مدينة القرنة في محافظة البصرة

مدينة القرنة

القرنة مدينة تابعة لمحافظة البصرة تتبعها نواحي السويب والمُدَيْنَة والدير وطلحة والهوير، ويمر فيها الخط المسفلت الواصل بين ميناء الفاو والبصرة في الجنوب وبغداد، وقد كانت القرنة قلعة قديمة تصد الهاجمين على البصرة حتى هُدمت وتم تجديدها على يد علي باشا ونسبت إليه وسميت العلّية، لكنها استرجعت اسمها القديم وهو القرنة، والسطور القادمة تحمل المزيد من المعلومات عنها.

سبب تسمية مدينة القرنة

تعتبر مدينة القرنة واحدة من ثلاث مدن شيدها سيلوقس وأطلق عليها اسم أفاميا نسبة لزوجته الأولى، ومن ناحية أخرى كانت تعتبر محل اقتران دجلة بالفرات في موضع سُمي بالجوازر لأن المياه كانت تجزر هناك، وكان الرومان يسمونه في القرن الأول للميلاد دقبة أو دجبة.

تاريخ مدينة القرنة

قام علي باشا بتجديدها – كما ذُكر أعلاه – وتجديد سورها بخندقين مع سور قوي؛ بهدف صد الأعداء عنها إلى جانب وجود حشد لحمايتها وذلك بين عام 1647-1655 ميلاديًا، ثم جعل ابنه فيها ثلاث قلاع تحيط بها وبين الواحدة والأخرى فرجة صالحة للقتال، كما أحاطها بالماء من ثلاثة جوانب وجانبها الرابع بخندق عظيم وأسوار من الطين، وانتقالًا لحقبة زمنية أخرى قد شهدتها المدينة التي انعكس فيها تقدير القائد فراي للقائد التركي صبحي بك بإرجاع سيفه له نظرًا لشجاعته في الدفاع عن المدينة على الرغم من استسلامه واستسلام جيشه واثنين من ضباطه وآلاف من قواته للجيش البريطاني عام 1914 ميلاديًا.

جغرافية مدينة القرنة

تقع مدينة القرنة على خط طول 47 درجة و26 دقيقة إلى الشرق ودائرة 31 درجة إلى الشمال، وذلك عند ملتقى دجلة بالفرات قديمًا اللذان كانا يؤلفان بعد ذلك ما كان يُعرف بشط العرب الذي يجري من هذا الموضع باتجاه الجنوب الشرقي ولمسافة قدرها حوالي 204 كم ثم يصب في الخليج العربي، حيث كان يمر ببساتين النخيل التي تقدر بثلث نخيل العراق أو أكثر، وتجدر الإشارة هنا إلى أن أراضيها التي كانت تمتد على ضفاف الأنهر الثلاثة دجلة والفرات وشط العرب تعتبر أهوارًا تكثر في وسطها مرتفعات تدل على وجود آثار أبنية قديمة ترتقي إلى عهود سابقة.

أما مناخها فموزع بين منخفضات جوية شتوية يصاحبها درجات حرارة منخفضة ليلًا بسماء صافية ورياح هادئة، أما ربيعها فمتقلب يتراوح بين انخفاض الحرارة وارتفاعها مع سقوط للأمطار وعواصف رعدية، أما صيفها فذو حرارة مرتفعة قد تصل إلى 45 درجة مئوية، نهاية بالخريف الذي يندر في بدايته تساقط الأمطار لكن نهايته تحمل أمطارًا قد يصاحبها عواصف رعدية.

معالم القرنة القديمة

تحتوي مدينة القرنة على شجرة يُقال بأنها شجرة الخلد التي أكل منها آدم عليه السلام ويُقال كذلك بأنها من زمن المسيح، علمًا بأن سياحًا من خارج العراق يزورونها للتبارك بها، ويقوم البعض بشدّ الخرق حولها وطلاء محيطها بالحناء تبركًا بقدمها وأملًا بقاء الحاجات، ومن ناحية أخرى هناك دير العزير الذي ما زال قائمًا حتى الآن حيث يُشاهد فيه قبر النبي عزرا أحد أنبياء اليهود والذي يعتبر مزارًا مشهورًا لليهود، ومن ناحية أخرى يُشاهد كذلك قبر عمر بن زين العابدين فيها والذي يؤمه الناس من سائر أطراف القضاء ومنه استدل بأنها كانت أول مركز للشيعة في العراق بعد واقعة الجمل.

كانت مدينة القرنة مركزًا تموينًا مهمًا كتبادل السلع لعرب الأحواز وللإيرانيين وهي بالتالي ذات موقع تجاري استراتيجي قديم؛ وذلك بفضل صلاحية شط العرب لسير السفن البحرية الكبيرة حتى نقطة التقاء دجلة والفرات، فضلًا عن اتخاذها مركزًا تتجمع فيه البضائع القادمة عن طريق الخليج العربي ومنه تتوزع على مناطق ضفاف أعظم نهرين في مقدمة آسيا.