سكان جبل مرة المحليين

ينتمي السكان الأصليين المحليين لمحلية جبل مرة لقبيلة الفور والزغاوة؛ حيث يقنطون ببيوتٍ حجرية تُشكل ضمن تصميم دائري، وتُغطى أسقفها من النباتات والقش؛ لتأخذ شكلًا دائريًا هرميًا وتسمى قطاطى، ويتمتع سكان جبل مرة بالطيبة وبالصحة الجيدة؛ نظرًا لوفرة الغذاء والمناخ الجميل المعتدل، وتنتشر بيوتهم على شكل قرى ممتدة حتى تصل لقمم الجبال.

القطاع السياحي في جبل مرة

يشكل جبل مرة نقطة جذب كبير للسياحة، حيث يبدأ المشوار السياحي عبر طريق نيالا وهو من الطرق الطويلة التي يزيد طولها عن مئة كيلومتر، ويأخذ وقتًا بالسيارة حوالي ساعتين باتجاه الجبل صعودًا، حيث يمر السائحين بطريقهم بقرية طور ويتذوقون فيها خيرات ثمارها كالتفاح، والعنب، والمانجو، ثم يتجه السائحين يمينًا متجهين لمنطقة قلول، حيث يمكن مشاهدة شلالات قلول، كما يمكن الجلوس بالاستراحة المتوفرة بالمنطقة، ثم يسلكون طريقهم بين القرى المترامية على أطراف الجبال ويستمتعون بالطبيعة وبالشلالات التي تشق طريقًا لها بالجبال، وبرؤية الجداول النقية الصافية والتي تشاهد من خلالها حبات الحصى اللامعة، والتي تنعكس عليها ظلال الأشجار الحرجية والصنوبرية مع أصوات الطيور الجميلة، وتطاير الفراشات الملوّنة، ومرور قطعان الغزلان، ويعد الصعود لأعلى قمم الجبال والنظر لأسفل من أروع المشاهد التي يمكن أن يراها السائح لمشاهدة السحب والغيوم ممتدة تعانق سفح الجبال مشكلةً منظرًا كونيًا فيه كثير من الإبداع والجمال.