جدول المحتويات
نبذة عن مدينة كتامة
هي منطقة قروية معزولة تقع في دائرة كتامة شمال المغرب، وتبعد عن العاصمة مسافة 450 كم، وتقدر مساحتها بأربعين كيلو متراً مربعاً، تتبع إقليم الحسيمة في مملكة المغرب، وتقع بأعلى منطقة مرتفعة بجبال الريف، ويعد الوصول إليها صعباً نظراً لطبيعة تضاريسها الجبلية، إلا أنّ أقرب طريقٍ إليها هو طريق تاونات، وفيها جبل تيدغن ويطل على المجموعات الموجودة بمدينة كتامة، وتضم قيادة كتامة عدداً من القبائل، وتعتبر من إحدى الجماعات التابعة لدائرة كتامة وفقاً للتقسيم الإداري من المستوى الخامس الذي تعتمده مملكة المغرب، وتنقسم دائرة كتامة إلى قبائل قروية تقدر بسبع قبائل تختلف كل منها عن الأخرى بالسكان والمساحة، وكل قبيلة تنقسم لمشيخاتٍ ودواوير ومنها: قبيلة السواحل، وقبيلة بني سدات، وبني أحمد، وبني عيسى، وأركيون، وجماعة تزيتشن، وجماعة إساكن، ويبلغ عدد سكانها 15924 نسمة وفقاً للإحصائيات الرسمية للسكان والتي أجريت عام 2004، تشهد مدينة كتامة كثافةً سكانيةً عالية وهي خليط ما بين الطابع العربي والأمازيغي، ويرتدي أغلب أهل القرية الملابس القروية، ويسكنون منازل قروية أشبه بالأكواخ، ولم تؤمّن المدينة جميعها بالكهرباء، وتضم قرية كتامة عدداً من المحلات التجارية الصغيرة التي تُؤمن الأهالي بالمؤن والمواد الغذائية، وتنتشر بها بعض المقاهي التي يجلس فيها أهالي القرية.
الزراعة في مدينة كتامة
تتمتع كتامة بتضاريسها الرائعة وجمالها الطبيعي، ويُزرع فيها عددٌ من الأشجار المثمرة كالزيتون، والتين، وأشجار الجوز، وتشتهر بها زراعة الأعشاب العطرية كالزعتر، وتزخر المنطقة بالينابيع المائية، ولكن معظم غاباتها دُمرت واقتُلعت أشجارها، كما تحتوي كتامة على عددٍ من المداشر (القبائل) بحيث تضم كل دشرة عدداً من المساكن لأبناء القبيلة التي تربطهم صلة قوية، وتعتمد في اقتصادها الأول على زراعة القنب الهندي الذي يُستخرج منه الحشيش، حيث بدأ سكانها بزراعته منذ بداية دخول الفرنسيين والإسبان إلى بلدهم، حيث يعمل ثلث أهل المنطقة بزراعة القنب الهندي وتجارة الحشيش، وأغلبهم نُفذ فيهم حكم الطلب للعدالة، ومع اقتراب الوصول للمدينة تنتشر حقول القنب الهندي (الكيف) وحُولت زراعتهم من النظام الأحادي إلى النظام التكميلي، وأصبح يُطلق عليها بلاد الكيف، يعود السبب في اعتماد المدينة على زراعة القنب الهندي لتهميشها من قِبل السلطات المغربية المسؤولة، إضافة إلى استغلال تربتها الغنية التي تُوفر بيئة خصبة لنموه والتجارة فيه لكسب العيش، وبسبب موروثات أهل المدينة وثقافتهم التي لا تسمح لهم إلا بمزاولة هذا العمل، فقد كان أهالي المنطقة يزرعونه في الحدائق والبساتين منذ بداية القرن الثامن عشر الميلادي، إلا أنّه في الوقت الحالي تحولت القرية لأغنى قرية في مناطق المملكة المغربية، وتتمثل الاستفادة الأكبر فيها للمهربين ووسطاء عمليات البيع.
السياحة في مدينة كتامة
تستقطب مدينة كتامة عدداً من السياح، وينشط فيها الجانب السياحي وخاصة السياح الذين يبحثون عن الكيف وتدخين لفافات القنب الهندي بأيّ ثمن، ومهما غلى ثمنه، ومع ارتفاع عدد السياح تنشط زراعته وترويجه وبيعه، وانتشر من طور البيع المحلي ليصل إلى العالمية رغم التشديدات الأمنية، كما قُدمت طلبات معنية من حزب الأصالة والمعاصرة للجهات المسؤولة بتقنين زراعة القنب الهندي لاستخلاص الحشيش باعتباره المصدر الأول للدخل الرئيسي لكثيرٍ من العائلات.
مدينة كتامة جزء من المغرب لا ينتمي إليها
تعتبر كتامة عالم منفرد بنفسه، أهله مغاربة بالوثائق فقط، وكأنها مدينةً خارج حدود مملكة المغرب، والقليل من أهلها متعلمين، حيث تضم مدرسة إعدادية، ومدرسة ثانوية، وعدداً قليلاً من المدارس الابتدائية المتناثرة والتي يتغيب مدرسوها عن طلابهم أغلب أيام الأسبوع، ويتميز نساؤها بالقوامة فهنّ اللواتي يشتغلن داخل البيوت وخارجها في الزراعة، والرجال إما مُلاحقين أو لاذوا بالفرار، كما يكثر بها القتل لأتفه الأسباب، كما تفتقر لمقومات المدينة الصناعية، وتفتقر للاهتمام بالجيل الناشئ من الشباب، وتفتقر كذلك للخدمات، ومقومات الحياة الكريمة.