جدول المحتويات
مدينة شهبا
تعرف مدينة شهبا بأنها مدينة سورية جبلية تقع على أحد تلال جبال العرب، وتجاورها أربعة تلال على صف واحد من جهة الغرب، وهي مدينة تابعة لمحافظة السويداء، وتقع تحديداً في الجهة الجنوبية من سوريا على بعد مسافة تقدّر بحوالي 85كم² إلى الجنوب من مدينة دمشق، كما أشير إليها في العديد من المصادر باسم فيليبوبولس؛ نسبةً للإمبراطور الروماني فيليب العربي الذي كان واحداً من أبنائها وحكم الامبراطورية الرومانية لفترةٍ من الزمن.
تاريخ مدينة شهبا
مرّت مدينة شهبا بالعديد من الفترات الحضارية الهامة التي كانت سبباً في صنع تاريخها العريق، فيما يلي أهم الحضارات التي تعاقبت على المدينة:
- يعود تاريخ نشوء هذه المدينة للعصر الحجري، حيث كشفت التنقيبات عن وجود مجموعةٍ من الآثار الدالة على وجود الإنسان الحجري القديم في عدّة مواقع في المدينة مثل: منطقة الغرارة، وتل الجمل، وتل شيحان، كما عُثر على العديد من المغر والكهوف والتشكيلات الطبيعية التي كانت مسكناً للإنسان القديم.
- في العام 333ق.م؛ أصبحت هذه المدينة أسيرةً للحُكم اليوناني وتعاقبت عليها بعد ذلك حضارات عدّة مثل: المقدونيين، والبيزنطيين، والعرب الأنباط، والرومان، حيث كان لها أثرٌ بارزٌ في هذه الحضارات جميعها.
- بعد تعاقب العديد من الحضارات عليها؛ مرّت المدينة بالفترة الحضارية الأهم في تاريخها وهي عصر الامبراطورية الرومانية وتحديداً عصر الإمبراطور فيليب العربي، حيث عُرف بأنه رومانيٌّ ولد في المدينة وأصبح إمبراطوراً على روما في العام 244م، كما أنه أولى المدينة اهتماماً خاصاً وجعلها نموذجاً يضاهي أهم المدن في الامبراطورية، إذ إنه أحسن تخطيطها وعمرانها وأقام فيها القصور، والمعابد، والمسارح، والحمامات الرومانية، بالإضافة لأربع بواباتٍ في أربع جهاتٍ تمثّل مداخل للمدينة ما زالت قائمةً حتى يومنا هذا، وبذلك أصبحت شهبا مركزاً هاماً للقيادة على مستوى الامبراطورية الرومانية.
آثار مدينة شهبا
- المسرح الروماني: هو عبارةٌ عن مسرحٍ صغيرٍ يضم مدرجاً يتسع لقرابة 1200 متفرجاً، حيث تتوزّع المقاعد على 15-20 صفاً موزعين على طبقتين ويفصل بينهما ممر، أما عن خشبة المسرح وملحقاتها؛ مثل الممرات والحجرات فتتكون من طابقين فيها المحاريب والممرات المقببة، والجدير بالذكر أن هذا المسرح على الرّغم من قدمه؛ إلّا أنه ما زال صالحاً لعرض المسرحيات، إذ إن الخشبة، والكواليس، والدهاليز الخلفيّة، والأبواب ما زالت بحالة جيدة جداً.
- الحمامات الرومانية: تقع هذه الحمامات إلى الشرق من الطريق الرئيسي، وهي واحدةٌ من أكبر الحمامات المعروفة ويعود تاريخها للقرن الثالث قبل الميلاد، كما أنها مؤلفةٌ من ثلاثة أقسام تختلف عن بعضها البعض بحرارة الماء الموجود فيها ما بين باردٍ وفاترٍ وحار، وفيها العديد من المرافق؛ مثل: صالات مطالعة، ومكتبة، وصالات ألعاب، وصالات للتمارين الرياضية وغيرها.
الزراعة في شهبا
تمتاز هذه المدينة بأرضها البركانية الخصبة والصالحة لزراعة العديد من المحاصيل، لذلك فقد انتشرت فيها زراعة الخضروات والفواكه؛ كالتين، والتفاح، والكرز، واللوز، وزراعة الحبوب كالعدس، والقمح، والشعير، كما اشتهرت بزراعة الزيتون والعنب ووجود معاصر خاصّةٍ لكلٍّ منهما، مما أدى إلى ظهور العديد من المنتجات التي يدخل في إنتاجها الزيتون مثل: زيت الزيتون، وصابون الزيتون البلدي، والمنتجات التي يدخل في إنتاجها العنب مثل: الزبيب، ودبس العنب، والخل، والنبيذ.
شهبا في الوقت الحاضر
تُعرف مدينة شهبا اليوم بكونها مدينةً تعجّ بالحركة والنشاط، وذلك نسبةً لموقعها الذي جعل منها مركزاً لعددٍ من البلدات والقرى التابعة لها في محافظة السويداء، وشهدت المدينة تطوراً عمرانياً وتجارياً تمثّل في مجموعةٍ من المباني الحديثة والفلل السكنيّة الراقية، كما انتشرت فيها مجموعةٌ من المحلات التجارية، والمجمعات التجارية، والمراكز الثقافية، ومراكز للخدمات الصحية والاجتماعية والعلمية، بالإضافة إلى الدوائر الحكومية.