جدول المحتويات
مدينة الجديدة
مدينة الجديدة، هي مدينة سرعان ما نمت وتوسعت وازدهرت داخل مدينة وميناء وهران الجزائرية العريقة، وهي سوق أكثر من وصفها مدينة، وتتوسط وهران، ويقصدها للتبضع جميع الجزائريون من داخل وهران وخارجها، خاصة أبناء الطبقة الوسطى ومحدودي الدخل والفقراء، تخدمها شبكة مواصلات جيدة من حافلات نقل الركاب والترام.
أسباب نشأة مدينة الجديدة
كان لميناء وهران أهمية كبيرة لدى الجزائريين بشكل عام، وهو أيضاً في مقدمة الموانئ الهامة في أفريقيا، ولهذه الأهمية، ولاستقرار وازدهار مدينة وهران أيضا قصدها العمال والفقراء النازحون من خارجها من القبائل القريبة من وهران ومن الدواير والزمالة وغيرها، ونصبوا الخيام وبنوا الأكواخ واستقروا جميعا خارج سور المدينة. ورغم تجمعهم المشوه والمربك لمدينة وهران، إلا أنّ المستعمر الفرنسي المتخوف من تلك التجمعات العشوائية الكبيرة كان يدرك أهمية هؤلاء النازحين كعمالة لمدينة وهران ومينائها، مما دفع الجنرال الفرنسي لامورسيير إلى التخطيط لبناء قرية الأهالي، لتكون موطناً جديداً لهم يحتويهم قبل إيوائهم، وأمر لامورسيير ببناء القرية في 20 يناير عام 1845 خارج سور وهران مسمياً إياها بقرية الزنوج، وأسست القرية بشكل هندسي مربع وأزقة متوازية متعامدة.
موقع مدينة الجديدة
تقع مدينة الجديدة وسط مدينة وهران وتحتل موقعاً مركزياً فيها، تحيطها أربعة شوارع، هي: شارع الجنرال بورباكي جنوباً، وهناك أيضاً المقبرة اليهودية، وشمالاً شارع الجنرال سيريز، حيث توجد ثكنتين عسكريتين، وفي الغرب شارع إدوارد هيريو وهناك سوق الجملة، وفي الشرق شارع بول دومير، حيث يقع المتحف الوطني.
تاريخ ومراحل تطور مدينة الجديدة
تعد مدينة الجديدة من المدن المسماة بالمدن الاستعمارية،حيث نشأت إبان الحقبة الاستعمارية في 1845، ومن قرية للأهالي نعتها الفرنسيون بقرية الزنوج ليس لأنّ فيها عائلات قليلة من ذوي البشرة السمراء، وإنّما لكون سكانها جميعاً من العمال، وينظر إليهم من يستعبدهم كعبيد. وقد مرت القرية بثلاث مراحل، من قرية أسست لحل أزمة، إلى قرية وسوق إلى حي وسوق مزدهرة، ثم إلى مدينة يغلب عليها طابع السوق.
لقد كان التوسع فيها ضمن المخططات التي شملت جميع المناطق الواقعة خارج وهران القديمة، وكانت أولى المراحل التنموية فيها مابين 1867-1937 وأدت التنظيمات المتواصلة للشوارع والأرصفة إلى تزايد البناء والعمران وتوسعة السوق، وشهد حي المدينة الجديدة تحوله التنموي الثاني سنة 1900، حيث تجدد العمران وتوسع وتزايد عدد السكان، وفي عام 1930 شيد سوقها المغطى، وفي عام 1950 شيد مشروع الإسكان الجماعي، وأجريت تحولات كبيرة للمدينة عام 2000 في بنيتها التحتية وعلى المستوى التجاري.
سوق مدينة الجديدة
يتميز سوق المدينة بأنشطته الموزعة بنظام، وقد بدأ هذا السوق كسوق للأسماك والخضراوات والفاكهة، ثم توسع وتطور حتى أصبح سوقاً مركزياً، يلبي احتياجات المنطقة الشرقية والجنوبية، واحتياجات كافة الوافدين إلى وهران من زوار ومصطافين، كذلك يتميز بشوارعه المهنية، كشارع الصاغة، شارع الدباغين والنحاسين والحرفيين وغير ذلك، ومن أشهر أسواق مدينة الجديدة: السوق المغطى، ولا تخلو المدينة من فنادق وحمامات، ومطاعم ومقاهي تلبي احتياجات القادمين إليها من أماكن بعيدة.
الدور الاقتصادي لسوق مدينة الجديدة
قامت في المدينة الجديدة بوهران مناطق وأحياء حرفية وصناعية مزدهرة من خلال سوق المدينة، ملبية لحاجة السوق وموفرة عدداً كبيراً من الوظائف، كذلك لعبت المدينة وسوقها دوراً كبيراً في تسويق جميع المنتجات الوطنية، وكانت ممراً وسوقاً للتجارة الخارجية، وقد ساهم ذلك في خلق 29.500 فرصة عمل، في حين يوفر الميناء ووسط المدينة 28.300 فرصة عمل، وكذلك ساهمت المدينة وسوقها كأحد أهم المناطق المهنية الاقتصادية الجزائرية في معالجة الركود الاقتصادي وتنشيط الصناعات الوطنية.